صفحة 1 من 8 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 25 من 197

الموضوع: ألسودان ******* فى عيون الصحافة العربية

     
  1. #1
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    ألسودان ******* فى عيون الصحافة العربية

    أداوم يو ميا على قراءة الصحف العربية ودائما أبدأ بقراءة مايكتب عن السودان , وأجد هناك بعض المقالأت تستحق أن يطلع عليها زملأئى فى المنتدى وهذة المقالأت ربما تكون سياسية او غير ذلك وهى ليست با لضرورة تعبر عن رأيى**ولكن أنقلها لربما يكون المتابع لم يصادفها فى مرورة على الصحف ****واللة من وراء القصد ( أبونبيل )


    إسرائيل" قتلت قرنق ..........محمود مراد **جريدة الخليج




    تتكشف الحقائق مهما طال غيابها، وإذا كان المسؤولون السودانيون قد كشفوا في تصريحاتهم، الأسبوع الماضي عن أن الضغوط التي يتعرض لها السودان الآن بحجة مشكلة دارفور. هدفها الأساسي هو إخضاع هذا البلد العربي الإفريقي وخروجه من حساب القوى العربية والإسلامية والتحررية، ليصبح تابعاً ويعترف ب “إسرائيل”، فإنه يجب علينا أن نفتح عيوننا والأهم بصيرتنا على ما يدور في الكواليس المحيطة بنا. ومنها تلك المساومة التي يتعرض لها السودان، فإما أن يعترف ب “إسرائيل” ويطبع العلاقات معها، وإما أن تستمر المؤامرة التي تستهدف إيفاد قوات دولية إلى دارفور لتمزيق أوصاله على النحو الذي حدث ويحدث في العراق الشهيد.

    وخلال حوار مع مسؤول سوداني منذ أيام جاء ذكر العقيد الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية في الجنوب، الذي صار بعد توقيع اتفاقية السلام نائباً أول لرئيس الجمهورية حتى وقع حادث الطائرة الأوغندية التي كانت تقله ومرافقيه من كمبالا إلى جنوب السودان، فلقي مصرعه ومن معه واحترقت الطائرة وكان ذلك منذ عامين (في الثلاثين من يوليو/ تموز 2005).

    وقال المسؤول إن لجان التحقيق الوطنية والدولية لم تجد مصلحة لأوغندا أو للسودان في قتل قرنق. ولكن هناك مصلحة، وهناك إشارات تقول إن “إسرائيل” هي التي قتلته سواء بمفردها أو بالتعاون مع “جيش الرب” الأوغندي، الذي كان قد هرب لبعض الوقت إلى جنوب السودان لكن تصدى له قرنق ومقاتلوه. فإن الحكومة السودانية ذاتها ضد هذا الجيش المريب فضلاً عن العلاقات الطيبة بين السودان وأوغندا وبين قرنق والرئيس الأوغندي موسيفيني منذ أن كانا زميلين في الدراسة وتوطدت صداقتهما في ما بعد.

    وهكذا، فإننا إذا استبعدنا الحكومتين السودانية والأوغندية ومعهما أيضاً نستبعد الحركة الشعبية وأية منظمات جنوبية فقد كان قرنق رمزاً لكل الجنوب وحقق السلام فإننا لا نجد سوى جهتين اثنتين يمكن توجيه الاتهام إليهما وهما: “إسرائيل”، وجيش الرب الأوغندي.

    إن “جيش الرب” (أو “جماعة الرب”) نشأ في أوغندا على يد من ادعى وأستغفر الله سبحانه أنه الرب الذي سيخلص الناس من عذاباتهم، وسيبدل فقرهم بالثراء. وقد استطاع هذا الشخص “جوزيف كوني” أن يجند ويضم إليه الآلاف ويدربهم ويسلحهم ويقاتل الجيش الحكومي ويسيطر على بعض المناطق، بل ويدفع قسما من جيشه كما أشرنا إلى جنوب السودان الملاصق لأوغندا وحيث لا يمكن إحكام الحدود. وبديهي وأترك هذا لفطنة القارئ أن قوى أجنبية تساعد هذا الجيش بالتمويل والتسليح والتدريب لتظل إفريقيا ودولها ممزقة غير مستقرة تسهل السيطرة عليها واستنزافها، ولقد وقف السودان ضد هذه الجماعة وقاتلها قرنق وقواته وقرر طردها من الجنوب، وهذا مبرر يكفي للانتقام منه ولمحاولة الوقيعة بين السودان وأوغندا. ولدفع أوغندا إلى موقف حرج.

    أما الفاعل الأساسي أو الجهة الأخرى التي يمكن توجيه الاتهام إليها وحدها وبشراكة “جيش الرب” فهي “إسرائيل”.

    إن “إسرائيل” لها مصلحة أكيدة، وتعالوا نفكر بهدوء ومنطق وعلينا البدء بدراسة دخول “إسرائيل” إلى الدول الإفريقية لنجد وأنا هنا أوجز وأختصر أنه خلال حركة التحرر الإفريقي من الاستعمار في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، ورغم وقوف العرب إلى جانب حركات التمرير ودور جمال عبدالناصر معروف في هذا المجال فإن الدول الاستعمارية حرصت عند رحيلها وبداية استقلال كل دولة على أن تفتح الطريق أمام “إسرائيل” ولتكون لها سفارة أو قنصلية في الدول حديثة الاستقلال قبل أية دولة أخرى واستمر هذا إلى أن تولت القيادات الوطنية الإفريقية مسؤولياتها فتغيرت الأحوال، وإن كانت “إسرائيل” قد استمرت في مناوراتها وألاعيبها، وهدفها بالطبع كان ولا يزال هو استئصال العروبة من إفريقيا، وألا تكون الدول الإفريقية عمقاً أو سنداً للقضية العربية.

    ولهذا وما يؤيد كلامنا أن مركز “ديان” نسبة إلى وزير الدفاع “الإسرائيلي” الأسبق موشيه ديان كان قد أصدر كتاباً عام 2003 اتهم فيه جون قرنق بأنه كان يتعاون مع المخابرات “الإسرائيلية” وأن الموساد قد أعطاه مبلغ خمسمائة مليون دولار، إضافة إلى كميات من الأسلحة لمساعدته في حربه ضد الشمال. مما يخدم أهداف الاستراتيجية “الإسرائيلية” المعروف.

    لكن قرنق وهذا يحتاج إلى شرح طويل قد وقف في السنوات الأخيرة موقفاً مغايراً، إذ هاجم العنصرية “الإسرائيلية”، وردد أنه مع السودان الموحد. وأكد عمق العلاقة مع الدول العربية خاصة التكامل مع مصر، وقد قال هذا في مناسبات عديدة، وأنا شخصياً سمعته منه خلال لقاءات معه ومناقشات حول فكره، وهذا التوجه هو الذي ساعد على إبرام اتفاق السلام. لكنه في نفس الوقت هو ما جعل “إسرائيل” تتخذ موقفاً ضده، فكان هذا الكتاب الذي أشير إليه لتشويه صورته.

    ولأن “إسرائيل” تدرك مثل أي مراقب أن الشخصيات التاريخية هي التي تصنع الأحداث الكبرى. فقد بات واضحاً وظاهراً أن قرنق هو أحد الضمانات الأساسية لصنع السلام ولوحدة السودان، أرضاً وشعباً، بل إنه سيساعد على حل مشكلات أخرى بين السودان ودول إفريقيا، وأنه شديد القرب من القاهرة، وبالمناسبة فإن زوجته ريبيكا زارت مصر لأول مرة عام 2005 وقد قابلتها بنفسي مع زوجها وسمعت منها مدى اعتزاز قرنق بمصر والعلاقات العربية وأنها شخصياً قد صارت أكثر حماساً منه لهذا.. وهنا دون استطراد هل ترضى “إسرائيل” عنه؟ وألا يكون هذا مبرراً للخلاص منه؟

    “إسرائيل” و”جيش الرب” الجهتان صاحبتا المصلحة في قتل الزعيم السوداني الذي لا يمكن لدمائه أن تضيع هباء في الجنوب السوداني وبالذات في قبيلته “الدينكا”، ولعل هذا هو الذي دفع أرملته “ريبيكا” إلى أن تقول مؤخراً: “إذا كان الأسد قد رحل.. فإنه ترك وراءه لبؤة قادرة على الانتقام والثأر له”.

    وأعتقد أن هذه المرأة الشجاعة (اللبؤة الثائرة) قادرة على الثأر ولعلها تملك من وثائق الاتهام أكثر مما نعرف.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبونبيل ; 08-08-2009 الساعة 12:26 PM
  2.  
  3. #2
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    "ريبيكا".. اللبؤة الثائرة

    محمود مراد*** الخليج

    قالت “ريبيكا” أرملة الزعيم السوداني الراحل “جون قرنق”: “إذا كان الأسد قد رحل فإنه ترك وراءه لبؤة قادرة على الثأر له”.. وبهذا التصريح الناري الذي أطلقته المرأة السمراء المتحدرة من قبائل الدنيكا شديدة البأس والشكيمة في جنوب السودان، فإنها تفجّر من جديد قضية مصرع جون قرنق رئيس ومؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان والنائب الأول لرئيس الجمهورية، وبدأ النقاش مجدداً بعد أن كان قد هدأ حول ظروف الحادث، وهل وقع قضاء وقدراً أم بفعل فاعل؟

    ومع أن التحقيقات السودانية والأوغندية والدولية قد أكدت أن الحادث كان قدرياً، وأن الطائرة التي كان يستقلها قرنق وخمسة من مرافقيه علاوة على أفراد الطاقم وهم سبعة أشخاص، قد اصطدمت برؤوس الجبال في تلك المنطقة الوعرة في الجنوب، إلا أن هذا لم يقض على كل الشكوك، ومن ثم فإن تصريح ريبيكا، أرملة الزعيم وأقرب المقربين إليه والوزيرة الحالية في الجنوب، قد صبت الزيت على النار فاندلعت التساؤلات مرة أخرى خصوصاً مع الذكرى الثانية للحادث الذي وقع في الثلاثين من يوليو/تموز ،2005 أي منذ عامين.

    لقد حدث ذلك عندما سافر قرنق إلى كمبالا عاصمة أوغندا وقبل سفره، كما روى لي الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني حاليا ووزير الخارجية وقتها، فإن الرئاسة عرضت على قرنق استخدام الطائرة الرئاسية، باعتباره نائبا أول للرئيس وإجراء الاتصالات الدبلوماسية لاتخاذ ترتيبات الزيارة التي يقوم بها، لكنه رفض شاكراً، وقال إنه سيستقل طائرة سيرسلها له الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وهو صديق قديم منذ أن كانا زميلين في الدراسة، وبالفعل سافر قرنق، وبعد انتهاء زيارته اتجه بالطائرة نفسها وطاقمها الأوغندي إلى جنوب السودان مباشرة في الثلاثين من يوليو/تموز ،2005 وقبل هبوطه بسبع دقائق فقط وقع الحادث للطائرة التي انفجرت في الجو وسقطت بمن فيها مشتعلة، من دون أن يفلت أحد من الموت.

    لقد أدى الحادث إلى انفجار في السودان، سواء في الجنوب أو في الشمال، عندما قام الجنوبيون في العاصمة الخرطوم بمظاهرات وأعمال شغب سقط خلالها قتلى وجرحى وتحولت بعض الأبنية والسيارات إلى رماد. وبإجراءات تنوعت بين الحزم وضبط النفس بدأ الهدوء يعود بما أعلنته ومارسته الحكومة من شفافية في التحقيقات، وبموقف “ريبيكا”، وهذا مهم جدا، حيث دعت إلى الهدوء وأكدت استمرار مسيرة قرنق، الذي قاد الثورة على مدى اثنين وعشرين عاما (1983 - 2005) من أجل رعاية المهمشين وترقية الحياة والتقدم وليس للدمار والخراب. وقالت إنها قد فوضت الأمر لله.

    كان هذا الموقف المتسم بالحكمة منذ عامين، فلماذا عادت “ريبيكا” الآن لتقول: “الأسد قد رحل لكنه ترك “لبؤة” قادرة على الثأر والانتقام”؟

    وهل معنى ذلك أن الأرملة الثائرة لم تعد تؤمن بأن الحادث قدري، إنما هو بفعل فاعل ونتيجة مؤامرة ضد زوجها؟ وإذا كان الأمر كذلك فمن الذي فعلها؟ من الذي تتهمه ريبيكا بقتل زوجها؟ هل هو النظام السوداني؟

    إن الإجابة تؤكد النفي، ليس استناداً إلى التحقيقات التي جرت فقط، وإنما أيضاً لأن مصرع قرنق ليس في مصلحة النظام، فقد راهن هذا النظام على السلام وحققه. كما أن قرنق هو الشريك الأساسي في عملية السلام وهو الذي تفاوض مع وفد النظام برئاسة عثمان محمد طه نائب الرئيس ووقعا سويا اتفاق “نيفاشا” لإنهاء الحرب الأهلية التي دامت منذ مايو/ أيار ،1983 بل وكان القتال قبل ذلك مستمراً في حالة صراع لم تهدأ منذ نهاية أربعينات القرن العشرين.

    إذن هل كان النظام الأوغندي وراء الحادث باعتباره مالك الطائرة والمسؤول عن الرحلة؟

    إن الإجابة أيضا بالنفي، سواء بحكم العلاقة بين السودان وأوغندا، أو بين موسيفيني وقرنق وهما صديقان حميمان. وإضافة إلى ذلك، فإن النظام الأوغندي كان يعاني من جماعة تسمى “جماعة جيش الرب” تنمو وتزداد يوماً بعد يوم، وتستهدف الاستيلاء على الحكم مستخدمة ورافعة شعارات دينية وكانت قيادة هذه الجماعة قد انتقلت لتختبئ وتختفي في أحراش جنوب السودان. ولقد تعاونت حكومة السودان مع أوغندا في قتال ومطاردة هذه الجماعة، كما أن قرنق نفسه قد دفع بقواته في الحركة الشعبية لمطاردة هذه الجماعة.

    إذن من فعلها؟ ولمن يمكن للسيدة “ريبيكا” أن توجه أصابع الاتهام، وأن تسدد أسلحتها للانتقام والثأر؟

    إذا استبعدنا الحكومتين السودانية والأوغندية، ومعهما أيضا نستبعد الحركة الشعبية وأية منظمات جنوبية، فقد كان قرنق رمزاً لكل الجنوب وحقق السلام، فإننا لا نجد سوى جهتين اثنتين يمكن توجيه الاتهام إليهما وهما: “جيش الرب” أو “إسرائيل”.

  4.  
  5. #3
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية المكاشفى
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    الزهراء - طابت الشيخ عبدالمحمود
    المشاركات
    2,522

    تكرم عمنا ابو نبيل وانت تلقى الضوء
    على اشياء غائبه على ازهان السودانيين
    وكل ماذكر حقائق بالكتاب والسنه
    (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم)
    اللهم اجعل تدبيرهم فى تدميرهم


    كشه الدولى - حبيب الكل
  6.  
  7. #4
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    مأساة دارفور وصمت المثقفين العرب

    خالد الحرب ** ألأتحاد


    منذ اندلاع أزمة ومأساة دارفور سنة 2003 وحتى الآن سقط ما لا يقل عن مائتي ألف ضحية من المدنيين والأبرياء, وهُجِّر ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين من ناس وفقراء تلك المنطقة الشاسعة والصحراوية. إضافة إلى ذلك هناك تقارير صادرة عن منظمات حقوق إنسان لها صدقية عالية تشير إلى حالات اغتصاب جماعي تبنتها عصابات الجنجويد التي اعتمدت عليها الحكومة للقضاء على الحركات الدارفورية المتمردة. ومعنى ذلك، وحسب الأرقام، أنه بالإمكان القول إن مأساة دارفور وفظاعة الأكلاف البشرية التي عاناها سكان تلك المنطقة، قد فاقت بما لا يُقاس الأكلاف البشرية والمآسي التي تعرض لها الفلسطينيون واللبنانيون معاً خلال العقدين الماضيين. وفي هذا السياق يورد الكاتب والإعلامي السوداني خالد عويس في بحث معمق حول تغطية الإعلام العربي لأزمة دارفور خلال العام الماضي أرقاماً وإحصائيات مذهلة ومُخجلة حول التجاهل العربي المريب لأوجاع ملايين الناس. ففي بحث بعنوان: "تغطية وسائل الإعلام العربية لأزمة دارفور" قدمه إلى ندوة متخصصة في القاهرة في أبريل الماضي. وقد رصد عويس أهم وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمرئية خلال عام كامل, وحلل ما نقلته من أخبار عن دارفور. وقارن تلك الأخبار بما ورد عن لبنان وفلسطين والعراق, ثم قارن ذلك أيضاً بتغطية بعض وسائل الإعلام الغربية للأزمة ذاتها.

