فلاش أول:
صباح ...
بعد أمطار دامت ثلث الليل .. هدوء صاخب مريح ..
كل صوت في كل ركن من أركان (الحلّة) تسمعه بكل خلجاتك وجوارحك ...
ينقله سكون الريح و طلاوة الجو ..
تستغرق في متعة مطلقة يصعب وصفها ...
تخرج عاري الساقين ... حافي القدمين .... تمازح هذا وتصافح هذا ..
تقتلع رجليك من الطين في نشوة بالغة ...
تختال كأنك الملك ...
أليست هذه متعة الحياة؟
فلاش ثاني:
في منتصف شهر يونيو ...
الحر شواء اجباري يلسع بشرتك ..
العرق المختلط بغبار سيارات مدينة ودمدني يجعلك تصاب (بقرف) تشتهي معه سرير بارد ...
وتضطر لشرب المزيد من الماء من (جركانات أولاد برد) ....
برد .... برد .... برد ...
(كشكشات) تختلط مع مثيلاتها من (اكسسوارات) ماسحي الأحذية ،
ولكن رنينها مختلف ...
تمر بأبواب المكتبات ومقاهي النت فيلفحك شيئ من برد مكيفاتها فتدخل لغير غرض سوى اطفاء شيئ من لسع الشمس ...
وما أن تجد أحد اصدقائك أو معارفك فتعزمه على (بارد) حتى تستغرق في (ونسة) لذيذة تنسى معها كل حرارة الشمس ... وتضحك ملء شدقيك كأن لا هم لك ...
أليست هذه متعة الحياة
فلاش أخير:
المدن الاسمنتية تشمخ في خواء مخيف ..
اللسان غريب عنك ...
الوجوه غريبة عنك ..
الطعام غريب عنك ..
الأماكن غريبة عنك ..
وأنت .. أنت .. غريب عنك !!
ليلك أطول من سواده ...
و أسود من طوله ...
يشغل العمل جل يومك ..
وباقيه نوم وأكل ...
ولعلك تدوم في هذه الحالة سنين عدداً .....
فهل ثمة منغصة بعد هذه في هذه الحياة ....
المفضلات