يحكى ان هناك رجلا توفت زوجته وتركت له ابنه واحده فقرر ان يعيش باقى عمره لابنته وأن يرعاها ويحسن تربيتها .وكان يعلم ان كل تلك الاشياء يصعب تحقيقها لانه لايملك كثيرا من المال سواء رقعه صغيره من الارض يزرع فيها ما يقتات به هو واسرته الصغيره خلال العام
كان هذا الرجل دائم الحزن ولكنه قرر مسح الحزن من حياته لكى يسعد ابنته فعلمها كيف تصبر على المحن وتصنع منها السعاده وعلمها كيف تكون سيده تمتلك زمام امورها . وكان يعطيها النصائح و كانت عندما تقع فى خطاء لا يتكلم معها بل ينظر اليها بعينيه كانت نظراته تجمع بين قلب ام حنين يريد ان يحضنها وقلب اب يريدها ان تصحح خطاءها دون الرجوع اليه
كل يوم جديد فى حياه هذا الرجل عباره عن اعاده مادار فى اليوم السابق فايامه كانت تتشابه كان يستيقظ فجرا و يوقظها ويصلى معاها الفجر ثم يذهب الى رقعه الارض ويراعى مازرع وبين الحين والآخر كان يغمض عينيه ويفكر عميقا كيف له ان يتدبر مالا لكى ينفق على ابنته فهى مازالت صغيره و محتاجه لاشياء كثيره ثم يستيقظ ويرجع الى البيت وهو يحمل جبلا من الهموم ولكنه عندما يدخل بيته ويرى ابنته وابتسامتها ينسى كل شئ ويجلس معاها ويداعبها
مرت الايام وكبرت البنت ومازال الرجل يداعب المستقبل كى ينير له رغم كل هذا الاسئ لم يترك ابنته ان ترى تلك الهموم فى عينيه وفى يوم من الايام قالت البنت لابيها: هل لى ان اذهب معك الى الارض واساعدك
فرد عليها :لماذا هل هناك شئ ناقص لم احضره ؟
فقالت له : منذ ان ماتت امى لم ينقصنى شئ لكنى اريد ان اكون معك فى كل لحظه فلا احد لى غيرك فى هذه الدنيا
حزن الرجل لتلك الكلمات التى قالتها ابنته وقال لها يا ابنتى امامك مستقبل زاهر وستتزوجين برجل له قدر وشأن فى هذه البلده وذهب الى رقعه الارض وخلال الطريق لم تفارق الدموع عينيه لانه ادرك ان ابنته كانت تدرى انه يقسى على نفسه من اجلها
وصل الرجل الى بقعه الارض أدى اعماله بسرعه واتكأ على ظل شجره وبداء يفكر فى امر ابنته وفى تلك الاثناء نام وبداء يحلم ان ابنته تقدم لها رجل من أثرياء تلك المنطقه واصبحت من احدى رائدات المجنمع واستيقظ على صوت الموذن قام فصلى ودعى ربه ان تتحقق احلامه ورجع الى بيته والسعاده تغمر قلبه وعندما نظر لابنته ابتسم وحمد الله
وفى الصباح اصرت ابنته وقررت الذهاب معه لم يستطيع ان يمنعها وذهبت معه واثناء الطريق كان يحكى لها عن امها وكم هى تشبهها. وصلا الى الارض وبدأت البنت فى مساعده ابيها واثناء ذلك مر بهم رجلا من هيئته يدل على انه رجل ثرئ القا عليهم التحيه وطلب منهم ان يسقوه فمدت له البنت الماء
فقال الرجل الثرئ : هل هذه ابنتك ؟
فاجاب الاب : نعم انها ابنتى
فقال الرجل الثرئ: لقد احسنت تربيتها وسوف يجازيك الله خيرا فيها .شكرهما على الماء وذهب فى طريقه
بعد ذلك رجع الاب وبنته الى داراهم وعند المساء طرق شخص باب دارهم وعندما فتح الباب وجدوا الرجل الثرئ فقال لهم هل تسمحوا لى بالدخول
دخل الرجل وجلس وهو ينظر الى بيتهم وقد وجد فيه لمسات جميله رغم بساطته
فقال الرجل الثرئ : انى ارغب بالزواج بابنتك
فرد عليه الاب :ابنتى انا
فقال الرجل الثرئ : نعم ابنتك. لقد سمعتك وانت تحكى عندما كنت متكاء على جزع الشجره وسألت الله ان ارى ابنتك وفى اليوم الثانى جئت الى قطعه الارض لم اكن ابحث عن الماء بل كنت ابحث عن ابنتك وعندما زرتك الان عرفت ان ابنتك تحمل فى دواخلها اشياء جميله لاتملكها اى بنت فى هذا الزمان فهى ذات خلق ودين وجعلت من هذا البيت لوحه جميله رغم بساطه الاشياء التى لديها
وافق الرجل على ان يزوج ابنته من ذالك الرجل وعلم انه عندما طرد الحزن من داره لم يكن مخطئا وقال لابنته هذه نصحيه منى : لاتجلعى الحزن رفيقا لكى واحلمى بمستبقل لا يستطيع الحزن ان يطرق بابه
المفضلات