أذا كنت تحلم بان تكون كاتبا أو شاعرا أو قاصا أو ناقدا مرموقا فالمسألة غاية في البساطة
القراءة وحدها هي التي تصنع من الانسان العادي كاتبا ومفكرا وناقدا وقاصا ومبدعا
فالقراءة هي في تفسيرها العلمي امتلاك ناصية المعرفةوهضم تجارب الاخرين
وهي اسرع الطرق لتملك أدوات الابداع، فليس هناك شاعر لم يقرأ الشعر في البدء ويطرب له ويشعر بالرهبة أمام الشعر والشعراء ومن ذلك الاستماع والقراءة يولد الشاعر داخله وينمو كشجرة ضخمة بدأت مسيرتها في الحياة بذرة صغيرة ..... وليس من كاتب ملم بفنون الكتابةوطرق السرد من بطن أمه او من محاضرات بل تنمو الموهبة عبر الاستماع الي القصص الشفوية من الجدة ومن الاخرين ومن الكتب ومن هناك ينمو الخيال وتتفجر الطاقات الحبيسة... لايوجد كاتب اوشاعر يولد ومعه قاموسه اللغوي ومقدراته ولاتكفي دروس المدارس لامتلاك ناصية اللغة ولكن القراءة والحوارات والاطلاع علي كتابات الاخرين تمنح الكاتب قاموسه الفريد الذي هو في الحقيقة خلاصة القراءات.....القراءة والاستماع في الليالي الادبية هي بمثابة تزويد العربة بالوقود وهي بمثابة تزويد الأرض بالبذور اعدادا لها وتهيئة..القراءة تشحذ خيال القارئ وتملكه أسرار العملية الابداعية فكل متذوق للعمل الادبي هو في الحقيقة أديب ومبدع في علاقته بالنصوص فعملية القراءة في حد ذاتها هي في الحقيقة عملية ابداعية فالقارئ ليس متلقيا صرفا بل هو متفاعل مع النص وبنيته وتنفتح ذاكرته وينفتح شعوره ووعيه علي النص واحداثه فيعيد تشكيله وتأويله ويسقط عليه كثيرا من وعيه وذاته ومواقفه في الحياة ويتأثر في الوقت نفسه بالقيم الجماليةوالمعرفية للنص وشخوصه وكاتبه المختبئ بين السطور، ليس القارئ قبل القراءة هو نفسه بعدها، القارئ بعد القراءة هو أنسان جديد حامل لقيم جديدة وقيم قديمة متجددة في صراعها وحوارها مع القيم التي يحملها النص وشخوصه .لذلك فان القراءة هي البحر الذي يستخرج منه المبدع أدوات ابهاره والخيوط التي سينسج بها اعماله الابداعية والمصنع الذي يعاد تشكيله فيه ونفخ منطاده بالهواء..... لذلك لايمكن تصور وجود كاتب بلا قراءات سابقة ومستمرة ونهم دائم للاطلاع علي تجارب الاخرين والتعلم منها.
__________________
المفضلات