النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إبراهيم الكاشف...ذلك البلبل الصداح

     
  1. #1
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية مكتول مدنى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    613

    إبراهيم الكاشف...ذلك البلبل الصداح

    قام الكاشف بعمل أكبر نقلة في تاريخ الغناء السوداني

    عندما نتحدث عن مدي التأثير الذي تركه المبدعون السودانيون في مجال فن الغناء ، فإننا يجب أن نقف إجلالاً وتعظيماً للراحل المقيم (إبراهيم الكاشف) ، وذلك لسببين ، الأول هو أن الكاشف وبحسه العميق وموهبته الفذة وألحانه الشجية إستطاع أن ينقل فن الغناء السوداني من الطابع الروتيني في اللحن وفي الأداء المتوارث في طريقة أغاني الحقيبه ،إلي طريقة الغناء الحديث الذي تصحبه الموسيقي الوترية، بل حتي قصائد شعر الحقيبة الخالدة ،قام الكاشف بإعادة تبويبها واضفي عليها الكثير من إحساسه الفني الفطري وأخرجها للجمهور بذلك الطابع التطريبي الذي إشتهرت به0 أما السبب الثاني فهو أن إبراهيم الكاشف قد صمد أمام دعاة عدم التجديد الذين كانوا يعتقدون بأن الإبتعاد عن أدب قصائد الحقيبه أو تعديل المسار في البناء اللحني لها يعتبر إنحرافاً بالفن في ذلك الزمان 0

    وهنا000 لقد بذل الراحل الكاشف مجهوداً لا مثيل له في إقناع المستمع السوداني بقبول أدبيات الفنون الحديثة سواءً من حيث التجديد في الكلمات الغنائية أو في الموضوعات التي تتناولها الأغنية الحديثة0 وقد قاوم الرجل كل إنتقادات الرعيل المحافظ ، إلي أن إنتصر وإلي ان تمت ولادة المنحي والمسار الجديد في الهيكل اللحني للأغنية السودانية، فاشاد بها القدامي بمثلما أحسن إستقباله الجمهور الجديد0 لذلك فإن ما قام به إبراهيم الكاشف وبكل مقاييس وظروف ذلك الزمان (بداية الأربعينيات ) من القرن الماضي يعتبر إنجازاً ضخماً أضاف إلي التراث الغنائي في السودان كل هذا الزخم المكثف من جماليات الغناء السوداني الحديث والذي نتج عنه هذا الإستحداث الواضح في الآلات الموسيقية التي تزخر بها ساحة الغناء في السودان الآن ، وقد أتي نتيجة لتراكم تلك المجهودات اللحنية التي وضع أسسها الفنان الكاشف0

    ومن المعروف سلفاً أن إبراهيم الكاشف أتي من مدينة الفنون والأداب والسياسة والرياضة، أتي من ودمدني (المدينة الشاملة) ، فهي كما قلنا كثيراً من قبل وكعادتها دائماً ، إنها مدينة تذخر بشتي ألوان الإبداع ، وتعطي بلا حدود 0 أتي الكاشف إلي الخرطوم في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين وقد كان مسلحاً بالكلام الجميل من شاعر ودمدني الفذ (علي المساح) الذي كان يمسح شوارع ودمدني طولاً وعرضاً علي قدميه ، فأطلقوا عليه لقب المساح 000فهو كما يقول ( أنا المساح دمع البكا) في أغنية الشاغلين فؤادي للكاشف0

    وكم طرب الناس للكاشف حينما بدأ يغرِّد برائعة الخليل التي إشتهر بأدائها (فلق الصباح):-

    صبغ الخدين حمره

    وبعد ساعه بشوف صفره

    الإصفرار ده كتير

    أخجلوك يا أمير

    وللا نمت نهار

    صبح البستان مايل

    شجر الرمان شايل

    السلاف في الونان

    والكنار في حنان

    والهَزار في هِزار

    وهذه الأغنية –فلق الصباح-تحسبها تتحدث في الوجد والعشق والهيام ، ولكن كعادة الراحل العملاق خليل فرح ، فإنها ترمز أو تحث علي التحريض لمقاومة المستعمر، حتي لا يقع صاحبها تحت طائلة قوانين النشاط الهدّام التي بدأ الإنجليز يسلطونها علي رقاب السودانيين بعد أن بدأ الحس الوطني يتمدد في اوساط اهل السودان ، حيث كانت حركة اللواء الأبيض ومن قبلها الإتحاد الوطني في الربع الأول من القرن العشرين تعبران عن طموحات الشعب السوداني في الإستقلال ، ولذلك أتت أشعار الخليل في هذا الإتجاه الذي يستطيع من خلاله أن يوصل مقصده للجماهير، وإبراهيم الكاشف عاش تلك الظروف وتأثر بها عندما كان شاباً، لذلك قام الكاشف بإحياء ذلك التراث الغنائي بعد وفاة الخليل حتي لايندثر ، فكانت الإذاعة سباقة لتسجيله بصوت الكاشف عندما كان يستخدم (الرق ) كإيقاع متابع للأداء، ونواصل :-
    عزه قومي كفاك نومك

