صاخبه هي الافكار عندي فى تلك اللحظة ...مشحونا بأجواء مختلفة جلست ..تارة يمر علي تيارا استوائيا فتتزاحم المفاهيم عندى وتارة اخري تلفحنى رياحا باردة فتترتب الاشياء في نفسي.. ومضت امامي..النشرة الجوية والمذيعات المبتسمات بتصنع.. ضحكت ضحكة خاطفة ..وخفت من خيالي الواسع ان يدخلني سهرة باهته للقناة السودانية فهرولت من امامي...
- هي دواما تملاني بالمواعيد الجميلة والانتظار لما هو احلي...صباحا همست فى اذني وانا اتصفح جريدة حائطيه بالجامعة ..( بكره مساء رائعا بحديقة القرشي يجمعنا).. لم افرح واجلت الاحتفالات قليلا.. كثيره هي مواعيدها واعتذاراتها لي.. بدات اثرثر مع نفسي .. انا اعشقها بكل اعتذارتها واخطاءها ..لكن انا قيم جدا عندي ولااقبل لعبة القط والفار.. قال لى احدهم هي تعشق فيك شعرك فيها وتلميعك لها ليس اكثر..غدا سوف افتح معها كل الملفات واحسم الموضوع .. المذياع بقربي كان يددن( يايوم بكرة ماتسرع)..شربت كاس من الليمون كما قرات ( ارشف عصير الليمون بهدوء تهدا اعصابك) اخى كان دوما يمازحنى (انت تضع كتاب العلوم امامك وتأكل).
- وردى لون الحب.. ازرق لون هادي القسمات.. ابيض يحسسك بالراحة والبرد.. اسود نعم البس اسود حتى تعرف اني انسان حاسم فى حياتي وتحدد اشياءها..( ماشي وين لابس كده مناسبة) سالني اخي بمكر اجبت وانا اربط فى حزام الجزمة ( مناسبة كبيره وحاسمه).. خرجت الى الشوارع واضواء النيون تخترقني ..حتى صرت كتلة مشعة من الضياء والهدوء .. وانا صغير كنت دئما اربط بين ضوء القمر واضواء النيون واصرخ ( القمر وقع في الشوارع شوفو)..دخلت حديقة القرشي ..واخترت مكانا كثيف الضوء حتى يزيد من شجاعتي الادبية.. واخرجت من حقيبتي ادوات الانتظار ... ديوان شعر لمحمود درويش وصحيفة .. احسست بالقرشي شهيدنا الاول.. يطلب مني الحسم والمواجهة.. وانا معك حتى الاستقلال ..ولالا للاستعمار العاطفي..
- ساعتي السويسرية تتسكع عقاربها هنا وهناك ...( مرت لحظات وكمان ساعات وحياتك منتظرين) مسجل كافتريا الحديقة يحذر... وبدات احس بالقلق..سوف ارجع بكل اسلحتي وانتظر معرك اخري معها ..لا لا لن اسمح بمعركة اخري.. انا من كوستي والخليفة التعايشي..استشهد وهو قابض على ( الفروه)...لن اهرب من ساحة المعركة.. شعرت بنعومة تغمرني بهدوء ..فتذكرت حنانها الزائف ورقتها المصطنعه.. فصرخت بهستيرية( حسمت الموضوع وانا حفيد جغرافيا التعايشي) فهربت القطة من تحتي فى مواء حزين.
المفضلات