النتائج 1 إلى 25 من 25

الموضوع: ادباء وشعراء ومثقفون سودانيون - اكتب عن من تعرف

     
  1. #1
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    ادباء وشعراء ومثقفون سودانيون - اكتب عن من تعرف

    البروفسور عبد الله الطيب - رحمه الله

    ولد عبد الله الطيب في الثاني من يونيو عام 1921م في قرية التميراب الواقعة بالقرب من مدينة الدامر في شمال السودان، وهو ينتسب إلى أسرة "المجاذيب" العربية التي اشتهرت بالعلم والأدب حتى سميت مدينة الدامر بـ"دامر المجذوب"، وقد اشتهرت هذه المدينة بأنها كانت مركزا لخلاوي القرآن التي اشتهر بها السودان منذ دخل الإسلام أراضيه.
    وقد نشأ الطيب نشأة علمية كعادة أهالي تلك المنطقة فدخل الخلوة وتعلم القرآن وقرأ الشعر العربي القديم. وقد توفي والده وهو صغير ثم فجع بأخيه ثم بوالدته وأختيه وعدد من أقاربه، ولكنه أبى أن تصرفه هذه الظروف القاسية عن التحصيل العلمي، فواصل تعليمه حتى تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم "كان اسمها حينذاك كلية غوردون" عام 1942م، ثم زار بريطانيا لأول مرة عام 1945م مبتعثا من قبل الحكومة الاستعمارية لإعداد المعلمين.
    وفي تلك الرحلة التقى بشريكة حياته "جريزيلدا تريدول" التي كانت زميلة له في معهد التربية بلندن، ثم نال شهادته العلمية من جامعة لندن عام 1948م، وتقدم لنيل الدكتوراة في الأدب العربي من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية عام 1950م، ثم عين محاضرا في تلك الكلية.
    واستمرت مسيرته العلمية بعد ذلك؛ إذ أصبح بروفيسورا للغة العربية في جامعة الخرطوم ثم عميدا لكلية الآداب ثم مديرا لجامعة الخرطوم. وقد أصبح أستاذا فخريا مدى الحياة في جامعة الخرطوم التي منحته الدكتوراة الفخرية عام 1981م.
    هذا بالإضافة إلى جهوده في تطوير المعاهد السودانية ومساهماته الفاعلة في تأسيس العديد من الجامعات في السودان ونيجيريا، وتدريسه في عدد من جامعات بريطانيا والسودان والمغرب ونيجيريا والكويت، وعضويته في العديد من المجامع اللغوية العربية، إضافة إلى رئاسته لمجمع اللغة العربية في السودان ومساهماته الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم العربي وإفريقيا.

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  2.  
  3. #2
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    منهجه في الأدب
    كان عبد الله الطيب شاعرا وأديبا وباحثا لغويا ومؤرخا أدبيا وناقدا من الطراز الأول. ويصنف أدبيا بأنه من أتباع المدرسة القديمة؛ إذ كان شديد الإعجاب بالشعر العربي القديم ويقدمه على الشعر الإنجليزي وسواه من الآداب الأوربية، ويرى أن الكثير من شعراء الفرنجة من أمثال دانتي ومارفيل ووليام بليك والرومانسيين قد تأثروا بالشعر العربي.
    وقد كان يأخذ على الشعر الإنجليزي "الذي كان ضليعا به" وغيره من الشعر الأوربي التطويل وضعف النغم وكثرة التفصيل والتفريع مما لا حاجة إلى البيان الوجداني الشعري إليه، ومن هنا كان يفضل الشعر العربي عليه.
    وقد كان للراحل موقف متحفظ ورافض للشعر الحر؛ إذ كان يرى أن قوانين الشعر الأوربي لا تلزم، ولا يمكن أن تصلح للشعر العربي.
    كما أنه كان قلقا من بعض الشعراء العرب الجدد الذين يقلدون الشعراء الغربيين تقليدا أعمى دون بصيرة بالتراث ولا علم باللغة، كما كان ينتقد بعض الإصدارات التي كانت تروج لقصائد من يسمون أنفسهم بالشعراء الحداثيين وما يكتبونه من إنشاء يسمونه شعرا "قصيدة النثر".
    وقد نظم الشعر منذ مرحلة مبكرة من حياته، وفي ذلك يقول: "وقد حاولت من صروف النظم أصنافا منها المرسل الذي لا قوافي فيه، والدراما والملحمة، وقد جاوزت الأوزان المألوفة إلى أشياء اصطنعتها اصطناعا، ثم بدا لي أن هذا كله عبث لا يفصح بعواصف النفس وزوابعها، وإنما النفس بنت البيئة، وبيئتي العربية الفصيحة تسير على النحو الذي نرى من أوزان الخليل، وتخير المطالع والمقاطع".
    والناظر لشعره يجده مسكونا ومأخوذا بشعر الأقدمين؛ وهو ما جعل شعره صورة من شعرهم حتى ليكاد المرء يظن أن شعره كتب في قرون سابقة، للغته القديمة وأفكاره التقليدية المعروفة في التراث الشعري العربي.

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  4.  
  5. #3
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    يقول في بعض قصائده:
    ما للغرام يذيب الصدر لاعجه والدمع منك على الخدين هتان
    أمن معتقة صرف لها ألــق تمازجت فيه أضواء وألحان
    تحثها مفردا في جوف منصلت يستن بالريف فيه الأثل والبان
    وربما اقتربت شماء مشرفة تكاد تنقض أو صماء مبدان

    ويقول في قصيدة أخرى:
    طال اغتراب الوحيد عن وطنه وحن هدء الدجى إلى سكنه
    وادكر الأقربين فانهمل الدمع كسحاح وابــــل هتنه
    لا خير في البعد لا ينال به ال مرء سوى ما يزيد في حزنه
    والدهر كرارة نوائبه لا تؤمن الغائلات من محنه
    هذه اللغة التقليدية التراثية الصعبة جعلت أنصار الحداثة في الأدب ينتقدونه ويرمونه بالجمود والتعلق بالقديم لمجرد أنه قديم، وعدم الاطلاع على ما أنتجته المدرسة الحديثة، رغم أنه كان مطلعا على الشعر الحديث عربيه وإنجليزيه وله فيه آراء تخالف ما ذهبوا إليه.
    وقد كان للعلامة الطيب آراء تاريخية فيما يتعلق بإسلام وعروبة السودان أثارت جدلا كبيرا في الأوساط المختصة، إذ كان يرى أن الوجود العربي في السودان سابق لدخول الإسلام، وأن العلاقة بين شبه الجزيرة العربية والسودان لم تنقطع منذ ما قبل الإسلام، وأن أرض هجرة المسلمين الأوائل لم تكن إلى الحبشة المعروفة اليوم بإثيوبيا، وإنما إلى أجزاء من السودان حيث كان العرب يطلقون اسم الحبشة على أراضي السود الواقعة غرب الجزيرة العربية، ولعل هذه الآراء التي انفرد بها قد فتحت بابا للنقد عليه من جهات متعددة.

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  6.  
  7. #4
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    آثاره الباقية
    كتب الدكتور عبد الله الطيب العديد من الكتب والبحوث والدراسات في اللغة العربية كان أشهرها على الإطلاق كتابه "المرشد في فهم أشعار العرب وصناعتها" الذي نال عنه جائزة الملك فيصل للأدب عام 2000 م، والذي كتبه في أربعة مجلدات وهو بحث في موسيقى الشعر العربي والأغراض التي يقال فيها.
    كما نشر العديد من الأعمال الشعرية في كتب عدة منها: "أغاني الأصيل"، "أصداء النيل"، "بانات رامة" و"زواج السمر"، بالإضافة إلى كتبه "الحماسة الصغرى" وهي مختارات من الشعر العربي، و"الاتجاهات الحديثة في النثر العربي بالسودان"، و"الأحاجي السودانية"، و"مع أبي الطيب"، مع العديد من الكتب الأدبية والمسرحيات الشعرية، والعشرات من البحوث المجمعية.
    وقد كانت له دروس في تفسير القرآن الكريم بإذاعة أم درمان ما بين عامي 1958 و1969م، طبع بعضها كتبا.

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  8.  
  9. #5
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    خاتمة المطاف
    أصيب الدكتور عبد الله الطيب بسكتة دماغية عام 2000م، لم يستطع بعدها الكلام أبدا، حتى آن أوان رحيله في 19 يونيو (نفس شهر مولده) عام 2003م عن عمر ناهز اثنين وثمانين عاما.
    وبرحيله فقد العالم العربي قامة سامقة من قامات اللغة العربية قلما تتكرر، فلم يكن العلامة الطيب مجرد شاعر أو أديب، وإنما كان موسوعة ناطقة في اللغة العربية استفاد من مؤلفاته وبحوثه جمع غفير من الأدباء والباحثين اللغويين في شتى أنحاء العالم العربي وخارجه.
    وقد بكى عليه السودانيون جميعا ورثاه الرئيس السوداني وزعماء الأحزاب السياسية والطوائف الدينية، وكان موكب تشييع جنازته مهيبا حافلا بالجموع الغفيرة التي توافدت من أنحاء السودان المختلفة تخنقها الدموع والعبرات.
    لم يكن عبد الله الطيب مجرد شخصية عابرة مرت وانقضى أثرها، وإنما كان أثرا خالدا وسفرا جليلا من أسفار لغتنا الجميلة التي تعاني عقوق أبنائها.
    إن ضعف اللغة العربية وتدهور حالها عند الأجيال الجديدة يستدعي منا صحوة لغوية تبحث في فصاحة وبلاغة القدماء وتواكب روح العصر ولا تعيش في غربة عنه، وتستفيد مما في الآداب الأخرى من روعة وجمال دون الذوبان والانبهار الذي يفقدنا ذاتيتنا ويسلخنا من هويتنا العربية الأصيلة، ولعل هذه كانت رسالة العلامة عبد الله الطيب.

