" والله غايته.. جنس دا، أصلو ما شفناه".
عندما تقابلها في الطريق إلى البير، أو يوم السوق،
أو أينما كان اللقاء. تبادرك بهذا القول.
حتى وإن حدثتك عنه أمس، وأول أمس، وصباح اليوم.
بل حتى وإن عرفت من غيرها، أنها كانت تملك
ديكاً، ودجاجتين، وحماراً، وبقرة،
وكان لها ابن يسمى عبد السلام.
أينما قابلتك تقول لك " والله غايته، جنس دا، أصلو ما شفناه ".
ثم تحدثك أن ابنها حارب في الجنوب،
وجبال النوبة، والنيل الأزرق، وهمش كوريب
، ودارفور، وأبيي، والمناصير، وأم بادر، وعندما حان الأجل المكتوب، مات في السودان.
وقبل أن تسألها عن الحمار،
تخبرك أنهم أخذوه منها لنقل الجنود.
وأن بقرتها أصابها لغم عند سفح الجبل فماتت.
فأخذوا ديكها والدجاجتين، ضريبة عن البقرة التي ماتت،
قبل تسديد ما عليها من ضرائب.
سبحان الله. كل هذه المصائب،
تحدث لامرأة واحدة فقط، اسمها كلتوم،
من أهالي قرية أم دخن، ولا زالت تعيش حتى اليوم؟.
" والله غايته. جنس دا، أصلو ما شفناه".
المفضلات