    يقول عويس "قتل في دارفور حوالى 200 ألف حسب تقديرات منظمات دولية، وقتل في لبنان خلال الحرب الأخيرة في 2006 أقل من 2000 حسب رصد وسائل إعلامية، وقتل في العراق منذ مارس 2003 إلى مارس 2007 حوالى 150 ألفاً حسب وزارة الصحة العراقية، وقتل في فلسطين منذ عام 2000 إلى عام 2006 حوالى 4391 فلسطينياً حسب المركز الفلسطيني للإعلام". وبرغم ذلك يصل في إحصائياته ونتائج بحثه إلى تغطية دارفور في وسائل الإعلام الأهم, المكتوبة والفضائية, مؤكداً أنها لا تتعدى نسبة 1 إلى 10 على أكثر تقدير في أهم فضائيتين عربيتين. بينما تقل عن ذلك بكثير في صحف عربية كبرى وذات تأثير مهم. ويمكن أن نضيف هنا وجود مئات من حالات الاغتصاب التي سُجلت, وربما أضعافها التي لم تسجل بسبب تقاليد المحافظة والشعور بالعار إزاء هذه القضايا، والتي تلقي ستائر من الصمت الحزين والمرير على حالات نساء لا يعلم بمعاناتهن أحد.

    في تفسيره للإهمال الإعلامي العربي الفظيع لمأساة كبرى كدارفور تحدُث في بلد عربي كبير، يورد عويس عدداً من الأسباب منها صعوبة الوصول إلى منطقة الأحداث, وسياسة الحكومة السودانية في التعتيم وعدم السماح لوسائل الإعلام بالتغطية الميدانية. لكن الأهم هو إشارته إلى أن التحليل السياسي شبه العام الذي تبنته وسائل الإعلام العربية بشكل واعٍ أو دون وعي, والقاضي بوجود مؤامرة غربية أميركية على السودان, قد غطى على أي اهتمام بالبعد الإنساني للمأساة. وهنا يكمن قلب المسألة الذي يحتاج إلى نقاش.

    فالمثقفون العرب في مجملهم تبنوا موقفاً مهمشاً لمأساة دارفور الإنسانية بالتذرع المباشر، أو غير المباشر، بالأبعاد السياسية لها. وهذا يعني فيما يعنيه فقدان الحساسية الإنسانية, حتى لا نقول الأخوية والعربية والإسلامية, واسترخاص الأرواح حتى لو وصل تعداد الضحايا فيها مئات الألوف. ووجه الغرابة, والإدانة, لمواقف المثقفين العرب ينبع من إنسانية القضية قبل أي شيء آخر, أي من دون الحاجة إلى اتخاذ أي موقف سياسي مؤيد أو معارض لهذا الرأي أو ذاك. ومنطلق الإدانة هو عدم الاهتمام واللامبالاة، وكأن الذين يموتون في السودان لا قيمة لأرواحهم, ولا "يتمتعون" بقضية "مركزية" تمنحهم موقعاً متقدماً في صفوف الضحايا في المنطقة.

    طبعاً لا يخلو الأمر من سريالية سوداوية هنا حيث يبدو التزاحم في ازدياد دائم على شغل المقاعد الأولى للضحايا في الكوارث والحروب التي تُفرض على المنطقة. لكن مع ذلك, ومن دون التقليل من آلام ومآسي العراقيين, والفلسطينيين, واللبنانيين, يبقى القول إن من حق الدم السوداني الأفريقي الذي يُهرق بشكل إجرامي في دارفور أن يُظهر المثقفون العرب, ومعهم الرأي العام العربي, الحزن عليه على أقل تقدير. أما الإهمال البشع فهو بمثابة قتل إضافي للقتلى.

    سيقول كثير من القراء, والأصدقاء أيضاً, إن هذه السطور تتغافل عن "الصورة الأكبر" وعن "الصراع الأشمل" الذي يشمل دارفور وغيره, وإن المتسبب في ذلك هو الغرب, وخاصة واشنطن ولندن, وطمعهما في نفط السودان, وأهدافهما في تقسيمه، وسوى ذلك. وسيكرر كثيرون الموقف الاصطفافي القبلي مع حكومة السودان لأنها صارت بقدرة قادر تحمل راية الدفاع عن "الأمة" ضد "الأعداء", وهي نفس الراية التي حملها صدام حسين وتعاقب عليها كل ديكتاتوريي العرب في دول ما بعد الاستعمار وما زلنا ندفع ضريبتها حتى الآن. لكن حتى لو صح ذلك التحليل, فإنه لا يبرر الصمت الواسع والمريب عند المثقفين العرب, والإهمال, والكسل, وعدم متابعة القضية, حتى معالجة تلك "الصورة الأكبر والصراع الأشمل". ولا يبرر غياب كاميرات الفضائيات العربية, وأقلام كتاب الأعمدة العرب, والتحقيقات الصحفية, والنقاشات الثقافية والفكرية. ولأن كل ذلك، وغيره كثير، غائب تماماً فقد ساهم بالطبع في تسهيل مهمة استدامة الإجرام اليومي في دارفور حيث انعدمت حتى الضغوط الأخلاقية الدنيا على المستوى العربي لوقف المأساة.

    في الانتفاضة الفلسطينية الثانية وخلال الحصار الإسرائيلي الوحشي على مدن وقرى الضفة الغربية ومنها رام الله تحدى الكاتب والروائي الأفريقي النيجيري "وول سوينكا", الحاصل على نوبل الأدب, الحصار وزار رام الله مع مجموعة أخرى من أهم الكُتَّاب العالميين. يومها التقوا نظراءهم الفلسطينيين وأنشدوا مع محمود درويش في رام الله "جدارية الحصار". ويومها أيضاً كتب مثقفون عرب كثر عن إنسانية "وول سوينكا" وموقفه المشرِّف، الذي يقف بجلاء وجرأة وبلا مواربة مع الضحية ضد جلادها. اليوم لا أحد من أولئك المثقفين يريد أن يسمع, فضلاً عن أن يشيد, بإنسانية "وول سوينكا" وهو يحمل راية الدفاع عن ضحايا دارفور، ويصف المأساة بأنها الأكثر بشاعة في عالم اليوم. فسوينكا الآن يتهم الحكومة السودانية وميليشيات الجنجويد بأنهما تتحملان المسؤولية الأكبر في القتل الأعمى هناك, وهو ليس معروفاً عنه "عمالته لأميركا"، بل هو غارق في هموم القارة السمراء إلى أذنيه, ومُعادٍ لإمبريالية واشنطن.

    لكن كما أن سوينكا, وغيره ضمن أعداد كبيرة من مثقفي العالم المتمردين والإنسانيين، لا يمارسون انتقائية مخجلة عند مناصرة الضحايا, مطلوب أيضاً من مثقفي العرب أن يسمعوا أنين الجسد الأسمر المطروح تحت وهج شمس الصحراء في دارفور ينز دماً. مطلوب منهم الانتصار لإنسانية المثقف في دواخلهم على حساب التمترس خلف مسوغات السياسة, وألا تسد آذانهم خطابات مقاومات "دونكيشوت" المتذرِّعة بالمؤامرات الخارجية.

    إن آلام "نور وحواء وتابو", وهن صبايا دارفوريات في عمر الورود بين 12 و15 عاماً, اغتصبتهن مليشيات الجنجويد أمام آبائهن وأشقائهن بعد أن أحرقت قراهن الفقيرة العزلاء, لا تقل عن آلام مسلمات البوسنة اللاتي تعرضن لنفس فعل الاغتصاب الوحشي على أيدي مجرمي الصرب. من لا تتحرك إنسانيته لنساء دارفور, تكون إنسانيته التي تحركت لنساء البوسنة غير مكتملة وفارغة ولا تستحق أن تنعت بذلك أصلاً.

  8.  
  9. #5
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    أوغندا لا تمانع بإعادة فتح التحقيق في اغتيال قرنق

    كمبالا
    الاتحاد:
    أعلنت الحكومة الأوغندية إنها على استعداد لفتح التحقيق الجنائي من جديد حول حادث سقوط الطائرة الرئاسية التي كانت تقل زعيم حركة المتمردين الجنوبيين جون قرنق قبل عامين في أحراش جنوب السودان. وقال الجنرال إماما امبابزي وزير الأمن الأوغندي في تصريحات لـ''الاتحاد'' إن اللجنة التي قامت بالتحقيق في الحادث وخلصت إلى انه كان عارضا لم تكن أوغندية وإنما دولية قادها القاضي السوداني ابيل الير وشاركت فيها دول الجوار بالإضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا، وأكد امبابزي إمكانية فتح التحقيق من جديد في الحادث إذا ظهرت أي أدلة جديدة تعارض ما توصلت إليه لجنة التحقيق السابقة. واتهم الوزير الأوغندي جهات لم يسمها بالعمل على تعكير صفو العلاقات الأوغندية مع جنوب السودان والإيحاء بأن بلاده كان لها يد في الحادث، مشيرا'' إلى أن قرنق ظل صديقا'' لأوغندا منذ اندلاع ثورته والى آخر أيام حياته.

    وجاء رد الوزير الأوغندي بعد أن أعلنت ربيكا زوجة قرنق ان مقتله كان مدبراً ولم يكن قضاء وقدراً وأعلنت عن ظهور أدلة جديدة تركزت في عدم مطابقة أرقام الطائرة المحطمة مع طائرة الرئاسة الأوغندية التي ذكرت كمبالا انها أجرت لها عمليات صيانة في روسيا. كما قال المشككون إن قائد الطائرة الأوغندي كان موقوفا من الخدمة بتهمة القتل وإن المروحية كانت تتبع للجيش وليس الرئاسة الأوغندية كما ذكرت حكومة يوري موسفيني، وأضافت إن الطيار الذي قاد الطائرة كان يصر على مواصلة الرحلة من مطار عنتيبي الأوغندي إلى مدينة نيوسايد في الإقليم الاستوائي بجنوب السودان رغم ظهور أعطاب في الطائرة أثارت قلق قرنق الذي طلب تأجيل الرحلة اكثر من مرة.

  10.  
  11. #6
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    ثروة نفطية ويورانيوم تجذب أنظار العالم إلى دارفور


    أبها: أسامة الكاشف **الوطن

    يعتبر إقليم دارفور أكبر أقاليم السودان، وتبلغ مساحته نصف مليون كلم مربع ويمثل الحدود الغربية للسودان في تلك الجهة مع ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد. وينقسم إدارياً إلى 3 مناطق: شمال دارفور وعاصمته مدينة الفاشر، وجنوب دارفور وعاصمته مدينة نيالا، وغرب دارفور وعاصمته مدينة الجنينة، والإقليم غني بالمواد الخام كالبترول حيث يقدر الخبراء أن هناك 7 مليارات برميل إضافة إلى اليورانيوم فضلاً عن ثروة حيوانية ومائية كبيرة بعد اكتشاف بحيرة شاسعة تحت أرضه.
    ولتنوع الإقليم العرقي والثقافي أطلق عليه اسم "أفريقيا الصغرى". وكان قبل ضمه سياسياً إلى السودان عام 1916 سلطنة قائمة بذاتها، وعضواً في عصبة الأمم حتى عام 1922،وله تمثيله الخارجي.
    وتعود جذور الصراع إلى منتصف القرن الماضي بسبب الاحتكاكات التي كانت تحدث بين المزارعين من أصول أفريقية والرعاة من أصول عربية وكان يتم حل تلك المشاكل ودياً بين عمد ومشايخ القبائل وفقاً لأعراف وتقاليد متفق عليها وكانت الحكومات المتعاقبة تتدخل في بعض الأوقات لعقد مؤتمرات الصلح وإصلاح ذات البين بين تلك القبائل.

  12.  
  13. #7
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    سلاح الشائعات

    الشائعات سلاح فتاك لا يجب الاستهانة به، لأنها تنتشر بسرعة مذهلة في عصر تكنولوجيا الاتصالات الحديثة والعاجلة، حيث يمكن في دقائق معدودات أن تنتشر وتعم بلداً مترامي الأطراف كما حدث قبل ايام في السودان عندما انطلقت شائعة كاذبة عن موت النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت، في الوقت الذي كان حياً يرزق في مدينة جوبا.

    وقبل بضعة أيام انطلقت شائعة مماثلة في القاهرة استهدفت الرئيس المصري حسني مبارك، وسرت الشائعة بسرعة فائقة حتى شملت كل مصر ثم تعدتها إلى الخارج فتناولتها وكالات الأنباء وبعض القنوات الفضائية لتبثها في سائر أنحاء العالم، بينما كان مبارك يمارس نشاطه العادي وهو في صحة جيدة.

    في كلا الحالين اضطر المسؤولون في البلدين إلى الإسراع في تكذيب الشائعة ومحاصرتها حتى لا تتسع دائرتها، حفاظاً على أمن الوطن والمواطن. وفي بلد مثل السودان، وفي ظروفه المضطربة الحالية والضغوط الدولية عليه بشأن أزمة دارفور، فإن هذه الشائعة يمكن ان تؤدي إلى نتائج وخيمة وكارثية، وقد حدث ذلك مرتين في تاريخه الحديث في أيام ثورة اكتوبر 1964. ومؤخراً في أعقاب وفاة النائب الأول السابق للرئيس جون قرنق في حادث تحطم طائرته، والتي مازال سكان الخرطوم والسودان أجمع يذكرون أحداث الأحد الأسود والاثنين الدامي وما صحبها من قتل وحرائق وخسائر مادية كبيرة. فهل كان مروجو شائعة مقتل سلفاكير يأملون في ان يتكرر ذلك السيناريو؟ والسؤال الملح هو: من الجهة التي أطلقت الشائعة؟ وما الهدف من إطلاقها؟

    سريان الشائعة كما النار في الهشيم دفع سلفاكير إلى الظهور بنفسه عبر التلفزيون القومي السوداني والتحدث عبر اذاعة ام درمان وكذلك عبر مكبرات الصوت في جوبا ليكذب النبأ. واتهم جهات لم يسمها بإطلاق شائعات عن مقتله لإحداث بلبلة واضطرابات بين مواطني الشمال والجنوب، والرجوع بالسودان إلى المربع الاول مربع الحرب.

    أيضاً التجربة السلبية التي عاشتها مصر خلال الأسبوعين الماضيين، تمثل نموذجاً لخطورة الشائعات، بعد نشر أنباء عن مرض الرئيس مبارك، دفعته إلى القيام بزيارتين ميدانيتين، إلى القرية الذكية والمنطقة الصناعية في برج العرب، لنفي تلك الأنباء. وتحركت النيابة العامة ضد هذه الشائعات التي من شأنها تكدير الأمن العام وإلقاء الرعب بين الناس وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة والاقتصاد المصري.

    هذه الشائعات ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، وما حدث في السودان ومصر وغيرهما من الدول يؤكد خطورتها وضرورة التصدي المبكر والفعال لهذا النوع من الحرب النفسية وقتلها في مهدها، عبر اعتماد أسلوب إعلامي مباشر، صريح وواضح، لإجلاء الحقائق ومعالجتها في حينها حتى لا تتحول الشائعة إلى سلاح قاتل.