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  10.  
  11. #6
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    البروفسور عون الشريف قاسم - رحمه الله

    ولد في حلفاية الملوك عام 1933م
    درس بمدرسة حلفاية الملوك الأولية ومدرسة الخرطوم بحري الابتدائية ومدرسة وادي سيدنا الثانوية .
    نال بكالوريوس الآداب من جامعة الخرطوم عام 1957م
    نال الماجستير في الآداب من جامع لندن عام 1960م.
    نال الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ادنبره عام 1967م.
    عمل محاضراً بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن من عام 1959- 1961م
    عمل محاضراً لشعبة اللغة العربية كلية الآداب جامعة الخرطوم من عام 1961 وحتى 1964م
    عمل محاضرا أول بجامعة الخرطوم 1969
    مدير قسم الترجمة من 1969 وحتى عام 1970م
    عين وزيراً للأوقاف والشئون الدينية عام 1973م
    رئيس المجلس الأعلى للشئون الدينية عام 1980م
    أستاذ الأدب العربي بجامعة الخرطوم عام 1982م

    *رئيس تحرير مجلة الدراسات السودانية 1968-1982م
    *رئيس مجلس جامعة ام درمان الإسلامية 1976-1982م
    رئيس مجلس إدارة دار الصحافة للطباعة والنشر 1977-1982م
    رئيس تحرير مجلة الوادي (عن دار الصحافة وروز اليوسف) 1979م-1982م
    *منح وسام العلم والآداب والفنون عام 1979م
    *مدير معهد الخرطوم الدولي للغة العربية عام 1988م
    *رئيس مجلس جامعة الخرطوم 1990-1994م.

    منحته جمهورية مصر العربية وسام العلم من الدرجة الأولى 1993م.

    *مدير جامعة أم درمان الأهلية 1996م.
    *له عدد كبير من الكتب والأبحاث
    عضو المكتب السياسي للإتحاد الاشتراكي السوداني بالخرطوم

    البروفيسور عون الشريف قاسم له إسهامات عديدة في الجانب الأدبي والديني نذكر منها:-

    العامية في السودان
    خواطر إسلامية صدر عام 1978م
    الدين في حياتنا 1975م
    التراث الروحي والبعث القومي 1976م
    دبلوماسية محمد –دراسة لنشأة الدولة الإسلامية في ضوء رسائل النبي صلى الله عليه وسلم ومعاهداته عام 1971م
    شعر البصرة في العهد الأموي - دراسة في السياسة والاجتماع عام 1972م
    العامية في السودان (نسختان)
    حلفاية الملوك التاريخ والبشر عام 1988م
    في الثورة الحضارية عام 1977م
    في صحبة القرآن عام 1979م
    في معركة التراث عام 1972م
    قاموس اللهجة العامية في السودان الطبعة الأولى عام 1972م
    قاموس اللهجة العامية في السودان الطبعة الثانية عام 1977م
    المرتكزات الفكرية لبعث رسالة المسجد عام 1975م
    من قضايا البعث الحضاري 1971م
    موسوعة الثقافة الإسلامية عام 1975م
    كتب المطالعة في المدارس الأولية في السودان – نقد وتحليل عام 1969م
    لمحات من مقاييس النقد الشعري
    نظرات في كتاب الله عام 1979م.
    موسوعة القبائل والأنساب في السودان وأشهر أسماء الأعلام والأماكن (تتكون هذه الموسوعة من ستة أجزاء)

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  12.  
  13. #7
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    الأديب الروائي العالمي الطيب صالح

    الطيب صالح ولد عام 1929 في اقليم مروى شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراءو هي إحدى قرى قبيلة الركابية المعروفة. تعلم في جامعة الخرطوم ومن ثم في جامعة لندن. عائلته في الاساس مكونة من المزارعين ومعلموا الدين. عدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح معظم سنوات حياته في الاذاعة البريطانية. كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، والى مواضيع اخرى متعلقة بالاستعمار، الجنس والمجتمع العربي. في اعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فان كتابته تتطرق إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. الطيب صالح معروف كأحد أشهر الكتاب في يومنا هذا، لا سيما بسبب قصصه القصيرة، له العديد من المقالات ويشارك في العديد من المجلات والصحف ...

    الطيب صالح كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي «موسم الهجره إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى».. تعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم .. وقد حصلت على العديد من الجوائز .. وقد نشرت لأول مرة في اواخر الستينات من القرن ال-20 في بيروت وتم تتويجه ك"عبقري الادب العربي". في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه على يد الاكاديميا العربية في دمشق على انه "الرواية العربية الافضل في القرن ال-20.) أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. روايته "عرس الزين" حولت إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من اخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان. في مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عامودا أسبوعيا في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم "المجلة". خلال عمله في هيئة الاذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة. منذ عشرة أعوام يعيش في باريس حيث يتنقل بين مهن مختلفة، اخرها كان عمله كممثل اليونسكو لدول الخليج.

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  14.  
  15. #8
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    من رواياته
    •ضو البيت (بندر شاه): احدوثة عن كون الاب ضحية لابيه وابنه
    •دومة ود حامد ويتناول فيها مشكلة الفقر وسوء التعاطي معه من قبل الفقراء أنفسهم من جهة ،واستغلال الأقتاعيين الذين لا يهمهم سوى زيادة أموالهم دون رحمةمن جهة أخرى.
    •عرس الزين
    •مريود
    •موسم الهجرة إلى الشمال- 1967: في هذا الكتاب يزور مصطفى سعيد، وهو طالب عربي، الغرب. مصطفى يصل من الجنوب، من افريقيا، بعيدا عن الثقافة الغربية إلى الغرب بصفة طالب. يحصل على وظيفة كمحاضر في احدى الجامعات البريطانية ويتبنى قيم المجتمع البريطاني. هناك يتعرف إلى زوجته، جين موريس، وهي امرأة بريطانية ترفض قبول املاءات زوجها. بعد سبعة أعوام يعود مصطفى إلى بلاده، حيث يلتقي هناك بصورة مفاجئة براوي القصة الذي عاش أيضا في بريطانيا. القصة نفسها تروى عن طريق قصص يرويها الراوي والبطل.
    ومن المفهوم أن رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" نالت شهرتها من كونها من أولى الروايات التي تناولت، بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ـ النامي ورؤيته للعام الأول المتقدم، ذلك الصدام الذي تجلى في الأعمال الوحشية دائماً، والرقيقة الشجية أحياناً، لبطل الرواية "مصطفى سعيد". وآخر الدراسات الحديثة التي تناولت رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" ورواية "بندر شاه" للمؤلف نفسه، تلك الدراسة التي نشرت أخيراً في سلسلة حوليات كلية الآداب التي يصدرها مجلس النشر العلمي ـ في جامعة الكويت بعنوان "رؤية الموت ودلالتها في عالم الطيب صالح الروائي، من خلال روايتي: موسم الهجرة إلى الشمال، وبندر شاه" للدكتور عبد الرحمن عبد الرؤوف الخانجي، الأستاذ في قسم اللغة العربية ـ كلية الآداب جامعة الملك سعود. تتناول الدراسة بالبحث والتحليل رؤية الموت ودلالتها في أدب الطيب صالح الروائي في عملين بارزين من أعماله هما: "موسم الهجرة إلى الشمال" و"بندر شاه"، وتنقسم الدراسة إلى قسمين كبيرين وخاتمة. يعالج القسم الأول منهما محوري الموت الرئيسيين في هاتين الروايتين: محور موت الأنثى، وهو موت آثم يرتبط في أكثر معانيه بغريزة الجنس ولا يخلو من عنف أم خطيئة، وموت الرجل وهو موت نبيل يرتبط بالكبرياء والسمو ولا يخلو من تضحية ونكران ذات. هذان العالمان المتمايزان يثير الروائي من خلالهما عدداً من القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية والنفسية، توحي بأزمة الصراع المكثف بين حضارتي الشرق والغرب فكأن المقابلة بين الأنثى والرجل ووضعهما في إطارين متمايزين من خلال الموت... وهي مقابلة من صنع مؤلف الدراسة لا الروائي ـ تلك الرؤية الفنية ترمي إلى اختصار الصراع بين عالمين مختلفين حضارياً: شمال ـ جنوب، هي في النهاية المعادل الفني لأزلية الصراع بين الشر والخير ممثلين في الأنثى ـ الشر، الخير ـ الرجل، و: شمال ـ أنثى ـ شر، جنوب ـ رجل ـ خير، بما لذلك من مردود أسطوري في وعي وذاكرة الإنسان الشرقي، وهو ما لم تشر إليه الدراسة مكتفية بتتبع أنواع الموت وطرائقه التي تمارس من قبل الرجل في الروايتين. فالمرأة في موسم الهجرة إلى الشمال ضحية لرجل ـ دائماً ـ بينما الرجل ضحية ـ أيضاً ـ لظروف مجتمعية ساهم في خلقها مجتمع الضحية الأنثى بشكل ما، فعلاقة مصطفى سعيد بالأنثى هي دائماً علاقة آخرها موت مدمر إذ إن "مصطفى" ـ كما يلاحظ المؤلف ـ ينتقم في شخص الأنثى الغربية لسنوات الذل والقهر والاستعمار لينتهي بها الأمر إلى قتل نفسها بنفسها. موت الرجل ـ وهو المحور الثاني من القسم الأول ـ فهو دائماً موت علوي تتجلى دلالاته في العودة إلى النيل مصدر الحياة "ذهب من حيث أتى من الماء إلى الماء" كما في بندر شاه. ويتناول القسم الثاني من الدراسة الدلالات الفكرية المتصلة بعالمي الموت وكيف عبرت الروايتان عن هذه الدلالات في قوالب فنية منتهياً إلى أشكال الموت لدى الطيب صالح توزعت على أطر ثلاثة: الموت ـ الوفاة الموت ـ القتل الموت ـ الانتحار وكل إطار من هذه الأطر الثلاثة عن رؤى فكرية وفلسفية ونفسية اقتضتها طبيعة الأحداث والمواقف... لكن النمط الأكثر بروزاً من أنماط الموت الثلاثة السابقة هو النمط الثاني الذي يمثله: الموت ـ القتل، حين جعلته رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" يفجر طاقات متباينة من الدلالات الفكرية ووظائفها الفنية، وظل الموت ـ القتل في صراع الشخصيات يتراوح بين السلب والإيجاب وبين الرفض والقبول وبين القوة والضعف وتتبع الدراسة التجليات المختلفة لهذا النوع من الموت عبر روايتي: "موسم الهجرة إلى الشمال" و"بندر شاه". وتخلص الدراسة ـ عبر خاتمتها ـ إلى أن للموت سلطاناً لا ينكر على عالم الطيب صالح الروائي فقد وفق الروائي من خلال بناء هذا العالم في تقديم عطيل جديد هو: مصطفى سعيد عطيل القرن العشرين الذي حاول عقله أن يستوعب حضارة الغرب لا يبالي ولا يهاب، له القدرة على الفعل والإنجاز، يحارب الغرب بأسلحة الغرب. وبعد: سوف يبقى الطيب صالح وأعماله الروائية والقصصية ذخيرة لا تنضب لبحث الباحثين نقاداً كانوا أم مؤرخين، فهو عالم ثري مليء بقضايا إنسان العالم الثالث الذي آمن به الطيب صالح وعبر عن همومه وآلامه، أفراحه وإحباطاته.

