(4)
وهكذا كنت بيننا مبشراً بالأمنيات الناضرات والتواصل بكل
المتاح وتقديم البسمة كعربون محبة أوان تصافح وتصالح مع كل الدنيا
(وبشرى سارة من منتديات ود مدني لجميع أبناء ود مدني
بالرياض) وإعلان خاصية الرسائل مصحوبة بضحكتك
التي تعانق قبة السماء .. وتطلب منا دوماً أن نقرع ابواب الدعاء للرفاق من
مرضانا .. ثم (إضاءاتك في الحس الوطني)
وحكايات عميقة عن محمد أحمد المحجوب وكيف الأوطان تحترم وتزين
أمام الغرباء .. وما حدثتنا به عن (عن حكايات
إبليس من كتاب تلبيس إبليس) .. ونهج أردتنا أن لا
نحيد عنه وأنت تطلب منا بلطف بليغ في مراميه وبأريحية أب حنون للـ
(تصويت قفل المنتدى في شهر رمضان)
على أن نتفرغ لعبادة وقراءة قرآن وتلاوة ونصح ونصيحة والتحليق في عوالم
فسيحة .. ثم طلب آخر ومزاح بجدية ندرك تماماً بعد مراميها وباب تفتحه لنا بأدب
جم حتى (نشوف البنات و النت)
ثم أمر بصوت أبوي مرتفع وبنبرة حاسمة لا تقبل الجدال أو الحوار
أو غير صاح الصاح يا عم صالح يا صالح في أن (أرفضوا
رقصة العروس في حفلة الزفاف) وهكذا أردت لنا أن
نكون ونعدك أن نكون كما تريد .. توقفت كثيراً يا عم صالح يا صالح .. على ناصية
مقام شيدته لنا هنا بعمق عجيب كنت فيه وكيلاً عن الفقراء والمساكين وعن التحدث
بمعاناتهم فيما يواجهونه من فداحة الروشتات وإنكسار الخاطر وهزيمة المرض أمام
انتصار قيمة تذكرة لمقابلة طبيب .. فخاطبتهم وهم في كوداتهم ناصعة البياض
وسماعاتهم المتلاصفة وجيوبهم المنتفخة لتيقظهم من غمرة ما يمارسون عكس ما تعلموا
من سلوك (واعلموا هناك مغسلة للأموات *** نرجوا
زيارتها قبل فتح العيادات) ..
نضحك يا عم صالح كما لم نضحك من قبل وأنت تحدثني عن حلقات
(سنة أولى حب في ود قيحة) ألحق يا
سوباوي أنا قصدي أحكي للجماعة ديل التفاصيل الحياتية في ذاك الزمان ومسكوا في
موضوع حبي الفي ود قيحة .. وأضحك وأقول له يا عم صالح .. آها دي ورطة جراب
الدقيق ذاتها بذاتها .. وغايتو يضحك نهارك وينشرح .. وهكذا يختم محمد حديثه عن
والده ووالدنا جميعاً .. بأنه كان نعم الأب الحنون والصديق الحميم .. نعم يا محمد
وهكذا حزننا عليه سيظل بقلوب صاحية بفقده لا تحتاج لمن يوقظها .. الحزن دراما لا
بد من إنتاجها ومشاهداتها في حلقات الحياة وخلاصتها سيرة الرائعين حين تسعى بين
الخلوق روحها وساقاها من تفاصيل أصدق الذكريات ..
شكراً محمود درويش أحتاج أن أستلف منك الآن قولك
{لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ , رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش، مثل
الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً, لم أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟
وأين عاش، وكيف مات !! فإن أسباب الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة ,
سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه لن
يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي يُودِّعَنا, ويشكرنا, ويهمسَ بالحقيقة ،
ما الحقيقــة؟}
معذرة .. سأعود لكل المتداخلين بعد أن تنهي بكائية
الأحزان هذه تشهدها والسلام.
الجزء (3) من هذه البكائية في منتنديات – مدني نت
(هكذا تنبأت .. وحدي تنبأت بأنه قد يرضيه أن نعبر بين هنا
وهناك على جسر أحزاننا عليه أو التوحد دون جسور كما التشييع)
المفضلات