النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: القصة المسبحة نماذج وتعريف / صلاح الدين سر الختم على

     
  1. #1
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    القصة المسبحة نماذج وتعريف / صلاح الدين سر الختم على



    دخلت فى تجربة كتابة تجريبية لاأدعى لنفسى شرف ابتداعها من العدم ، فقد طورت بعض التجارب التى لامستها هنا وهناك واستخلصت منها منهجية الكتابة التى جربتها فى عدة نصوص وجدت تجاوبا وقبولا وإهتماما من العديد من المبدعين،بل ظهرت أصداء للتجربة هنا وهناك، التجربة تقوم على إيجاد مزج بين كتابة القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة والقصيدة المشهدية التى من أبرز كتابها أمل دنقل فى ديوانه أوراق الغرفة 8 وبعض قصائده التى تعتمد على تشطير القصيدة الى مشاهد منفصلة مع وحدة الموضوع، حاولت كتابة مجموعة من القصص القصيرة جدا المستقلة ظاهريا بحيث تشكل كل قصة لوحة قائمة بذاتها، وفى نفس الوقت يكون هناك خيط يربط بينها جميعا مثلما يربط خيط المسبحة حباتها بعضها بعضا، ويكون المغزى المراد موزعا بين وحدات القص الصغيرةالتى تبوح مجتمعة بذلك الأثر الفنى. وتبدو القصة مكونة من لوحات تعطى مجتمعة ملمحا قصصيا واحدا وأثرا نفسيا واحدا، وفى نفس الوقت تتنوع اللوحات تنوعا لافتاً. فنيا لاتشترط القصة المسبحة وهو مصطلح اراه مناسبا للتعبيرعن هذا القالب ، لاتشترط التكثيف والنهاية الصادمة المطلوبة فى القصة القصيرة جدا، ذلك ان النهاية تتكون من مجموع اللوحات ووحدات القص ، وهنا يكون تمهل السرد مع الإيجاز فى الأحداث ولشخوص وتجنب الحوار والقفلة المقسمة الى عدة قفلات جزئية ، تتجه جميعها كخيران صغيرة نحو المصب، فى خاتمة النهايات، التى يشترط فيها أن تكون تتويجا للمغزى الكلى واكتمالا له، لايعتمد التصريح، بل التلميح والتتويج للأحداث الفرعية بحدث رئيس ، أشد وقعا، أكثرتوهجا،تلخيصا شاملا ولامعا لما قبله، بلا تقرير ولاتكرار. ويجب ان تكون الخاتمة بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، وبمثابة التماعة البرق الكبيرة التى تضئ ماقبلها من ظلمة.

    قالب(القصة المسبحة) أو (القصة فى لوحات) هو قالب مرن، يقف فى منطقة وسطى بين القصة القصيرة والقصة والقصيرةجدا والرواية، فهو يسمح ببعض التمهل فى السرد لاتسمح به القصة القصيرة جدا، وهو يميل الى إيجاز وتكثيف لاتسمح به الرواية ولاتستسيغه القصة القصيرة التى تسمح ببعض الاستطراد والتفاصيل، وفى نفس الوقت يسمح هذا القالب بتمهل فى التعامل مع النهاية لاتسمح به القصة القصيرة ولا القصيرة جدا، لكنه ليس تمهل الرواية، انه تمهل رسام يرسم مشهدا واحدا مكونا من عدة لوحات متصلة بحبل سرى واحد، وهو تمهل كاتب قصة مصورة لاتكفى الصورة وحدها للبوح بمغزاها، فيستعين الكاتب باللغة.