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  16.  
  17. #9
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    محمد مفتاح الفيتوري

    مواليد عام 1936 م* تخرج فى جامعة الأزهر -كليه العلوم* عمل محررا واديبا بالصحف المصرية والسودانيه* عين خبيرا اعلاميا بالجامعة العربية ما بين 1968-1970 ثم عمل مستشارا ثقافيا بسفارة ليبيا فى ايطاليا ثم مستشارا وسفيرا بسفارة ليبيا فى بيروت ثم مستشارا سياسيا واعلاميا بسفارة ليبيا بالمغرب وهو من رواد الحركة الأدبية فى السودان كما يعد جزء من التراث الشعرى المصرى من دواوينه أغانى افريقيا 1955-عاشق من افريقيا 1964م اذكرينى يا افريقيا 1965م - أحزان افريقيا 1966م البطل والثورة والمشنقه 1968م- سقوط ديشليم 1969 حصل على جائزة الوسام الرفيع (وسام الفاتح) 1988 جائزة الوسام الذهبى للعلوم والفنون والآداب (السودان)1990م

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  18.  
  19. #10
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    ولد محمد الفيتوري في مدينة الجنينة (عاصمة دار مساليت) الواقعة على حدود السودان الغربية والمساليت من القبائل السودانية الكبيرة التي اشتهرت بالفروسية. الشيخ مفتاح رجب الفيتوري والد شاعرنا. أما والدته فهي الحاجة عزيزة علي سعيد من اسرة معروفة من قبيلة الجهمة العربية الحجازية التي هاجرت إلى صعيد مصر ومن ثم إلى ليبيا وكانت تشتهر بالتجارة والفروسية. وقد عرفت اسرة الشاعر الهجرة أكثر من مره فوالده هاجر من ليبيا إلى غرب السودان قبيل الحرب العالمية الأولى هربا من وطأة الإستعمار الإيطالي , كما أن اسرة الأم قد هاجرت أيضا إلى هناك حيث أستقرت الأسرتان فتعرف والد الفيتوري بالوالدة وتزوجها .. ومن غربي السودان هاجرت الأسرة الجديدة إلى مصر فالأسكندرية حيث نشأ شاعرنا وترعرع.إلتحق الفيتوري بمدرسة الأخلاق ( لتحفيظ القرآن الكريم ) تأهبا لدخول الأزهر الشريف. حفظ القرآن لكنه عاني الكثير من حفظه كما تلقى مباديء الحساب والإنشاء والأناشيد. وعندما قامت الحرب العالمية الثانية كان الفيتوري في المدرسة الأولية في الأسكندرية وقد عاش هو وأقرانه حالة من الرعب نتيجة الغارات الألمانية وقنابلها وعندما أشتدت وطأة الحرب في العام 1944 انتقلت الأسرة إلى ريف مصر في قرية ( عرمش ) في منطقة كفر الدوار وهناك اتحد الفيتوري بالطبيعة بكل مظاهرها وراقب الفلاحين وهم يعملون ويكدحون. وعندما وضعت الحرب أوزارها عاد الفيتوري إلى الأسكندرية ليتابع دراسته في المعهد الإبتدائي حتى العام 1947 ثم إلتحق بالمعهد الديني التابع للأزهر في الأسكندرية , حيث بدات مسيرته الحقيقية لفهم اللغة العربية والتعرف على مصادرها والفلسفة الإسلامية وبعض العلوم الحديثة كالجغرافيا والحساب والرسم وبعدها دخل إلى المعهد الديني الثانوي في القاهرة ثم الأزهر الشريف حتى
    العام 1935 وأنتقل إلى كلية دار العلوم بالجامعة في القاهرة فرع الآداب والدراسات الإسلامية حيث قضى سنتين ثم تركها دون أن ينال شهادتها منصرفا إلى الصحافة وأثناء دراسته في كلية دار العلوم نشر أول ديوان له ( أغاني أفريقيا ) في العام 1955 فاقامت له الكلية حفلة تكريمية تشجيعية .
    بشرته وقصر قامته وفقره إلا إنه يبقى الرجل الحالم الذي تستيقظ النجوم في قلبه :
    فقير أجل ... ودميم دميم
    بلون الشتاء .. بلون الغيوم
    يسير فتسخر منه الوجوه
    وتسخر حتى وجوه الهموم
    فيحمل أحقاده في جنون
    ويحضن أحزانه في وجوم
    ولكنه أبدا حالم
    وفي قلبه يقظات النجوم
    قلهل في وجه البشرية
    أنا زنجي
    وأبي زنجي الجد
    وأمي زنجية

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  20.  
  21. #11
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    مارس الفيتوري أثناء إقامته في القاهرة العمل الصحفي وكتب الكثير من الدراسات الأدبية والسياسية والمقابلات في صحيفة » الجمهورية « وبعد انتقاله الى السودان عام 1958 رأس تحرير أكثر من مجلة وجريدة ومن أبرزها مجلة » الإذاعة والتلفزيون « السودانية .. وفي لبنان عمل محرراً أدبياً في مجلة الأسبوع الأدبي » ومحرراً في جريدة » بيروت « وشارك في إصدار مجلة » الديار « كما أسند إليه مهام رئيس تحرير مجلة الثقافة العربية « الليبية .‏

    كما شغل وظيفة خبير إعلامي في جامعة الدول العربية في القاهرة إلا أنه ترك وظيفة هذه وقدم الى بيروت ليعمل من جديد في الصحافة لكن الفيتوري أبعد عن لبنان لأسباب قيل أنها سياسية وقد اختار السفر الى ليبية ومن ثم الى دمشق وكان لإبعاده ضجة في الأوساط الفكرية التي استنكرت هذا الترحيل وسمح له بالعودة الى لبنان في 8 أيار عام 1975 .‏

    من أهم مؤلفات الفيتوري دواوينه الشعرية » أغاني افريقيا « و عاشق من افريقيا و » اذكريني يا افريقيا « و » سقوط بشليم « و » معزوفة لدرويش متجول « و » سولارا « و » الثورة والبطل والمشنقة «و»أقوال شاهد اثبات «و » ثورة عمر المختار « وابتسمي حتى تمر الخيل «‏ .

    عاش الفيتوري غريباً عن أرضه التي ولد فيها لكن آلام الغربة لم تثبط من عزيمته بل زادته تحدياً و اصراراً فوقف في وجه الحياة هازئاً من كل شيء ثائراً على كل شيء لا يعجبه حتى كان له ما أراد و قد صدقت نبوءة والده الذي قال له يوماً : « إن نجمك سينتشر و لست ادري ما ستكون في المستقبل احاكماً أم رجل دين أم أي شيء آخر .»‏

    كان الفيتوري اسود البشرة قصيرة القامة دميم الوجه لكنه طيب القلب و أفضل من الكثير الذين يحملون جمال الملامح و هم سود القلوب عاش فقيراً حتى انه يصور في إحدى قصائده نظرات الناس اليه و يتعجب منها يقول :‏

    فقير أجل .. دميم دميم / بلون الشتاءبلون الغيوم . يسير فتسخر منه الوجوه /و تسخر حتى وجوه الهموم . فيحمل احقاده في جنون / و يحضن احزانه في وجوم / و لكنه ابداً حالم . و في قلبه يقظات النجوم .‏

    فهو لا يعد اللون الاسود عيباً او عاراً لانه من صنع الله و الله لا يخلق إلا جميلاً قلها لا تجبن ... لا تجبن . قلها في وجه البشرية . أنا زنجي / و أبي زنجي الجد / و أمي زنجية . أنا أسود . أسود لكني حر امتلك الحرية / .‏

    و رغم كل ماحصل و قيل عنه الا انه ثائر في كل شيء غالباً ما يعلن ثورته السوداء التي تأبى إلا ان تدخلها شمس الامل لكي يتحدى رغم انه واحد كل البشر يقول : لتنتفض جثة تاريخنا / و لينتصب تمثال احقادنا . آن لهذا الاسود المنزوي المتواري عن عيون السنا . آن له ان يتحدى الورى /‏

    عندما اشتدت وطأة الحرب عام 1944 انتقلت اسرته الى ريف مصر و هناك اتحد الفيتوري بكل مظاهرها و عاش جماليتها و راقب الفلاحين و هم يعملون و يكدحون و استطاع ان ينظم في القرية شعراً جميلاً يحلم من خلاله بالثورة على الاقطاع .‏

    كانت جموع السحب // كان الدجى يرخي جناحيه على القرية / و كانت الأوجه ذات الاسى / ذات العيون الاستوائية / قد انزوت خلف سراديبها / تحلم بالنار و الثورة‏