    ما كفاك دلال يومك

    إنت يا الكبرتوك

    البنات فاتوك

    في القطار الطار

    *****

    فلق الصباح00قول لي

    آهو نورك لاح00خِلي

    يا خفيف الروح

    هو هذا نداك

    أم ندي الأزهار

    كان إبراهيم الكاشف يغنيها وقد أتت وهي تفيض بتطريب عالي ، وفيما بعد قام الراحل أبوداؤد بغنائها بمصاحبة الأوركسترا ، ومن بعده قام بغنائها أيضاً الفنان مجذوب أونسه0كما كان يؤديها بطريقة مذهلة ومحببة جداً ذلك الموهوب الذي رحل مبكراً (عبدالعزيز العميري) الذي كان متعدد المواهب ، الله يرحمه ويحسن إليه ويعوض شبابه الجنة0
    جاء الكاشف يغني أجمل غناء ذلك الزمان في قالب جميل ، فلم يعترض احد بعد ان فرض الحداثة علي تلك القصائد الخالدة ، فلم يغير النص ولم يبتعد كثيرا عن مسارات اللحن القديم لتلك الأغاني ، لذلك وجدت محاولاته تلك إستجابة حسنة من الجمهور في ذلك الزمان ، وكيف لنا أن ننسي هذه الرائعة: وداعاً روضتي الغنـّاء00وداعا معبدي الحُسـن000ثم يردفها الكاشف بأخري من الحقيبة مع التحديث بالأركسترا وهي : داخل روضه غنـّاء 0
    وعندما بدأت أغاني الكاشف تطغي علي الساحة ، بدأ سيل من الشعراء في التعامل معه ، وكان من بينهم ومن أهمهم الراحل عبيد عبدالرحمن في أغنيتي ظلموني الناس ورسائل، ثم خالد عبدالرحمن أبو الروس في تلك الرائعه(صابحني دائماً وإبتسم) والتي كم شهدنا مطربنا عبدالعزيز المبارك يبدع في ادائها فيما بعد0
    إبراهيم الكاشف في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي كان مسيطراً علي الساحة الغنائية تماماً قبل ظهور الثنائي الفذ (حسن عطيه وأحمد المصطفي)، وفي ذلك الأثناء ظهرت تلك الفنانة الرائعه الراحله (عائشه الفلاتيه) لتزدهر الأغنية السودانية بدخول هذا الصوت النسائي المتميز، وسوف نتناولها في مقالات أخري منفصله تقديراً لذلك الجهد المقدر الذي أضافته الفلاتية لفن الغناء في السودان شعراً ولحناً وأداءً ، ثم رحلت بكل هدوء0
    وجد الكاشف تعاوناً تاماً من شعراء عديدين وقد كان في مقدمتهم مفخرتنا الشاعر الغنائي والملحن والكاتب المسرحي الكبير ، إنه الرجل الذي لازالت إسهاماته مستمرة حتي في أعمال الفنانين الشباب ، إنه الأستاذ الفخم الضخم (السر أحمد قدور ) أمد الله في عمره ومتعه بكل الصحة والعافية ليواصل إبداعاته وإشراقاته من قاهرة المعز لتغطي كل سماء الوطن الجميل بأعماله الإبداعية الخالدة0 وأذكر من الأغنيات التي كتبها الأستاذ السر قدور للراحل الكاشف (الشوق والريد) ، ولكن كانت وستظل (انا أفريقي 000أنا سوداني) من المحطات الإبداعية والوطنية الراقية التي إقتحم السرقدور والكاشف بها الساحة الغنائية والوطنية عندما كانت حركة التحرر الوطني تخاطب وجدان كل شعوب القارة الأفريقية في سنوات الكفاح والتحرر من الإستعمار في منتصف القرن الماضي ، وهي بلاشك تعتبر من أهم الأعمال التي كتبها الشاعر المتعدد الآفاق السر احمد قدور وتغني بها الكاشف 0
    وهنا أود أن أذكر بالخير الكثير فنان ودمدني المغترب بالسعودية (صديق سرحان) الذي يعيد مجد الكاشف ويؤدي أعماله بطريقة مذهلة ، ولازلت أذكر صديق سرحان وهو يعتلي خشبة مسرح الجزيرة بودمدني في مهرجان الإبداع الثقافي الذي أُقيم في عام 1995م والذي حضره كل أهل السياسة وأهل الإبداع من الخرطوم حينما كان يؤدي سرحان أنشودة (أنا إفريقي 00أنا سوداني) ووقف الجمهور كله يصفق وينفعل معه ، وفي تلك اللحظات يفاجَأ الجمهور بصعود الراحل أحمد المصطفي- الذي جيء به من الخرطوم - إلي خشبة المسرح مع صديق سرحان وقد كان متأثراً ومنفعلاً بأداء الأغنية التي أعادت ذاكرته إلي أيام الكاشف والذكريات الطيبة حينما كانا يعطران سماء السودان سوياً بأعذب الألحان، ورفض أحمد المصطفي النزول من المسرح من فرط إنفعاله ، إلي أن صعد علي الخشبة الموسيقار الراحل (علي ميرغني) -طيب الله ثراه- وأنزله من علي خشبة المسرح ، فكان موقفاً مؤثراً في تلك اللحظات،وبكي معظم جمهور المسرح والفنانون المشاركون ، بل أدمع صديق سرحان تأثراً بهذا المشهد الذي كانت له عدة مدلولات متداخله يصعب تفسيرها0 رحم الله الكاشف والعميد وعلي ميرغني0 ولايزال هذا التسجيل موجوداً بمكتبة تلفزيون الجزيرة وربما أيضاً بمكتبة تلفزيون ام درمان0ومن هنا نقول أن أثر وبصمات وإسهامات الكاشف ستكون متواجدة في خارطة الغناء السوداني لفترة طويلة قادمة بالرغم من أن الرجل قد إرتحل عن الدنيا قبل أن يقوم بتسجيل أعماله بالتلفزيون ، حيث كان المرض قد إشتد عليه مع ظهور أجهزة الفيديو تيب للتلفزيون، لذلك فإن مكتبة التلفزيون تخلو من أعماله المصورة إلا أغنية واحدة تم نقلها من وحدة أفلام السودان بالإعلام0ولنستعرض بعض مقاطع من الشوق والريد لشاعرنا قدور:-
    الشوق والريد

