بسم الله الرحمن الرحيم
حينما امسك بقلمى واتحدث عن اهل الابداع والفن فتترع المعانى السطور .ونحن فى يناير والذى يصادف ذكرى رحيل قامة فنية من قامات بلادى الشامخة التى اثرت كل جزء من اجزاء هذا الوطن وبللتها بعرق الطيبين والبسطاء ونبتت من بين الوجدان ازهارا تفوح طيبا مسكوبا من عبير رواد الكلمة سادتى الذين طوعوا الحروف والكلمات والموسيقى لهذا البلد العزيز..........
الفنا مصطفى سيد احمد اسم نثر حروفة عبيرا عطر سماء هذا الوطن بفنه المشحون عشقا بالحياة ولحنه المغموس بالشجن ......غناءه فكرة اعلان للحياة وهزم المستحيل ونغمة زغرودة تزف للناس ميلاد زمن جديد فهو من الذين اسهموا فى تلطيف سخونة الصيف السودانى ..وادخال الكلمة الدافئة للقلوب فى موسم الشتاء بردا وسلاما يطرب لها الانسان السودانى تشنف الاذان وتهذب الروح وهكذا كان مصطفى يعيش بيننا وفينا ومعنا..............
مصطفى انسان غنى عن التعريف فقد عرف نفسه باعماله وهو من النجوم القليلة والامعة التى اضاءت سماء هذا الوطن وخارجه بقوة الكلمة وروعة الاداء وجاذبية اللحن وحريرية الانامل التى ابدعت فى نظم قيثارة معبرة عن دواخل الانسان السودانى...
هذا النبع الفيا دوم يعتصر الحرف ليخرج منه نغما اسطوريا لايصدا رقبق شفاف مرهف ..تخطى عتبة المجد بصبر لم يتعجل وتخطى حاجز الزمن المسور بالمحن والاحن والابتلاءت ..ولد بالجزيرة وعلت اول صرخة له حينما علاصوت الحق وتقرر مصير هذاالوطن العظيم بين الشعوب واحسبه نما على هذه الروح ,شرب سلاف النيل الازرق ونبت من طين الارض الطيبة التى ظل ينادى بها ويعيش افراح واتراح اهلها الطيبين الزينين
لقح بين الكلمة المنظومة واللحن المرسوم على شفتة الزمن الاتى لياتى هجين الخلود انغاما تعتصر الافئدة الفة وطربا .....يؤرخ جماليات التماذج من بين دف الكلمة وعمق اللحن...حمل عناء الوطن ..عناء المرض وعناء الغربة والمجهول وحقا اريج العود يزكو كلما زاد احتراقا..........
احتل مساحة واسعة فى افئدة الطيبين الرائعين من اهل بلدى وله نصيب كبير من اهتمامات النقاد واهل الفن , التقى فى مشواره الابداعى الثر برواد الكلمة الدافئة والمتعافية من الوصف الصريح والذين نقشوا على جدران القلوب النازفة بحب الكلمة وحب الوطن عزف على وتر الحقيبة حينما اختبا اللون خلف ظلا الماضى...........سافر شرقا وغربا ينشد راحة الاجساد المنهكة التى احتطبها الصبر جلس على سجادة الماضى وهو متفائلا بالغد المشرق.....
مصطفى سيد احمد طائر طليق فى سموات المفردة العاطفية ولن ننسى الوطنية والشعبية التى تغنى وتفرد فى اداءها له منبر مفتوح من عقله ولسانه قلبه يشرع فى البوادى والقرى وقلوب العاشقين ويوزع الخيال الحر الواسع لوجه الله وحتى اذا ما علت الوجوه السودانية البسيطة المفطورة على الوداد والابتسامات الصادقة حمل سيداحمد زاده ذاك القليل الزاهد وضرب فى المسير الابدى ليلا ونهارا حيث مربعا وقافية وشعرا وحب للناس لاينقضى .....
مصطفى وضاحة وعم عبدالرحيم والمسافة مصطفى شجرة زاخرة متعددة االفروع كلما هاززت فرعا اشبعت منه رغبتك .....
حقيقة اصدقائى واحبائى القراءة مهما تتبار القرائح والاقلام والهام متحدثة عنه عازفة اناشيد عظمته فستظل جميعها لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول لسانها .......
ولن ننسى اننسسجل للاخوة شعراء هذه الدرر التى تغنى بها مصطفى الريادة فى اصطياد الشوارد وتطويع الكلمات لرسم صورة فنية نابضة بالحياة ,صادحة بالبشرات................
الاخوة الاكارم ولحديثى معكم بقية فقط دعونى ان اختم بابيات شاعر مصطفى الكريم ازهرى محمد على........
بسناك على صهوة جياد الريح .........
بسناك فى الزمن اللديح القيح ........
رحيلك شلهت الدنيا ورتب العالم البهناك


مع تحياتى / ابوزيد العمدة
19/1/2010
19/