(الكرة)
لم تك قد أكملت عامها الثانى بعد، حين انهار البيت فوق رأسها الصغير،اختار أبوها حياة جديدة وزوجة أخرى، ومثله فعلت أمها، ومثلها فعلت جدتها، وجدت نفسها كرة ملعونة يركلها اللاعبون بلا توقف.فانزوت وزوت!!
(دروب)
غاب الأب فى مدينة بعيدة وانقطعت أخباره،زوج أمها لايطيقها، والأم عند قدميه ارتمت،حلقت طائرة بها ، غابت دون إن تترك لها منديلا لتجفف به دموعها. زوج جدتها نظر إليها شذرا فى اليوم الأول،فى أيام تالية غازلها،فى يوم ما طردتها جدتها متحججة بضيق المكان.
(سقوط)
فى الجامعة نازعتها إلى الحب نفسها، فما أتى فارس إلا سقط على وجهه وانكفأ، ثم راودها الذى هو أستاذها ،فاستعصمت، استشاط غضبا، هددها بالرسوب،فأسقطته بالقاضية وتركت الجامعة!!
(تجارة)
طرقت أبواب العمل بإلحاح، تعبت من متابعة إعلانات التوظيف البراقةودخول المعاينات والخوض فى وحلها مع الذئاب بلا طائل، فافترشت الأرض وباعت شايا وقهوة وزنجبيلا، حين بدا ان الحظ ابتسم لها، داهمتها قوة مسلحة، بعثروا أوانيها وأحلامها، واقتادوها الى محكمة أنيقة الجدران، بيد إن جدرانها تقطر دماً وشاياً ودموعاً.حين دخلت سجدت الجدران لها فبكت!!
(حكم)
كان القاضى منهمكا فى كتابة الحكم حين أدخلت عليه ، شاحبة حزينة وثوبها فى كفها مزق،أراد النطق بحكمه فقالت( ذرنى أبيع قليلا) قال لها بغلظة دون أن يرفع رأسه والشاي يتبخر من رأسه( لابيع إلا برخصة) ، تبسمت وقالت بمرارة( سيدى انا لا أبيع شيئا سوى المشروبات الساخنة)قال بجفاء : (ألا تفهمين...مطلق البيع محظور إلا برخصة)
قالت له ( هل انت متأكد سيدى؟ ..اعرف من باعوا ماهو أغلى ولم يقفوا تحت سقفك!!!) فاستشاط غضباً،بات حكمها سجنا وغرامة بعد ان كان محض غرامة، نامت ملء جفونها فى سجنها، وبقى قاضيها ساهرا بعد ان اصابته بالقاضية!!!
(دورة)
في السجن، باتت كرة يركلها اللاعبون، طلبها الذى هى فى سجنه، فاستعصمت وأبت،فعل الذى يليه معها مثلما فعل،فاستعصمت،باتت ماسحة لكل بلاط متسخ، لازال أنفها شامخا،لكنها آثرت السلامة فزوت وانزوت.
صلاح الدين سر الختم على
واد مدنى
28 نوفمبر 2013