    فالفيتوري يرى انه في هذا الزمن يسقط كل شيء حتى الشعراء فهو شاعر صلب لم يهادن و لم يساوم حطم كل القيود و خرج من عباءات الذل والعبودية رافضاً كل ما خلفه الاستعمار من ظلام و ضعف يقول : يا أخي في الشرق ، في كل سكن . يا اخي في الارض في كل وطن / انا ادعوك فهل تعرفني ؟ / يا اخاً اعرفه رغم المحن . انني مزقت اكفان الدجى . انني هدمت جدران الوهن /.‏

    فهو يكره الماضي الذي يذكره بالذل و القيود وهو يهرب من عصر العبودية الى عصر الحرية الذي ما فتئ فيه يحلم به فهو يؤمن بارادته و انه قوي بما فيه الكفاية ليحطم قيوده يقول : لم اعد مقبرة تحكي البلى / لم اعد ساقية تبكي الدمن . لم اعد اعبد قيودي /لم اعد عبد ماض هرم / عبد وثن / انا حي خالد رغم الردى /. انا حر رغم قضبان الزمن /‏

    لقد كان للفيتوري نظرة في الشعراء الموجودين في هذا الزمان زمان الغناء و الرقص الزمان الذي اصبح خالياً من الوطنيين الا ما ندر يقول : « إننا كشعراء اصبحنا مثل المغنين في هذا العصر مثل راقصات (video clib‏ )

    هذا العصر ، مثل جماعات يعتمدون على ايقاعات ، على سيقان ، على افخاذ ، ثم لا شيء ، وراء كل هذا ابتسامات باهتة و رؤوس محنطة و افكار ساقطة و رؤى مظلمة و توجيهات نحو عصر خاو من الابداع و الروعة من الجمال ، و من القيم الحقيقية للانسان » يقول :‏

    « إن نكن بتنا و لقينا من أذاه ما لقينا / ان نكن بتناعراة جائعينا / او نكن عشنا حفاة يائسينا . ان تكن قد اوهت الفأس قوانا . فوفقنا نتحدى الساقطينا‏

    نستطيع ان نقول ان محمد الفيتوري شخصية فلسطينية بامتياز فهو فلسطيني الهوى سوداني الهوية انعجن بالقضية الفلسطينية و عاش آلامها و شارك الناس مشاعرهم فهو المنصهر في عذابات ابن الارض ، المتطلع الى التحرير الموعود يقول في قصيدة طفل الحجارة :‏

    ليس طفلاً /هكذا تولد في العصر اليهودي و تستغرق في الحلم امامه . عارياً إلا من القدس و من زيتونه . الاقصى و ناقوس القيامة /. شفقياًو شفيقاً كغمامة واحتفالياً كأكفان شهيد . و فدائياً من الجرح البعيد .‏

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  22.  
  23. #12
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    يقول الفيتوري « انا لا أملك شيئاً غير ايماني بشعبي و بتاريخ بلادي» فهو متوغل في اصلاب القضايا العربية من المحيط الى الخليج المسكون بهواجس العربي الساعي الى الخلاص من كوابيس الحكام و الانظمة يقول :‏

    انه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم / انه التاريخ مسقوفاً بأزهار الجماجم . انه روح فلسطين المقاوم . انه الارض التي لم تخن الارض / و خانتها الطرابيش و العمائم . انه الحق الذي لم يخن الحق / و خانته الحكومات و خانته المحاكم .‏

    و هو يبحث عن وطنه ،و لكن لا يدري اين يجده فهو يتساءل ما هو و هو يبحث عن جوابه .. انه يقول :‏

    خارج من دمائل / تبحث عن وطن فيك . مستغرق في الدموع . وطن ربما ضيعت خوفاً عليه / و امعنت في التيه كي لا تضيع . اهو تلك الطقوس ؟/ التي البستك طحالبها في عصور الصقيع / اهو تلك المدائن ؟ / تعشق زوارها ثم تصلبهم في خشوع /.‏

    فالفيتوري شاعر كبير لا يؤمن ان هناك شعراً دون وجود انسان وراء هذا الشعر و دون ان تكون هناك قضية آثار تسهم في تدفق الابداع يقول في قصيدة صلوا على الجلاد و الضحية :‏

    كان الدجى عباءة . صلوا على الجلاد و الضحية / و قالت الحرية / أولهم آخرهم . صلوا على الانسان و الحرية . و قالت القضية / يا فقراء استيقظوا / صلوا على الخائن و القضية /.‏

    فهو مؤمن بأنه مهما طالت سنوات الاحتلال لابد ان تنتهي و انه مهما تغيرت الاسماء و اختلفت الوجوه يبقى العدو عدواً نميزه و نقاتله يقول :‏

    ايتها الاسماء . لو طالت لحى الأطفال و النساء . لن تطول ايامكم من بعد و لو امطرت السماء . اقنعة فسوف تخضوضر روح الخلق في الاشياء ،و سوف لن تختلط الوجوه و الاسماء .‏

    حصل الفيتوري على جائزة الوسام الفاتح عام 1988 و جائزة الوسام الذهبي للعلوم و الفنون و الآداب في السودان كما عمل قبلها مستشاراً ثقافياً في السفارة الليبية 0791 اهم دواوينه الشعرية - أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - البطل و الثورة المشنقة - شرق الشمس - غرب القمر .دنـيـا لا يـمـلكُها مــن يـملكُها

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  24.  
  25. #13
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    الاخوة الاعزاء
    هذه المقتطفات اعلاه عن الشعراء والادباء والمثقفون ما هي الا مقتطفات نقلنها من بعض المواقع وبعض المنتديات ونقحنا فيها وعالجنا الاخطاء وابعدنا كل ما ليس له فائدة للموضوع.
    اذاً هي من جهات عدة كل نقطة ماخوذه من موقع معين الا اننا هنا واحقاقاً للحق نعترف بانها ليس من صياغتنا الا بعض السطور فقط وبعض المعالجات الطفيفة في بعضها. لذا اذ كان هناك خطأ املائي او نحوي او خلافه فاتمنى ان تجدوا لي العذر في ذلك ولكم الشكر.
    وسوف نواصل وذات النسق ونكتب وننقل تعاريف لادباء وشعراء ومثقفون سودانيون ونحاول ان نضمها هنا في موضوع واحد يحمل هذا العنوان.

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  26.  
  27. #14
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية ودتابر
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    قطر - الدوحة
    المشاركات
    639

    واصل أيها الغواص

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بورتبيل مشاهدة المشاركة
    الاخوة الاعزاء
    هذه المقتطفات اعلاه عن الشعراء والادباء والمثقفون ما هي الا مقتطفات نقلنها من بعض المواقع وبعض المنتديات ونقحنا فيها وعالجنا الاخطاء وابعدنا كل ما ليس له فائدة للموضوع.
    اذاً هي من جهات عدة كل نقطة ماخوذه من موقع معين الا اننا هنا واحقاقاً للحق نعترف بانها ليس من صياغتنا الا بعض السطور فقط وبعض المعالجات الطفيفة في بعضها. لذا اذ كان هناك خطأ املائي او نحوي او خلافه فاتمنى ان تجدوا لي العذر في ذلك ولكم الشكر.
    وسوف نواصل وذات النسق ونكتب وننقل تعاريف لادباء وشعراء ومثقفون سودانيون ونحاول ان نضمها هنا في موضوع واحد يحمل هذا العنوان.
    الرااااائع ... بورتبيل



    دمت يا رائع ... فأنت الغواص الباحث عن الدرر واللآلي .. فلا تتوقف .. ابحر في رحلة الغوص .. وأظفر بأغلى الآلي .. وستجدنا على الشط منتظرون رحلة العودة بالعقيق والمرجان ..

    حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي .. وطن شامخ وطن عاتي
    وطن خير ديمقراطي
  28.  
  29. #15
    عضو ماسي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008

    الفنان العملاق خليل فرح



    في الضواحى وطرف المداين
    يلا ننظر شفق الصباح
    قوموا خلو الضيق في الجناين
    شوفوا عز الصيد في العساين
    يله نقنص نطرد نعاين
    النهار أن حر الكماين
    كلبي يا جمجوم أصله خاين
    شوفوا كيفن يبرأ الملاين
    هب شال وكشح المراح
    للقنيص الخيل خف راسن





    نحن ما بنخاف من مراسن
    المكارم غرقنا ساسن
    والمجاهل مين غيرنا ساسن
    ان عطشنا نمز مر وآسن
    وأن عشقنا بنعشق محاسن
    فى المحاسن كفي يومنا راح
    في الخميلة انجلت المحاسن
    عيني حايرة ومشي قلبي جاسن
    بعض حسنك هي يا محاسن
    الحرير حين قدميك داسن
    والزهور حين شفتيك باسن
    والغصون من لدنك مياسن
    والنسيم فاح بكر الملاح
    يا الطبيعه الواديك ساكن
    ما في مثلك قط في الأماكن





    يا جمال النال في ثراكن
    ياحلاة البرعن أراكن
    في قفاهن تور قرنه ماكن
    لا غشن لا شافن مساكن
    في الخزام والشيخ والبراح
    شوف صباح الوادي وجماله
    وشوف خضاره وصيده ورماله
    شوف يمينه وعاين شماله
    شوف نسيم الليل صاحي ماله
    شوف فريع الشاو مين أماله
    القمر خجلان من كماله
    والصباح لا بهل الوشاح





    يا أم لسانا لسع معجن
    كلمة كلمة وحروفه ضجن
    ديل خدودك غير داعي وجن
    ديل عيونك من غير سبه لجن
    ديل دموعك من نظرة شجن
    ده دلال ايه ده دلال معجن
    محن الامات يا رداح



    ماك نسيم الليل بي برودك
    نامت الازهار فوق خدودك
    غرد العصفور فوق عودك
    النفوس ما اتعدت حدودك
    ما عرفنا عدوك من ودودك
    بس أنا المقسوم لي صدودك
    يا حياتي وأملي اللي راح



    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر



  30.  
  31. #16
    عضو ماسي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008



    بهذه الرائعة أعلاه دعونا يا أحباب نوثق لهذا الرجل الفذ .. لهذا الفنان المخضرم الذي تغنى للوطن بروائعه ... وتغنى للجمال في أبهى صوره... كما غنى للحب والوئام ... غنى للجمال ... غنى للإنسان ... غنى للسودان ...





