حصاد غربة
من جانبي حابب أنقل ليكم جانباً من حصائد غربتي
ممرغة بحفنات من يباب ..سواء داخل أو خارج تراب الوطن
فالأمران سيان، و وجهان لعملة مصكوكة على نار قلب إنسان
بلا وجدان. فحقيقة الغربةً أخطبوط بثماني أذرع ووجوه عديدة.
و لكن صدقوني جاهدت نفسي كثيراً كي أراها بوجه مريح و لم أفلح
بعد في رؤيتها بسوى أقبح وجه. لكنها على أية حال شر لا بد منه و محور ثر
"للحوار(الدوار) على غرار الرمال المتحركة. بمعني: قابل لأن تتفرع به الخطوط و تتعمق
المسابير شيئاً فشيئاً باتجاه صميم القضية، فتأخذنا في طريقها ربما إلى زوايا أحرج، لنضع
مشارطنا على جراح و مواضع أخرى للأذي أشد إيلاماً.من هنا كان تركيزي على الغربة كحياة
ماثلة لها ما لها وعليها ماعليها.. فيها الحنين و الإحساس المرهف و معه الكربة و ربما الذل
و المهانة حسب ظروف الناس. و لكن العلة نجدها كامنةً ليس في المر 8، وإنما في الذي أمر
منه و الذي دفعنا إليه. و الله نسأل أن يردنا إليه رداً جميلاً. مضطر بكدا أحكي تجربة شخصية
عمرها ربع قرنو نيف .. و أنا شاب متخرج حديثاً، و مستلم وظيفة "فوق جيد جداً" و قاعد أساعد
أبوي في تربية صغاره من رابع زوجة. فلما جبت ليه طاري الغربة انتفض و نزل ا لخبرعليه كما
الصاعقة و طوالي دنقر على مركوبه، يريد أن يوجه لي صفعة. حاولت عبثاً إقناعه بأنه لو لم
يكن خروجي ك"ضرع بقرة حلوب"، لعل ذلك أفيد من بقائي متمسكاً بوظيفة تحصيل
حاصل لا تسمن و لا تغني من جوع، بس سماحة جمل الطين
( يعني متل شملة بت كنيزر هي تلاتية و قدها رباعي
)،
و كسباً للوقت في مسألة ال"money collection" .
المهم حشدت لأبي الأجاويد ممن لهم تأثير عليه حتى وافق وسافرت.
جينا الليلة والناس و كل عام يرذلون أقول لأبوي أنني: خلاص حازم بقجتي
و راجع الأباط مع النجم و لاغربة و لا بتيخ.. لكنه أرغى و أزبد هذه المرة
كمن سقط في يده و هو يريد إرغامي على البقاء خارجاً إلى غير عودة
اللهم إلا بصندوق على آلة حدباء محمولاً (جواً). و لو لا أن المنية وافت
أبي العجوز بعلة لم تمهله طويلاً لكان هو الآن بين أظهرناً
في أحضان الوهم ، يتجرع مرارات الغربة
و يعاني ويلات العذاب.
المفضلات