    جعفر محمد أحمد*** الخليج

  14.  
  15. #8
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    شراكة الإحباط

    إبراهيم دقش****** الخايج

    في وقت تتصاعد أصوات في الشمال تقول إن النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس حكومة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميار ديت يحرض أهل الجنوب على الانفصال اعتماداً على خطاب وجهه في إحدى المناسبات في عاصمة الجنوب (جوبا) قال لهم فيه إن الوحدة مع الشمال تعني بقاءهم مواطنين من الدرجة الثانية، فإن الرجل ظهر للناس من خلال قرارات اتخذها مؤخراً كرئيس لحكومة جنوب السودان صلداً في موقفه ضد الفساد والعجز الإداري والتنفيذي.. فقد شكل مجالس تحقيق ومحاسبة لمن طالتهم تهم فساد من أعضاء حكومته وأعفى بعضهم ورفع الحصانة عن بعضهم الآخر. كما أجرى تعديلاً وزارياً في حكومة الجنوب استبعد فيها العناصر التي حامت حولها شبهة فساد، أو تلك التي أظهرت عجز اً تنفيذياً بمن فيهم زوجة قائد الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق، السيدة ربيكا.. وقد تزامن هذا مع تصريحات (نارية) لباقان أموم أمين عام الحركة الشعبية حول وضع منطقة (أبيي) التي تتعايش فيها قبيلتا الدينكا والمسيرية، وظلت منذ الاستقلال تابعة إدارياً لمديرية جنوب كردفان.

    وقد اعتبرت (حالة) خاصة في اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية، وكلفت لجنة خبراء أجانب بدراسة وضع (أبيي) وتقديم توصيات محددة، من الواضح أنها رجحت ضمها إدارياً لولاية بحر الغزال (جنوب السودان). وناقشت مؤسسة الرئاسة (رئيس الجمهورية ونائباه) الموضوع وأرجأته ممّا يعني الاختلاف حوله. فالحكومة لا تعترف بتقرير لجنة الخبراء الأجانب وتعتبر أنهم تعدوا الصلاحيات الممنوحة لهم، فيما الحركة الشعبية راضية عن ذلك التقرير بل وسعيدة به، ولذلك فإن هجوم باقان أموم على حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وتحميله وزر البطء في تنفيذ اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل، له خلفياته المفهومة. بيد أنه وصل حد دعوة أمريكا لإدارة منطقة (أبيي) والتحفظ على نصيبها من عائدات النفط في صندوق خاص.

    وقد اعتبر غلاة أهل الشمال أن دعوة أمين عام الحركة الشعبية لأمريكا انتهاكاً لسيادة السودان فيما انبرى المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، للرد على أموم وقال إن دور الحركة الشعبية في حل مشاكل إقليم دارفور بغرب السودان لا يتعدى (السمسرة) وإن الإحباط الذي أصاب الجنوبيين بعد عامين من توقيع اتفاقية السلام الشامل سببه الفساد المستشري في جسم حكومة الجنوب وعجز الحركة الشعبية عن تقديم خدمات للمواطنين، كما تساءل عن مصير ملياري دولار أمريكي تم تسليمها لحكومة الجنوب.

    أما ثالثة الأثافي في علاقة الحركة الشعبية بحزب المؤتمر الوطني الشريك الأساسي في الحكومة المسماة بحكومة الوحدة الوطنية، فقد كان إحياء المؤتمر الوطني للاحتفال السنوي بانطلاقة ثورة الإنقاذ الوطني (30 يونيو (حزيران/ 1989) فيما مرت ذكرى اتفاقية السلام (9 يوليو/ 2007) من دون أي مظهر احتفالي رسمي، رغم ان ارتباكاً وقع نتيجة سريان إشاعة عطلة في ذلك اليوم. وقد سبق ذلك تصريح لربيكا قرنق في إحدى وسائط الإعلام الكينية بأن زوجها الراحل الدكتور جون قرنق، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، والنائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل، قد اغتيل ولم يكن موته عادياً. وقالت إنها كتمت الأمر في دواخلها حفاظاً على وحدة السودان. والمدهش أن ذلك التصريح لم يثر ردود فعل خفية أو مرئية، لا داخل السودان ولا خارجه.

    والناظر لاتجاه الرياح السياسية في العلاقة بين الحركة الشعبية وشريكها المؤتمر الوطني، يدرك أن ثمة عواصف وأنواء تحيط بتلك الشراكة، ربما لا تصل حد فض الشراكة أو العودة إلى مربع الحرب، ولكنها بالتأكيد تولد عناصر سالبة على المدى المتوسط أو الطويل، خاصة أن هناك عقبات قائمة حول إجراء الإحصاء السكاني في البلاد الذي من دونه لا تتم الانتخابات التي تحدد لها العام المقبل، والحركة الشعبية تعرف قبل غيرها أن رهانها على كسب الانتخابات في الجنوب على الأقل قائم على عودة الجنوبيين الطوعية من دول المهجر والمنافي وحتى من شمال السودان، الأمر الذي يرجح قيام تحالف بينها وبين طرف آخر، لا يستبعده الكثيرون أن يكون الشريك الحالي لها، المؤتمر الوطني نفسه. فلعبة السياسة هي موازنات ومفاجآت ولذلك يبدو الحديث عن انفصال الجنوب سابقاً لأوانه، رغم خفوت الأصوات الداعية لجعل الوحدة بين الشمال والجنوب جاذبة، ورغم ما حملته دعوة أمين عام الحركة الشعبية الى الولايات المتحدة لإدارة منطقة (أبيي) من مؤشرات!

  16.  
  17. #9
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    عن العرب وشؤون السودان ...

    معن البياري***جريدة الخليج

    من طرائف العرب الشائعة، أن سياسيين ومثقفين غير قليلين بينهم، مغرمون بلعن التدخل الدولي، الأمريكي خصوصاً، في شؤون بلادنا وقضايانا، من دون أن يسألوا عن مدى حضور العرب أنفسهم في قضاياهم، ومقادير مساهماتهم وجهودهم العملية في حلّها. ومن الخرافات على هذا الصعيد، الندب العربي الوفير ضد تدخل الأمريكيين وأطماعهم وعموم الغرب في شؤون السودان، لتجزئته وتفتيته وتخريب وحدته ونهب ثرواته، كما يستطيب أهل الرطانات إياها أن يتكلموا، من دون أن يأتوا على العجز العربي الفادح في إسهام جدّي باتجاه إنقاذ السودان ومعاونته فعلياً في التغلب على مشكلاته الإنمائية، مثلاً. وهذا تجمع نُظّم في القاهرة قبل أسابيع لقيادات في نقابات محامين العرب وأحزاب وهيئات عربية لم ير متحدثون كثيرون فيه بشأن مسألة إقليم دارفور غير أنها مؤامرة صهيوأمريكية، (التعبير منقول بحذافيره). نطالع تعليقات غير قليلة تذهب إلى هذا المنحى الذي يستهين بأرواح آلاف تزهق وببشر جوعى ومشردين، فيما منظمات ومؤسسات تطوعية إغاثية وإنسانية غربية، هي التي تجهد، مع هيئات تابعة للأمم المتحدة، في إعانة ضحايا الصراع الأهلي في دارفور والنازحين واللاجئين بسببه، فيما الإسهام العربي ضعيف على هذا الصعيد.

    ولأن الحكاية شرحها يطول، وتتعلق بخرافات مستقرة في العقل العربي الشعبوي، نغادرها إلى موضوع هذه المقالة، وهو يتصل بها أساساً، ويتعلق بجهد عربي معلن عنه، يستحق التنويه به، والمطالبة بصدده بألا يكون مهرجانياً وبأن ينصرف إلى ما هو جوهري. وموجز الأمر أن في يومي الثلاثين والحادي والثلاثين من الشهر الحالي ينعقد مؤتمر لدعم دارفور بمشاركة جميع الدول العربية والمنظمات الطوعية والصناديق المالية العربية، وتنظمه الحكومة السودانية بالتعاون مع جامعة الدول العربية. وجاءت تقارير عن استعداد دول عربية غير قليلة، ومنها الإمارات، لتقديمها العون اللازم ولإنجاح المؤتمر المرتقب. وكان حسناً أن السلطات السودانية نظمت لسفراء عرب جولة في دارفور، عوينت فيها حاجيات ملّحة وشوهدت بعض المآسي. وأوضح وزير الدولة السوداني للشؤون الإنسانية أحمد هارون (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) أن حكومة بلاده ترغب في وجود عربي رسمي وطوعي على الأرض في دارفور لإحداث توازن في العملية الإنسانية الجارية هناك، ولأنه سوف يبعث رسالة مهمة لأهل الإقليم تؤكد مساندة الدول العربية لهم.

    لا يملك المرء وهو يطالع التصريحات السودانية الرسمية التي تشتهي وجوداً إنسانياً عربياً نشطاً غير أن يأمل كل النجاح لمؤتمر نهاية الشهر الحالي، أي النجاح الذي يضمن تطبيقاً عملياً لمقرراته، فلا يكون مناسبة إعلامية معزولة. وأفاد مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل بأنه سيعقد بمشاركة كل المنظمات والمؤسسات العاملة في المجال الإنساني في كل البلاد العربية. ويأتي التأشير هنا إلى الأمل بالنجاح لأن تجارب سابقة تسوغ التحسب من القرارات التي على ورق، ومنها المطالبة في القمة العربية قبل السابقة في الخرطوم بمساهمة الدول العربية في تمويل قوة حفظ السلام الإفريقية في دارفور، وبان لاحقاً أن قطر، وحدها على الأغلب، التي استجابت، ما جعل الرئيس عمر البشير والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يذكّران في كلمتيهما في افتتاح قمة الرياض في مارس/آذار الماضي بهذا التعهد. وفي البال أيضاً أن البيان الختامي لقمة الرياض نفسها نصّ مجدداً على تكليف اللجنة الوزارية للسودان (ما أخبارها؟) بمتابعة موضوع تقديم المساهمات المالية من الدول العربية إلى الصندوق العربي لدعم السودان لتنمية جنوبه والمناطق المتأثرة بالحرب ووضع آليات تقترحها حكومة السودان.

    لا متسع هنا للإتيان على توصيات ومقررات وفيرة صدرت عن قمم واجتماعات وزارية عربية عديدة عن دعم السودان ومساعدته، بل وإقامة مشاريع تنموية واسعة في جنوبه، لتصير الوحدة مع الشمال خيار أهل هذه المناطق الجاذب لهم في استفتاء حق تقرير المصير الذي يقترب موعد استحقاقه بعد نحو أربع سنوات. وكان عمرو موسى ومسؤولون سودانيون نبهوا مبكراً إلى هذا الأمر الجوهري. وحدث الشهر الماضي أن رئيس بعثة جنوب السودان في القاهرة فرمينا مكويت منار كان شديد الصراحة في قوله إن مستثمرين من مختلف أنحاء العالم يتوافدون على السودان، وجنوبه خصوصاً، في حين يفتقد السودانيون، والجنوبيون خصوصاً، الوجود العربي في هذا الشأن. وأوضح أن غالبية مواطني الجنوب هم حتى الآن مع الوحدة، لكن تحقيقها لن يتم سوى بإنجاز شرطي تحقيق الأمن لكل الجنوب وإعادة ما دمرته الحرب الطويلة. وحذر الرجل من أن خيار الوحدة لا يزال معرضاً للخطر من عدم تحقيقه، في ظل الغياب العربي عن الجنوب، على الرغم من مساهمات واسعة لمؤسسات دولية ودول مختلفة في إعمار الجنوب.

    أحسن ما يمكن اختتام هذه السطور به هو أن نزاوج تغنّينا بالوحدة، وبوحدة جنوب السودان مع شماله في هذا المقام، ومطالباتنا بالتصدي للمؤامرات الصهيوأمريكية على دارفور، مع أن يتواجد العرب في الجنوب المتروك وفي الإقليم المنكوب، بأموالهم ومساعداتهم وإغاثاتهم ومشاريعهم واستثماراتهم ومؤاخاتهم لأهلهم وناسهم، لا بخرافاتهم إياها. لعلّنا نقع على جديّة مشتهاة في هذا السياق في مؤتمر نهاية الشهر الحالي في الخرطوم، وفي غير مناسبة لاحقة بشأن كل شؤون السودان، حمى الله هذا البلد ومتّعه بالوحدة والأمن والاستقرار، وأعان أهله وناسه.

  18.  
  19. #10
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351



    الحركة الشعبية تعلق مشاركتها في الحكومة السودانية
    وتسحب وزراءها بعد خلافات مع المؤتمر الوطني


    جوبا ـ الخرطوم ـ وكالات الأنباء‏:‏

    أعلن باجان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان‏,‏ أن الحركة علقت مشاركتها في الحكومة السودانية‏,‏ إلي أن يستجيب شريكها الرئيسي حزب المؤتمر الوطني‏,‏ إلي قائمة المطالب التي يجب تلبيتها‏.‏

    وقال أموم أمس‏:‏ إن الحركة استدعت كل وزرائها ومستشاريها من الخرطوم‏,‏ ولن يعودوا إليها إلا بعد أن يتم حل الخلافات بينها وبين المؤتمر الوطني‏,‏ الذي يرأسه الرئيس السوداني عمر البشير‏,‏ وتحدث أموم عن ثلاثة خلافات رئيسية وهي‏:‏ تقدم النظام نحو مزيد من الديمقراطية‏,‏ وانسحاب القوات الشمالية من المناطق التي تتمركز فيها في الجنوب‏,‏ وحسم مصير منطقة أبيي المتنازع عليها بين الطرفين‏.‏

    وردا علي سؤال لـ الأهرام عما إذا كانت تلك الخطوة تعتبر توجها لإسقاط اتفاق السلام أو العودة إلي الحرب مجددا‏,‏ أكد الدكتور فرمينا مكويت ممثل حكومة الجنوب بمصر والجامعة العربية‏,‏ أنه لا عودة إلي الحرب مرة أخري‏,‏ وأنه لا سبيل سوي الاستمرار في مسيرة السلام والحوار لحل المشكلات والقضايا العالقة‏,‏ لأن الخاسر الأكبر في النهاية إن لم يتم ذلك هو الحزبان والشعب السوداني بأسره‏

    وأشار إلي أن الموقف بين الطرفين وصل إلي طريق مسدود‏,‏ يستدعي تدخل مصر والجامعة العربية ودول الإيجاد وشركائها لإنقاذ اتفاق السلام‏,‏ وحتي لا تضيع أرواح شهداء الشعب السوداني سدي‏ وقد رفض مسئولون حكوميون التعقيب الفوري علي خطوة الحركة الشعبية‏,‏ إلي حين اتخاذ موقف رسمي بشأنها‏.‏


  20.  
  21. #11
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351



    نذر انفصال مبكر لجنوب السودان

    الخرطوم - “الخليج”:

    في خطوة تحمل نذر انفصال مبكر لجنوب السودان، قبل الاستفتاء المقرر على تقرير المصير، أعلنت الحركة الشعبية، أمس، تعليق مشاركتها في الحكومة المركزية حتى تسوى خلافاتها العالقة مع حزب المؤتمر الوطني، شريكها في الحكم، بشأن تنفيذ بعض بنود اتفاقية السلام.

    وأعلنت الحركة الشعبية قرار التجميد في بيان من جوبا عاصمة جنوب السودان في ختام اجتماعات مطولة لقيادتها استغرقت أكثر من أسبوع. وأعلن متحدث باسم الحركة طلب عدم ذكر اسمه ان مشاركة الحركة في الحكومة مجمدة إلى أن يتم حل الخلافات بينها وبين الشمال. وتحدث عن ثلاثة خلافات رئيسية وهي تقدم النظام نحو مزيد من الديمقراطية وانسحاب القوات الشمالية من المواقع التي تتمركز فيها في الجنوب، ومصير منطقة ابيي الواقعة بين الشمال والجنوب ويتنازع عليها الطرفان.

    وقال المتحدث باسم الحركة ياسر عرمان في مؤتمر صحافي بالخرطوم بعد ساعات من إعلان الحركة، إن قرار تجميد تمثيل الحركة في الحكومة المركزية لا يشمل رئيسها سلفا كير، الذي يشغل منصب النائب الأول للرئيس السوداني.