    القصة المسبحة هى فى حقيقتها محاولة للتمرد على القوالب المعتادة فى كتابة القصة القصيرة والقصيرة جدا، ولا أعتبرها جنسا ادبيا جديدا،هى محاولة ولدها التجريب ، فقالب القصة القصيرة يعيبه عندى كونه يلزم الكاتب بقيود عديدة أبرزها الايقاع اللاهث والاندافاع بقوة نحو النهاية وعدم السماح بالعقدة المركبة مع السماح ببعض الإسهاب، بينما القصة القصيرة جدا تحاصر كاتبها بالتكثيف الشديد والتمنع على تعدد الصور، فمساحة القصة القصيرة جدا لاتتيح امكانية حشد مشاهد متعددة والإيحاء بالمضمون عبرها، وهذه النقطة الاخيرة بالذات هى احد دوافع ابتداع قالب القص المسبحة المكون من عدة لوحات تبوح مجتمعة بالمغزى عبر لوحاتها المختارة بعناية. القصة المسبحة فيها شئ من تقنية الرواية التى تتكون من اجزاء داخلية توحى بمغزى متكامل، الفارق هنا هو الضغط لفصول الرواية لتصبح لوحات لاتتعدى بضعة أسطرولكنها تعطى ملمحا من المغزى الكلى، كل حبة هى قائمة بذاتها، ولكنها خارج المسبحة لاقيمة لها ولامغزى. خيط السرد هو خيط المسبحة غير المرئي.
    (فن تحرير القصة المسبحة)
    القصة المسبحة عبارة عن مشاهد مختارة بعناية ومرتبة بدقة بحيث تشكل سويا قصة واحدة مكونة من عدة مشاهد تبدو مستقلة وهى متصلة بخيط سرد وحيد يؤلف بينها مثلما يؤلف خيط المسبحة بين حباتها، فاذا انقطع تشتت الحبات ولم يعد لها جدوى ولا للمسبحة وجود.
    خطوات كتابة نص القصة المسبحة:
    اختار موضوع القصة وفكرتها والأثر المراد إحداثه بها.
    قسم الموضوع الى مشاهد منفصلة مرتبة ترتيبا تصاعديا نحو النهاية.
    كل مشهد أو وحدة قص يجب ان تكون لوحة مكتملة بذاتها دون التطويل والترهل.
    المشهد التالى يجب أن يشكل صعودا بالأحداث نحو نقطة أعلى، تماما كمن يصعد جبلا.
    يجب ان يكون المشهد تطويرا لما قبله.
    يجب المحافظة على وحدة القص مع تنوع المشاهد( حبات المسبحة)
    يمكن استخدام العناوين الجانبيةأو الترقيم، مع ضرورة وجود عنوان رئيس للقصة المسبحة يوحى بالمضمون بلا تقرير.
    صلاح الدين سر الختم على
    24 سبتمبر 2014

    سوف اقدم لكم بعض النماذج من كتاباتى التى تؤسس لهذا القالب الفنى الجديد

    النموذج الأول:

    قصة مسبحة
    (الصيادون والفريسة)
    1
    الغزالة ذات العيون السوداء الواسعة أفلتت بأعجوبة من كمين الصيادين، سال عرقها ، وقفت تلتقط الأنفاس هاجمها قطيع نمور جائعة، ركضت في كل الاتجاهات تبتغى النجاة، سقطت تحت الأقدام ،سال دمها، نهشتها النمور. لم تشفع لها عيونها الواسعة.
    2
    النمور التى خرجت ظافرة من موقعة ذات العيون الواسعة والدم يسيل من بين أنيابها القاطعة، سقطت صريعة رصاص قافلة الصيادين العابرة، لم يشفع لها وبرها الجميل ولاسرعتها الفائقة.
    3
    قافلة الصيادين الظافرة وقعت أخيرا تحت قبضة القوة الكامنة التى ماتركت لهم بندقية ولا نقودا ولا آلات تصوير ولا هاتف جوال ولا سيارة ممتلئة بصيد وفير ثم تركتهم حفاة عراة في الغابة الجائعة.

    4
    في السيارة التى تنهب الطريق أنجبت الغزالة الخائفة ظبياً له عيون سوداء واسعة، وفي الغابةردت النمور الجائعة الصاع صاعين لفرقة الصيادين البائدة.
    صلاح الدين سر الختم على
    23 سبتمبر 2014

