قراءة فنية لمباراة المريخ والهلال في ختام الممتاز
رغم الخسارة التي تعرض لها المريخ في ختام الدوري الممتاز من نده التقليدي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة مثيرة قدم فيها الفريقان مستوى فني ممتاز راقٍ ووضح من خلال اللقاء أن جميع النجوم كان لديهم الإصرار على تقديم مباراة قوية ومستوى رائعاً، وهذا ما كان واضحاً منذ بداية الحصة الأولى الذي تقاسم فيه الفريقين الأداء حيث انحصر اللعب في وسط الملعب وكان أداء الفريقين متقارب مع أفضلية للمريخ في الاستحواذ والسيطرة الميدانية وتشكيل خطورة على مرمى الهلال حتى تمكن سعيد السعودي من إحراز الهدف الأول للمريخ مستغلاً خروج المعز الخاطئ لإستقبال الكرة ولكن سرعان ما أحرز الهلال هدف التعادل عن طريق بشة اثر خطا كبير من مدافعي المريخ في التغطية اللصيقة داخل منطقة العمليات فالخطورة دائما تأتي من اللاعب غير المستحوذ أو القادم من الخلف وهذا ما ساعد بشه في إحراز هدف التعادل
بعد الحصة الثانية بدقيقتين تمكن بشة من إضافة الهدف الثاني من خطأ فادح من دفاع المريخ الذي لم يحسن الرقابة لبشة كالعادة ورغم ذلك هاجم المريخ وشكل خطورة على مرمى الهلال الفريق حتى تمكن لاسانا من إحراز هدف التعادل
بعد التعادل الذي أحرزه المريخ كان يجب على كروجر التركيز وعدم منح المنافس فرصة التقدم لمناطق فريقه الدفاعية على أقل تقدير يسوق المباراة إلى ركلات الترجيح حتى لو كلفته بطاقة حمراء لأحد لاعبيه ولكن شيء من هذا القبيل لم يحدث حتى أحرز الهلال الهدف الثالث عن طرق بشة من ضربة ركنية أخطا تقديرها رمزي صالح وبمشاركة بله جابر الذي لم يقم بتغطية القائم الأيمن عند تنفيذ الركلة
الفوضى التي حدثت في عمق الدفاع الهلالي وتوهان محاور الارتكاز لم يستغلها لاعبو المريخ في التسجيل.
دفاع المريخ والمحاور بإستثناء سعيد السعودي كانوا من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى خسارة اللقب خاصة سفاري الذي أصبح ثغرة في دفاع الفريق ببطئه في تخليص الكرة التي بحوزته والكرة من أمام المهاجمين
بله جابر دائماً ينسى واجباته كمدافع بانطلاقاته الهجومية غير الموقوتة التي فتحت جبهة هجومية لفريق للهلال.
فنياً المباراة كانت جيدة وبعيدة عن الاحتكاكات التي كانت تحصل دائماً بين اللاعبين في لقاءات القمة ورغم ذلك كان حكم المباراة ابو شنب سيء كالعادة وضعيف الشخصية ويؤخذ عليه عدم إشهار البطاقة الصفراء في كثير من الحالات التي تتطلب ذلك وأبرزها مخالفة سيف مساوي مع النفطي الذي غادر على أثرها الملعب.
كروجر لم يستغل نقاط الضعف في منطقة العمق الدفاعي الأزرق والظهير الأيسر وعلى الجانب الهجومي كانت المعوقات تكمن في اللاعب هيثم طمبل الذي حل بديلا للنفطي المصاب لقد وضح عدم جاهزيته للمباراة ويعاب عليه سوء الفاعلية والتمريرة الأخيرة التي غالباً ما تكون بدون وكان قاتل للهجمات الحمراء وكان الأجدى دخول مصعب عمر بعد إصابة النفطي لأنه يجيد كل الأدوار.
خروج النفطي مصابا بعد خمس دقائق من بداية الحصة الأولى اخل بتوازن الفريق وأراح الوسط والدفاع الهلالي.
ً المباراة كانت جيدة من الطرفين حيث تقاسما الأداء الممتاز وكان الملعب مفتوحاً والمباراة مثيرة وحافلة بالأهداف.
المريخ قدم مباراة كبيرة وكان من الممكن أن يفوز ولكنه خسر بسبب الأخطاء الدفاعية التي ذكرناها وهذه أمور طبيعية وغير مستغربة لما يحدث في عالم كرة القدم من تنافس ومن حظوظ ومتغيرات لا تتوقف أو تميل لفريق على حساب الأخر، وبمراجعة هذه الإخفاقات اعتقد أن فريق المريخ بحاجة ماسة لتطوير مهارة المحافظة على النتائج وعلى ثقافة إنهاء المباريات الحاسمة المرتبطة بتحمل المسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار وهي الصفة المفقودة لدى اغلب اللاعبين في فريق المريخ في لوقت الحالي فالنجاح مرهون بمدى اللعب الجماعي في الملعب بين اللاعبين وهو ما لم يستطع تحقيقه أي نجم بمفرده مهما كان اسمه ونجوميته.
الحكم الفاضل أبو شنب الذي أدار اللقاء أكد أن الحكم السوداني يفتقر إلى كثير من الأدوات التي تؤهله إلى قيادة مباريات القمة فلا بد من وجود التحكيم الأجنبي في مباراة الكأس.
وختاما أتمنى من إدارة المريخ قبل مباراة نهائي كأس السودان أن تكون لجنة فنية دائمة وتأخذ مسمى خاصاً وتتكون من أبناء النادي أصحاب الخبرة الفنية ومهمتها رصد وتقييم أداء وسلوك اللاعبين و الأداء الخططي والتكتيكي والطريقة التي يلعب بها الفريق وما هي العوامل المؤثرة بالفوز أو الهزيمة وتخرج على شكل توصيات وترفع للجهاز الفني ولا شك إن مثل هذه الملاحظات والاستنتاجات غير واضحة للمشاهد العادي والأجهزة الفنية إلا أنها مهمة جداً وتلعب دوراً كبيراً في تطوير أداء الفريق وتغيير النتائج.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار حسن محمد
المفضلات