    وكشف أن سبب التجميد يعود إلى ما تعتبره الحركة تغولا من المؤتمر الوطني على صلاحياتها في اختيار ممثليها في الحكومة المركزية، إضافة إلى القضايا العالقة بشأن تنفيذ بعض بنود اتفاقية السلام.

    وفي الخرطوم، قال متحدث باسم المؤتمر الوطني الحاكم، الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير، إن الحزب سيرد على هذا التطورات بعد دراسة البيان الصادر عن الحركة الشعبية وإجراء الاتصالات اللازمة في هذا الخصوص.

    وفي أول رد فعل، دعا نافع علي نافع المستشار السياسي للرئيس البشير إلى مؤتمر عاجل منتصف ليلة أمس. وعقدت القوى السياسية اجتماعاً مماثلاً لم يتسن الحصول على ما دار فيه، بينما امتزج القرار المفاجئ بتساؤل المواطنين حول أول أيام العيد اليوم أو غدا وتلمس معرفة حقيقة القرار الجنوبي هل هو فض شراكة وتعليق أم بداية النهاية بالانفصال عن الشمال، بينما دعا د. إسماعيل الحاج موسى رئيس لجنة الشؤون القانونية والتشريعية بمجلس الولايات مؤسسات الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لحل الإشكالات العالقة بين الطرفين.

    وقال الحاج موسى في تصريحات صحافية إن على المؤتمر الوطني عدم التصرف برد الفعل تجاه قرار الحركة الشعبية. داعياً إلى مناقشة القضايا العالقة عبر رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أن هناك عدداً من القضايا التي اختلفت حولها وجهات النظر بين الشريكين تحتاج إلى اختراق يقرب الشقة ويحفظ مكتسبات السلام من الانهيار.

    وتتهم “الحركة الشعبية”، المؤتمر الوطني بالمماطلة والتسويف في تنفيذ بعض بنود اتفاقية السلام الشامل التي وقعها الطرفان بنيروبي في يناير/ كانون الثاني 2005 بوساطة إفريقية ورعاية أمريكية.

    ويعتقد مراقبون أن إقدام “الحركة” على خطوة تجميد وزرائها في الحكومة المركزية، أقوى إنذار توجهه لشريكها في السلطة، منذ بدء الخلافات بين الطرفين. واعتبروا أن سحبها لممثليها في الحكومة المركزية، والذين يشكلون 28% من مقاعدها، وإبقاءهم في جوبا سيؤدي عملياً إلى شل عمل الحكومة. ولم يستبعد مراقبون أن تلجأ “الحركة الشعبية” في حالة تدهور علاقاتها بالمؤتمر الوطني إلى الأسوأ، أي إعلان استقلال جنوب السودان من داخل برلمان الجنوب، من دون انتظار للاستفتاء على تقرير المصير الذي تنص الاتفاقية على إجرائه عام 2011 في نهاية الفترة الانتقالية.

    ويأتي تجميد الجنوبيين مشاركتهم في حكومة الوحدة الوطنية، في الوقت الذي يتأزم فيه الوضع في إقليم دارفور وتحذيرات من موفد الأمم المتحدة المكلف عملية السلام في الإقليم يان الياسون، من تأجيل مفاوضات ليبيا المقبلة، وكذلك بعد أقل من أسبوع من تحذير الموفد الأمريكي إلى السودان اندرو ناتسيوس من التوتر الذي تتسم به العلاقات بين الشمال والجنوب اثر زيارته الأخيرة إلى السودان.

  22.  
  23. #12
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351



    شرخ في جدار التحالف الحاكم يهدد بانهيار اتفاق السلام

    الجنوبيون يعلقون مشاركتهم في حكومة السودان

    ا لخرطوم
    وكالات الانباء:
    أعلن الأمين العام للحزب الرئيسي في جنوب السودان أمس أن حزبه علق مشاركته في حكومة الوحدة الوطنية الى أن يعيد شركاؤه الشماليون تحريك عملية السلام التي أصيبت بجمود. وقال باجان اموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان في مؤتمر صحفي '' استدعى حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان كل وزرائه ومستشاريه الرئاسيين من حكومة الوحدة الوطنية.'' وأضاف ''المستشارون الرئاسيون والوزراء ووزراء الدولة لن يذهبوا للعمل إلى حين حسم هذه القضايا الخلافية.'' وشكا من أن الشماليين لم ينفذوا الكثير من البنود الواردة في اتفاق سلام عام ،2005 الذي وضع ترتيبات لتقاسم الثروة والتشارك في السلطة بين حكومة الخرطوم وحكومة تتمتع بحكم ذاتي في جنوب السودان. ويأتي قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد خلاف مستمر منذ شهور بين الشريكين الرئيسيين في حكومة الوحدة الوطنية. وقال حزب الأمة وهو حزب المعارضة الرئيسي في شمال البلاد إن تحرك الحركة الشعبية سيلوي ذراع حزب المؤتمر الوطني. وقالت مريم المهدي المتحدثة باسم حزب الأمة إن هذا أقصى إجراء يمكن اتخاذه إنه لأمر خطير للغاية وإنه لأمر إيجابي للغاية ويتعين على حزب المؤتمر الوطني أن يستجيب على نحو مسؤول. وقال أموم إن القضايا التي تحتاج إلى قرارات تشمل ''إعاقة التحول الديمقراطي وغياب مبادرة لبدء مصالحة وطنية وعملية لرأب الصدع... وعدم إكمال انتشار القوات المسلحة السودانية (و) غياب الشفافية في عمليات قطاع النفط.'' ومن أكثر القضايا إثارة للخلاف البروتوكول الخاص بمنطقة أبيي الغنية بالنفط وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وسحب القوات الشمالية. وقال أموم إن الحركة الشعبية سترد بطريقة إيجابية على كل تحرك في قضيتي إعادة انتشار القوات وأبيي الرئيسيتين لكنه قال إن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية في حاجة إلى تعديل. . وقال أموم ''نندد بالخطط الشريرة لحزب المؤتمر الوطني لإضعاف مؤسسة... الرئاسة من خلال تطويق السلطات الدستورية للنائب الأول للرئيس.''

    وكان متحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان قد أعلن امس أن الحركة قررت تعليق مشاركتها في الحكومة المركزية في الخرطوم بسبب خلافات مع الشماليين. وقال المتحدث -الذي طلب عدم ذكر اسمه- إن ''القرار اتخذ خلال اجتماع عقد اليوم (أمس) في جوبا ترأسه رئيس مكتبنا السياسي سلفا كير''. وأضاف ''ان مشاركتنا في الحكومة مجمدة الى ان يتم حل الخلافات بيننا وبين الشمال''. وتحدث عن ثلاثة خلافات رئيسية وهي تقدم النظام نحو مزيد من الديمقراطية وانسحاب القوات الشمالية من المواقع التي تتمركز فيها في الجنوب ومصير منطقة ابيى الواقعة بين الشمال والجنوب ويتنازع عليها الطرفان.

    وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان وقعت مطلع 2005 اتفاقا تاريخيا للسلام أنهى 21 عاما من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب ويقوم على مبدأ التوزيع العادل للثروة والسلطة. وبموجب اتفاقية السلام يشغل سلفا كير بصفته زعيم الحركة الشعبية منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية. وأوضح المتحدث انه في حال تسوية هذه الخلافات فإن الحركة الشعبية ستعود للمشاركة في الحكومة المركزية بفريق جديد. وتشارك الحركة الشعبية بـ18 وزيرا ونائب وزير في الحكومة المركزية التي سميت بحكومة الوحدة الوطنية. ومن جهة اخرى دعا متمردون سابقون في دارفور الى إجراء تحقيق دولي في هجوم على قواتهم في بلدة مهاجرية حيث قتل 45 شخصا على الاقل وأصيب العشرات. وقال ميني أركوا ميناوي زعيم جيش تحرير السودان الذي اصبح مستشارا بالرئاسة في الخرطوم بعد ان اصبح الفصيل الوحيد الذي وقع على اتفاق سلام في مايو عام 2006 ''يجب أن يجري تحقيق دولي على الفور''. وقال ''نحن ملتزمون بالسلام ووقف اطلاق النار لكننا نريد من الحكومة عدم تكرار أي عمل مماثل لهذا''. وكان الهجوم على بلدة مهاجرية وهي البلدة الرئيسية في جنوب دارفور التي تخضع لسيطرة فصيل ميناوي هو الأحدث في تصاعد اعمال العنف هناك بعد أسوأ هجوم على قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي منذ نشرها سقط فيه 20 جنديا على الاقل بين قتيل وجريح ودمرت قاعدتهم في بلدة حسكنيتة. وقال ميناوي ان حركته كتبت شكوى رسمية الى الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بشأن الهجوم. وكان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد قال في تقرير نشر امس الاول انه ''قلق للغاية'' بشأن العنف ''غير المقبول'' في منطقة غربي السودان، مشيرا إلى أن ذلك ''لا يسهم في أجواء تفضي لمحادثات السلام''. وقال ان الهجوم على قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي ''يؤكد على ان القوة التي ستنشر في دارفور يتعين أن تكون قوية بقدر كاف للدفاع عن نفسها من المفسدين وحماية المدنيين من الهجمات''. وقالت السفارة الاميركية انها أجلت مؤقتا جميع موظفيها من دارفور وبينهم العاملون في هيئة المساعدات الاميركية والموظفون الاخرون بالخارجية الاميركية.

    ومن جهة اخرى بحث فريق الوساطة المكون من الاتحاد الافريقى والامم المتحدة امس في الخرطوم سبل التنسيق لإنجاح محادثات طرابلس بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور فى اجتماع موسع ضم الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ومسؤول ملف دارفور والدكتور علي عبد السلام التريكي وزير الخارجية الليبي والمبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة يان الياسون وممثلين من دول الجوار. من جهتها أكدت القبائل العربية بولايات دارفور استعدادها لنزع فتيل التوترات اينما كانت ومهما كانت مع جميع الاطراف المهتمة بالسلام. ودعت في بيان لها اهالي دارفور الى الالتزام بالقيم الدينية وعدم استخدام السلاح عند وقوع ظلم على أي من السكان واستخدام الحكمة والحوار بدلا من ذلك. واشار البيان الى رفض القبائل خاصة في ولاية شمال دارفور التحركات التى من شأنها ان تقوض أمن الولاية وتهدد المواطن، مبينا ان القبائل العربية مازالت تتمسك بالحفاظ على وحدة الأمة ومواطنيها.

    جريدةألأتحاد

  24.  
  25. #13
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351



    الخرطوم تتهم تياراً جنوبياً بالسعي لتصفية "الانقاذ"

    الخرطوم - عماد حسن، وكالات:الخليج

    رد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بغضب على قرار الحركة الشعبية بتعليق مشاركتها في الحكومة المركزية، بسبب التأخير في تطبيق اتفاق السلام المبرم بين الطرفين عام 2005.

    وفي مؤتمر صحافي عقد ليل الخميس الجمعة، فند مسؤولان من حزب المؤتمر الوطني الحجج التي اوردتها الحركة الشعبية لتبرير قرار تجميد مشاركتها في الحكومة. وقال نائب رئيس الحزب الحاكم نافع علي نافع ان “لب المشكلة هو ان هناك مجموعة داخل الحركة الشعبية تريد ان تنهي الشراكة، وتعتقد انها بتحالفها مع اطراف خارجية يمكنها ان تصفي مشروع الانقاذ”، في اشارة الى المشروع السياسي لحزبه. واقر نافع بان مفاوضات حول ابيي وهي منطقة متنازع عليها الحدود بين الشمال والجنوب يتنازعها الطرفان “في طريق مسدود”، واكد انه باستثناء ذلك، فانه لا يمكن القاء مسؤولية التأخير في تطبيق اتفاق السلام على حكومة الخرطوم. وشدد على ان القوات الشمالية انسحبت من 87،4% من الجنوب ولكن القوات الجنوبية لم تنسحب من الشمال الا بنسبة 6،7%.

    وقال سيد الخطيب وهو مسؤول آخر في حزب المؤتمر الوطني “يمكننا ان نرد بعشرة اتهامات في مقابل كل اتهام يوجه لنا”.

    واعتبر الخطيب ونافع ان تطبيق اتفاق السلام الشامل يتقدم بشكل جيد. واكد الخطيب ان “اهم ما حققه اتفاق السلام الشامل هو انه انهى الحرب، فلم تطلق رصاصة واحدة منذ 2005”. وتابع نافع “اضافة الى انهاء الحرب مكن اتفاق السلام الجنوبيين من حكم انفسهم وتلقوا منذ ،2005 نحو 3 مليارات دولار لتمويل مشروعات تنمية”.

    واكد المسؤولان تمسك حزب المؤتمر الوطني بالاتفاق وعزمه على مواصلة تطبيقه. ولكنهما لم يعلنا عن اي لقاء مع مسؤولي الحركة الشعبية التي اشترطت تسوية الخلافات المتعلقة بتطبيق اتفاق السلام للعودة الى المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية بعد انضمام الجنوبيين اليها.

    ودعا اسماعيل الحاج موسى رئيس لجنة الشؤون القانونية والتشريعية بمجلس الولايات، مؤسسات الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لحل الإشكالات العالقة بين الطرفين. وقال إن على المؤتمر الوطني عدم التصرف برد الفعل تجاه قرار الحركة الشعبية.

  26.  
  27. #14
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351



    زعيم متمرد في دارفور يهدد بمقاطعة مفاوضات طرابلس

    واشنطن تحذر من التوتر بين شمال وجنوب السودان


    عواصم
    وكالات الأنباء:
    حذر الموفد الاميركي الى السودان اندرو ناتسيوس امس من التوتر الذي تتسم به العلاقات بين الشمال والجنوب، وقال ناتسيوس في مؤتمر صحفي في الخرطوم: ''اننا قلقون جداً من الحال الصحية لاتفاق السلام الشامل'' الذي وقعته الحكومة المركزية مع المتمردين الجنوبيين مطلع 2005 لإنهاء 21 عاماً من الحرب الاهلية والذي يواجه صعوبات في التطبيق.

    واضاف ان ''التوتر بين الطرفين (الشمال والجنوب) يتصاعد، وهذا امر خطير''، وعزا الموفد الاميركي هذا التوتر الى التاخير في تطبيق اتفاق السلام، خصوصاً فيما يتعلق بترسيم الحدود الادارية بين الشمال والجنوب وتوزيع الثروة النفطية، وتابع ناتسيوس ان ''مخاطر المواجهة كبيرة''، مؤكداً أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الطرفين على التغلب على خلافاتهما، وشدد على اهمية اجراء الانتخابات العامة في السودان في العام 2009 طبقاً لما هو وارد في اتفاق السلام.

    ويتبادل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان (المتمردون السابقون في الجنوب) الاتهامات بشأن المسؤولية عن تاخير انسحاب القوات الشمالية من الجنوب وتحديد نطاق منطقة الحكم الذاتي في الجنوب وخصوصاً حسم مصير منطقة ابيي الغنية بالنفط والتي يتنازع عليها الطرفان.

    وقال الموفد الاميركي إنه خصص الجزء الاكبر من زيارته لموضوع تطبيق اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، وتطرق الى الوضع في دارفور، مندداً مجدداً بالهجوم الذي تعرضت له قوات الاتحاد الافريقي في الاقليم وأوقع 10 قتلى من بين جنودها، واعتبر ناتسيوس ان المتمردين يسعون الى ''اثبات وجودهم'' قبل المفاوضات المقرر اجراؤها بينهم وبين الحكومة في العاصمة الليبية طرابلس.

    الى ذلك قال خليل إبراهيم زعيم المتمردين في دارفور: إنه لن يحضر محادثات السلام في ليبيا الشهر الحالي إذا وجهت الدعوة إلى أكثر من جماعتين متناحرتين للمتمردين، الأمر الذي يلقي بشكوك حول عملية السلام، وقال إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة أيضاً: إن الوساطة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في المحادثات المقررة في 27 أكتوبر بطيئة وغير معدة بشكل جيد، وتابع أن الوساطة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة فشلت حتى الآن في تحديد على وجه الدقة من ستوجه له الدعوة لحضور محادثات السلام، مضيفاً أنه ينبغي فقط أن يسمح بحضور وفد من حركة العدل والمساواة، ووفد من حركة تحرير السودان.