    هذا الفنان الذي أطرب الأجيال السابقة ؛ العمالقة النقاد والمغنيين أشادوا بغنائه فتدفق منه سجالاً .

    وقد بحث في المدونات عن هذا الفنان الرائع فلم أجد ما يشفي غليلي ( لقلة توثيقنا ) لكل المبدعين في كل المجالات ... لذا أكتب لكم أخواني لنسجل وندون لكل هؤلاء المبدعين ( شعراء ... فنانين ... أطباء ... أكاديميون ... وزراء ... رؤساء ... مزارعين ... أساتذة ... رجال الخدمة المدنية ... وغيرهم ... وغيرهم .




    نعم لكل الأجلاء فهلم بنا نقرأ الشيء البسيط الذي سوف أنقله لكم هنا عن هذا المبدع خليل فــرح – وأعتقد أنه شيء يسير في حقه ( لقلة إلمامي بمثل تلك الهامات أولاً ثم لبساطة فكري وتفكيري ثانياً ) بيد أن عزائي الوحيد وإيماني المطلق ثمة أناس بين ظهرانينا هم أهل لتلك الثقة ولقناعتي التامة بسعة إدراكهم وعمق ثقافاتهم وخصوصاً الأدبية منها .



    وأتمنى منكم أيها الأفاضل أن تشاركوني ( وانتم أهل الدراية والعلم ) ببعض المقتطفات عنه أو عن غيره من مبدعيــنا الكرام الذين هم أهل لذلك ...

    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر



  32.  
  33. #17
    عضو ماسي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008

    الفنان العملاق خليل فرح




    ولد خليل فرح بقرية دبروسة مركز حلفا وكان عام 1894م نشأ وترعرع فيها وكانت حلفا معبرا لدخول العلماء والمهندسين وجميع المهن المختلفه وكان يقف على مدخلها آنذاك خليل فرح يشاهد بعينى رأسه تلك الحشود الوافدة من المثقفين فنال من كل نبع قطرة وأخذ من الثقافات المختلفة التى كانت بمثابة الخميرة .



    هاجر خليل فرح إلى أمدرمان حيث أسرة أبيه فدخل كلية غردون التذكارية قسم البرادة فوجد صفوة من الطليعة القادمين من الأقاليم الذين التحقوا بالكليات المختلفة فاختلط بهم وتعرف على ثقافاتهم فكانت له إضافات جديدة ثم واصل خليل إطلاعه فى الأدب الجاهلى ووعى إبداعات أدباء مصر أمثال طه حسين – العقاد – حسن أحمد الزيات وقرأ مجلاتهم وصحفهم وحفظ من عيون الشعر العربى الكثير ومما لفت نظره قصيدة عمر بن أبى ربيعه ( أعبدة ما ينسى ) التى لحنها وسجلها مع قصيدة (عزة فى هواك ) فى مصر فى أواخر أيامه بصوته فكان حدثا هام فى ذلك الوقت الذى كانت الأغانى فيه ممجوجة فأدخل اللحن المميز والموسيقى والمقدمة التى نسمعها الآن فى (عزة ) ولا أبالغ لو قلت أنها كانت قليلة فى تلك الفترة فترة الثلاثينيات حتى فى الدول العربية المجاورة.



    أشتهر خليل فرح داخل الكلية بعمل الشعر فعلم به شعراء أمدرمان مما حدا بحضور الشاعر محمد على عثمان بدرى إبن عمه وسلطان العاشقين يوسف حسب الله ومعهم المبتدىء (مركز ) ليختبرا خليل فرح فى هذا المجال.



    بدأ المبتدىء مركز والحكمان يراقبان الموقف بدأ ببيت شعر فرد عليه خليل فرح ثم كانت الثانية والثالثة والرابعة حتى أقتنع الحكمان فأوقفا المعركة واعترفا له بالشاعرية ومنحاه الشهادة بذلك . ومنذ ذلك الوقت سمى بشاعر الحديقة نسبة للميدان المنجل نمرة واحد الذى يقع فى الجزء الشرقى من الجامعة الى الآن . وصار خليل فرح يواصلهم ويجتمع بهم حتى استفاد منهم الكثير.


    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر



  34.  
  35. #18
    عضو ماسي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008




    توسع خليل فرح فى علاقاته مع الأدباء والشعراء وتمكن من ارتياد المنتديات ، كمنتدى أبر روف ومنتدى الهاشماب ومنتدى الموردة ثم منتدى (دارفور) لتخرج جل أناشيدة وأغانيه الوطنية منها تباعا ، وجاءت من ثم جمعية إتحاد الأدباء التى تكونت لجنتها من دار خليل فرح بالخرطوم . وفى بداية العشرينات اشتد ساعد المناضلين والتحم الشعب بهم وظهرت الأناشيد تغنى فى كل موقع. ثم كانت المظاهرات العنيفة ومن ثم جاءت جمعية اللواء الأبيض بكوادرها المدنية والعسكرية ومؤسسها وصانع إسمها الباشمهندس محى الدين جمال أبو سيف وصحبه.


    قامت ثورة 1924 م وخرجت الكلية الحربية بمظاهرة قوية ثم تبعها الثوار بقيادة المناضل الباشمهندس محمد سر الختم الملقب ( بالصائغ ) وهو من اولاد حلفا وهو أول ثائر يدخل السجن . طالبت الجماهير بوحدة وادى النيل وعلى رأسهم خليل فرح الذى تغنى وقال :

    من تبينا قمـنــا ربينــا ** ما اتفاسلنا قط فى قليل
    دا ود عمى ودا ضريب دمى ** إنت شنو طفيلى دخيل



    وقد واجه خليل المستعمر والقصيدة طويلة : ((نحن ونحن الشرف البازخ)) وأردفها ماك غلطان دا هوى الأوطان ثم انفرط زمام الأمن وانزعج له المسؤولون فبثوا عيونهم بالجواسيس خلف خليل فرح .



    عاش خليل فرح فترة وجيزة لا تزيد عن التسع عشرة سنة منذ تخرجه عام 1913 م من الكلية إلى وفاته فى 30/يونيو 1932 م عاش عيشة الكفاف لا يملك فى هذه الدنيا الا شبرا واحدا فقط فى مقابر أحمد شرفى ولكنه وجد الكثير من هذا الشعب الوفى وهو من الأوائل الذين كرموا حينما أقاموا له حفل تأبين بنادى الخريجين والمستعمر قابع بكل قوته وجبروته وعلى رأسهم إسماعيل الأزهرى ، وقد طبع ابن عمه الأستاذ / حسن عثمان بدرى كتيبا جمع فيه كل الكلمات والمقالات والأشعار التى قيلت فى تلك الليلة ، وما زال التكريم مستمرا .


    وقد جاء تكريم جامعة الخرطوم وطلبة جامعة القاهرة فى عهد الرئيس نميرى كرم بنيشان العلم الذهبى وأيضا مع ثوار 1924 م وقد كرم نفسه بنفسه حين قال:


    من فتيح للخور للمغالق ** ومن علايل ابروف للمزالق
    قدلة يا مولاى حافى حالق ** فى الطريق الشاقى الترام




    وهذا يدل دلالة واضحة على حبه لأمدرمان فتغنى بها فى كثير من المواقع الشعرية ، وكان خليل فرح يعشق أماكن منتديات الأدب ولا يتحدث الا نادرا وكان صبورا وهو يعانى من مرض الدرن ولم يكن منزعجا وكان على يقين إن وفاته قريبة جدا وقال عن الجلد وعن الصبر:

    جنّ ليلى وشاب رأسى فما كلت ركابى وهمتى
    أنا والدهر توأمان كما أشكو يشكو تجلدى وصمودى



    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر



  36.  
  37. #19
    عضو ماسي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008




    وخرج ديوان لخليل فرح بتحقيق البروفيسور على المك بعد جهد جهيد لعدم وجود مصادر فأخذنا الأشعار من أفواه الشعراء والحادبين لإخراج أدبه للوجود ورغم كل ذلك نحن ما زلنا نحاول جمع ما ضاع للطبعه القادمه ولا بد فى هذه العجاله أن اترحم على البروفيسور على المك ونسأل الله تباركت وتعالى أن يسكنه فسيح جناته فلولا مجهوداته لما رأى ديوان خليل فرح النور علما بأنه طبع بعد وفاة الشاعر بكثير .


    وقد رأيت ( في اعتقادي الشخصي ) أنه واحد من عمالقة هذا الوطن الكبير فناً وكلمةً وكغيري من المعجبين به استفسر عن كيفية نبوغه وبلاغته ومعرفته للفصاحه بهذه المقدرة الكبير وتملكنه من الإلمام بهذه المفردات الضخمة ...


    يبد أن يقيني وزوال عجبي قد تبدأ حين أدركت ( وعرفت بعض الشيء ) مراحل حياته حيث دخل كلية غردون ثم اتصاله بشعراء أمدرمان وأدباء المنتديات والكم الهائل من السياسيين المتأدبين أمثال يوسف مصطفى التنى ومحمد أحمد محجوب وكل ذلك إضافة لا ختلاطه بالأدباء والعلماء ومكتشفى الآثار حينما كان متواجدا بالبوابة الشمالية بحلفا حين قدوم الوفود تباعا لداخل السودان من مصر...


    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر



  38.  
  39. #20
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    الحبيب الانيق abomazeen
    لك عاطر والود وانت تثري هذا البوست بواحد من افذاذ الشعر الغنائي والثوري في السودان خليل فرح كاشف.
    تلكم القامة النوبية الامدرمانية التي لا يستيطع احد تجاوز اسهامتها في الحركة الوطنية السودانية واعتقد ان اتقائيك لمثل هذا الشاعر ما هو الا تميزك وتفرد في حب الوطن الجميل.
    اتمنى مواصلة الانتقاء والتنقيح وثق اخي ان الكل في ترقب لما تقوم به من كتابات هي بالاحرى حالياً المفيدة والممتعة هنا.
    ولك عاطر الود

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  40.  
  41. #21
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    شاعر الحب والجمال .. مولانا الحسين الحسن

    رحل شاعرنا وتركنا نردد مع الكابلي
    وقد كنت أعلمُ أن العيونَ ... تقول الكثيرَ .. المثير الخطر

    رحل مساء الأربعاء 26فبراير 2003م بالخرطوم شاعرنا ومفخرتنا الذي أحببنا أشعاره كثيراً مولانا الحسِين الحسن .. الشاعر والقاضي والأديب الأريب الذي كانت له صولات وجولات في ميدان الشعر الفصيح المقفي والعمودي والحديث
    رحل الشاعر القاضي الذي كان أداؤه الفني في محاكم السودان يفيض عدلاً جارياً .. بمثلما كان أداؤه كرئيس لفرع القضاء العسكري في فترات السبعينيات من القرن الماضي متميزاً وراقياً .. ولم يبخل بخبراته القانونية علي أهلنا بالخليج .. فكان أداؤه مشرفاً وراقياً في سلطنة عمان ، إلي أن داهمه المرض وعاد إلي وطنه قبل سنوات قيليلة ليفارق الدنيا وسط أبناء شعبه بالسودان
    كنا ونحن لازلنا في مرحلة الطلب الوسيط بالمدارس في ستينيات القرن الماضي نعجب ونردد وبكل نشوي مع مبدعنا الأستاذ عبدالكريم الكابلي بتلك الرائعة : (( حبيبة عمري تفشي الخبر ... وذاع وعمّ القري والحضر.. وكنتً أقمت عليه الحصونَ .. وخبأته من فضول البشر .. ولكن برغمي .. تفشي الخبر )) التي تمددت وإنتشرت محليا وعربياً بذلك اللحن الهاديء الشجي الذي أخرجه خيال الكابلي ، تقديراً لكاتب النص مولانا الراحل الحسين الحسن حين كانت تجمعه أمسيات الأنس الأدبي والفكري مع الكابلي والشاعر الدبلوماسي الأستاذ عبدالمجيد حاج الأمين وآخرين ، كانت صياغة القصيدة وتداول الشعر بينهم يعطر أمسياتهم عند لقاءاتهم الإسبوعية- الندوة الأدبية - التي تنعقد في دار كل منهم من وقت لآخر .. وقد كانت ( إني أعتذر ) أو حبيبة عمري ..هذه الأغنية الخالدة .. هي نتاج لتلك الجلسات الأنيقة حين كانت أزمنة السودان ولياليه كلها أناقة وأدب وفكر وإبداع متجدد قبل أن تغشي البلاد غاشيات الزمان الرديء
    كما كتب الراحل الحسين الحسن للكابلي فيما بعد تلك الرائعة ألخري أخري : أكاد لا أصدق .. يا أنت .. يا أنت.. إنني .. أهذه الحروف .. كل هذه الحروفِ .. خطها .. بنانك المنمقً.. بنانك المموسق ً . وكيف لنا أن ننسي مرجعية الحسين الحسن القوية في مجال التحكيم الشعري حين كان يستضيفه الأستاذ ( حمدي بدر الدين ) في سنوات مجد التلفزيون عندما كان يقدم برنامج : فرسان في الميدان .. فقد كان ميداناً للشعر والأدب وحسن الألقاء .. وكان الراحل مع الراحلين الآخرين الذين سبقوه إلي الدار الآخرة هم لجنة التحكيم في ذلك البرنامج .. نعم رحل من قبله الأديب الأريب البروفيسور ( علي المك ) .. ثم في مارس من عام 2002م لحقه الفريق أول المبدع الكبير ( إبراهيم أحمد عبدالكريم ) عليها رحمة الله
    وهكذا الدنيا .. ورحم الله الشاعر القاضي مولانا الحسين الحسن الذي ظل ديوان شعره الوحيد والذي لم يطبع بعد ينتقل من يد إلي يد ومن دار نشر إلي آخري .. تارة يضيع وسط الزحام وتارات أًخر يصادر من ضمن مصادرات لدار النشر العربي بالقاهرة ولاذنب له فيها .. ثم يعمل شقيقه الأصغر الأديب الشاعر( دكتور تاج السر الحسن ) علي جمعه بتكليف إدارة دار الوثائق المركزية بتصوير القصائد من شتات الصحف السودانية القديمه .. ليضيع من دار نشر سودانية تهتم بنشر التراث .. وأخيرا يتم جمعه مرة أخري من دار الوثائق ... وقد إلتزمت دار النشر بجامعة الخرطوم بطبعه قريباً بجهد من تاج السر السحن.. غير أن الشاعر قد فارق الحياة قبل أن يري ديوان شعره النور

    كتبه الاستاذ / صلاح الباشا - ارشيف سودانيز اون لين

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  42.  
  43. #22
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    حسن خليفة العطبراوي ( رحمة الله عليه)


    هو حسن خليفة محمد الفضل ولد في مدينة عطبرة ودرس المرحلة الابتدائية بمدرسة عطبرة الشرقية.
    بدأ حياته الفنية في مدينة عطبرة عام 1935م بترديد اغاني الحقيبة .
    وأول اغنية خاصة به كانت أغنية ..الشادن المحجور – 1942.
    له حوالي مائتي أغنية واناشيد وطنية اشهرها اناشيد لوطن العزيز 1945م – غريب بلدك 1945م – لن يفلح المستعمرون 1946م – انا سوداني 1946م – لن أحيد 1950م .
    واشتهرت له من الاغاني العاطفية الخفيفة ( ضاعت سنيني – مامنظور ينسانا – يازاهي ماتزورنا – القلوب مرتاحة – مالك مااعتيادي – عتاب
    عضو اتحاد الفنانين ومعروف عنه انه شاعر كتب العديد من القصائد الفنية .


    ولد حسن خليفة محمد الفضل بمدينة عطبرة عام 1919م، والدته زينب الشايقية التي
    تنحدر من منطقة تنقاسي ووالده من منطقة البركل بمحافظة مروي.. نشأ بمدينة عطبرة.

    * تزوج من فاطمة محمد إسماعيل ورزق منها بإبنه خليفة. وبعد ان توفاها الله تزوج من أم الحسن عطية ورزق منها بابنتين..

    * عمل في بداية حياته في مهنة التمريض ثم مصنع الزاير بعطبرة ، ثم سافر الى مصر في عام 1938م وعاد في عام 1940م ليمتهن مهنة الجزارة وهي المهنة التي طالما اعتز بها..

    * غنى في بداية حياته في ثنائية فنية مع عبدالعزيز محمد داؤد ورغم سفر عبدالعزيز الى الخرطوم فإن اواصر الصداقة بينهما امتدت حتى وفاة أبوداؤد فقد كان من أعز اصدقائه.

    * عاش العطبراوي في مدينة عطبرة وهناك في أرض النضال تشرب بمبادئ الوطنية
    ونما في دواخله عشق السودان وأصبحت عطبرة تشكل له كل حياته حتى انه يقول «اذا عاشت الاسماك خارج المياه سأعيش خارج عطبرة»..

    *حمل لواء الأغنية الوطنية الصريحة متخطياً بها جدار الرمزية الذي كان يسورها به المستعمر وأصبح يجهر بالقول أمامهم وأصبح يردد انا سوداني.. لا لن يكون.. لن يفلح المستعمرون.

    * عشق عطبرة وأهلها وبادلوه حباً بحب حتى ان كل سكان مدينة عطبرة يعرفون أين يوجد منزل العطبراوي.. خالط جميع أهلها وانحاز للطبقة البسيطة حتى ان علاقاته في سوق عطبرة أعمق ما تكون مع الجزارة وزنك الخضار..

    * لا غرابة في برنامجه اليومي فهو يصحو صباحاً ويتجه الى سوق عطبرة على صهوة دراجته الهوائية ليتجه الى دكان صديقه العزيز «أحمد القوصي» ليجد انهم قد اخرجوا له كرسيه المعهود امام الدكان فيقضي معظم يومه هناك.. ويعود مساءً الى داره.. اما الغريب فإن كرسي العطبراوي هذا يخرج كل صباح ولا يجلس عليه غير العطبراوي حتى وان كان العطبراوي مسافراً فإن الكرسي يخرج أمام الدكان ولا يجلس عليه أحد.

    * كل أبناء عطبرة أبناؤه وكل رجالها اخوانه للدرجة التي يصعب معها ان تعلم من يمت اليه بصلة الرحم فيهم لدرجة ان ابناءه يقولون انهم لا يجدون فرصة لخدمته فما ان يطلب شيئاً الا وتجد اكثر من فرد هبّ لتلبية الأم
    ر.
    * قومية العطبراوي تظهر بجلاء واضح في كل أغانيه ووطنيته تظهر من خلال تناوله لكافة قضايا الوطن والمشاركة في كل المناسبات.

