الشئ المُلاحظ في إجتماعات الدوائر الحكومية أنها لا تخلو البتة من صحن ( التمر والفول المدمس ) لأجل تحريك الحنك ريثما يأتي دور المُتحدث ، والمعروف أن الفول المدمس والتمر يحتويان على فايتمينات عِدة تُسهم إسهاماً كبيراً في زيادة قوة التحمل لدى الآكل ، الأمر الذي يجعله يتسم بالهدوء التام وعدم المُبالاة بحال المواطن المغلوب على أمره .
ولا شك أن الدوائر الحكومية تعمل على جلب أنواعاً جيدة من التمر كالقُنديلة والبركاوي وليت الحكومة عملت على إضافة ( التُرمس ) فهو يصب أيضاً في تقوية العظام .
نقول لهؤلاء بالهنا والشفا ولكن ثَمَّةَ سؤالاً بسيطاً
من أين هذه الأموال التي تُصرف على إعداد هذا الصحن ( المَكَرَّب والمدنكل ) ؟
حكى لي من لا أتهم أن المجلس بمدينة ود مدني قام بعمل ( كشـــة ) وقع ضحيتها أصحاب ( الدرداقات ) المُحملة بالعنب والتفاح وقال لي أنه يعرف أحد الضحايا والذي أخبره أنه يشتري هذه الفواكه من تاجر الجملة بالآجل بمبلغ يتراوح ما بين المائة والخمسين إلى المائتين يقوم بتسديده بعد يومٍ شاق يتحصل خلاله على عائد ربحي يتراوح ما بين الخمسين إلى الثلاثين .
تقوم الحملة ( الكشة ) بتفريق كامل محتويات ( الدرداقة ) في خلفية ( الدفار ) التابع للمجلس وإعادة ( الدرداقة المؤجرة ) فارغة تماماً لصاحبها . ويُصبح صاحب ( الدرداقة المسكين مديوناً لجهتين ) تاجر الجملة وصاحب ( الدرداقة ) .
لكن المؤلم في الأمر أن الدفار سُرعان ما يتجه نحو المجلس مُحملاً ( بالغنائم ) حيث يجد كمية كبيرة من ( الأكياس الفارغة ) في إنتظاره ويتم التقسيم ( تُفاحتي وتُفاحتك وعنبتي وعنبتك )
تؤخذ الأكياس في آخر اليوم مُحملة بأموال المساكين واليتامى والأرامل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به" (رواه الإمام أحمد في مسنده)،
المفضلات