    واستطرد أنه إذا فشلت الوساطة في اتخاذ هذا القرار بحلول 27 أكتوبر فلن تحضر حركة العدل والمساواة محادثات السلام، مضيفاً أن الحركة لا تريد أن تبدأ المحادثات بفوضى، وقال إبراهيم أيضاً إنه يتحتم على حركة تحرير السودان اصلاح نفسها وتشكيل وفد واحد واتخاذ موقف موحد.

    وانتقد ايضاً اختيار الوسطاء لمكان المحادثات قائلاً: إنه لم يجر التشاور مع المتمردين، وإنه كان يجب اختيار دولة أكثر حيادية، وتابع أنه حتى إذا حضرت الحركة المفاوضات فلن يكون ذلك في طرابلس، مضيفاً أنه يعتقد أن أي مفاوضات من المفترض أن تجرى في مكان غير مرتبط بالصراع.

    من جانبه اكد علي التريكي مسؤول الاتحاد الافريقى في الخارجية الليبية اهتمام بلاده بضرورة انجاح مؤتمر طرابلس القادم من اجل مؤتمر المصالحة التشادية وخاصة النزاع بين الحكومة التشادية وحركات التمرد في المنطقة الشرقية المتاخمة للحدود مع السودان وافريقيا الوسطى والذي سوف يكون بطرابلس ايضاً.

    جريدة ألأتحاد

  28.  
  29. #15
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    الخرطوم تطالب الحركة الشعبية بإجراء مباحثات تفاهم

    الخرطوم ـ وكالات الأنباء‏:

    دعا حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم الحركة الشعبية لتحرير السودان إلي إجراء محادثات تفاهم‏,‏ بعد تعليق مشاركتها في الحكومة المركزية السودانية‏,‏ بسبب التأخير في تطبيق اتفاق السلام المبرم بين الطرفين عام‏2005.‏ ووصف عبدالرحيم علي‏,‏ أحد المسئولين البارزين في الحزب‏,‏ قرار الحركة بأنه إجراء تكتيكي‏,‏ ناجم عن ضغوط خارجية‏,‏ وقال ـ في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية ـ إن هذه الضغوط لن تغير من الاتجاه العام للحكومة‏.‏ ومن جانبه قال نافع علي نافع ـ الرجل الثاني في الحزب ـ إن لب المشكلة هو أن هناك مجموعة داخل الحركة الشعبية تريد أن تنهي المشاركة مع الشمال‏,‏ وتعتقد أنها بتحالفها مع أطراف خارجية الولايات المتحدة يمكنها أن تصفي مشروع الإنقاذ‏,‏ في إشارة إلي المشروع السياسي لحزبه‏.‏

    ألأهرام

  30.  
  31. #16
    المشرف العام والمدير الفني
    Array الصورة الرمزية ahmed algam
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    ودمدني- القسم الاول
    المشاركات
    40,843

    مشكور العم ابونبيل

  32.  
  33. #17
    عضو فعال
    Array الصورة الرمزية عمر معتصم
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    ودمدني القسم الاول
    المشاركات
    305

    شكرا لك الاخ ابو نبيل علي الموضوع الشيق
    ومشوفك

    شوقي شوق انسان مضيع
    ضيعو الليل والسهر
    لاينابيع ريدي جفت
    لا ولا اشواقي خفت
    كل يوم في الغربة زايدة
    بيها كل الدنيا عرفت
  34.  
  35. #18
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351


    الخرطوم تتهم الحركة الشعبية بخرق اتفاق السلام والتلاعب بالمساعدات


    جريدة البيان

    اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أمس شركاءه في الحركة الشعبية لتحرير السودان بخرق اتفاق السلام والتلاعب بالمساعدات، حيث كشف انها تسلمت حتى أغسطس الماضي 3 مليارات و300 مليون دولار كقرض من الصين و100 مليون دولار منحة من الخرطوم من أجل تنمية الجنوب إلا ان الإقليم لم يشهد تحسناً في الخدمات أو التنمية.


    وقال إدريس عبدالقادر الناطق باسم المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير في مؤتمر صحافي «إن الحركة الشعبية لتحرير السودان لم تلتزم بإعادة انتشار قواتها في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق وكردفان حسب اتفاق السلام الموقع بداية عام 2005».


    ووصف عبدالقادر الحركة بأنها «ما زالت تعيش بعقلية ما قبل اتفاق السلام بمنعها وزراء ومسؤولين من زيارة مناطق تسيطر عليها في ولاية جنوب كردفان»، ملمحاً إلى ان سلوكها يحمل إشارات سلبية تفسد مناخ الشراكة السياسية.


    كما انتقد بشدة دعوتها خبراء أجانب في شأن ترسيم الحدود لزيارة الجنوب، نافياً بشدة انعدام الشفافية في توزيع عائدات النفط، كما اتهمها بالتلاعب بالمساعدات المالية الدولية، حيث كشف إنها تسلمت حتى أغسطس الماضي 3 مليارات و300 مليون دولار كقرض من الصين و100 مليون دولار منحة من الخرطوم من أجل تنمية الجنوب وعلى الرغم من ذلك فان إقليم الجنوب لم يشهد تحسناً في الخدمات أو التنمية.


    واستعرض الوزير ما اعتبره تجاوزات وخروقات ارتكبتها الحركة الشعبية أبرزها تتعلق بالجمارك والضرائب مما أدى إلى ضياع كثير من الإيرادات الاتحادية إضافة إلي تعطيل نشاط شركات الاتصالات الوطنية ومنع الطالبات المسلمات في الجنوب من ارتداء الحجاب.


    وكانت الحركة الشعبية أعلنت الخميس الماضي تعليق مشاركة وزرائها في الحكومة الاتحادية إلى حين الاستجابة لمطالبها ومعالجة القضايا العالقة في اتفاق السلام وأبرزها حسم النزاع على منطقة إبيي الغنية بالنفط وانسحاب الجيش الحكومي من جنوب البلاد وترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها والتعامل بشفافية في توزيع عائدات النفط وتغيير بعض وزرائها فى مجلس الوزراء.


    إلى ذلك، اقترح رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان خلال زيارة لجوبا (جنوب) مساعدة المنظمة الدولية في محاولة لإخراج الأزمة التي نشبت مع تعليق القادة الجنوبيين مشاركتهم في حكومة الخرطوم التي يهيمن عليها الشماليون. وقالت الناطقة باسم بعثة الأمم المتحدة راضية عاشوري «ان رئيس البعثة بالوكالة تايي بروك زريهون أجرى أمس محادثات مع القادة الشماليين للمساعدة على تسوية النزاع.


    وأضافت في محادثات مع القادة الجنوبيين وبينهم زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سيلفا كير انه تم إبلاغ المبعوث الأممي بملابسات قرار الحركة تعليق مشاركتها في الحكومة والإجراءات التي تفكر فيها الحركة للخروج من الأزمة.


    وتابعت ان رئيس بعثة الأمم المتحدة أكد ان التزام القادة الجنوبيين بالتفاوض مع القادة الشماليين «مشجع»، موضحة انه كرر لهم موقف الأمين العام للأمم المتحدة في ما يتعلق بالمساعدة على حل الأزمة.


    وكالات


  36.  
  37. #19
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351



    الرئيس السوداني يتهم الحركة الشعبية بخرق اتفاق السلام

    الأمم المتحدة تتدخل لإنهاء الأزمة بين الشمال والجنوب


    الخرطوم
    وكالات الأنباء:
    طرح رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان أمس خلال زيارة لمدينة جوبا الجنوبية تدخل المنظمة الدولية في محاولة لإنهاء أزمة تعليق القادة الجنوبيين مشاركتهم في الحكومة السودانية. في الوقت نفسه اتهم الرئيس السوداني عمر البشير الحركة الشعبية لتحرير السودان بخرق اتفاق السلام في 50 قضية وتجاوز الشراكة السياسية مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم وجاء ذلك على لسان وزير الدولة السوداني لشؤون الرئاسة ادريس عبدالقادر.

    وأعلنت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة راضية عاشوري أن رئيس البعثة بالوكالة تايي بروك زريهون أجرى محادثات مع القادة الجنوبيين على أن يلتقي القادة الشماليون خلال الايام القليلة المقبلة للمساعدة على تسوية النزاع. وأضافت المتحدثة أن زريهون وخلال محادثات مع القادة الجنوبيين وبينهم زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سالفا كير ''ابلغ بملابسات قرار'' الحركة تعليق مشاركتها في الحكومة و''الإجراءات التي تفكر فيها الحركة'' للخروج من الازمة. وأوضحت ان رئيس بعثة الامم المتحدة أكد أن التزام القادة الجنوبيين التفاوض مع القادة الشماليين ''مشجع''، موضحة انه كرر لهم موقف الامين العام للامم المتحدة في ما يتعلق بالمساعدة على حل الازمة. وكان بان عبر عن قلقه إثر قرار المتمردين الجنوبيين السابقين تعليق مشاركتهم في الحكومة المركزية وأكد ان ''الالتزام من قبل الجنوبيين بإجراء محادثات مع شركائهم في الشمال مشجع''. وقال الأمين العام للمنظمة الدولية انه ''قلق'' لهذا القرار، داعيا الطرفين ''اللذين وقعا اتفاق السلام الشامل الى معالجة المشكلة في شكل يضمن تطبيق هذا الاتفاق في شكل كامل''.

    وأكد بان كي مون أن ''الامم المتحدة مستعدة لمساعدة الاطراف على التعجيل في إحراز تقدم حول هذه المسائل، وإرساء درجة من الثقة لا غنى عنها بينهم وضمان تطبيق اتفاق السلام''.

    وعلقت الحركة الشعبية لتحرير السودان الخميس مشاركتها في الحكومة المركزية حتى تسوية خلافاتها مع الشماليين في حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير. واتهمت الحركة حزب المؤتمر الوطني الذي يتولى السلطة في الشمال بالتصرف كحزب واحد وبتعقيد عملية تطبيق اتفاق السلام. ورفض حزب المؤتمر الوطني الاتهامات وحمل الحركة الشعبية مسؤولية التأخير في تطبيق جميع جوانب الاتفاق.

    وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها من انسحاب الحركة الشعبية لتحرير السودان من الحكومة السودانية، واصفة هذا الامر بانه ''ضربة'' للسلام في دارفور.

    وقال توم كايسي الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: ''نحن قلقون لأن الاحداث الاخيرة في السودان تهدد بتوجيه ضربة الى الجهود المبذولة للتوصل الى السلام في دارفور والسودان''، واوضح كايسي: ''نحن قلقون من قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان تعليق مشاركتها في حكومة الوحدة الوطنية بسبب الوصول الى طريق مسدود مع حزب المؤتمر الوطني حول تطبيق اتفاق السلام''، وأضاف ''أننا ندين داومة العنف الاخيرة في دارفور والمضايقات المتواصلة التي يتعرض لها العاملون في المجال الانساني''.

    جريدة ألأتحاد

  38.  
  39. #20
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351



    الحزب الحاكم بالخرطوم يكشف بالوثائق خروقات (الشعبية) لاتفاقية نيفاشا

    أحمد حنقه - الخرطوم *** جريدة المدينة

    واصلت الحركة الشعبية تمترسها وراء قرارها بمواصلة تجميد نشاط وزرائها فى حكومة الوحدة الوطنية لليوم الثالث على التوالي لحين التوصل لاتفاق حول القضايا العالقة فى مجال تنفيذ اتفاقية (نيفاشا) معلنة إنها كونت لجنة من جانبها لمتابعة الأزمة مع حزب المؤتمر الوطني برئاسة نائب رئيس الحركة الشعبية مالك عقار.

    وقال عقار فى تصريحات صحفية انه لا علاقة لأية جهة خارجية أو داخلية باجتماع المكتب السياسي للشعبية فهو اجتماع دورى ولكن هناك بعض المستجدات التى أثرت على أجواء ذلك الاجتماع على رأسها عملية تفتيش مقار ومكاتب الشعبية بالخرطوم من جانب الشرطة لجمع السلاح والتى صاحبتها كثير من التجاوزات والأخطاء والتي خلفت الكثير من المرارات والاستفزازات فى نفوس قيادات وقواعد الحركة.

    وأوضح عقار :كان يمكن ان يكون تبرير مساعد الرئيس السودانى نائب رئيس المؤتمر الوطنى د. نافع على نافع مقبولاً الا إننا فوجئنا بتصريحات وزير الداخلية بروفيسور الزبير بشير طه والذى زاد المرارات مما ساهم فى خلق أجواء متوترة وغاضبة داخل اجتماع الشعبية» وزاد عقار :« هذه خطوة أولى وستتلوها خطوات وخطوات وأرجو ان لا يعتقد اى شخص او أية جهة إننا سنتوقف فقط عند هذه الخطوة التى اتخذناها وضمناها البيان الختامى وهناك كثير من الخطوات القادمة».

    في الأثناء كشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان المزيد من المعلومات والحقائق الموثقة حول خروقات (الشعبية) لاتفاقية السلام الشامل وتجاوز الشراكة السياسية وقام بتمليكها للرأي العام من خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بمركزه العام تحدث فيه مستشار رئيس السودانى وعضو المكتب القيادي بالحزب علي تميم فرتاك ووزير الدولة برئاسة الجمهورية والقيادي بالمؤتمر الوطني إدريس عبد القادر.

    وأكد المؤتمر الوطني التزامه وحرصه باتفاقية السلام الشامل وبكل ما ورد فيها من برتوكولات وبرامج تنفيذية لهذه البرتوكولات في مجالات السلطة والثروة والترتيبات الأمنية والعسكرية ووصف الاتفاقية بأنها من اكبر الأحداث والتطورات السياسية التي شهدتها البلاد بعد الاستقلال.

    وأشار عبد القادر إلي قيام كل المؤسسات السياسية والتشريعة والمفوضيات وما تبقى منها مثل مفوضية الأرض ومفوضية الانتخابات جميعها قيد التنفيذ وإصدار التشريعات اللازمة لقيامها.

    وتطرق إدريس إلى الخروقات الكبيرة التي ارتكبتها الحركة الشعبية في مجال الترتيبات الأمنية مستشهدا بالتقرير الذي قدمته بعثة الأمم المتحدة فى 20 أغسطس2007م والمتعلق بإعادة انتشار القوات والتي جاءت بنسبة ضئيلة جدا للحركة مقارنة بما قامت به القوات المسلحة مشيراً للآثار السياسية والأمنية التي خلفتها قوات الحركة الشعبية في جبال النوبة والنيل الأزرق وكردفان.

    ووصف إدريس الحركة الشعبية بأنها لازالت تعيش بعقلية ما قبل اتفاقية السلام وتمثل ذلك في منعها للدستوريين من الزيارات الميدانية لجنوب كردفان ووصف سلوكها بأنه يرسل إشارات سالبة تفسد مناخ الشراكة السياسية ونفى بشدة ان تكون هناك إي مشاكل أو معوقات تعترض مسار لجنة ترسيم الحدود مفنداً اتهامات الحركة في هذا الصدد منتقداً الخطوة التي قامت بها في دعوة خبراء ترسيم حدود أبيى الى جوبا, وقال إدريس ان اتفاقية قسمة الثروة واضحة المعالم وحساب صافي عائدات البترول واضح بكل شفافية مشيرا لما تقوم به اللجنة الفنية في هذا الصدد معرجاً على تقرير اللجنة في شهر سبتمبر عام 2007م والعائدات من عام 2005م وحتى أغسطس من هذا العام حيث بلغت 3 مليارات دولار واستعرض التجاوزات والخروقات التي تقوم بها الحركة الشعبية في ملف قسمة السلطة مما أدى إلى تأخير إجازة الدستور الانتقالي من موعده في 9 يوليو 2005م بدلا عن 20 مارس 2005م بجانب خرقها للجمارك والضرائب الاتحادية والمواصفات بعدم تعاونها مع السلطات الاتحادية المختصة مما أدى إلى ضياع كثير من الإيرادات الاتحادية إضافة إلى أسهامها في تعطيل نشاط شركات الاتصالات الوطنية ومنع الطالبات المسلمات بالجنوب من ارتداء الحجاب فضلا عن إنها أجازت دساتير بعض الولايات الجنوبية دون الرجوع لوزارة العدل كما ساهمت الحركة في تعطيل إجازة دستور ولاية جنوب كردفان بجانب دورها في التشكيك المستمر في مسالة الشراكة والترويج لذلك في أجهزة الإعلام بجانب التعديات المتصاعدة من قبل الجيش الشعبي للشعبية علي السلطات الإدارية إضافة لمنعها للجنة المراقبة المشتركة من أداء أعمالها بجانب مزايدتها بقضية ابيي وتشويش صورة السودان الخارجية باتهامها للقوات المسلحة بمساندة جيش الرب مشيرا إلي عدم حرص الحركة علي تسخير علاقاتها الخارجية مع الغرب لرفع العقوبات الاقتصادية علي السودان بل سعت لرفع العقوبات عن الجنوب دون بقية السودان موضحا ان الحركة مازالت تمارس الاعتقالات السياسية لمنسوبي المؤتمر الوطني بجنوب السودان.