    والحب البان في لمسة إيد

    وأغاني نقولا00نعيد

    والدنيا زهور00في عينينا

    تصبح كل يوم 00زي طفل وليد

    *********

    كل الأشواق00

    وآهه بتجرح00قلب المشتاق

    ديل ياهاجر00ليكم سامع

    لو شوفنا قريب ماتتعالي

    نسأل عنك وعن حالا

    نعيد الكان00حليل الكان

    نخلي الحب يسرح بينا

    يبقي جناحين00ويطير بينا

    كانت كلمات في غاية السهولة والبساطة، لاتعقيد فيها ، ولقد تنقل الكاشف في لحنها إلي عدة مقاطع بإيقاعات خفيفة ثم بطيئة ثم خفيفة مرة اخري000

    ونواصل سياحتنا مع هذا الفنان المبدع 00إبراهيم الكاشف00[/align]

    التعديل الأخير تم بواسطة مكتول مدنى ; 27-01-2006 الساعة 03:21 PM
  2.  
  3. #2
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية مكتول مدنى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    613

    الكاشف رمز ورقم لايمكن ان نتخطاه فى الفن السودانى بعد ان احدث نقله كبيرة بادخال الالات الموسيقيه النحاسيه والكهربائيه فى الاغنيه السودانيه واعتقد ان اهم ما تميز به الكاشف فى نظرى هو قيامه باعادة توزيع اغانيه مرة اخرى واعتقد انه صاحب اول سابقه بهذا الشكل
    رف قلبى لى جناح النسايم
    راح وشافك وشاف جمالك
    شاااف جمالك وانت نايم
    شافك لقاك...اجمل ملاك
    وردة ربيع ...قطاك نداك
    يا وردة أحلى من الزهور....
    مالوا القمر ياحلوة خلاهو الظهور
    رسلت قلبى ليك هناك
    جانى ورجع محتار معااك
    احتار انا ...احتار انا
    ..................................
    انا حبى وين ....انا عمرى وين
    عمر المعذب كم سنة ؟؟؟
    احترت فى عمرك سنين
    يوم الهناك ولا الهنا!!
    اضحت حياتى مقسمة
    نص فى الأرض نص فى السما
    انت القمر وانا كلما زح السحاب ألقاك تميل...
    فييك الدلال وأصلو الدلال حق الشباب
    وانت السحاب حجبك كتييير وانا فى الأرض يا روحى حارقنى الهجير
    بتنسى ليييييه
    وأنا قلبى بيتذكر كتير
    يوم لقيتك ......وهويتك
    وانت وريتنى الحنان
    الحنان الفى أحلى نظرة .....وابتسامة
    فى خيالى احلى ذكرى
    بالأشارة ....نظرة عابرة
    شفت حبك
    كنت قايل ...كنت فاكر
    الجميع عارفين محبك
    والعيون راصدانى لمن ..ابقى جمبك
    وتبقى ذكرى ..فيها انت وفيها قلبى وفيها قلبك
    وفيها يوم المهرجااااان
    أحلى من عمر الزمان


    أغنية المهرجان للفنان الراحل ابراهيم الكاشف
    كلمات السر قدور
    الحان الكاشف

  4.  
  5. #3
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    ود مدنى
    المشاركات
    494

    تعيش يامكتول

  6.  
  7. #4
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية مكتول مدنى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    613

    شكرا اختى نهلة وانا بهدى الاغنيه دى ليك وهى من اداء الكاشف الصغير ابن مدنى البار الاستاذ عصام محمد نور

    التعديل الأخير تم بواسطة مكتول مدنى ; 30-01-2006 الساعة 01:18 AM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid