يا صديقي برغم ابتعادي اجزم بأن مدني وأهلها وبوليس السودان يبلغونك التحايا وصادق الدعوات فبركات الخضراء كما هي وأزقة المدنيين كذلك والأطفال الشمس أتذكرهم ألقابهم أكثر منهم ....... كانوا يلتحفون أسوار أقسام الشرطة تستدعيهم أواخر الليل لتتلمس يوميات متاعبهم بحنو رقيق لضابط شرطة غريب يتمم على نجاح مجازفاتهم ليطمئن أنهم باتوا ليلتها وقد أصابوا ما يكفي من طعام ...أين هم بكوارث البلد النائمة فوق حيشان الزمن التي إرتدوها أسمالا مثقوبة وحوجات كما ارتدى الوطن مشاوير سياسات معطوبة عموما بقية الحال تغني عن السؤال ..... أحاول أن اخرج عن الإطار في زمن انتظم فيه الجميع انتظار
لا ادري أتذكر أم النسيان والتجاوز ما برحا يلازمان روحك الصفية في رحلتها عبر مدارات قصية في رحلة ما بعد الموت فلم يسبق لي صديقي أن تواصلت مع العالم الآخر إلا دعاء للراحلين ممن سبقونا ..... فدعني أدعو الله لكم ما استطعت بأن يجعلكم من أصحاب اليمين في أعلى عليين ظللت على الدوام أخاف حتى من قراءة الكتابات عن الميتافيزق والغيبيات فاعذرني إن ذللت قليلا أو كثيرا فالتواصل معكم أسرار لا اعرف كنهها مثلكم تماما لا زالت لدي سيرتك أسرار وغيبيات فما أنا بزاهد لأبحر فيها ملء البصر والروح والغور تعوزني سيدي ملاءة الصلاح لأرافق قامة خيرة وارتاد دواخلها النقية ما أبعدني وأقصرني لحاقا عن ما هو متدثر بصمت بليغ ومتزمل بحديث شفيف ...أنت تعلم هرجلتي التي لا تزال فقد تعودت أن ترتبني منذ سريري تحتك في بداية التحاقنا بكلية الشرطة وما سارت به الدنيا بنا سويا من ميزات ( سكنات ضباط ) سنوات تتمم على رباط بوتي الضخم وتتأكد من تلميع البوت وتصفير قاش الوسط أتذكر عندما دلفنا سويا يوما ما كملازمين في أول يوم لدى وزارة الداخلية مبهورين بنجومنا التي علت كتوفنا لتوها كنجوم السماء لتنتبه كعادتك أنني بلا كاب عندها غصت في ضحكتك الحبيبة وهمست بجدية مفتعلة كيف ترد التحية فانتهيت لأحد العساكر والذي كان يلبس سايد كاب بحسمك المعهود اجمع يا عسكري سلم كابك للسيد الملازم والذي انصاع للأمر وعندما انتهينا نسيت أمر العسكري تماما فاصريت أن لا نتجاوز باب الوزارة بدون أن أرد للعسكري أمانته... لازال صداها عالق يملا رحابات الفراغ ضجيج دواخل فقد تعودت عدم الاكتمال وتعودت أن تمارس وصاياك في إكمال جاهزيتي سامحني فقد كنت أتمادى فيها عمدا وقصدا لا زلت يا سيدي افتقد اكتمالي كما لازالت دموعك الغالية عند إحالتي للصالح العام تملأ نفسي تماسكا قبل أن تكون عزاء لي ولبوليس أحبه ولوطن اعشقه برغم بؤس ساسته .
سيدي مهما حاولت أن استدعي دفاتر أيامنا القديمة علني أتمدد بدونك قصدا أو حتى بعفو الخاطر المغيب أتذكرها كانت تعجبنا سويا ما ذهب إليه العلامة القانوني د . عبد الله النعيم في المسؤولية الجنائية ما بين ( ما بين الضمير والخاطر المغيب ) تمثلتها تماما معكم صحوت أم غفوت حضورا بوضاحات النهار وتراخي ليل عشاق لا يرخي سدوله بقدر ما يسعى بين الناس صدق معايشة ... ربما حكاياتي لا تعني أحدا فالمكوث ممل لدى غائب بيد أني ادفع وبيقين كامل بأنك حاضر ملء المواسم والدواخل والمسام فما ضر أحدا مطرا وثمرا وينيفورم كاكي خير غيبته المقادير من مشوار أخير لمسجد خرج مباشرة لموت كمسك ختام بهيج يسر الناظرين أنها ليست نهاية المطاف بل بداية الطواف لرحاب سنية استدعتك هي كيفما وقد استهوتك و استهويتها فانصرفت لها قبل الأوان كعادتك تدلف بلا استئذان وتغادر أيضا بلا استئذان...أين منهم نحن ممن يعملون لدنياهم كأنهم يعيشون فيها أبداًً، وفي نفس الوقت يعملون لآخرتهم كأنهم يموتون غداً فابتسمت باطمئنان في طريقي للوطن ساطرق قبل بابنا باب بيتكم حزنا نبيل ودعوات لكم طيب الله ثراك فيومية التمام تضم شخصكم بدون توزيعات غياب... وتظل في دواخلنا حزيه للأمام من على الوسط معتدل مارش .......طابور لليمييييييييييين لأصحاب اليميين في أعلى عليييين انظر.....طابور للإمام انظر ..... إنها مشيئة الله التي نقبل عليها برضي وقناعة كاملة أسأل الله عز وجل في سري وجهري أن يجعلكم في أعلى عليين و لأهلك وأحبابك ورفاقك صبرا جميلا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المفضلات