  40.  
  41. #21
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351


    الأمم المتحدة تعرض المساعدة..ومصر تدعو الى الحوار

    البشير يرفض تسلم رسالة جنوب السودان

    الشعبية: تعديل المناصب الوزارية أساس للعودة إلى السلطة



    الخرطوم
    وكالات الأنباء:
    تصاعدت الأزمة السياسية في السودان مع رفض الرئيس عمر البشير امس تسلمه شخصيا رسالة وجهها اليه متمردو جنوب السودان سابقا حول وسائل تسوية الازمة الناجمة عن مقاطعتهم الحكومة المركزية، وقال الناطق باسم ''الحركة الشعبية لتحرير السودان'' المكلف الاتصال مع الشمال دنج قوج ''ان البشير رفض ان يتسلم شخصيا الرسالة التي كان مكلفا تسليمه اياها رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان وأوكل الى بكري حسن صالح وزير شؤون الرئاسة تسلمها''، واضاف ''بالنسبة لنا انه مؤشر سلبي يدل على التصعيد وإهمال مطالبنا''.

    وقال قوج ان مشار كان وصل الى الخرطوم بنية تسليم الرسالة شخصيا الى البشير لكن يبدو أن اعتبارات بروتوكولية عقدت المهمة. وكانت ''الحركة الشعبية'' اعلنت الخميس الماضي تعليق مشاركتها في الحكومة المركزية حتى تسوية خلافاتها مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، واخذت على الشماليين انهم تسببوا في تأخير تطبيق اتفاق السلام الشامل المبرم بين الطرفين عام ،2005 كما اخذت عليهم ايضا تجاهل مطالبها في تغيير وزرائها في الحكومة الوطنية.

    واوضح نائب الأمين العام لـ''الحركة الشعبية'' ياسر عرمان لـ''رويترز'' إن الحركة مستعدة للعودة إلى تقاسم السلطة بمجرد موافقة البشير على الإجراءات المطلوبة بما في ذلك تعديل مناصب وزارية رئيسية، واضاف ان وفد الجنوب برئاسة مشار ما زال ينتظر عقد اجتماع مباشر مع البشير، واضاف ''قمنا بدورنا..يتعين عليهم الرد الآن''، وأضاف أن عملية تسليم الرسالة كانت أول اتصال رسمي مباشر بين الحركة وشركائها السياسيين السابقين منذ بدء الأزمة، واضاف ''تسعى الحركة الشعبية للتوصل الى حلول..نحن نتطلع لمشاركة دستورية متساوية''، واضاف أن المطالب مذكورة في خطاب زعيم الحركة نائب الرئيس السوداني سلفا كير لتوضيح مخاوف الحركة بشأن تداعي عملية السلام، معتبرا ان ما أشعل الأزمة رفض البشير خطط الحركة لتعديل مناصب وزارية في الحكومة الائتلافية، وقال ''نحن نطلب من الرئيس تقديم إشارات واضحة وخريطة طريق لتنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل وإذا ما وافق البشير فسوف تحل المسألة''، لكنه استطرد قائلا إن الحركة ستسحب الوزراء مرة أخرى إذا وجدت أن التزام الحكومة تراجع في المستقبل. ورفض التعليق على تقارير إعلامية عن أن النقطة الشائكة الرئيسية المتعلقة بالتعديل الوزاري هي قرار من الحركة بسحب لام أكول زعيم المتمردين السابق في جنوب السودان من منصب وزير الخارجية.

    الى ذلك، جددت بعثة الامم المتحدة في السودان امس بدون التطرق الى وساطة بين الطرفين استعدادها لمساعدتهما على تسوية خلافاتهما، وقالت المتحدثة باسم البعثة راضية عاشوري ان الامم المتحدة متحمسة للاتصالات والمشاورات التي ستجري على اعلى مستوى بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. واكدت ان رئيس البعثة بالوكالة تايي بروك زريهون طلب مقابلة مسؤولين في حزب المؤتمر الوطني خلال الايام المقبلة بعد محادثات اجراها في جوبا مع القادة الجنوبيين.

    وقالت عاشوري ردا على سؤال حول مغزى تدخل بعثة الامم المتحدة في السودان ''ان الامم المتحدة تفضل ان يحل الطرفان خلافهما سويا عبر الحوار والتشاور ولا تقوم بوساطة بين الطرفين''. الا انها اضافت ان الامم المتحدة مستعدة لعرض مساع حميدة لمساعدة الطرفين اذا طلب منها ذلك''، مؤكدة ان المنظمة تشجع الطرفين على تسوية المشكلة عبر اتصالات مباشرة.

    وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن قلقها إزاء التوتر الذي تشهده العلاقة بين شريكي اتفاق السلام في السودان بعد القرار الذي اتخذته ''الحركة الشعبية'' بتعليق مشاركتها في حكومة الوحدة الوطنية وسحب وزرائها إلى جنوب السودان. ودعا المتحدث الرسمي باسم الخارجية في بيان كافة الأطراف السودانية إلى ضبط النفس والعودة إلى لغة الحوار لحل الخلافات، مؤكدا أن الحوار الذي يتسم بالصراحة والشفافية هو الأسلوب الأمثل والوحيد للتعامل مع التحديات التي تواجه تنفيذ بعض بنود اتفاق السلام الشامل. كما دعا شريكي الحكومة إلى عدم إضاعة ما تم تحقيقه من إنجازات كبيرة، مشيرا إلى أن البنود المهمة المتبقية من الاتفاق والتي تواجه بعض العثرات في تنفيذها لا يمكن تحقيقها إلا من خلال شراكة كاملة بين الحركة وحزب المؤتمر الوطني. وحذر من أن التوتر في العلاقة بين شريكي الحكومة من شأنه أن يزيد من ضعف اتفاق السلام وهشاشته لا أن يسهم في تجاوز الخلافات والعمل سويا من أجل البحث عن حلول مرضية للطرفين.

    جريدة ألأتحاد

    التعديل الأخير تم بواسطة أبونبيل ; 15-10-2007 الساعة 01:02 PM
  42.  
  43. #22
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351



    تصعيد في الأزمة السودانية وجهود للاحتواء ورأب الصدع

    الخرطوم - “الخليج”:

    صعّد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، من حدة المواجهة مع شريكته في الحكومة “الحركة الشعبية”، حيث رفض الرئيس السوداني عمر البشير أن يتسلم شخصياً رسالة من الحركة بشأن مطالبتها وشروطها للعودة إلى حكومة الوحدة الوطنية، ما اعتبره مراقبون متوافقاً مع الخط المتشدد الذي يلتزمه الجنوب في التعامل مع الحركة وإحراجها باعتبارها بادرت إلى خرق اتفاقية السلام وآلياتها، واعتبر متحدث باسم الحركة خطوة البشير إشارة سلبية إلى ما يمكن أن تؤول إليه الأمور.

    رغم ذلك تحدثت مصادر متطابقة عن مساع جدية لحل الأزمة بين شريكي السلام في الشمال والجنوب، وأشارت إلى توسط نائب الرئيس الأسبق ابيل البر الموصوف ب “حكيم الجنوب” لاحتواء الأزمة، والاتهامات المتبادلة.

    وذكرت المصادر أن مسؤولين رفيعي المستوى من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يجرون محادثات وراء أبواب مغلقة لتجاوز أسباب الخلاف. واعتبرت هذه المصادر أن الأزمة الراهنة في طريقها إلى التسوية “قريباً”.

    وأشارت إلى أن الحرب الكلاسيكية بين الطرفين تورط فيها مسؤولون من الصف الثاني ما يترك المجال واسعاً لتدخل مسؤولي الصف الأول واحتواء النزاع.

    واعتبرت هذه المصادر مبادرة الحركة لتعليق مشاركتها في الحكومة محاولة للضغط على المؤتمر الوطني من دون قطيعة بدليل بقاء نائب الرئيس سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب في منصبه إضافة إلى مسؤولين دستوريين آخرين.

    وجددت الأمم المتحدة استعدادها للوساطة بين شريكي السلام، وأعربت مصر عن قلقها ودعت إلى اعتماد الحوار المتسم بالصراحة والشفافية أسلوباً أمثل ووحيداً لحلحلة الخلاف الطارئ أو أي نزاع ينشأ في المستقبل.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبونبيل ; 26-10-2007 الساعة 03:34 AM
  44.  
  45. #23
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351


    مسؤولو جنوب السودان يقدمون مطالب للبشير مقابل عودتهم للحكومة

    رويترز - الخرطوم

    أعلن متمردون سابقون في جنوب السودان أنهم سيقدمون قائمة بمطالب إلى الرئيس السوداني عمر حسن البشير لمحاولة حل أزمة أدّت لسحب وزرائهم من الحكومة الائتلافية في البلاد.

    وقال مسؤول من الحركة الشعبية لتحرير السودان إن الحركة مستعدة للعودة إلى تقاسم السلطة بمجرد موافقة البشير على الإجراءات المطلوبة بما في ذلك تعديل مناصب وزارية رئيسية.

    وسحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان وزراءها من الحكومة الائتلافية الوطنية يوم الخميس قائلة: إنها لم تنفذ بنودًا أساسية في اتفاق السلام الذي وقع عام 2005، وأثار الانسحاب موجة من المخاوف الدولية، وانضم بأن جي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى وزارة الخارجية الأمريكية في حث الجانبين على الحفاظ على اتفاق السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، ويقول معلقون إن انهيار عملية السلام سيكون له أثر مدمر على الأمن في أنحاء السودان بما في ذلك في دارفور التي تمزقها الحرب في غرب البلاد.

    وقال ياسر عرمان نائب الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان إن قائمة المطالب سيسلمها ريك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان المتمتعة بحكم شبه ذاتي إلى الرئيس البشير ، وقال عرمان “سيكون هذا أول اتصال رسمي منذ بدء الأزمة.. تسعى الحركة الشعبية لتحرير السودان للتوصل لحلول. نحن نتطلع لمشاركة دستورية متساوية”.

    وأضاف: إن مشار سيسلم خطابًا من زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان ونائب الرئيس السوداني سلفًا كير لتوضيح مخاوف الحركة الشعبية بشأن تداعي عملية السلام. وأضاف عرمان إن ما “أشعل” الأزمة رفض البشير خطط الحركة لتعديل مناصب وزارية في الحكومة الائتلافية، ومضى عرمان يقول رافضًا الخوض في تفاصيل أكبر بشأن الإجراءات المحددة المطلوبة “نحن نطلب من الرئيس تقديم إشارات واضحة وخريطة طريق لتنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل”، وأردف قائلاً: “إذا ما وافق الرئيس البشير فسوف تحل المسألة”.

    ولكنه قال: إن الحركة الشعبية لتحرير السودان ستسحب الوزراء مرة أخرى إذا وجدت أن التزام الحكومة تراجع في المستقبل. وتابع “يمكن أن تتكون هذه الأزمة في أي وقت”، ورفض التعليق على تقارير إعلامية عن أن النقطة الشائكة الرئيسية المتعلقة بالتعديل الوزاري هي قرار من الحركة بسحب لام أكول زعيم المتمردين السابق في جنوب السودان من منصب وزير خارجية البلاد.

    وأنهى اتفاق السلام الشامل الذي وقع عام 2005 أطول الحروب الأهلية في إفريقيا، وشكلت بموجبه حكومة ائتلافية في الخرطوم، وسيطرت الحركة الشعبية لتحرير السودان على نحو ربع المناصب. وتقاسمت مع حكومة الشمال الثروة ومهد الاتفاق الطريق لإجراء انتخابات بحلول عام 2009 واستفتاء في الجنوب بشأن الانفصال عام 2011، ويأتي قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد شهور من الخلاف بين الشريكين الرئيسيين في الحكومة الوطنية. والحركة الشعبية هي الجناح السياسي للجيش الشعبي لتحرير السودان الذي حارب حكومة الخرطوم لأكثر من 20 عامًا، ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك بنود الاتفاق. ومن نقاط الخلاف الرئيسية سحب القوات من مناطق متنازع عليها وترسيم حدودهما المشتركة وإدارة حقول النفط.

    جريدة المدينة

  46.  
  47. #24
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351



    ندوة "الخليج" في الخرطوم: السودان في مهب العواصف بين السلام والحرب

    الخرطوم عماد حسن والحاج الموز:

