النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: يا يمة ليش والداني؟!

     
  1. #1
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    يا يمة ليش والداني؟!

    [CENTER][SIZE=5][FONT=book antiqua][B]يا يمة ليش والداني؟!
    [COLOR=#0000CD]
    // يا يمة ليش والداني؟!//

    قبل قدومي إلى هذه الحياة الدنيا كم رجوتك بربي ألا تنجبيني. كم رأيت يداً تتسلل إلى بطنك بعفوية لتتحسس بأنامل راعشة عبر ذاك الحيز المتكوّر؛ كمن تبحث عن أصابع أخرى تمتد من جوفك كي تشابكها. تتوقفين برهة ثم تعودين للمداعبة على هوى شرودك، متسمرة أمام شاشة بلورية، لا تُشيحين بنظرك عنها إلا إلى (آي باد) أضيق لملاحقة ما يستجد على شبكات التواصل.
    #تتسارع وتيرة يديك لتطويق بطنك بهستيريا تشي بما يؤرقك حيال ذاك «المخلوق» في أحشاءك و أنا لا أفهم شيئاً مما تناجين نفسك. تطمئنين لبرهة لكون حملك لم ينفضح بعد، و لعل في ضموره حماية للجنين.تقرئين دوريات متخصصة لمعرفة ما إذا تكوّن لي في تلك المرحلة من الحمل أُذُنان لأتنصت لما يدور بخلدك. تخشين تأثري مثلك، و لكن لا تريدين تصديق حدسك أو التسليم بأمر واقع.

    #خليط مشاعرك المتنازعة ما بين «ساكن أحشائك» الجديد و أحداث المنطقة، تدفعك لمناجاتي و شرْحِ كل ما يجري و كأنني جليسك على أريكة بحديقة أمبارونة. تعربين لي عن بشراك خيراً بمخاض سمي جزافاً ب«ثورات الياسمين والمناديل» والناس في غمرة ربيع عربي. و تدعمين رأيك بحجج ترينها وجيهة. قلت بأننا أمة تعاني المرائر لكننا «نريد الحياة ،فاستجاب لنا القدر ، فكان لا بد لقيد أن ينكسر و لا بد لحقيقة غراء أن تسطع من على جبين القمر».

    #تسمرنا سوية، ً لنبتلع عبرة خانقة أمام قهوجي تونسي كهل هده المشيب يتلمّس رأسه بغصة و هو يندب كرامته المهدرة و قد ردها إليه شاب أحرق نفسه على مرأي من الملاً.

    #لكأني أشهد في معيتك كتابة تاريخ جديد، و إن كنت لا أفقه بعدُ شيئاً. جلست تدونين تفاصيل كل شيء، و تراقبين ما أنا فاعل حين أقرر إما الخروج أو البقاء في قراري المكين. و يا لي من «متخلق جوفي» لي قرنا استشعار عن بعد، قرأت بهما كلَّ ما كُتب عن البوعزيزي من لغط دار حول إحراقه جسده بعدما ضاقت به أحلامه و أخلاقه ذرعاً؛ متفهماً أنا اشمئزازك من ردات فعل كهذه، و جزعك من تلقفي حين أكبُر ، لفكرة الانتحار كخيار لمن لا خيار له. حينها، تتقلص بطنك دفعاً للكابوس.

    # لما لم تفق تونس التي كانت خضىراء بعد من بنجها تحت عملية ترقيع للذات ، و فيما مشارط البتر و التطهير في أيدي صبية لا تزال تنضح صديداً من "غرغرينة" صنعها سلطان جائر ، إذا ببهرة ثانية تشع من أرض الكنانة. و كم تجهلين كما أجهل ،عن معاناة بقية شعوب لقيت حتفها وأخرى تنتظر؟.

    #عادت عيناك تحدّقان عبثاً في الشاشة بينما تعاود أصابعك المساس ببطنك المتكوّرة. بكينا على الضحايا بين المتظاهرين، صُدمنا لرؤية مدرعات فخيول و جمال تدوس أناساً لمجردّ تعبيرهم عن فقرهم بهتافهم قائلين:"عض قلبي ولا تعض رغيفي"؛ كي يتم الزج بهم في غياهب ما وراء الشمس ، و مجاهل العصر الجيري.

    # تواترت أخبار القتلى والجرحى والغضب جارف و الفوضى عارمة في «أم الدنيا»، و أنت يا أماه الخائفة العنيدة تنقلينها عبر أوتار قلبك النابض إلى قاطن رحمك. تبثين في روعي بأن الظلم ظلمات و أن العيش بكرامة أبسط الحقوق. و تحثنيني على التفرّيق دوماً بينما هو حرية(شربات) و ما هو فوضى(هتافات). و ما أوضاعنا سوى مجرد عينة مخبرية لمعذبين كثر في الأرض تنؤء بهم الأراضين السبع و تزول الجبال هداً.

    #تعلن الشارة موعدَ نشرة عشرة، لتتفرجي معي: كيف تنقل أحداث تتأجج و حمى أوطان ً يهتك عرضها بأيد "حماتها" و نهب و سلب يطال متاحف مصر الحاوية لثلثي ذاكرة العالم منذ فجر البشرية .

    #كيف لك أن تُدرجي أولى مراجعاتك للطبيب في مذكراتك التي ستكتبينها لجنا جناك؟ هل ستخبرينني بأنك مكثت مع الطبيب زهاء ساعة، ثرثر خلال أكثرها عن فساد يضرب بأطنابه في البر و البحر ، بينما لم تطرق لصحة جنينك إلا خلال بضع ثوان؟!

    #كم تمنيت لو أنك تحسنين كبت هواجسك، أو تنأين بنفسك عمّا يجري، لئلا أعرف بأي بلد تعيشين. مددت يديك إلى بطنك مراراً عندما نظرت في وجه أبي وهو يزرع الغرفة جيئة و ذهاباً بعينين مغرورقتين بالدموع وهو يردد: «كيف لي أن أثني أبنائي عن استخدام جنسيتهم الأجنبية تحسباً لتأزم الأوضاع ، و نحن نعيش على فوهة بركان؟» . هنا دنقرتي يا أمي لتهمسي خلسةً في أضان الشافع اللي في بطنك قائلة لي: «يا لأبيك من رجل جاحد! فلنحمد الله يا هذا!!؟على أية حال، إن لدى ابنائنا جنسية أخرى و بالتالي مخرجاً للطوارئ على متن آخر منطاد جوي متخارج!!

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 09-08-2016 الساعة 06:22 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid