كانت صديقتي لم نكن ندرك معني الصداقة
لقد وجدنا بعضنا جيران علاقة أسرية
فمددنا تلك العلاقة برابط لم نكن نعرف معناه حينها
ارتبطنا بعضنا البعض لدرجة غريبة
كنا نبحث عن بعضنا في كل الأوقات
لا يفرقنا ألا النوم
كانت لا تأكل الا معي
لا نقبل الهدايا الا التي تكون لنا الاثنين
ودخلنا عالم الرياض معا ثم المدارس معا
كنا نجلس علي أريكة واحدة ندرس معا
نذاكر معا
كنا تقريبا متقاربين فكريا وعقليا ماديا واجتماعيا
وكبرنا معا
كان ما يمييز صديقتي يشعرني وجودها بالراحة
تستقبلني بابتسامة وتصافحني بمرح
وفي يوم جاء الخبر
حيث قررت أسرتها هجر البلد الي بلاد الغربة
لتحسين الوضع
أحسسنا بشي مرير بان الكون أصبح لونه عقيم
أحسسنا بان أرواحنا أخذت منا وان بعادنا عن بعض ظلم لنا
لا جدوى من أحسسنا لم يهتم احد لنا
وقالت لي لا تفقدي ثقتك باننا سنلتقي
ولا تحوّلي حياتك الي تعاسه
فقــط لأن أهلنا عجز عن الشعور بإحساسنا الصادق اتجاه صداقتنا
ولم بعرفوا جمالها
وافترقنا
دخلت مرحلتي الثانوية كأني يتيمه
كنت ابحث عنها بين الطالبات
فلم أجد الشيء الذي كان يربطنا مع غيرها
في كل إجازة أترقب عودتها
ولكن لم تعود ابدأ
انتظرتها في كل المرافئ
رحلت الي المدينة مع أسرتي
ودخلت الجامعة
وكنت ابحث عنها في كل الوجوه
في السنة الثالثة لدراستي في الجامعة
سمعت صوتا دخل الي أعماقي بدون اذن
صوت بحثت عنه كثيرا حتي اضاني التعب
بعد طول انتظار
سمعت صوت وتنصت الي الصوت جيدا
بدون شعور وجدت نفسي انادي باسم صديقتي
وفجاه أتت صديقتي تجري نحوي عند سماع صوتي
دخلنا في بعضنا فترة من الزمن لم نحسبها
وفاضت العيون دمعا
سالت عنها عن كل شي عنها عن تاخر دراستها
عندما أخبرتني انها في السنة الأولي
فعلمت انها في البلاد الغربة مرت بتجربة زواج فاشلة
لكنها تعدتها ورجعت كما كانت صديقتي قوية تتخط الصعاب
وجلسنا طول اليوم تحكي لي عن حياتها وانها رجعت الي البلد للاستقرار هي واهلها
حكيت لها عن حياتي واستقراري انا واهلي هنا ايضا
كان يوما جميل كما حسبته وآخذت عنوانها ودنت عنواني وعدتها سنزورهم اليوم مع أسرتي
ومضي الزمن بسرعة بسرعة عجيبة
وفجاه أحسست إحساس عجيب مثل الذي أحسسته يوم رحيلها عن الديار
لكن قلت في نفسي وجدت صديقتي والحمد لله
انتهي اليوم الدراسي رغم اننا لم ندخل اي محاضرة
فجاءه وقفت قالت مواعيد ترحيلي اتت همينا بالخروج معنا
وعند باب الجامعة أوقفتني زميلة
خرجت صديقتي إمامي
فجاءه سمعت صوتها يصرخ
شعرت قلبي يكاد يخرج من ضلعي
وأسرعت اتجاه الصوت
فوجدت صديقتي وقد تمددت ارضا
والدماء تسيل منها
فاقتربت منها فرايتها تبتسم لي ابتسامة لم اعرف معناها حتي الان
انها فارقت حياتنا الي الابد
واختفت السيارة في زحمة الحياة
وفقدت صديقتي من جديد
لكن هذه المرة الي الابد
تعودت افارق الناس
وانساهم بدمعة
لكن أنتي ياصديقتي
جفت دموع عيني ولآ نسيتك
![]()
المفضلات