    تظل قضايا السودان السياسية على سطح صفيح ساخن حتى إشعار آخر في أدب “ساس يسوس”، فما أن تقترب مشكلة ما من نهايتها حتى ينقلب الاقتراب من الحل نفسه إلى مشكلة، إذ لم تشهد دولة خلال القرن العشرين توقيع اتفاقيات كما فعلت السودان، ويعتقد كثيرون أن مشكلة السودان هي في هذه الاتفاقيات. وقد عبّر قياديون في قوى سياسية مختلفة جمعتهم “الخليج” في ندوة بمكتبها في الخرطوم عن ذلك الاعتقاد، كما افلحوا في لفت الانتباه إلى مشاكل أخرى تعتري الاتفاقيات بين الشمال والجنوب وبين الحكومة ومتمردي دارفور، وأضافوا إلى ذلك إضاءات كشفت عن مستقبل معتم للسودان السياسي، وتحدثوا عن مخاوف حقيقية تنبع من بؤر عديدة ليس من بينها ما هو خيالي أو بعيد عن الواقع، ومع ذلك أشاروا إلى بؤر ضوء في آخر النفق ربما تؤدي إلى صون كيان البلاد من التشتت والتشظي، إذا قامت الأطراف المعنية بتنفيذ اشتراطات لخصوها في العودة الحقيقية إلى الضامن الحقيقي لأي اتفاق وهو الشعب السوداني، والتحول الديمقراطي الحقيقي، وإشراك كل القوى السياسية في كل القرارات والاتفاقيات القومية. وبدا من كثرة ترديد عبارة “حقيقة” أن كل ما يجري الآن هو زائف، كما بدا أن الجميع، عدا ممثل الحركة الشعبية وحكومة الوحدة الوطنية، متفقون على أن كل مشاكل السودان سببها المؤتمر الوطني. وشارك في “ندوة الخليج” كل من القيادي في حزب البعث كمال بولاد، والقيادي بالاتحادي الديمقراطي المعز حضرة، والقيادي في الحركة الشعبية ديفيد كوكو توتو، ونائب رئيس حزب الأمة الدكتور آدم موسى مادبو وعضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي تاج السر عثمان.
    قال ديفيد كوكو توتو عضو البرلمان عضو اللجنة القومية لمراجعة الدستور عن الحركة الشعبية لتحرير السودان: ندعو الناس لأن يكونوا واقعيين لأن المؤتمر الوطني هو الذي يمسك بمفاصل السلطة. وفي الحقيقة ولو حاولنا أن نقارن ما يملكه الآن المؤتمر الوطني من سلطة وبما كانت تملكه الأنظمة التي سبقته فإن لا مجال للمقارنة لأن حكم المؤتمر الوطني قام على التمييز بين السودانيين حيث سيطر تماما على الخدمة المدنية والقوات النظامية وبقية مؤسسات الدولة.
    صحيح مرت بنا بعض الأنظمة الشمولية لكنها لم تصل إلى حد مضايقة الناس في “لقمة العيش” كما يفعل المؤتمر الوطني. نحن في الحركة الشعبية جزء من هذا النظام بحكم الاتفاق الذي وقعناه معه ولكن يجب أيضا على القوى السياسية الأخرى أن تميز، لأن الشراكة مع المؤتمر الوطني كانت مهمة بالنسبة لنا لأننا أوقفنا حرباً أهلية دموية بسبب عدم اهتمام النظام بالشعب السوداني، فهو لا يكترث ولو مات كل السودانيين في هذه الحرب لأن الأمر عنده سيان. ولذلك نحن ركزنا على إيقاف الحرب ونجحنا في ذلك ولكن في المقابل بتنا نملك القليل جدا في السلطة وبقيت الثروة “الاقتصاد السوداني” وكل شيء في يد المؤتمر الوطني الذي كان أصلا هو مسيطرا على كل شيء.
    نحن لا نريد أن نخدع أنفسنا، ولكن بعد توقيع الاتفاقية توفرت مساحات معقولة من الحرية أتاحت لنا كلنا في الحركة الشعبية والاتحاد الديمقراطي والشيوعي والبعث وغيرنا، أن نجلس مثل هذه الجلسة في “مكتب الخليج” ونتداول حول مستقبل البلد، ولذلك ندعو لتطوير هذا الهامش الصغير ونأتي بالنظام الأمثل الذي نجد أنفسنا فيه حينئذ نستطيع القول إن مفاصل السلطة والثروة هي في يد الشعب السوداني، وندعو الناس أيضا إلى الدخول في لب الموضوع للبحث عن المخارج الأساسية التي تجنب السودان الدخول في نفق ضيق من جديد.
    وأضاف، لا يوجد حتى اللحظة بديل لاتفاق السلام الشامل الذي وقعته الحركة الشعبية بقناعتها الكاملة، وبالرغم من أنها اتفاقية بين تنظيمين فقط ولكن يمكن للآخرين أن يطوروها بحيث تعاجل بقية مشاكل السودان. الهم الأساسي بالنسبة لنا هو المحافظة على نيفاشا إلى أن يصل الناس إلى مخرج من كل المشاكل. ونكرر أن أهم ما وفرته نيفاشا هو إيقاف الحرب الأمر الذي يتيح الفرصة للحوار السياسي بعد أن نجحت الاتفاقية في جلب السلام.
    ونرى أن الاتفاقية تحدثت عن التحول الديمقراطي وحددت مواعيد للانتخابات ونحن من جانبنا نريد أن نصل بالجميع إلى إقامة انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة ليتمكن الشعب السوداني من بعد ذلك أن يأتي بمن يحكمه، حينها يمكن للشعب أن يقرر ما يشاء وأن يأتي بالمفيد له، وهذا هو موقفنا. ونؤكد الآن أن لا بديل عن الاتفاقية وأن الخطوات التي تمت حتى اللحظة تسير إلى الأمام ولو بخطى بطيئة، ونجد أن الحكام بالقصر الجمهوري باتوا لا يستطيعون أن يتخذوا قرارات كما كانوا يفعلون من قبل فهم يترددون ألف مرة قبل إصدار أية قرارات، صحيح هم لا يستشيروننا في بعض المرات لكنهم يحسبون لنا ألف حساب وكل ذلك بفضل اتفاقية نيفاشا، وكذلك نجد أن مجلس الوزراء لم يعد هو ذلك المجلس الذي يصدر القرارات كما كان يتم في السابق، وكذلك البرلمان لم يعد كما كان برلمان الإنقاذ لأن البرلمان الحالي الذي تشكل بفضل اتفاقية السلام له إسهاماته الواضحة. ولكن يجب على الشعب أن يضغط على البرلمان لكي يساهم بالقوانين بما يخدم مصالح الناس وهو المطلوب خلال المرحلة القادمة.
    أما حول التفسيرات التي ذكرت لخطاب الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب، نحن نرى الترجمة كانت غير دقيقة ما استدعى أحد المسؤولين بالمؤتمر الوطني لأن يسارع بالحديث من دون حتى أن يراجع النص الأصلي، لكن المؤتمر الوطني تراجع عن تصريحاته المنددة بعد أن راجع النص الأصلي، الكلمة مثل السيف يجب ألا تطلق هكذا من دون أن تكون صحيحة، ونرى أن انهيار نيفاشا في مصلحة الشموليين. نحن سعداء بالشفافية التي تمت في هذه الندوة، /تشرين الثانيونقول إن المجموعات القومية المختلفة في السودان تكونت منذ ثورة أكتوبر ،1964 فقد تكونت هذه المجموعات في الجنوب ودارفور، وشرق ووسط السودان حيث تكونت التنظيمات الجنوبية المختلفة ومجموعة نهضة دارفور، وتنظيم البجا، واتحاد جبال النوبة واتحاد الفونج والانقسنا في جنوب النيل الأزرق، وكانت مطالب هذه التيارات الوطنية اجتماعية خدمية لتذكر القيادات السياسية الكبيرة بحاجة المناطق الطرفية إلى المدارس والمستشفيات الصغيرة وغيرها من مطالب صغيرة جدا، لكن قياداتنا التاريخية استمرت بنفس منهج الاستعمار ومن هنا بدأت الكارثة، إذ تصدت تلك الحكومات التي أعقبت الاستقلال بعنف لمطالب الهامش ووصفتهم بالجهويين والعنصريين ليس إلا لأنهم طالبوا بمطالب صغيرة غير سياسية. واستمر استخدام هذه اللغة بل تطورت مما دفع لاشتعال الحرب الأهلية الأولى في جنوب السودان، ومن ثم تطورت لمطالب هذه الحركات إلى ما وصلت إليه الآن. ان اتفاق نيفاشا وبروتوكولي النيل الأزرق وجبال النوبة وأبوجا والشرق ما هي إلا تطور لتلك المطالب الصغيرة.
    ونرى بأي حال من الأحوال انه لابد من المصالحة الحقيقية وإذا ما فشلنا علينا أن نبحث عن البديل. ونرى أنه لابد من الوصول لاتفاقيات سياسية بين القوى السياسية لضمان صياغة قوانين ديمقراطية من خلال البرلمان بالرغم من أن هنالك أطرافاً داخل المؤتمر الوطني رافضة للاتفاقية. الحركة الشعبية تقود صراعاً غير طبيعي لأنها تصارع أطرافاً رافضة للاتفاقية وتملك المقومات اللازمة لتنشيط عملها وكما ترون فإنهم أطلقوا الشائعات مؤخرا.
    وحول الضمان الحقيقي للاتفاقية فإن الراحل جون قرنق يرى أن الشعب السوداني هو الضامن وليس المجتمع الدولي الذي يساند دائما القوي. عند طرح اتفاقية الترتيبات الأمنية كانت الحركة مصرة على الاحتفاظ بجيشها لأنه لو لم نفعل ذلك، هل كنا نستطيع أن نتحدث عن الاتفاقية؟ لو لم نكن نملك جيشا لأجبرونا على الخروج من البلد، أنظر الآن إلى ما يحدث للمفصولين للمصلحة العامة لا يجدون ما يسدون به رمقهم، ولكن الحركة انتبهت لحماية الاتفاقية لضمان عدم ذهاب ريح نيفاشا.
    أما حول وحدة السودان، فالحركة الشعبية دفعت ثمنا غاليا من أجل الحفاظ على وحدة السودان وأن المعارك الحقيقية التي قادتها كانت ضد الانفصاليين والجميع يعرف ذلك، لأنه لو كانت تريد أن تفصل جزءا من السودان لفعلت من دون خوف لأنها تملك السلاح، لكنها بالرغم من ذلك دافعت عن وحدة السودان ولا تزال بالرغم من وجود انفصاليين بجنوب السودان. هناك حاجة لتوحيد الرؤية بغرض إقناع المواطنين بالجنوب بضرورة الوحدة لأن هناك مرارات عميقة حدثت في المناطق التي تمت فيها الحرب والممارسات التي كانت ترتكب ضد الناس، التحدي الآن هو أن نقنع المواطن الذي انتهكت حرماته بمحاسن وحدة السودان.
    في النهاية نرى أن الاتفاقية صناعة بشرية وحتى الدستور يحتاج إلى تطوير خلال سنوات الاتفاق. لكن يمكن أن نعود للمربع الواحد إذا تم التنصل من نيفاشا لكن العودة هذه المرة ستكون مختلفة. وإذا لم نساهم في وحدة السودان سوف نكون سجلنا سابقة بالرغم من أن للشعوب الحق في تقرير مصيرها الذي نريده نحن لمصلحة الوحدة، والمطلوب الآن تهيئة المناخ اللازم لضمان وحدة السودان.
    مؤتمر جامع
    وقال المعز حضرة القيادي البارز في الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني: لقد تحدثنا مرارا حول أن مشكلة السودان لن تحل بالحلول الفردية أو الثنائية، ولذلك رغم أننا رحبنا باتفاق نيفاشا كحزب اتحادي ديمقراطي باعتباره أوقف الحرب الطويلة في الجنوب ومهد للحل السلمي إلا أننا تحفظنا على أن الحلول الفردية أو الثنائية لن تؤدي إلى حل الإشكال القائم.
    ولذلك كانت مناداتنا بالحل الشامل لكل مشاكل السودان عبر مؤتمر دستوري أو مؤتمر جامع أيا كانت التسميات، فالمهم أن يجتمع أهل السودان جمعيا على مائدة واحدة بكل تكويناته السياسية والقبلية والإثنية للخروج بحل يتم الاتفاق عليه بحيث تنال كل فئة حقوقها.
    فاتفاقية نيفاشا رغم ترحيبنا بها إلا أنها لم تنفذ بالكامل حتى الآن وذلك لأن المؤتمر الوطني لا يرغب حقيقة في إنزالها إلى أرض الواقع، والدليل على ذلك المشاكسات بين الشريكين الحركة والوطني والتي لم تنقطع حتى هذه اللحظة، وآخرها تفتيش مقار الحركة الشعبية والقوات المشتركة وطرف يعتذر وطرف آخر يرفض الاعتذار فهل هذه حقا تعتبر حكومة وحدة وطنية؟ ولا يفوتني المانشيت الذي طلعت به صحيفة “الأحداث” وقد كان يعبر حقيقة عن الوضع الراهن فذكرت الصحيفة الآتي “الحكومة تفتش نفسها”. فرغم السخرية الواضحة في المانشيت إلا أنه يعبر عن واقع غريب وعجيب وتتضح المتاهة التي دخلت فيها الحركة الشعبية من حيث عدم تطبيق اتفاقية نيفاشا وأصبح كل ما تقوم به الحركة الشعبية في الفترة السابقة هو الاستنكار والتنديد ولكل من دون ضغوط حقيقية.
    ويبدو أن المؤتمر الوطني يعلم أن الحركة الشعبية في وضع لا يمكنها من فعل شيء سوى الاستنكار ولذلك استمرأ المؤتمر الوطني الوضع في نقض العهود والمواثيق ويبدو أن حالة الضيق بالحركة الشعبية قد وصلت حدا فاض بها حتى جعلت الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب يخرج الهواء الساخن الذي مكث طويلا في صدره وهدد باحتمال تجدد الحرب، وهذا يبدو السلاح الوحيد الذي يجعل المؤتمر الوطني يعود إلى عقله. فكل قيادات المؤتمر بما فيها رئيس الجمهورية كانت تتحدث دائما عن القوة والسلاح وأنهم أتوا بالقوة ومن أرادها فليأت بالقوة فإذا كانت هذه هي العقلية التي تدار بها الدولة فإننا لا نعجب أن يهدد سلفاكير بالعودة إلى مربع الحرب مرة أخرى باعتبارها اللغة الوحيدة التي تردع المؤتمر الوطني.
    ان احتمال تجدد الحرب وارد، وقد بدت الآن مظاهره في كثير من التحركات التي تقوم بها حكومة الجنوب مثل فتح سفارات في الخارج لحكومة الجنوب وإدخال شركات واتصالات أجنبية.
    طالما بقيت هذه المعطيات التي ذكرتها آنفا ولم يحدث تغيير في فكر المجموعة التي تقود المؤتمر الوطني فإن انفصال الجنوب هو الذي سوف يكون وتجدد الحرب وارد في ظل عدم التزام المؤتمر الوطني بتطبيق اتفاقية نيفاشا وحل مشكلة آبيي الغنية بالنفط وعدم حل مشاكل حدود عام 1956.
    وحول دارفور، لقد استغل المؤتمر الوطني سلاح الجهوية والقبلية لتغيير سياسته في التمكين وإلغاء الآخر، ونسي أن هذا السلاح نتائجه وخيمة، وبالفعل بدأت مشكلة دارفور من شرارة صغيرة ولكن المعالجات الخاطئة من قبل نظام الإنقاذ واعتماده على سياسة القوة والحرب ونفيه وجود مشاكل في دارفور وفرض تعتيم إعلامي على المشكلة أدت إلى ما أدت اليه من الوضع الآن.
    التدخل الأجنبي في دارفور أصبح الآن حقيقة والمشكلة الكبرى هي أن يصبح الأجنبي هو الجالب للأمان للمواطنين وتصبح الحكومة وأفرادها بمثابة العدو، وهذا تطور خطير ينعكس في نمو القومية السودانية التي كنا ننشدها، فمثل هذه الصراعات توقف بناء الأمة ونحن كنا ولا نزال أمة تحت التكوين.
    ان مشاكل السودان لن تحل بشكل فردي، إذ لا بد من مؤتمر جامع لكل أهل السودان شرقه وغرب وشماله وجنوبه ودفع عقد مواطنة جديد يستوعب كل هذه الفسيفساء المتعددة لكي تخلق وطناً جامعاً يضم كل هذا التعدد في وحدة جاذبة، ولن يتم ذلك إلا في وجود نظام ديمقراطي حقيقي يطوقه حكم سيادة القانون وتكون هنالك مؤسسات حقيقية تحتكم للقانون، وفي غياب ذلك واستمرار هذا النظام فإن النتيجة الحتمية هي تشتت السودان وانفصال كل إقليم إلى دولة، بما فيها دارفور التي نتوقع أن تنقسم إلى عدة دول ونتمنى ألا يحدث ذلك.
    حرب ضروس
    وقال تاج السر عثمان عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني: انه بعد أكثر من عامين على توقيع اتفاقية السلام بنيفاشا التي أوقفت حربا ضروسا استمرت حوالي 22 عاما رحب أهل السودان بذلك الحدث المهم، ولكن الفرحة لم تدم كثيرا وها هو نائب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير يدق ناقوس الخطر في خطابه أمام الدورة الثانية لبرلمان جنوب السودان في جوبا في 10/9/2007م ويشير إلى أنه منزعج وقلق ومهموم جدا لأن السودن يمكن أن يرجع مرة ثانية إلى مربع الحرب إذا لم نعمل بجد مع شريكنا المؤتمر الوطني لتلافي ذلك، وأشار إلى عدم حل مشكلة ابيي ومسألة ترسم الحدود بين الشمال والجنوب وعدم انسحاب القوات المسلحة من جنوب السودان رغم، ان مواعيد انسحابها حسب الاتفاقية قد فات ولكن القوات لاتزال موجودة في مناطق البترول وكذلك لم يتم شيء في الإحصاء السكاني المفترض أن يبدأ أول عام 2008م وعدم إنجاز التحول الديمقراطي بإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات وقيام الانتخابات العامة في مواعيدها.
    وهنا يبرز السؤال: ما احتمالات تجدد الحرب؟ احتمال تجدد الحرب وارد وقد أكدت تجربة اتفاقية أديس أبابا عودة البلاد للحرب بعد خرق الاتفاقية والتي عادت بشكل أوسع من الحرب السابقة، وبالتالي من المهم ان تقف كل قوى السلام سداً منيعاً أمام تجدد الحرب التي لن يجني منها شعب السودان غير الخراب والدمار وتعطل التنمية كما أكدت التجربة السابقة. ولكن ما الضمان لعدم تجدد الحرب؟ وكيف الطريق لانتشال البلاد من شفا الجرف الذي تقف عليه؟
    أول الضمانات: تنفيذ الاتفاقية وما جاء في وثيقة حقوق الإنسان في الدستور الانتقالي، وإنجاز التحول الديمقراطي، بإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات التي تتعارض مع الدستور الانتقالي.
    ثانيا: شمول الاتفاقية لكل مناطق السودان الأخرى دارفور، الشمالية، كردفان، الوسط، الشرق والخرطوم من دون المساس بمكاسب الجنوب التي حققتها نيفاشا وبهذا تقف اتفاقية نيفاشا على أعمدتها السبعة بدلا من الوضع الهش الحالي الذي تقف فيه على رجل واحدة، وحتى نضمن عدم تجدد الحرب في مناطق البلاد الأخرى والتي تتجمع نذرها في الشمال بعد أحداث أمر وكجبار ومشاكل السدود وفي كردفان وفي الشرق ولاسيما أن اتفاق الشرق هش، وعدم توسع نطاق الحرب في دارفور.
    ثالثا: توفير احتياجات الناس الأساسية في الشمال والجنوب (التعليم، الصحة، الخدمات تحسين الأوضاع المعيشية.. الخ).
    رابعا: التنمية التي تجعل الناس يحسون أن تغييرا جذريا في حياتهم قد تم.
    خامسا: عرض كل الاتفاقات التي تمت حتى الآن “نيفاشا، الشرق، القاهرة.. الخ” على مؤتمر جامع لكل القوى السياسية في البلاد حتى يتم الانتقال من الثنائية إلى الحل الشامل.
    تلك هي النقاط الخمس التي تشكل خريطة طريق لمنع تجدد الحرب، وأن هناك بديلاً آخر غير تجدد الحرب وهو تنسيق الحركة الشعبية مع كل قوى المعارضة الشمالية والجنوبية لتحقيق النقاط الخمس، وتحقيق أوسع تحالف لهزيمة المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة والتحول الديمقراطي وضمان استدامة السلام ووحدة البلاد.
    لقد أصبح مستقبل الأوضاع في دارفور مرتبطا بالحل الشامل لقضايا البلاد وبتوسيع نطاق اتفاقية نيفاشا لتشمل أقاليم السودان كافة وتلبية مطالبها العادلة في السلطة والثروة والحكم الذاتي والتنمية وتوفير احتياجات الأساسية للمواطنين في التعليم والصحة الخدمات.
    إذاً قضية دارفور ومستقبل الأوضاع فيها يجب أن تبحث في إطار قومي شامل ولا يمكن اختزال القضية في صراعات قبلية أو صراع بين العرب والأفارقة ولو كان الأمر كذلك فأهل دارفور قادرون على حل المشكلة.
    قضية محورية
    قال كمال بولاد عضو القيادة القطرية بحزب البعث: إن قضية الحرب الأهلية ظلت ما بين المركز ولا أقول الشمال رغم تداعيات ذلك، والتمردات المختلفة في الجنوب قضية محورية في مسيرة الصراع السياسي والاجتماعي بالسودان منذ ما قبل الاستقلال السياسي للبلاد في 1956م وذلك نتيجة لسياسات الأنظمة السياسية التي تعاقبت على البلاد بعد ذلك وإسقاطات برامجها السياسية والاقتصادية على تنمية وحدة البلاد وتأسيس استقرارها .. ولكن كان تأثير نظام الإنقاذ 1989م تأثيرا استثنائيا نتيجة البرنامج الإقصائي الديني السلفي الذي انتهجه ابتداء من تحويل الحرب إلى حرب دينية ورفع شعارات الجهاد ودار الإسلام وغيرها، إلى أن انتهى إلى تدخل دولي ضاغط قاد إلى توقيع اتفاق نيفاشا في 9 يناير/كانون الثاني 2005م وكان هذا الاتفاق في ذاته نتيجة دور أمريكي مباشر وكبير بدأ الترتيب له منذ تحويل إطار بادرة الإيقاد التي فشلت في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بعد صعود الجمهوريين إلى السلطة في أمريكا وتغيير تكتيكاتها تجاه السودان بعرض مبدأ الجزرة والعصا بديلا للإقصاء.. فدخلت على الخط الولايات المتحدة مباشرة باسم “شركاء الإيقاد” لتمارس الضغوط عبر آليات منها “قانون سلام السودان.. إيقاف دعم المفاوضات.. الخ” إلى ان توصل الشريكان إلى الاتفاق في كينيا في يناير 2005م. ونتيجة لذلك الواقع جاء الاتفاق ثنائيا بضغوط أمريكية ودولية قوية أدت إلى صياغته بتعقيد افرز كثيرا من العقبات التي من الممكن أن تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
    مسألة أخرى تشكل عمودا فقريا للاتفاق تتمثل في استحقاقين هما قضية الانتخابات وقضية تقرير المصير في الجنوب، وقضية الانتخابات هي استحقاق يمثل التحول الديمقراطي الإجرائي للمشاركة السودانية في صناعة واقع ومستقبل البلاد بعد الاتفاق للخروج من براثن الشمولية إلى مناخ المشاركة في تجاوز العقبات وتأسيس الدولة السودانية الموحدة التي يجد فيها كل السودانيين أنفسهم وصورتهم، ولكن من المؤسف حتى الآن ان كل الإرهاصات تذهب في اتجاه ترسيخ التجربة الشمولية وذلك ابتداء من تأسيس المفوضية الدستورية وتغييب القوى الأساسية عنها مما أنتج قانونا للأحزاب وقلص من كل القوى المعارضة، لأنه ببساطة في جوهره يؤسس للشمولية كما لم تتكون حتى الآن المفوضية المختصة بالانتخابات حتى جاءت مسودة دستور للانتخابات على نفس المنوال إذ تجاوزت كل ملاحظات القوى السياسية للقانون وجاءت بمواد تدعم قانونها السابق باسم قانون الأحزاب، الاستحقاق الثاني هو مسألة تقرير المصير والذي بني على أساس بناء الثقة التي تضع الجنوبي بمحض إرادته أمام تقرير مصير وحدة البلاد.. وكما نعلم في تجارب الشعوب أن قضية تقرير المصير دوما مرتبطة بالمناخ الذي تجري فيه العملية، مثلا في تيمور الشرقية اختار التيموريون الانفصال نتيجة للمناخ الذي صنعه الحكم الشمولي الذي قبض على الحريات ومارس القمع والكبت، فكانت النتيجة عكس تجربة إقليم الكيبك في كندا الذي كانت نتيجة الاستفتاء الوحدة بعد أن فتحت المنابر الإعلامية والسياسية لمناقشة فكرة الوحدة أو الانفصال في مناخ ديمقراطي سلمي أدى إلى هذه النتيجة، نحن الآن بعد عامين هل نمارس مناخا صحيا لتوطيد فكرة الوحدة حتى يختارها الناخب الجنوبي بملء إرادته كخيار مستقبلي ينسجم مع روح العصر في التكتلات الكبرى من أجل مواجهة مشاكل التنمية والاستقرار والبناء الاستراتيجي؟
    إن الممارسة الفعلية للشريكين في كافة مفرداتها تنذر بكوارث قادمة على هذا البلد، وان التصريحات الأخيرة لنائب الرئيس في برلمان الجنوب مهما كانت درجة مناورتها إلا أنها تؤثر في طبيعة الأزمة التي تحتاج لمسار آخر هو الطريق الوطني الذي يبدأ بمشاركة فاعلة من القوى السياسية الرئيسية ثم إرادة حقيقية لإدراك هذا المسار المختل.
    أما مسألة دارفور فهي إسقاط لمفهوم كرسه النظام القائم بممارساته لمواجهة مشاكل البلاد وتفاقمها لأنه يقوم على أن لاحق حتى في مجرد التفاوض إلا مع من يحمل السلاح.
    ما تم من تفاهمات لتوحيد الفصائل الرافضة لاتفاق ابوجا في اروشا يجب أن يكون الطريق الصحيح لمستقبل وحدة هذه الفصائل، لأنه مهما طال أمد الحرب لابد من العملية السلمية التي تقوم على حوارات جادة حول برامج محددة ودقيقة تستند إلى ما هو مطلوب لدارفور كإقليم وللسودان كوطن، واعتقد أن هذه المسلمة لا يختلف عليها أي فصيل وطني يحمل السلاح في دارفور.. إذاً المدخل الصحيح هو البرنامج الوطني الدقيق الذي ينظر للأزمة في دارفور كواحدة من تداعيات الصراع السياسي والاجتماعي في البلاد وغير منفصلة عما يحدث في كافة أقاليم البلاد مع تفاوت الدرجات والظروف.