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 24-09-2014 الساعة 12:09 PM
  2.  
  3. #2
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    أصابع/ قصة مسبحة / صلاح الدين سر الختم على
    (حصاد)
    شهق القمر حين شهقت النخلة ، غطت وجهها النجوم، حين رأتها نائمة فى وداعة وهو يتحسس يديه قبل حصادها ا، مالت النخلة بجريدها يمنةويسرة ملتمسة نجاة، زاد من ضغطه على العنق فى شبق، هوت النخلة على وجهها،إنطلق شهاب راصد مزمجرا فى غضب.
    (استغاثة)
    حين أغمضوا عيونهم واسترخت أجسادهم العارية تحت الشمس، لمعت صورتها أمامهم كومضة برق، بدت دامعة العينين، متشققة الشفاه وهى تركض فى صحراء بلا نهاية، خلف ظهرها ثعبان ضخم يتلوى كقطار نافثا الحمم والنار مطاردا لها بإصرار، تحسسوا سيوفهم فى وهن، هزت السيوف المعلقة على الجدار رأسها فى أسف، تعالى صوت الشخير.
    ( قبر)
    حملوها فوق الأكتاف، تململ الكفن، فما اهتز لهم جفن،أوسعوا الأرض ضرباً بالمعاول، كانت سيارتهم المكيفة تزأر عند ناصية المقابر، وقف قاتلها وسطهم يتلقى التعازى ويتمتم بآيات تبصق فى وجهه ، فيرتعش، نهضت من رقدتها، صفعتهم واحداً واحداًفى البدء، حين استدارت إليه، كان قد توسد المكان حيث أرادوهاوسكن، نفضت جناحيها وطارت، غابت بين السحب.
    (الأصابع)
    أصابعه الخمسة المطبوعة على عنقها الصغير كانت هى الشاهد الذى قاده نحو المشنقة.وحين ارتقى المنصة راسفاً فى القيود، كانت أصابعها الخمس الصغيرة مطبوعة على عنقه، رفع رأسه للمرة الأخيرة، رأى حمامة بيضاء تبتسم، فسكن.
    صلاح الدين سر الختم على
    30 ديسمبر 2013

  4.  
  5. #3
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    حريق/ قصة مسبحة
    ( لمحة)
    حين لمحته يتأبط ذراع الأخرى سعيدا، توارت عن الأنظار، لم تقل شيئا، قالت لنفسها: كنت أعرف، بطريقة ما، لكن لن أستطيع أن أكون نعامة.
    (نعامة)
    حين لمحها من خلف نظارته السوداء وهى تتوارى عن الأنظار، لم يقل شيئا، قال لنفسه: كنت أعرف أنها تعرف، ولكننى كنت أحب أن اكون نعامة.
    ( في البيت)
    كانت العصافير مذهولة وهى تتابع صراع الديك والنعامة، تطاير الريش، حملته الريح، تجمل به المتحاربون فى غابة بعيدة، هدأت العاصفة، ساد صمت، نامت العصافير، ولم تنم النعامة.
    ( الأخرى)
    فى الصباح نظرت فى عينيه بعينيها المحمرتين، رأت الأخرى قابعة فى البُؤْبُؤُ ،اشتعلت غضبا،أتت النار على الأخضر واليابس، كانت الأخرى تنظر الى الدخان بتلذذ وهى تتأبط ذراعا أخرى، ثمةعين تتوارى فى الظلمة، وعين تلحظها من خلف النظارة.وحريق يتململ فى مرقده.
    صلاح الدين سر الختم على
    مروى
    18يناير 2014

  6.  
  7. #4
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    نبؤة/ قصة مسبحة(قصة فى لوحات)/ صلاح الدين سر الختم على
    ( رسم)
    رسمه شخصية عاصفة فى رواية، ذات صباح قابله فى ناصية الشارع يدخن سيجارته بعصبية وهو يسأل عن بيت الكاتب الوقح ،والشرر يتطاير من عينيه، وسكينه الموصوفة فى الرواية مشرعة تتلامع تحت ضوء الشمس، فولى هارباً.
    ( وقفة)
    توقف عند دكان حلاق ثرثار فى شارع جانبى ليلتقط أنفاسه، حين نظر فى المرآة المشروخة رأى الحلاق الأصلع يبتسم،فتذكر أن بطل الرواية يموت فى دكان حلاق أصلع يبتسم، فسارع بالركض، دون أن ينظر إلى الوراء، فى خياله كان يرى الابتسامة اللزجة مطبوعة على ظهره.
    (دوامة)
    أدركه التعب، تقطعت أنفاسه، توقف، أخذ يلهث، حين رفع عينيه عن الأرض، كان الحلاق نفسه أمامه مبتسماً، وكان صاحب النصل مكشرا عن أنيابه، ارتفعت اليد بالنصل، لمع فى ضوء الشمس، انطلقت صرخته قبل وصول النصل الى الهدف.
    (خاتمة)
    كتبت الصحف فى اليوم التالى: كان مبدعا فريدا، كتب نهايته بيده.
    صلاح الدين سر الختم على
    مروى
    22 ديسمبر 2013

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid