الساق ساق النملة والكرش كرش الفيل
قف تأمل لهذا المنظر ..و لنتتعجب لأنه آخذ في التفشي من حولك وقد راجت تجارة العقاقير الفاتحةللشهية و المنشطة للسمنة والنافخةللجضوم؛مش عارف لازمتو أيه يعني؟!!.. بعدما ازدرهت ثم كسدت ظاهرة "قدرظروفك".أذكر سريعاًعندمات خرجت لا تسألني أو لا أدري متى بالظبط, التحقت بعملي الأولفي رئاسة الجمهورية (حيث مثبت شعار صقر الجديان بقاعة الصداقة حتى يومنا هذا. كنت شاباً شديد النحافة عظيم "التفة" وشبه متلاشي ما بين المنكبين(أشبه بعود ثقاب على رأسة زيتونة). ما لبثت في عملي أكثر من عامين ثم رحلت, طفشت في بلاد الله شأن غيري ممن صرفت عليهم الدولة دم قلب الترابلة و بقية مساحيق بلادي (منتهى الأنانية، لنعترف بذلك! ). ما أن و صلت إلى و جهتي حيث لا أزال،, بدأت آثار السعة و الدعة ترتسم على خلقتي و كساني لحم وشحمموبــــالغة. لدرجةأننال ما ادلينا البلد في أول إجازة للزواج (الأول و الأخير طبعاً) وتصادف نزولنا في المطار مع بعثة المريخ عائدة من دبي أياميها (و قد لقنوا الزمالك درساً مراً لن ينسوه), فوجئت بالجماهير الهادرة تشيعني على أني اللاعب الخلوق (رحمه الله) سامي عزالدين، طبعاً دا كان على الدهمة ساااه , و إلافشتان ما بين( قرداً يونسك و غزالاً جافل) و الفارق أشسع من بعدالمشرقين لمن يمعن النظر.. حتي أهلي يظهر إنهم ودروا شكلي؛
كما أنني- وهو الشاهد هنا- نكرتهمأيضاً لشدة هذالهم و الغبرة ترهق و جوههم. كما أذكرأنني عندما زرت أخوياً اًلينا ذات مرة و رأتني طفلته (هي أمالآن) فطارت تبشر والدها بأن: ( في بيتنا نبيل شعيل ). فأدركت حينها أنعدي التنازلي خلاص بدأ و أن ساعتي ستدور عكس عقاربها. و فعلاً كانت عين و صابت و ما سمت و حصل الحصل . أماهسة تعال شوفالكعابير و هي حال الدنيا.. بقينا متل عجائز البنغال. حتى أنه كثيراً ما يراطنني هؤلاء الأسيويون بلغة (أردوية) لا أفهمها و لا يخلصني إلا إحالتهم إلى غيري بقولي: (أنا ما في معلوم ..أنت سوي كلام مشان تاني نفر)
طيب خلينا نقول إنها سنة الحياة حتى في ناموس الحضارات التي يا ما سادت ثم بادت. سبق وحكيت قصة عن شاب فلبيني فنان عندما وفد إلى بلاد العرب فامتطى ريشته و أخذ يرسم لنفسه (بورتريه) تذكاري جميل في سنته الأولى على هيئتة أنذاك, غاية في الوسامة بقوام ممشوقو شعر مسبسب و عينين سوداوين.. و ما إلى هنالك. ثم عاد و أعاد رسم ذات شخصيته في كل سنة و قد بدأت طيور الدهر تأكل من رأسه حتى كسرت منسأته . و هموم الغربة تشرب من دمه و زاغ منه البصر إلى أن كانت سنته العاشرة حين عاد ليرسم صورته وأضاف ذيلاً رفيعاً فصار قرداً من الشمبانزي(من وحي معتقداته). هذه قصة حقيقية و قدكلفت صاحبها متاعب و ملاحقات أمنية و بقي مطلوباً للعدالة.
الشاهد عندي هو أن دوامالحال من المحال. تبدل كل شيئ وذهبمن حيث أتى عند البعض, بينما هبت الريح همبريب لدى بعض آخر.
قريب نزلت البلد في مأمورية خاطفةفدهدشت ألف مرةلمنظر كل من قابلتهمرجالاً و نساءً فنكرتهم هذه المرة لسبب آخرومختلف تماماً،
و قد رأيت الجميع يحملون على وجوههم من كضوم متشمحة ماأنزل الله بها من سلطان كأنها الأقنعة.. وغدد متضخمة ورقاب متفحمة كساها السواد و آثار الأكسدة .
وفوق كلهذا و ذاك علت بطون هؤلاء كروش أسفنجية تتسع لأطنانمن الحشو و تنوء بحملها السيقان العادية ناهيك عنسيقاننا النحيلة الملولوة.تساءلت مراراً:
ماذا صار يأكل هؤلاء الناس. قيل لي بأن العادات الغذائية قد تبدلت تماماً و إنالنجمة السريعة قد سطعت في سماء البلد و في شتى ربوعها مع الراحةالكتيرة.
فياسبحان الله.
بوركتم ودام الودبيننا.
المفضلات