    * غنى العطبراوي للموردة وللتحرير وللمريخ عندما حصل على كأس مانديلا وكتب أغنية لمريخ عطبرة ولم يمنعه ميوله للهلال من اظهار حبه للكل وساوى حتى في اهتماماته الرياضية وكتب أروع قصيدة مغناة للهلال
    .
    * يحب الاطلاع وكانت سلسلة الهلال تجبره على الغوص فيها بأعماقه وكان يبحث عن كل ما هو جديد إذ انه قام بتلحين أغنيات من عيون الشعر العربي لشعراء عدة أمثال الأمير عبدالله الفيصل والشاعر السوري عمر ابو ريشة بل وجد قصيدة انا سوداني منشورة في الصحف وهي للشاعر عمر عبدالرحيم وهو من رفاعة.. فقام بتحلينها وغناها قبل ان يرى شاعرها،
    عرف قيمة الحرية مبكراً فكانت كل أفعاله وأقواله تدعو للحرية فقد حمل لواءه ليكون قائداً للرأي من خلال أغانيه فغنى للحرية وللاستقلال وللوطن وللزراع والصناع وغنى للجيش بل غنى للسلام من زمن بعيد ودعا له.
    ظلت أغانيه خالدة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل فحتى أطفال اليوم يرددون.. ياوطني العزيز.. انا سوداني انا .. لن يفلح المستعمرون.. مرحبتين بلدنا حبابا.. ويكفي ان أغنية يا غريب يلا لي بلدك ظلت شعاراً للاستقلال..
    * قاد النضال في مدينة عطبرة ضد المستعمر وشارك في ثورة النقابات وغنى يا غريب يلا لي بلدك أمام المفتش الانجليزي بالدامر فكانت سبباً وراء محاكمته والحكم عليه بالسجن لسنوات ولكن تحولت بعد تدخل أعيان عطبرة الى عدة شهور قضاها بسجن عطبرة وخرج بعدها لمواصلة ركب الكفاح ضد المستعمر.
    * لم تخلُ مناسبة رسمية في مدينة عطبرة من وجود العطبراوي وظل قاسماً مشتركاً لكل ما يفرح الوطن بل وتعدى الأمر عطبرة ليكون حضوراً في العديد من المناسبات الوطنية في جميع أنحاء السودان.
    * ظل دائماً يرفض التكريم وظل يرفض كل الاغراءات التي قدمت له لمغادرة عطبرة والهجرة الى العاصمة فقد رفض عرض الرئيس الأسبق نميري بالهجرة الى الخرطوم.

    نسأل الله له المغفرة

    منقول من موقع شبكة عطبرة

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  44.  
  45. #23
    عضو ماسي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008



    رائع ... رائع أنت أخي العزيز بورتبيل وكفى هؤلاء النفر من الأفذاذ الذين
    تستشهد بهم هنا ... وتتواصل مسيرة الركب نحو كل من هو جدير بالتوثيق

    نـنـتــظــر ونــترقــب منكم الكثير ... ونحن من خلفكم في الركب سائرون ...


    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر



  46.  
  47. #24
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    الشاعر والسياسي الرصين - محمد احمد المحجوب

    ولد بمدينة الدويم (17 مايو 1908)، ونشأ في كنف خاله محمد عبدالحليم، وكان جده لامه عبدالحليم مساعد، الساعد الايمن لاحد ابرز قواد الحركة المهدية عبدالرحمن النجومي.. وقد استشهدا معا في واقعة توشكي.

    دخل الخلوة فالكتاب بالدويم ثم تدرج منها الى مدرسة أم درمان الوسطي واكمل تعليمه بكلية غردون التذكارية حيث تخرج منها مهندسا (1929م) ولم يكن ينقطع عن القرية طوال سني دراسته، ويفلح الارض.. ويجهد نفسه في ذلك حتى لا يسخر منه اقرانه الريفيون كما اورد في كتابه «موت دنيا».
    التحق بمصلحة الاشغال مهندساً عقب تخرجه مباشرة براتب قدره 13 جنيها شهرياً وعمل بمدينة الخرطوم، وهو وان اوضح ملف خدمته مهارته ودقته في العمل وثناء رؤسائه عليه كمهندس، الا انه لم يشعر انه كان يحقق ذاته في هذا المجال، وملاحاته «لابن خاله عبدالحليم محمد» كطبيب تنبئ ان استعداده الفطري كان يشده للدراسات الانسانية وللجانب الادبي منها على وجه ادق. فقد برز كشاعر وكاتب ثم سياسي بعد ذلك.

    دفعه هاجس الدراسات الانسانية الى تغيير مسار حياته العملية عندما التحق بكلية القانون عند انشائها (1936م) وتخرج منها وزملاؤه الاقلاء كأول دفعة (1938).. والتحق بالقضاء وظل به الى عام (1946) وتركه للمحاماة حتى يستطيع ان يعمل في حرية اوسع بالسياسة التي هي الركيزة الثانية في حياة المحجوب.

    حثه علي ترك القضاء انعطافه للتبشير باراء «مؤتمر الخريجين» التي كانت لا تنى تطالب الانجليز بالحقوق الاساسية للسودانيين وكانت تجربته كقاض في شندي 1943م ثم عطبرة والابيض تنم عن عسير المزاوجة بين القضاء ورفع لواء «المؤتمر» فانحاز للمؤتمر.

    نصع المحجوب كسياسي في فترة الاستقلال (زعيم معارضة، ووزير خارجية ثم رئيسا للوزراء عن حزب الامة) غير انه يبدو ان الحقبة الممتدة من (1927 الى 1937).. كانت من أهم فترات حياته اذ تبلورت فيها شخصيته الادبية والفكرية وتحددت فيها معالم آرائه السياسية وشهدت هذه الفترة كتاباته الثرة في شتيت ضروب الادب، والاجتماع والجمال والسياسة.

    بدأ الكتابة في «حضارة السودان».. (1927) وتوالى هذا في مجلة «النهضة» عام (1931م) ثم صارت كتاباته اكثر نضوجاً وتنوعا في مجلة الفجر (32 ـ 1937) والنظرة العجلى لهذه المقالات توضح ان جلها كان يحتقب: الادب، علم الجمال، الاجتماع فالسياسة، ومعظم هذه المقالات ظهرت في شكل كتب في فترة لاحقة.

    قد تتباين آراء الاجيال المتلاحقة في تقويم تلك المقالات، لكن لامراء انها تضعه في طليعة كتاب عصره، تقرنه بمذهب العقاد التجديدي في الادب وتشهد له بالنظرة المستقبلية الثاقبة.. أهم من ذلك انها تظهر اعتداده المبكر بالنفس واستقلاله بالرأى، ولعل جنوحه السياسي لاستقلال السودان (بازاء فكرة الاتحاد مع مصر) يرجع جزئيا لاستقلاله هو بالرأى في هذه الفترة من حياته.

    لايبدو ان منصب وزير الخارجية الذي تقلده لاول مرة (1956) كان غريبا على المحجوب، ولا هو يغريب علي الباحث في سيرته، فقد كان في وفد الجبهة الاستقلاقية الذي اتجه للامم المتحدة (1946) يدعو لاستقلال السودان.. ثم هو بعد ذلك في لندن يكون «رابطة عصبة الشعوب الملونة» (46 ـ 1947) مع كوامي نكروما وجومو كنياتا، ولفيف من الملونين من جنوب افريقيا وجزر الهند الغربية.

    حياة المحجوب السياسية مثيرة للجدل، على كل حال، وذلك لحدة المواضيع التي كانت تطرأ علي الخارطة السياسية للسودان، ولالتباس المحجوب كسياس بتلك الموضوعات قبل أو بعد استقلال السودان. سواء تمثل ذلك في دخوله الجمعية التشريعية ثم استقالته منها (1950) عندما رأى عدم جدواها، أو التباسه بالمواضيع الملتهبة التي كانت تنتسج السودان ومن ثم البرلمانات التي تعاقبت بعد الاستقلال كقضية الجنوب، ثورة اكتوبر 1964م، اشكال طرد نواب الحزب الشيوعي، الدستور الاسلامي، انشقاق حزب الأمة، وخلاف ذلك مما اورث التوتر الذي تتباين حوله الآراء لكن لا مشاحة ان له ادواره السياسية التي سترتبط باسمه الى ان يفني الزمن كمخاطبته الامم المتحدة بتكليف من العرب قاطبة بعد عدواني (1956 ـ 1967) وانعقاد مؤتمر القمة العربي صاحب اللاءات الثلاث بالخرطوم ابان توليه رئاسة الوزراء.. (1967م) واجتماع الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في منزله (اغسطس 1967م).. وما تمخض عن ذلك من حل مشكلة اليمن الشمالي، ومسعاه البين عند اندلاع الحرب الاهلية النيجيرية والتي انتهت باعادة توحيد نيجيريا كما كان يأمل.. وقد شهدت له أروقة الامم المتحدة ومنظمة الدول الافريقية في هذا وذاك بارع الدبلوماسية، والاجادة المذهلة للغتين العربية والانجليزية.

    ما ذكر آنفاً عن الاعتلاق السياسي، لا ينبغي ان يطغي على الذات الشاعرة في المحجوب الذي استهواه الجمال، فوهب الجمال دواوينه «قلب وتجارب». مسبحتي ودني «الفردوس المفقود» والديوان الاخير الذي اثارت فيه ذكريات الاندلس كامن اشجانه، عندما زار اسبانيا يبرز المنهاج الذي كان عليه المحجوب طيلة عمره التيار الاسلامي العربي الذي كانت تنبثق عنه جميع اعماله ومواقفه.
    وقد كان يرتاد آفاق المستقبل بحس شعرى ثاقب بلغ مداه في بيته.


    سجن في فترة الانقلاب الاولى (58 ـ 1964) و في فترة الانقلاب الثانية (69 ـ 1985).. وحددت اقامته في منزله تحديدا منع معه من تشييع جثمان صديقه وغريمه السياسي الرئيس اسماعيل الازهري.. اكره علي المنفي في انجلترا.. ورجعت النفس المطمئنة الى بارئها (الثلاثاء 22/6/1976م).

    اعماله الفكرية والادبية:
    قدم عنه الباحث «كمال الدين محمد».. رسالة ما جستير بعنوان «محمد أحمد محجوب، اديباَ» اجازتها جامعه الازهر (1982م).. وكذلك «محمد عمر موسى علي» رسالة دبلوم بعنوان «محمد أحمد محجوب: لمحات من حياته السياسية» معهد الدراسات الافريقية، جامعة الخرطوم (ابريل 1983م» غير ان انتاجه الفكري والادبي مازال بحاجة للدراسة المتأنية الشاملة.

