[center][color="#663399"]
[B][I]
قلبي على جناي
و قلب جناي على حجر
************
نشأ يتيماً و ترعرع في حضن أم عوراء
طلَّقت الدنيا بحذافيرها من أجله. و فرغت نفسها
تماماً لتعكف على تربيته و رعايته منذ كان نطفةً ، فلطعة
دمٍ فاسدةٍ، ثم مضغة لحم مخلقة. إلى أن خرج ليرى النور لأول
مرة بعين أمه الواحدة. راحت ترضعه إلى أن دبا على ظهرها و حبا
(تاتيبة) على ركتبيه. ثم سارت به إلى الروضة ثم المدرسة و قد رتبت
له كتبه و فطوره ذات كل صباح. و هي لا تبالي أن تصحبه إلى داخل
قاعة الدرس كي تجلسه في حكرها لتَلَقِّي دروسه من حروف الهجاء ،
خوفاً علي صلبه الغض من خشونة الكنبة ؛ أو تضع اللقمة سائغةً
في فمه أمام رفاقه الصغار غير آبهةً بنظرة فضول و رعشة رعب
كانت تقرؤها في أعينهم من كآبة منظر عينها المفقودة ، مما
كان يثير نوعاً من الحنق و التأفف في نفس صغيرها،خصوصاً
بعدما كَبُرَ و تطور رعب رفاقه إلى ملاحقة مزعجة بنظرات
تهكم و سخرية جعلته يأنف حتى من ملاصقة
أمه إياه كما لو كانت ظله.و طلب منها
أن تكف نهائاً عن ملازمته.
************
[/
color]
[/
center]
المفضلات