العراق فرع السودان ..!!
أخيرا أصدر السيد توني بلير رئيس الوزراء البريطاني أوامره باعداد ثلاثة آلاف جندي تمهيدا لارسالهم الى دارفور .. وحسب مصادر الأخبار فإن مسئولا بريطانيا لم يذكر اسمه قال ( عندما تعقد العزم على التدخل عسكريا في دولة أخرى فالأفضل أن تفعله بأعجل ماتيسر ).. وهذا يعني أن القوات البريطانية ربما تكون في دارفور بعد عيد الأضحي بقليل ..
هذا الخبر لا يعني أكثر من أن فصلا كارثيا جديدا على وشك أن يبدأ في السودان .. فالقوات البريطانية لن تستطيع تحقيق السلام في دارفور بهذا العدد .. وأغلب الظن أنها ستكون جزءا من تعقيدات الوضع المعقد أصلا .. فمن المؤكد يقينا أنه بمجرد ان أصدر توني بلير أومره بارسال قواته الى دارفور فأن أوامر أخرى أرسلتها جهات أخرى لجنودها بالتوجه الى ذات المكان .. من الذي أرسل آلاف المسلحين الى العراق .. إنه ذات القرار الذي أتي بالقوات الأمريكية والبريطانية وسيتكرر الأمر الآن .. ومن المؤكد أن العراق فرع السودان قد بدأ الأعداد له متوازيا مع الاعداد لارسال القوات البريطانية الى دارفور ..
ولئن كان الوضع صعبا للمسلحين في العراق في تسللهم عبر حدود ضيقة مع دول قادرة على رقابة حدودها فأنهم سيتمتعون بحدود مترامية الأطراف في السودان لا تستطيع قوى دولية مهما كانت أن تغلقها .. وسيتقاطر الشباب الباحثون عن الشهادة من كل فج عميق إلى الميدان الجديد الذي يناسبهم تماما بطبيعته ووعورة مسالكه .. وربما يسعدهم أن السودانيين استبقوهم فأطلقوا على المليشيات في دارفور اسماء مقتبسة من أدبيات حرب الارهاب .. فهناك قوات التورا بورا والبشمرقة .
المشكلة الأكبر أن السودان بلد سهل الاختراق بتمدد حدوده وتنوع قومياته التي تتيح لأي بشر أن يكون من مواطنيه وفوق كل ذلك لم يعتد الشعب السوداني على الترتيبات الأمنية الصارمة .. وعندما تقرر الجماعات المسلحة فتح فرعها الجديد في السودان فمن المؤكد أنها لن ترسل تعليمات الى مقاتليها ليقاوموا الوجود الأجنبي في دارفور مع تحذير من المساس بالخرطوم أو غيرها من مدن السودان .. سيكون السودان الكبير كله ميدانا كبيرا للعمليات العسكرية والسيارات المفخخة .. وسيجد الأجانب أن الخرطوم صارت على صدر النشرات الدولية الصباحية عندما تدوي انفجارات السيارات المفخخة فيها .. وعندها سيعلم السودانيون قبل غيرهم أن من يفخخ سيارة لتدمير السفارة الأمريكية لن يرهق نفسه بحسابات تمنع الانفجار من أن يدمر مدرسة على عبداللطيف لمرحلة الاساس التي تقع جوار السفارة .. سيدفن الأطفال السودانيون الصغار تحت الأنقاض ولن يكونوا أكثر من رقم بالعشرات في أىة نشرة أخبار ..
وربما لن تحتاج الجماعات المسلحة استيراد انتحاريين او شبابا مقاتلين فهناك مناجم واحتياطي كبير في السودان كاف لنقل الحرب من دارفور الى كل بقاع السودان .. وعلى نسق ما حدث في العراق ستبدأ العمليات بدعوى مقاومة الوجود الغربي لكنها ستتمدد لتشمل كل ماهو غير مسلم فتضم اليه الصينيين وغيرهم .. وتبدأ سلسلة الاختطافات والذبح وستذيع قناة الجزيرة كل يوم شريطا من السودان يظهر فيه أجنبي امام شباب يحملون البنادق والسكاكين وهو يبكي لرئيس حكومته يطلب سحب جنوده فدية لرأسه ..!!
سيدي توني بلير أرجوكم أعطونا فرصة أخيرة قبل أن تنقلوا لنا هذا السيناريو المخيف .. ربما تنجح اتفاقية السلام القادمة بعد يومين في تعديل الأوضاع .. اعطونا فرصة أخيرة قبل فتح فرع جديد للعراق في السودان ..!!
الموضوع المرفق نقلاً عن صحيفة الرأع العام ، ننقله بحذافيره لنقل الصورة القاتمة لمآلات الوضع بالسودان حال التدخل الأجنبى.
ود الماذون
المفضلات