  48.  
  49. #25
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351


    سلفاكير يشير إلى عقدة "أبيي" ومطالب أخرى
    البشير يجري تعديلاً وزارياً تقبله الحركة الشعبية وتبقى خارج الحكومة


    الخرطوم - “الخليج”، وكالات:

    لبى الرئيس السوداني عمر البشير أحد مطالب الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأجرى تعديلا وزاريا في الحكومة، وفتح بذلك الباب لإنهاء الأزمة الناشئة عن تجميد الحركة مشاركتها في الحكومة، لكنها أكدت أنها لن تنهي مقاطعتها للحكومة، إلا إذا تمت الاستجابة لمطالب أخرى. وخرج بموجب التعديل لام أكول من وزارة الخارجية التي تسلمها دينغ ألور وأصبح وزيرا لشؤون مجلس الوزراء. وأجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان محادثات في جوبا مع النائب الأول للرئيس السوداني رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت في جوبا في جنوب السودان ومع الرئيس البشير في الخرطوم، وأعلن أبو الغيط تفاؤلا بشأن حل الأزمة. وأعلن سلفاكير في خطاب أمام مناصرين لحركته أن هناك عقبات تعترض تنفيذ اتفاق السلام، مشيرا بوضوح إلى مشكلة تابعية منطقة أبيي.

    وشمل التعديل الوزاري الذي أجراه الرئيس عمر البشير، وأعلن عنه الليلة قبل الماضية، خصوصا حقيبة الخارجية التي كان يتولاها لام أكول، وهو جنوبي يعتبره الجنوبيون قريبا أكثر مما ينبغي من الشماليين، وأسندت وزارة الخارجية إلى دينغ ألور، بينما عين أكول وزيرا لشؤون مجلس الوزراء. وتولى وزارة التجارة الخارجية منصور خالد، وهو مستشار سابق للزعيم التاريخي للحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق. وعين جيمس كول رول وزيرا للشؤون الإنسانية وكوستا مانيبي وزيرا للاستثمار. واحتفظت وزيرة الصحة الجنوبية تابيتا بطرس ووزير النقل الجنوبي كوال ميانغ بمنصبيهما. وتمت تسمية ستة وزراء دولة جنوبيين في مناصب مختلفة، إضافة إلى مستشارين رئاسيين، حسب المراسيم التي وقعها البشير.

    ويهدف التعديل إلى تخفيف التوتر مع الحركة الشعبية، إذ إنه يلبي واحدا من المطالب التي بررت بها القرار الذي اتخذته في 11 الشهر الحالي بتعليق مشاركتها في الحكومة حتى تسوية الخلافات مع حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير.

    وأعلن الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باغان أموم أمس أن الحركة أخذت علما بالتعديل الوزاري، لكنها لن تلغي قرار تجميد مشاركتها في الحكومة المركزية، إلا بعد تلبية مطالب أخرى، وقال لوكالة فرانس برس إن “الوزراء الجنوبيين المعينين مستعدون لتولي مهامهم، بمجرد أن تتم تسوية الخلافات” بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وسيظلون خارج الحكومة إلى أن يبدأ تطبيق بنود اتفاق السلام التي لم يتم الالتزام بها، بحسب تعبيره. وأفاد أن النائب الأول للرئيس السوداني زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير سيصل إلى الخرطوم اليوم قادما من جوبا، ليبحث مع البشير وسائل تعويض التأخير في تطبيق اتفاق السلام الشامل.

    ووصف وزير رئاسة حكومة جنوب السودان لوكا بيونق إجراء التعديل الوزاري حسب مطلب الحركة الشعبية بأنه خطوة كبيرة نحو حل الأزمة، غير أنه رأى في هذا التطور خطوة مستعجلة، ولفت إلى أنه كان من الأوفق انتظار الاجتماع المرتقب بين الرئيس عمر البشير ونائبه الأول سلفاكير اليوم.

    وكانت الحركة الشعبية قد أعلنت أنها قررت تجميد مشاركتها في الحكومة المركزية للاحتجاج على ما تعتبره عراقيل يضعها حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال أمام تطبيق اتفاق السلام، ورفض الحزب الاتهامات، وحمل الحركة الشعبية مسؤولية التأخير في ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وفي انسحاب القوات الشمالية من الجنوب، وفي تحديد مصير منطقة أبيي الغنية بالنفط. وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة، التقى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان في جوبا سلفاكير، والرئيس عمر البشير في الخرطوم، وأعرب أبو الغيط في تصريحات مقتضبة في العاصمة السودانية عن ارتياحه لما سمعه وسليمان من الجانبين، وقال إن الوفد المصري اطمأن بعد المحادثات التي أجراها مع الرئيس السوداني ونائبه الأول إلى تمسكهما بعملية السلام وحرصهما على تسوية الخلافات العالقة عبر الحوار، واعتبر أن تأكيدات البشير وسلفاكير تؤشر إلى أن الأزمة بين الطرفين في طريقها إلى الحل.

    وكان سلفاكير قد أعلن في مخاطبته مسيرة في جوبا داعمة لقرارت الحركة أول أمس أن الحركة الشعبية ستمضي مع حزب المؤتمر الوطني إلى النهاية في سبيل الوصول إلى الاستفتاء في جنوب السودان على حق تقرير المصير، وأضاف “سنحاول إزالة العقبات والمضي للأمام”.

    واتهم سلفاكير تيارا في “المؤتمر الوطني” رافضا للحركة الشعبية ويرغب في تصعيد الأزمة، وأشار إلى بقاء وفد الحركة يومين في الخرطوم من أجل مقابلة الرئيس عمر البشير. وأوضح أن بقاءه في جوبا طوال الشهور الماضية كان نتيجة لتهميش دوره في الخرطوم، وأضاف أن هناك عقبات تعترض تنفيذ اتفاقية السلام، ولفت إلى مشكلة منطقة أبيي والتي قال إنها خالية من العرب، وإن تسمية بحر العرب ليس دليلا على وجود العرب هناك.

    ورأى الزعيم الجنوبي البارز أن التفسير الواضح هو الرغبة في نفط المنطقة، ونفى وجود انقسامات في الحركة الشعبية، غير أنه أشار إلى وجود خلافات داخل البيت الواحد، وأضاف أن الذين راهنوا على موت الحركة برحيل قائدها جون قرنق لا يزالون يراهنون على تفكيكها، “وسيطول انتظارهم”. وحذر الجماهير في الجنوب من التعامل مع الشماليين في الجنوب بصورة غير مسؤولة، وقال إن أي تعامل غير مسؤول سيجد العقاب الرادع من حكومة الجنوب.

    وقال نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار في مؤتمر صحافي أول أمس في دار الحركة الشعبية في الخرطوم إن عودة وزراء الحركة للعمل ضمن منظومة حكومة الوحدة الوطنية تعتمد على سرعة حسم القضايا العالقة بين الشريكين. ووجه انتقادات لاستمرار حالة التعبئة ضد الجنوبيين في بعض البرامج التلفزيونية، وأضاف متسائلا هل يوجد هناك سبب حتى اليوم لاستمرار ساحات الفداء، وأضاف “نعلم أن هنالك حربا في دارفور لكن التعبئة تختلف، وهذا يجعلنا نتحدث عن سيطرة جانب واحد، ونرى أن عقلية زمن الحرب مستمرة الآن في وقت السلم”.

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid