سنوات الانتظار محاولة فى القصة القصيرة(1)
سنوات طويلةوأيامها تفسدها الكآبة بإطلالتها البشعة، سنوات و هى تنام على الحنين وتصحو عليه، لكنها لم تتقن التعب فى يوم من الايام،وحين جاءها الخبر الذى إنتظرتة طويلا وهى تمسك بالمعول فى الجرف،اطلقت شهقة وكادت تقع على الجدول غير أنها تشبثت بشجيرة على حافة الجدول وسألت: بالله عليك ياولدى ماتقوله صحيح أين هو؟
نعم ياخالة رأيتة بأم عينى كان فى سيارة حكومية ومعه شرطى.
ولأن لا شىْ يشبه الفرح الذى تلبسها لا فى الحدود ولا فى المطلق،دمعت عيناها أكثر من المعتاد ، ظلت واقفة للحظات ، أرسلت دموعها رسائل شوق الى وجهه، ثم أسلمت ساقيها للريح، ومن خلفها تتساقط ذرات التراب من ثوبها، سارت بقوة الحب واندفاع الشوق، وإتجهت الى بيتها تسبقها لهفتها،فى الطريق تذكرت أنها تركت المعول على الجدول لكنها لم تهتم بذلك ، فكل شىْ يهون من أجل عينيه.
سبع سنوات مرت لم تر خلالها عباساً سوى مرة واحدة،كان ذاك منذ اربع سنوات عندما جاء يخبرها بأنه تخرج من كلية الحقوق وأنه سيعيش فى العاصمة، حينئذ رجتة بحرارة أن يظل الى جانبها أو ترافقة،لكنه رفض بشدة وتذرع بحجج واهية.
منذ ذاك اليوم وهى تحيا على أمل أن يعود، لكنه غاب دون رسالة أو سؤال يتيم، حتى رسمت سنوات الانتظار الخرائط على وجهها الخمسينى، كانت تراقب الطريق المؤدية الى المدينة كلما حفرت نظير أجر زهيد على الجدول المسافر دائماً، كم حسدت هذا الجدول وكم تمنت أن تسافر مثله، لان ألف شوق يشدها الى الغائب، رجت القلب مرةً أن ينساه وما إستطاع.
ابداً لم تتعب فى ترقب عودته ، وكلما جاء أحد من المدينة تسأله بلهفة عن الغائب دون سبب،فتتأسف وتتحسر وتصبر، صبرت وإنتظرت وشاخ إنتظارها، أحياناً كانت الايام تمر فى لمح البصر، واحيانا أخرى تبدو مثل الدهور المجحفة،،وكانت كلما تشتد وطأة الوحدة عليها تجلس مع العتمة تصادق الدموع وتسأل عن عدم مجيئه اليها، فتهزمها الأجوبة ويرهقها التفسير وتفسير التفسير.
إقتربت من بيتها الطينى فتملكتها دهشة لا تزول لانها لم تجد العربة أمام البيت ، دخلت بخطوات سريعة بحثت عنه فى ارجاء البيت، نادته بصوت أوله حنين وآخرة حنين ، لكنها لم تجد له أثراً، أين ذهب ياترى؟تساءلت داخلها، وأستعدت لتنظيف البيت وترتيبه، ذاك البيت الذى تحجرت أشياءه ولم تتبدل مواقعها منذ سنوات..................
وللقصة بقية
أبوعبيدة(سامبا)
المفضلات