وتداعي عند ذياك الجدار
وأنطوى
خائر الأعصاب
منهوك القوى
لم يذق في يومه غير الطوى
وغفى
عله يلقى السكينة
عله يحلم بالسر الذي لا يستبين
سر هاتيك المدينة
أي أحشاء لعينة
في ثراء أنجبته
ثم من صرخته الأولى
جفته
نبذته
شردته
فمشى المنبوذ في الأرض الحزينة
يتضور
حاملاً كشكوله بين يديه
يتسول
وينادي أبويه
والجبين الغض مكتوب علية
إنه عارك يا أرضي اللعينة
إنه بذرة حقد وغبينة
سوف تنمو
من فتات الخبذ
أو روث القمامة
سوف يشتد عظاما
وبكل الحقد يأتي والضغينة
ينفث السم الدفين
وسيقسو ويدمر
كل ما كنت به يوما ضغينه
وكما انكرته طفلاً جنيناً
ستعودين فتياً تنكرينه
وغداً ..
تلهو به سوح المحاكم .. والصحافة ..
هو أثم ..!!
هو آفة ..!!
والجموع البربرية ..
تزحم الساحة في يوم القضية ..
إنها في عرفهم شر بلية
وشقي الحال يرنو ..
للوجوه الهمجيه..
ما يهم الآن ما هم واصفوه !!
أنه يغرق فيهم .. ويتوه..
من ترى ..!!
من ترى فيهم أبوه ..
ذلك المنظاره في منخريه ..!!
ذلك المعقودة اعوامه في حاجبيه !
أم لعله .. ذلك الهندامه يطغي عليه ..!
أم هو القاضي
أم البطل المرافع !!
ويجئ الصوت في حنق ينادي ..
ويقاطع ..
هل تدافع ؟؟
هل تدافع ؟
سيدي القاضي المبجل ..
قل .. تعجل ..
أصدر الأمر بجري للمشانق..
أنه الحكم الذي ..
أصدره الناس علي ..
وأنا .. بعد .. صبي ..
أنه الدرب الذي ما فارقته قدمي ..
فانا إن شئت سارق ..
وأنا إن شئت فاسق ..
إنني في الذنب غارق ..
وصحيح كل ما نسبوا إلي .. !
إنما لم يذكروا كل الحقيقة ..
فأنا من صلبكم ..
يا سيدي القاضي أتيت ..
وعلى الدرب الذي ..
أبصرته طفلاً مشيت ..
فإذا دربي شوك ومزالق ..
سيدي القاضي .. المبجل ..
لست أخجل ...
فأنا حقل مفاسد ..
وأنا في الأصل حاقد ..
لا على نفسي ..
ولكن بلادي ..
في حماها ..
ما عرفت الله ..
إلا في المساجد .. والمأتم ..
وما عرفت العدل إلا في المحاكم ..
فتفضل ..
وأنطق الحكم المؤجل ..
وكما جئت وحيدا
سوف أرحل ..
غير أني .. قبلما تطوي القضية ..
لي رجاء .. ووصية
عطلوا نصف المساجد ..
فهي أكثر في بلادي عدداً من قاصديها..
وأقيمو ملجأ للذل فيها ..
فرفاقي هائمون ..
وعلى دربي كثير سائرون ..
ليس يجدي معهم ذج السجون..
فهمو- يا سيدي القاضي المبجل - يعلمون ..
علم اليقين ..
أن هذا الدرب درب الضائعين..
سيدي ..
لا تواروا جسدي في هذه الأرض الحزينة.
ربما انكرني أسلافكم ..
فبنوهم ليس فيهم مثل اسمي ..
ليس فيهم مثل رسمي ..
سيدي ..
لا تواروا جسدي تحت ثراكم ..
ربما زاد عزابي ..
ربما انكرني أيضاً ترابي ..
ورجائي ..
سيدي القاضي المبجل ..
قبل أن تفتك بي ..
أن تخبّرني ..
فإني ..
أتشوق.. اتحرق
من ترى فيكم أبي !؟!؟
المفضلات