تكملة لحديث الأخ محمد نور
{ المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا }
الباقيات الصالحات هي :
أن يكون بهذا العموم الباقيات الصالحات كل عمل صالح , وهو الذي وعد بالثواب عليه , إلا أن المفسرين عينوا في ذلك أقوالا , ورووا فيه أحاديث , واختاروا من ذلك أنواعا يكثر تعدادها , ويطول إيرادها , أمهاتها أربعة :
الأول : روى مالك عن سعيد بن المسيب , { أن الباقيات الصالحات قول العبد : الله أكبر , وسبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , ولا حول ولا قوة إلا بالله } .
الثاني : ما رواه ابن وهب عن علي بن أبي طالب مثله .
الثالث : مثله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الرابع : أنها الصلوات الخمس , وروي عن ابن عباس وغيره ; وبه أقول , وإليه [ ص: 236 ] أميل , وليس في الباب حديث صحيح , أما أن فضل الأذكار أعلاه مشهور في الصحيح كثير , ولا مثل للصلوات الخمس في ذلك بحساب ولا تقدير .
والله أعلم .
وأيضاً :
إن المؤمن الذي يتعلق بحب الله سبحان وطاعة رسوله عليه السلام يدرك أن هذه المحبة للمال والولد إنما تكون في دائرة العبودية لربه وأن ما عند الله أعظم وأفضل مما يتطلع إليه .. فإذا ما رزقه الله المال جعله في سبيل ربه وإذا ما رزقه الله الولد رباه على طاعة خالقه فكما أن المال والولد زينة فإنهما أيضاً فتنة ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ) الأنفال ( 28 ) .
وهكذا تكون نعم الله لعباده - وفي مقدمتها نعمة المال ونعمة الولد - اختباراً وابتلاء من الله تعالى ليعلم سبحانه الشاكر من الجاحد ، والمطيع من العاصي ... وليدرك المسلم أن ما عند الله من أجر وثواب - إذا ما أحسن في ماله وولده - أعظم وأفضل مما بين يديه ( ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) آل عمران ( 14 ) .
وفي عالمنا الدنيوي فإن كثيراً من الناس يتفاخرون ويتباهون بما يملكون من أموال وثروات ويعتزون كثيراً بما أنجبوه من بنين وبنات .. والعاقل هو الذي يدرك عظم المسئولية الملقاة على عاتقه حيال هذه النعم ( نعمة المال ونعمة الأولاد ) وهذا ما يحذرنا منه الحق سبحانه : ( واعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ... ) الحديد ( 20 ) .
والله أعلم .
المفضلات