    اما اعماله التي صدرت:
    أ) الاعمال الفكرية:
    1/ الحركة الفكرية في السودان الى اين تتجه؟.... الخرطوم 1941م.
    2/ الحكومة المحلية في السودان.. القاهرة 1945م.
    3/ موت دنيا (بالاشتراك مع عبدالحليم محمد)... القاهرة 1946م.
    4/ نحو الغد.... الخرطوم 1970م.
    5/ وظهرت له باللغة الانجليزية: Democracy On Trial
    (الديمقراطية تحت المحاكمة) لندن 1974م.

    ب) دواوين شعر:
    1/ قصة قلب .... بيروت 1961م.
    2/ (قلب وتجارب)... بيروت 1964م.
    3/ (الفردوس المفقود)... بيروت 1969م.
    4/ مسبحتي ودني.... القاهرة 1972م.
    ج) هذا عدا المقالات والخطب المتعددة داخل البرلمانات السودانية المتعاقبة أو في اروقة الامم المتحدة ومنظمة الدول الأفريقية.

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  48.  
  49. #25
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    الشاعر والسياسي الرصين - محمد احمد المحجوب

    ولد بمدينة الدويم (17 مايو 1908)، ونشأ في كنف خاله محمد عبدالحليم، وكان جده لامه عبدالحليم مساعد، الساعد الايمن لاحد ابرز قواد الحركة المهدية عبدالرحمن النجومي.. وقد استشهدا معا في واقعة توشكي.

    دخل الخلوة فالكتاب بالدويم ثم تدرج منها الى مدرسة أم درمان الوسطي واكمل تعليمه بكلية غردون التذكارية حيث تخرج منها مهندسا (1929م) ولم يكن ينقطع عن القرية طوال سني دراسته، ويفلح الارض.. ويجهد نفسه في ذلك حتى لا يسخر منه اقرانه الريفيون كما اورد في كتابه «موت دنيا».
    التحق بمصلحة الاشغال مهندساً عقب تخرجه مباشرة براتب قدره 13 جنيها شهرياً وعمل بمدينة الخرطوم، وهو وان اوضح ملف خدمته مهارته ودقته في العمل وثناء رؤسائه عليه كمهندس، الا انه لم يشعر انه كان يحقق ذاته في هذا المجال، وملاحاته «لابن خاله عبدالحليم محمد» كطبيب تنبئ ان استعداده الفطري كان يشده للدراسات الانسانية وللجانب الادبي منها على وجه ادق. فقد برز كشاعر وكاتب ثم سياسي بعد ذلك.

    دفعه هاجس الدراسات الانسانية الى تغيير مسار حياته العملية عندما التحق بكلية القانون عند انشائها (1936م) وتخرج منها وزملاؤه الاقلاء كأول دفعة (1938).. والتحق بالقضاء وظل به الى عام (1946) وتركه للمحاماة حتى يستطيع ان يعمل في حرية اوسع بالسياسة التي هي الركيزة الثانية في حياة المحجوب.

    حثه علي ترك القضاء انعطافه للتبشير باراء «مؤتمر الخريجين» التي كانت لا تنى تطالب الانجليز بالحقوق الاساسية للسودانيين وكانت تجربته كقاض في شندي 1943م ثم عطبرة والابيض تنم عن عسير المزاوجة بين القضاء ورفع لواء «المؤتمر» فانحاز للمؤتمر.

    نصع المحجوب كسياسي في فترة الاستقلال (زعيم معارضة، ووزير خارجية ثم رئيسا للوزراء عن حزب الامة) غير انه يبدو ان الحقبة الممتدة من (1927 الى 1937).. كانت من أهم فترات حياته اذ تبلورت فيها شخصيته الادبية والفكرية وتحددت فيها معالم آرائه السياسية وشهدت هذه الفترة كتاباته الثرة في شتيت ضروب الادب، والاجتماع والجمال والسياسة.

    بدأ الكتابة في «حضارة السودان».. (1927) وتوالى هذا في مجلة «النهضة» عام (1931م) ثم صارت كتاباته اكثر نضوجاً وتنوعا في مجلة الفجر (32 ـ 1937) والنظرة العجلى لهذه المقالات توضح ان جلها كان يحتقب: الادب، علم الجمال، الاجتماع فالسياسة، ومعظم هذه المقالات ظهرت في شكل كتب في فترة لاحقة.

    قد تتباين آراء الاجيال المتلاحقة في تقويم تلك المقالات، لكن لامراء انها تضعه في طليعة كتاب عصره، تقرنه بمذهب العقاد التجديدي في الادب وتشهد له بالنظرة المستقبلية الثاقبة.. أهم من ذلك انها تظهر اعتداده المبكر بالنفس واستقلاله بالرأى، ولعل جنوحه السياسي لاستقلال السودان (بازاء فكرة الاتحاد مع مصر) يرجع جزئيا لاستقلاله هو بالرأى في هذه الفترة من حياته.

    لايبدو ان منصب وزير الخارجية الذي تقلده لاول مرة (1956) كان غريبا على المحجوب، ولا هو يغريب علي الباحث في سيرته، فقد كان في وفد الجبهة الاستقلاقية الذي اتجه للامم المتحدة (1946) يدعو لاستقلال السودان.. ثم هو بعد ذلك في لندن يكون «رابطة عصبة الشعوب الملونة» (46 ـ 1947) مع كوامي نكروما وجومو كنياتا، ولفيف من الملونين من جنوب افريقيا وجزر الهند الغربية.

    حياة المحجوب السياسية مثيرة للجدل، على كل حال، وذلك لحدة المواضيع التي كانت تطرأ علي الخارطة السياسية للسودان، ولالتباس المحجوب كسياس بتلك الموضوعات قبل أو بعد استقلال السودان. سواء تمثل ذلك في دخوله الجمعية التشريعية ثم استقالته منها (1950) عندما رأى عدم جدواها، أو التباسه بالمواضيع الملتهبة التي كانت تنتسج السودان ومن ثم البرلمانات التي تعاقبت بعد الاستقلال كقضية الجنوب، ثورة اكتوبر 1964م، اشكال طرد نواب الحزب الشيوعي، الدستور الاسلامي، انشقاق حزب الأمة، وخلاف ذلك مما اورث التوتر الذي تتباين حوله الآراء لكن لا مشاحة ان له ادواره السياسية التي سترتبط باسمه الى ان يفني الزمن كمخاطبته الامم المتحدة بتكليف من العرب قاطبة بعد عدواني (1956 ـ 1967) وانعقاد مؤتمر القمة العربي صاحب اللاءات الثلاث بالخرطوم ابان توليه رئاسة الوزراء.. (1967م) واجتماع الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في منزله (اغسطس 1967م).. وما تمخض عن ذلك من حل مشكلة اليمن الشمالي، ومسعاه البين عند اندلاع الحرب الاهلية النيجيرية والتي انتهت باعادة توحيد نيجيريا كما كان يأمل.. وقد شهدت له أروقة الامم المتحدة ومنظمة الدول الافريقية في هذا وذاك بارع الدبلوماسية، والاجادة المذهلة للغتين العربية والانجليزية.

    ما ذكر آنفاً عن الاعتلاق السياسي، لا ينبغي ان يطغي على الذات الشاعرة في المحجوب الذي استهواه الجمال، فوهب الجمال دواوينه «قلب وتجارب». مسبحتي ودني «الفردوس المفقود» والديوان الاخير الذي اثارت فيه ذكريات الاندلس كامن اشجانه، عندما زار اسبانيا يبرز المنهاج الذي كان عليه المحجوب طيلة عمره التيار الاسلامي العربي الذي كانت تنبثق عنه جميع اعماله ومواقفه.
    وقد كان يرتاد آفاق المستقبل بحس شعرى ثاقب بلغ مداه في بيته.


    سجن في فترة الانقلاب الاولى (58 ـ 1964) و في فترة الانقلاب الثانية (69 ـ 1985).. وحددت اقامته في منزله تحديدا منع معه من تشييع جثمان صديقه وغريمه السياسي الرئيس اسماعيل الازهري.. اكره علي المنفي في انجلترا.. ورجعت النفس المطمئنة الى بارئها (الثلاثاء 22/6/1976م).

    اعماله الفكرية والادبية:
    قدم عنه الباحث «كمال الدين محمد».. رسالة ما جستير بعنوان «محمد أحمد محجوب، اديباَ» اجازتها جامعه الازهر (1982م).. وكذلك «محمد عمر موسى علي» رسالة دبلوم بعنوان «محمد أحمد محجوب: لمحات من حياته السياسية» معهد الدراسات الافريقية، جامعة الخرطوم (ابريل 1983م» غير ان انتاجه الفكري والادبي مازال بحاجة للدراسة المتأنية الشاملة.

    اما اعماله التي صدرت:
    أ) الاعمال الفكرية:
    1/ الحركة الفكرية في السودان الى اين تتجه؟.... الخرطوم 1941م.
    2/ الحكومة المحلية في السودان.. القاهرة 1945م.
    3/ موت دنيا (بالاشتراك مع عبدالحليم محمد)... القاهرة 1946م.
    4/ نحو الغد.... الخرطوم 1970م.
    5/ وظهرت له باللغة الانجليزية: Democracy On Trial
    (الديمقراطية تحت المحاكمة) لندن 1974م.

    ب) دواوين شعر:
    1/ قصة قلب .... بيروت 1961م.
    2/ (قلب وتجارب)... بيروت 1964م.
    3/ (الفردوس المفقود)... بيروت 1969م.
    4/ مسبحتي ودني.... القاهرة 1972م.
    ج) هذا عدا المقالات والخطب المتعددة داخل البرلمانات السودانية المتعاقبة أو في اروقة الامم المتحدة ومنظمة الدول الأفريقية.

    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid