كل مساء أجلس بشرفتي المطلة علي شواطئ أحزان قلبي الذي أعياه الترحال بحثا عن لا شئ يناديني من حيث لا أعلم من أين هو ينادي ، فتجدني في حالة سكون لكي أصقي من اين يأتي صوت ذلك الشئ ولكني لا أسمع شئ حتي يفرغ إيناء قهوتي ومن بعدها انفس سجارتي وأظل أتابع أعمدة الدخان تتصاعد إلي أعلي وأعلي حتي تتلاشي بفعل الرياح من أمام ناظري ومن ثم اعاتب نفسي بعد ان أطفئها علي تلويث الهواء واقول بلا شك الريح غاضبة مني ولكن لا ألبث إلا قليلا وأتكئ علي ظهري وأعيوني تنظر للسماء الصافي والنجوم كأنها تداعبني بتلالأها فتقترب مني إحداها وتحدثني في أذني بأن أحدهم قادم إلي ولكن لا تدري متي سوف يأتي ، قلت لها ويختلجني شعور بالدهشة وتملكني إحساس الانتظار ساعتها هل يأتي أم تأتي ، إبتسمت وقالت لي يالك من رجل يعشق النساء ويعشق جمال الحرف والبهاء ،قلت لها إني أعشق الهدوء ففي هدوئي يكمن سر حياتي وحياتي ممنوحة للتي سوف تأتي من حيث اللا مكان عبر مر العصور والازمان سوف تأتي من كل البقاع من فلسطين والشام والعراق، سوف تأتي من قرطاجنة وبلاد المغرب والاندلس ،سوف تأتي من البندقية واللاذقية وأرض مصر ،سوف تأتي من حضارة مروي وكوش ونبتة وحضارة اليونان والاغريق سوف تأتي في يوما ما وانا انتظرها كل مساء بشرفتي واحضرت لها مقعدا لتجلس قبالتي واحضرت لها فنجانا لكي ترتشف قهوتي تنظر إلي وهي ممسكة بالفنجان وبخار القهوة يتصاعد إلي السماء كأنه يريد ان يقول شيئا لتك النجوم
وتقول لي إني احبك منذ أن لم تكن موجدا ، نظرت في عينيها والمقعد خالي كيف لك أن تحبيني وأنا لست مولودا ، إرتشفت ما تبقي من قهوتي ومن ثم نفست سجارتي وأتكأت علي ظهري كما أفعل كل مساء .
28/82014
المفضلات