صلاحيات للمشاركة في أقدار الله
مراتب الصوفية :
وهم حسب كلام لسان الدين بن الخطيب :
( خواصّ الله في أرضه , ورحمة الله في بلاده على عباده : الأبدال , والأقطاب , والأوتاد , والعرفاء , والنجباء , والنقباء , وسيدهم الغوث ) .
ولدى أبو الحسن الهجويري هم : ( أهل الحل والعقد , وقادة حضرة الحق جل جلاله , فثلاثمائة يُدْعَون الأخيار , وأربعون آخرون يسمون الأبدال , وسبعة آخرون يقال لهم الأبرار , وأربعة يسمون الأوتاد , وثلاثة آخرون يقال لهم النقباء , وواحد يسمى القطب والغوث ).
وهؤلاء جميعا يعرف كل واحدٍ منهم الآخر , ويحتاجون في الأمور لإذن بعضهم البعض .
القطب الغوث :
قال الجرجاني في تعريفاته :
( القطب , وهو الغوث : عبارة عن الواحد الذي هو موضع نظر الله من العالم في كل زمان ومكان , وهو على قلب إسرائيل عليه السلام ).
ومن خصائص القطب الغوث أنه يختلي بالله تعالى وحده ولا تكون هذه المرتبة لغيره من الأولياء أبداً. وهذه الخلوة من علوم الأسرار. وأما ما ورد في الآخرة من أن الحق تعالى يخلو بعبده ويعاتبه فذلك من باب انفراد العبد بالحق تعالى لا من باب انفراد الحق بالعبد فافهم واكتم". انتهي (اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر – عبد الوهاب الشعراني ).
ومنصب الغوث هو منصب متنازع فيه دائماً فابن عربي يدعيه بوصفه خاتم الأولياء - كما زعم - والتيجاني يدعيه ويصدقه أتباعه المؤمنون به ويرون أنه الغوث الأعظم والقادرية تدعيه للشيخ عبد القادر الجيلاني وهو برئ منهم ومن دعواهم لأن الشيخ عبد القادر الجيلاني - وهو خلاف ( الجيلي ) - عالم حنبلي بغدادي نشأ ببغداد وتوفي ببغداد . ذكره الذهبي في " العلو " واستشهد بكلامه في الصفات وذكر أنه معروف بالكرامة وإجابة الدعاء أو كلاماً قريباً من هذا فليراجع .
الإمامان :
هما شخصان , أحدهما عن يمين الغوث ونظره في الملكوت , والآخر عن يساره , ونظره في الملك , وهو أعلى من صاحبه , وهو الذي يخلف الغوث .
القطب أو الأقطاب :
و لا يزيد عددهم على سبعة أشخاص وأما من حيث الصلاحيات فإن الغوث مهمته الإشراف العام على التصرفات والصلاحيات التي يقوم بها الأقطاب من إغاثة الملهوف والتصرفات الأخرى .
الأوتـــــــــاد :
عبارة عن أربعة رجال منازلهم على منازل أربعة أركان من العالم : شرق وغرب وشمال وجنوب , مع كل واحد منهم مقام تلك الجهة . ولو مات هؤلاء الأوتاد جميعاً لفسدت الأرض واختل نظام الحياة فيها - في زعم المتصوفة -
البــــــــــدلاء :
هم سبعة , ومن سافر من القوم من موضعه ، ترك جسدا على صورته حتى لا يعرف أحد أنه فقد , فذلك هو البدل لا غير , وهم على قلب إبراهيم عليه السلام .
وترتيب الأبدال كترتيب السماوات السبع بحيث يكون ارتباط البدل الأول بالسماء السابعة على الوجه الآتي :
البدل الأول : يحكم الإقليم الأول للسماء السابعة على قلب الخليل
البدل الثاني : يحكم الإقليم الثاني للسماء السادسة على قلب موسى
البدل الثالث : يحكم الإقليم الثالث للسماء الخامسة على قلب هارون
البدل الرابع : يحكم الإقليم الرابع للسماء الرابعة على قلب إدريس
البدل الخامس : يحكم الإقليم الخامس للسماء الثالثة على قلب يوسف
البدل السادس : يحكم الإقليم السادس للسماء الثانية على قلب عيسى
البدل السابع : يحكم الإقليم السابع للسماء الأولى على قلب آدم
ويقول الإمام الشعراني : إنه تنـزل عليهم العلوم لكل يوم علم من رقائق على قلب من هؤلاء – ويلي هؤلاء في المقام النجباء والرجباء والنقباء وأهل الغيب وأهل النجدة ، وغيرهم ، وكل منهم ينظم عملاً في الحكومة الباطنية ويستهدف رسالة فيها.
و الأبدال إحدى المراتب في الترتيب الطبقي للأولياء عند الصوفية ، لا يعرفهم عامة الناس – أهل الغيب – وهم يشاركون بما لديهم من اقتدار له أثر في حفظ نظام الكون
النجبـــــــاء :
وهم دون الأبدال في الدرجة طبعاً وعددهم سبعون ومقرهم بمصر ووظيفتهم أنهم يحملون عن الخلق أثقالهم .
النقبـــــاء :
هم الذين يستخرجون خبايا النفوس , وهم ثلاثمائة .
وقال بن عربي في فتوحاته :
( والمُجْمع عليه من أهل الطريق أنهم على ست طبقات أمهات : أقطاب , وأئمة , وأوتاد , وأبدال , ونقباء , ونجباء ) .
هذه مملكة الصوفية المسؤولة عن الدنيا كلها من غوث يخطط للأقطاب ويشرف وأقطاب يغيثون ويدبرون الأمور تحت إشراف الغوث ....
ففي هذه المملكة الوهمية يستعبد مشايخ الصوفية أتباعهم من البسطاء والمساكين وخِفَاف العقول .
الله المستعـــــــــــــــان
المفضلات