هنـــــــــــا:
وبعد ان تكون قد قاومت كثيراً ليستجيب لك النوم المحسوب حسبة دقيقة وتصحي ( مخلوعاً ) علي صوت رنين شيئ صار ملازم لك , تجد انك سائر في نفس الطريق الذي اعتدته منذ سنين , وتجدك حافظ لكل ملامحه القديم منها والحديث , حتي الوجوه التي تشاركك تلك الغربة تجد انك تعرفها شكلاً وخلقة ولكن من هم ؟ وماذا يعملون ؟ وتلك الاسئلة لاتستطيع ان تجيب عليها حتي ولو مكثت مائة عام , تخرج وفي البال الكثير من الاسئلة والامنيات التي باتت كالسراب , تصل الي اول مفترق للطرق وتسلك مايأمرك هو بان تسلكه وانت تري النظرات تأتيك من افجاج كثيرة تشرع في تفسيرها ويغلب عليك الحال وتواصل وتذتذكر مايعادل هذه الاوقات هناك حيث ( الناس ) ناس , الناس المعطونة في الطيبة وصفاء النيّة , اهل , اصدقاء , ويجيش بك الحنين الي الامكنة والازمنة , تتعشق التكرار لذاك الجمال عشماً ورجاء في مثل هذه الاوقات الكئيبة التي تتمني ان تبتسم فيها بصدق وتضحك , تسترجع امسيات النيل واللّمة وجلسات السّمــر مع السـُمُر , ضوء القمر الالفة والرضاء , وتقف امامك تلك الطرقات التي تعج جمالاً وهي تشتق مكاناً اخضر يمتلك ( الماء والخضرة ) وغزلان تأتيه لتكون الثالث لما ذُكر , تثير فيك الشجون ذكريات المغارب وعيون الحبيبة الموشحة بالصبر وهي تبعث لك بغمزات حبلي بالمعاني ساعتئذٍ فسِرْها كما تشاء واسرح فيها وغني ليها عن الهوي والعشق والسِر فيهما , عن يوم بكرة الضّوّاي , والامنيات المرسومة في جيد الزمن الآتي , احكي ليها عنّها , وبأنك حتخلي بالك منها فيك , وارسم اللوحة البتعكسك في الشوارع التّوصل للقلب ولوِن خطوطها وانقشها من عطر الحبيبة وبعضاً من البنفسج , تلك المساءات عندما تختلط ببسمة تلك الآسرة ( تبيَض ) وتحيل ظلامها نهارا , فهي من تعرف كيف هو الحب في الزمن الخراب تستطيع ان تنبش وتسترجع شريط ذكريات ملئ بالجمال خلال لحظة وقبل ان تكملها ومن علي البعيد تسمع النداءات من البشر والعربات : ( بأن أبتعـــد ) فأنت تسير خطـــأ , تردد ( سُوْري )
وتتلمّس حافة الطريق لتعاود المسير كما بدأته وتزتزفر آآآهة عميقة وشيئاً من دخان لفافتك تلك الوحيدة التي لم تفارقك ..
المفضلات