دهاليز الذاكرة حطت بي في المنصورة 000
أيام الغربة الناعمة 000
جميلة أيام الدراسة 000
وحقبة صنع الفكر 000
ووضع اللبنات الأولي لخريف العمر 000
صديقي الرائع بهاء الدين يوسف ميرغني 000
رفيق غربتي الأولي 000
وشريك كراسة الميز التي تمنيت أن أقدمها مسودة عمل لوزير المالية 000
والشقة التي كانت تمنحنا شرف التقاء الأضداد 000
وجلسة السمر التي كانت تبدأ بنقاش السياسة التي لا تنقطع عن كل المجالس 000
وتنتهي بالكورالات الليلية المرتجلة 000
حدثنا يوما أحد سمارنا عن التنظيم السياسي الذي ينتمي له 000
وعن تاريخه المشرق في فجر الاستغلال وتكوين دولة السودان الحديث 000
بثقافاتها 000
وتوجهاتها الفكرية 000
ثم عرج علي رموز التنظيم و أسهب في تفصيل سيرتهم الذاتية 000
لم نكن نتعود مقاطعة هكذا تداعي 000
وكنا نعتبر ذلك اثراء لمعلومات قد لا نجدها في المراجع 000
دوما علي قناعة بأن تاريخ الرجال فيه كثير من العبر 000
حتي لو طاله التزوير 000
فالتزوير دوما يكون بأضافة تفاصيل مثالية للتجميل 000
حتي هذه التفاصيل المزورة 000
تفتح عينك علي الطريق الذي يجب أن يكون 000
حينما سنحت لي فرصة بالدخول بين طيات تداعيه دون مقاطعة 000
وافقته علي أن فجر الاستقلال كان قمة الأداء لكل أحزابنا 000
ذلك أن رجالااتها كانت تملؤهم الغيرة وحب الوطن 000
وأن أياديهم لم تبرأ من ندبات فلاحة الأرض 000
لذلك كانت العفة ما زالت تلازمها 000
وأن التوثيق لأولئك الرومز 000 مسئولية يجب أن نحملها علي عاتقنا 000
باختلاف ألواننا 000 الصريح منها والحيادي 000
ولكن شئ واحد يجب أن نستصحبه 000
بأن الاغراق في وصف لوننا بأنه اللون الأوحد الذي يجب اتباعه 000
يكون أول منقصة تجعل السامع ينفر من الحديث 000
قناعة خاصة بي 000 تحتمل من الخطأ والصواب ما تحتمله صفاتنا البشرية 000
أن تنظيماتنا السياسية في عهدنا الحديث 000 بعدت عن برامجها 000
ولم تستطع أن تكرر انجازا علي الأرض يوازي انجازها الأول ( الاستقلال ) 000
وأنها جميعها يجب أن تعيد النظر في شكل تكويناتها وتعاملها مع الوطن 000
وأن المصلحة العامة باتت في ذيل القائمة 000 الا لمن رحم ربي 000
لا أمانع أبدا من التوثيق لرومزنا الذين أثروا ساحاتنا بصدق 000
ودوما ضد من يحاول تشريح حياتنا ليفصل حديث السياسة عن حياتنا اليومية بدعوي البعد عن مشاكلها 000
فالسياسة هي حياتنا اليومية 000
مأكلي ومشربك 000
وغربتي المريرة 000 ووجودك بالوطن كغريب 000
حليب طفلتي 000 ومدارس أبنائك 000
بيد أن بعض التحفظات دوما تنتابني 000
لا يجب الحديث عن تاريخنا كأننا وحدنا من صنعناه 000
ولا يجب الحديث عن غيرنا دوما بتجريح وتخوين 000 الا من رمته أفعاله عيانا 000فيكون صنوا لبراقش 000
فالوطن جذع نيمة ضخمة 000 نحن فروعه 000 نتفق علي الجذع علي سقايته 000 وتقويته 000
بالرغم من تفرعنا فوقه أفرع كثيرة 000
لأن بقاؤه 000 استمرار لنمونا 000
وكلنا نمتلئ خضرة 000 فنرمي بظل جماعي 000 لكل من احتمي بحمانا 000
عذرا 000 ان تشابكت الفكرة 000 وأفلتت مني 000 فمداخلاتكم 000 تعينني علي الامساك بها 000
فحديثنا عن التاريخ لا يجب أن يكون للتباكي 000 أو اثبات الذات 000
ولكن لأخذ العبرات من رموز أخلصوا العمل 000 لنضع تجارب بعضنا بعضا 000 مسودة لمستقبل زاهر 000
المفضلات