العملاقان وردي ومحمد الأمين رفقاً بالجيل الجديد من المطربين
لعدة سنوات لاحظت كما لاحظ غيري الإنتقاد الحاد والغير مبرر والذى لا يستند لأسس قوية أو حجج دامغة أو منطق عصري ، ووصل الأمر لدرجة الإستهتار بالمواهب الغنائية الشابة أو المطربين الجدد على الساحة الغنائية السودانية ، فتارة نرى حمد الريح وهو يتناولهم فى أحاديثه الكثيرة بأنهم لم يفعلوا شيئاً سوى تقليد من سبقوهم من المغنين ويكسبون رزقهم من عرق غيرهم وتارة نسمع محمد وردي الذى لايعترف بأي مطرب أو مطربة جديدة إلا فى حالات نادرة وعلى مضض بأن هذا الجيل متسلق ( وماعندو حاجه ) بل وصل وردى فى طعنه ولعنه وركله لكل مطرب ومطربه جديدة للحد الذى يمكن أن نطلق عليه لقب المحطم الأول لقلوب المواهب الغنائية الجديدة فيا ترى لحديث المرحوم إبراهيم عوض الذى ذكر له فيها بالحرف الواحد ( شوف يا إبنى المشوار قدامك لسه طوييييييييييييييل ) كما نطق بها وردى فى إحدى لقاءاته وكان ذلك عندما تصيد ( محمد وردى ) الفرصة تلو الأخرى ليقول للمرحوم بأنه يغنى أغانيه وأن الجميع أشاد به وبطريقة تقليده له وأداءه الجيد وصوته المميز؟ وكم رأينا زيدان ابراهيم أيضاً يوجه صوت لوم لهؤلاء الشباب يدور فى نفس السياق مضيفاً إليه مشكلة اللحن الدائري وكذلك فعل عبدالقادر سالم وتبعهم العازف الكبير محمدية منتقداً عملية الغناء بالأورغن فقط وغيرهم فى أكثر من مناسبة أو لحظة تتاح أمامهم لإبداء رأيهم فى المطربين الجدد.
مع احترامي الكامل والمتجدد لهؤلاء المطربين الكبار إلا أننى أجدهم يؤسسون نقدهم بمقاييس ومعايير زمنهم الذى انقضى أو كاد وليس بموازين العصر الحالي بمتغيراته وإيقاعاته المتسارعة التى لم تعد تقبل حتى بالوجبات الخفيفة والسريعة والمتجددة فى كل لحظة ، فقد نسي هؤلاء العمالقة أن الزمن تغير من حولهم تماماً كما حدث عند الإنتقال من أغنيات الحقيبة الى الفن الذى أطلق عليه حديثاً آنذاك ( أى قبل أكثر من نصف قرن ) ولم تعد طريقة الأداء أو الأصوات القديمة على الأقل تثير دواخل الجيل الجديد أو تجتذب مسامعهم والمسألة بالطبع لن تتوقف فى طريقة الأداء والأصوات بل ستأتى تباعاً وسيتخلص هذا الجيل حتى من الكلمات والألحان والسلالم الموسيقية لذا يجب أن يتقبل القدامي حالة المخاض الطبيعية للجيل الجديد الذى بدأ بالفعل فى سحب البساط من تحت أقدام الكبار فانخفضت أسعار حفلاتهم وعددها لترجح ميزان الشباب الذين فهموا لغة عصرهم ووظفوها لصالحهم واستفادوا من الأجهزة الحديثة والوسائط الألكترونية والرقمية لمخاطبة وجدان الشباب أمثالهم وحتى من غير الشباب أيضاً هناك من إنجذب الى طريقة أداء مطرب أو مطربة من الجيل الجديد وفى اعتقادي أنهم قد نجحوا أيما نجاح وثبتت أقدام الكثير منهم على الساحة الغنائية والحق يقال إن هؤلاء الشباب يمتازون بخامات صوتية جيدة جداً ومتميزة فى أغلب الأحيان عن أصوات القدامى من المغنين وقد تحتاج لبعض
المفضلات