أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه على تواصل مع طرفي النزاع في السودان سعيا لإرساء هدنة إنسانية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وافق عليها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.
وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في تصريح لوكالة فرانس برس، أن غوتيريش دعا خلال اتصال بالبرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب العام 2021، إلى "وقف إطلاق نار لمدة أسبوع" في الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.
وفي تصريح لصحافيين، قال غوتيريش إن "الاتصال بالجانبين يهدف بالأساس إلى تحقيق هذه الهدنة".
وتابع "الوضع دراماتيكي في الفاشر، الناس يتضورون جوعا وهم في وضع صعب للغاية"، مشيرا إلى ضرورة إرساء هدنة لإتاحة توزيع المساعدات، ولافتا إلى أن هذا الأمر يجب أن تتم الموافقة عليه مسبقا بهدف "إعداد عملية إيصال ضخمة للمساعدات" إلى الفاشر.
وقال غوتيريش "تلقيت ردا إيجابيا من الجنرال البرهان، وآمل أن يدرك الجانبان مدى أهمية تجنب الكارثة التي نشهدها في الفاشر".
الجمعة أشار مجلس السيادة الذي يرأسه البرهان في بيان إلى أنه وافق على مقترح الهدنة لمدة أسبوع.
لكن مصدرا في قوات الدعم السريع أفاد فرانس برس بعدم تلقي أي مقترح.
ويشهد السودان، ثالث أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة، منذ أبريل 2023 حربا مدمرة اندلعت على خلفية صراع على السلطة بين البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
13 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال
من جانبه ذكر مصدر طبي لوكالة فرانس برس بمقتل 13 شخصا بينهم ثلاثة أطفال، في قصف نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور بغرب السودان.
وقال المصدر "مقتل 13 من بينهم 3 أطفال وجرح 21 آخرين نتيجة للقصف المدفعي لميليشيا الدعم السريع للمدينة اليوم". وتخوض الأخيرة حربا مدمرة ضد الجيش منذ ابريل 2023.
وتحاصر قوات الدعم السريع عاصمة ولاية شمال دارفور منذ مايو من العام الماضي، وتشن هجمات متكررة في محاولة للسيطرة على الفاشر التي يقدر عدد سكانها بنحو مليون نسمة.
ووقع القصف بعد ساعات من إعلان مجلس السيادة الانتقالي الحاكم في السودان أن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وافق خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على "هدنة إنسانية لمدة أسبوع في محلية الفاشر دعما لجهود الأمم المتحدة وتسهيل وصول الإغاثة للآلاف من المواطنين المحاصرين".
وقال غوتيريش "إننا نجري اتصالات مع الجانبين لتحقيق هذا الهدف".
لكن مصدرا في قوات الدعم السريع قال لوكالة فرانس برس ،إنهم لم يتلقوا اقتراحا بوقف إطلاق النار.
وحذّرت الأمم المتحدة مرارا من تدهور أوضاع المدنيين المحاصرين في المدينة، حيث دفع الجوع العديد من العائلات إلى تناول أوراق الشجر وقشور الفول السوداني في ظل عدم السماح بدخول أي مساعدات تقريبا.
ويقول المدنيون إن الأسعار ترتفع بشكل كبير مع غياب المرافق الصحية بشكل شبه كامل، بعدما أُجبرت جميعها تقريبا على الإغلاق بسبب القتال.
وتعرضت منشأة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي داخل الفاشر لأضرار نتيجة قصف متكرر من قوات الدعم السريع الشهر الماضي. وفي بداية يونيو قُتل خمسة من طواقم الإغاثة في هجوم على قافلة للأمم المتحدة كانت تسعى للوصول إلى المدينة.
وقد شنت قوات الدعم السريع هجمات متكررة على المدينة ومخيمات النازحين المحيطة بها المتضررة من المجاعة، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين ودفع مئات الآلاف من النازحين إلى الفرار.
ووصفت منظمة يونيسف الوضع بأنه "جحيم على الأرض" بالنسبة لـ825 ألف طفل على الأقل محاصرين في الفاشر ومحيطها.
وسيطرت قوات الدعم السريع على جلّ أراضي إقليم دارفور الشاسع في الأشهر الأولى من الحرب، لكنها لم تتمكن من السيطرة على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور رغم حصار المدينة منذ أكثر من عام.
وتقول مصادر إغاثية إن الإعلان رسميا عن المجاعة أمر مستحيل نظرا لعدم القدرة على الوصول إلى البيانات، لكن الجوع اجتاح المدينة بالفعل.
وبحسب أحدث الأرقام المتاحة للأمم المتحدة، فإن أكثر من مليون شخص يعيشون على شفا المجاعة في شمال دارفور.
ومن بين العشرة ملايين شخص النازحين داخليا في السودان، وهي أكبر أزمة نزوح في العالم، يعيش ما يقرب من 20 % منهم في شمال دارفور.
---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2138808]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]
المفضلات