ينتابي شعور عظيم بالفخر عندما يتم إستضافة أحد أبناء مدني في القنوات الفضائية ـ ويزداد شعوري بشرف الإنتماء لهذه المدينة العظيمة عندما يكون محور الحديث في اللقاء عن أي جانب من جوانب الحياة في مدني .
سنحت لي فرصة جديدة أمس لكي اعيش هذا الإحساس النبيل ـ حينما أستضافت قناة النيل الأزرق أمس (الأحد 18/10/2009 م) في برنامجها المشاهد جدا ( مساء جديد) على الهواء مباشرة الأستاذ الموسيقار صلاح جميل ـ متحدثا عن تجربته في مجال التلحين ـ وبالطبع تطرق اللقاء للحراك الفني في مدينة مدني ـ وفي أجابته على أحد الأسئلة ـ قال صلاح جميل ـ أن مدني لم تنجب أي فنان أو مطرب في الفترة الأخيرة سوى عصام محمد نور أما البقية فهم مجرد مقلدون ـ رغم أنه أستدرك وأضاف أن هناك بعض الأصوات الشابة المجتهدة مثل ايمن سوريبة وعثمان على ومنير ـ كما أن هناك نشاط لعبد العظيم مازدا وعباس جزيرة ـ
صلاح جميل أحد قاماتنا الفنية ، وله أسهامه المقدر في مسيرة الحركة الفنية بمدني ـ ويكفي أنه صاحب لحن نشيد الدورة المدرسية الشهير ـ ولكن رائه في مطربي الساحة الأن في مدني جانبه الصواب ـ وغلب عليه موقفه الشخصي من أهل الوسط الفني ـ وفيه تبخيس كبير لمجهودات ومواهب ومطربين يشهد الجميع على علو كعبهم على مستوى مدني ـ بل وعلى مستوى السودان ـ فأن يصف صلاح جميل فنان مرموق جدا بحجم شبارقة بأنه مجرد مقلد فهذا ظلم كبير لفنان أحسبه بكل المقاييس فخر كبير لمدني ـ فشبارقة بشهادة كل المهتمين بالشأن الفني صاحب أمكانات صوتية نادرة جدا ـ وله مقدرة عالية على اختيار اعمال فنية تناسب قدراته الصوتية ـ ولا أبالغ أن قلت أن شبارقة من ناحية الأمكانات الصوتية ( صوت قوي + تطريب) لا مثيل له في السودان الأن وقبل الأن .
مع إحترامي الكبير لصديقي أيمن سوريبة وعثمان علي ومنير ـ ولكن لا توجد مقارنة بين هولاء وشبارقة الذي اشتهر على نطاق السودان ـ وتم تداول شرائطه على نطاق واسع جدا على إمتداد الوطن ـ
لا أقول ذلك دفاعا عن شخص شبارقة الذي لا تربطني به أدنى علاقة شخصية ـ ولكنه دفاعا عن موهبة راقية تعتبر بكل المقاييس فخر كبير لمدني ـ
فكما تجاهل صلاح جميل شبارقة تجاهل أيضاً فنان بحجم عمر جعفر وسند وهشام مرحوم ،
فأنا أقدر وجهة نظر موسيقارنا الكبير ـ ولكن القاصي والداني يعرف أنه لا توجد مقارنة بين من ذكر وبين العمالقة شبارقة وجعفر وسند وهشام .
أمل من كبارنا أن يميزوا بين المواقف الشخصية ، ومايمليه عليهم ضميرهم المهني ـ وما تقتضيه الأمانة والضمير حينمنا تتأتي لنا مثل هذه الفرص لنمثل ست المدائن .
المفضلات