عقيدتهم في الأولياء :
زعم أولياء الصوفية أنهم يتلقون علومهم عن الله، وأن مقامهم مثل الأنبياء أو أفضل، وإليك النصوص من كلامهم:
ويقول ابن عجيبة: ما قيل في النبي يقال في الولي
ويقول ابن عربي: إن الولي يعلم علمين بخلاف النبي فإنه لا يعلم إلا علماً واحداً فقط، وإن الولي يعلم علمين: علم الشريعة وعلم الحقيقة أي الظاهر والباطن والتنزيل والتأويل؛ حيث إن الرسول من حيث هو رسول ليس له علم إلا بالظاهر والتنزيل والشريعة، فإذا رأيت النبي يتكلم بكلام خارج عن التشريع فمن حيث هو ولي عارف؛ ولهذا مقامه من حيث هو عارف أتم وأكمل من حيث هو رسول أو ذو تشريع وشرع
ويقول النبهاني:قال بعض المتصوفة: لا يكون الشيخ شيخاً حتى يمحو خطيئة تلميذه من اللوح المحفوظ . أي يتصرفون في الكون
ويقول أحمد البريلوي :إن الشيخ عبدالقادر متصرف في العالم، ومأذون ومختار، وهو المدبر لأمور العالم
يعلمون الغيب كما يقول إبراهيم الدسوقي:إن للأولياء الاطلاع على ما هو مكتوب على أوراق الشجر والماء والهواء وما في البر والبحر، وما هو مكتوب على صفحة قبة خيمة السماء، وما في حياة الإنس والجان مما يقع لهم في الدنيا والآخرة
وقال النسفي عزيز الدين بن محمد المتوفى 671 هـ في كتابه ( زبدة الحقائق ) :
( إن طائفة من الصوفية ذهبت إلى تفضيل الولاية على النبوة , وقالوا : أن النبوة باطنها الولاية , وأما الولاية فباطنها عالم الإله ) .
هذا ما ذكره في كتابه ( زبدة الحقائق ) , وبمثل ذلك ذكر في كتابه ( الإنسان الكامل) .
وأما ما قاله في كتابه ( كشف الحقائق ) فهو :
( أيها العارف , إن العارفين عند أهل الوحدة ثلاثة طوائف : حكماء وأنبياء وأولياء , فالحكيم من يكون عارفا بطبائع الأشياء , والنبي من يكون عارفا بطبائع الأشياء وخواصّها , والولي من يكون عارفا بطبائع الأشياء وخواصّها وحقائقها , فظهر أنه لا يوجد في العالم أحد يضاهي الوليّ في العلم والقدرة , لأن الله له تجليّان : تجلي عام , تجلي خاص .
فالتجلي العام عبارة عن أفراد الموجودات , والتجلي الخاص عبارة عن الوليّ , وهذا هو معنى قول الله عز وجل : { فالله هو الوليّ وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما } ) .
ويقول في موضع آخر من كتابه :
( المعرفة تنقسم إلى ثلاثة أقسام : الأول معرفة طبيعة كل شيء , وهذه رتبة الحكماء , والثاني معرفة خاصية كل شيء , وهذه رتبة الأنبياء , والثالث معرفة حقيقة كل شيء , وهذه رتبة الأولياء , وأعلم أن أهل الوحدة فضّلوا النبي على الحكيم , والوليّ على النبيّ , فإن كل نبي حكيم , وكل وليّ نبيّ , وليس كل نبي وليّ ) .
وأما الصوفي آخر سعد الدين حمويه فيقول في مثنويّه :
( واو الولاية أقرب إلى الحضرة الإلهية من نون النبوة , فلأجل هذا التقرب تعتبر الولاية أفضل من النبوة , ثم يبيّن ذلك في أبياته قائلا :
الحرف الأول من كلمة الولاية هو الـــواو
والواو في وســــطها ألف أيها المــــــريد
والحرف الأول من كلمة النبوة هو النون
والنـــــــون في وســــــــطها حرف الواو
فإذن الــــــــــوليّ قــــــلب النبي وروحه
وروح الـــــــــوليّ هو ذات الله ونفـــسه ) .
فهذه هي عقيدة المتصوفة في الأولياء , والولاية , عين تلك العقيدة الشيعية الشنيعة التي ذكرناها من قبل , وهي تتضمن تفضيل الأولياء على أنبياء الله ورسله , والبعض الآخر كتموها عملا بالتقية التي لم يأخذوها أيضا إلا من الشيعة كما سنذكرها .
فإن الوليّ عندهم فوق الرسول والنبي , ودون الله قليلا , وأحيانا يحذفون هذا الفرق البسيط أيضا بينه وبين الله , ويجعلونه ذات الله وعينه .
يتبع،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
المفضلات