القاهرة - محمد أبو الفضل
عندما تجلس إلى رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان الدكتور حسن الترابي، لا بد من أن تكون يقظاً، لأن حديثه متدفق وكلامه متشعب وحواره مثير، إلى درجة أنه قد يصدمك بمواقفه السياسية وآرائه الفكرية. وفي أول زيارة له منذ نحو 23 عاماً إلى القاهرة، حرص الترابي على الحوار مع عدد كبير من القوى السياسية والحزبية ولقاء مرشحين محتملين لرئاسة الجمهورية وشباب ثوريين وزيارة «ميدان التحرير». وأصبح جناحه في أحد الفنادق الشهيرة على النيل مقصد كثير من المصريين، كأنه عاد لينتقم من النظام السابق الذي منعه طوال السنوات الماضية من زيارة القاهرة. كما أراد أن يرسل إشارة مهمة إلى الخرطوم باقترابه من المصريين بعد الثورة.
تشعب الحوار مع الترابي إلى قضايا كثيرة، وتوقفنا معه عند أسباب الزيارة ودلالات توقيتها وأهدافها... وعلاقته المتوترة مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك. ولماذا لم يغفر له موقفه من حادث أديس أبابا، في حين أن مبارك تسامح مع نائب رئيس الجمهورية السوداني علي عثمان طه، مع أنه مخطط العملية ومحركها، كما قال الترابي. وتعرض الحوار إلى موقفه من رياح الثورات العربية، ومعنى إفلات السودان وبقائه بعيداً منها، ومغزى ونتائج الصعود الظاهر للتيار الإسلامي في بعض الدول العربية ونقده التجربة الإيرانية. وناقشناه في بعض اجتهاداته السياسية، وأعطى الحوار جانباً لشؤون السودان وشجون انفصال الجنوب ورؤيته للعلاقة بين الشمال والجنوب وأهمية التواصل بين الشعوب.
لاحظنا أثناء الحوار أن الترابي لا يزال يحمل ضغائن كبيرة لحلفاء الأمس - أعداء اليوم. فقد حرص على تجاهل ذكر اسم الرئيس السوداني عمر البشير. وكان يشير إليه دائماً بـ «هو». كما بدا مراوغاً أحياناً في الإجابة عن مستقبل الحركات الإسلامية. وتعمّد الإشادة بمشروعه، بما يوحي أن المشروع الذي تأسس قبل عشرات السنين ما زال قابلاً للحياة، على رغم نجاحاته القليلة وإخفاقاته الكثيرة في معادلة الحكم والسلطة في السودان... وهنا نص الحوار:
المفضلات