عندما خرج (عوض الله) من منزله صباح ذلك اليوم لم يكن يدري أنً رزقه سيكون مختلفاُ عن بقية الأيام ، فلاشئ يفوق العاده .
بعد أن لبس ملابسه كيفما أتفق ,, البنطلون الرمادي الذي شكا التقادم والقميص الاصفر الشاحب ، وضع نظارته السميكة التي لا يستعملها إلاخارج المنزل رغم رؤيته التي تكاد منعدمه من دونها .
كان عوض الله يوصف تارة بالدروشة و تارة بالمسكنة وأمثل الناس طريقة كان يسميه (( مجوجوا )),, وكانت النظارة الطبية تمثل معلما بارزا في ملامحه المتناقضة ما بين النحافة المفرطة و الطول الفارع
سلك عوض الله نفس الطريق المؤديه الي سوق الصاغه مروراً بالمسجد العتيق عابراً تلك الأزقه الضيقه بين البيوت منطلقا نحو شارع البحر حيث تعود أن يسترح شارداً بذهنه مدندناً أشعار((عبدالحميد)) فهو يذوب ولهاً في كل أشعار وأغاني ((الشايقيه)) .
عند وصوله دكان ((حاج حسن الصائغ)) حيث يعمل كصناعي ((حريف)) مبدع في ((جلخ)) وتسييح الذهب ، تفاجأ بوجود ((رنده)) إبنة حاج حسن تلك الجميله المدلله ، وزادت دهشته عندما نادي عليه ((حاج حسن)) .
: ياعوض الله تعال سلم علي الدكتورة كاد عوض الله أن يسقط مغشياً عليه وهو يصافح يد الدكتورة ...
:ياعوض الله الدكتورة دي مغروضة فيك
حاول عوض الله أن يقول شيئاً إلا أنُه أصيب بداء السكت فبان كمن بلع ((شوكة سمك)) ، وبعد لأيّ أمر أستطاع أن يتنحنح ثم يضيف :
حححاضرين يادددكتورة
: عاين ياعمو الأيام دي الجامعه مولعه نار ....
والليله عندنا ليلة ثقافيه سياسيه وعايزاك تمشي معاي ....
*كانت (رنده) تعلم أن ((عوض الله)) حافظ ومردد لشعر الشوايقه وخاصه الثوري منه ... وكانت رغم رأسماليتها المتطرفه تحب أن تظهر بمظهر البروتاريه الثوريه
بعد شد وجذب وافق (عوض الله) علي مرافقة رنده إلي الجامعه ..
كانت الجامعه تغلي كالمرجل والثورة علي وشك الإنطلاق وكانت (رنده) تحاول ماأستطاعت أن تلفت نظر ((نزار)) طالب الهندسه القروي الذى لايعيرها أيً إهتمام ، ولذلك كان (نزار) أول من تعرف ألي (عوض الله) بصفته (ثائرشاعر)
بعد أن أستمع نزار لعوض الله تحمس كثيراً فقدمه إلى المسرح .
وكأنّ القدر يطارد (عوض الله) هاجمت قوات الأمن الجامعه وكان عوض الله أول المعتقلين فثارت ثورة شباب الجامعه وتعالت الهتافات مطالبه باطلاق ((عوض الله)) .
بعد أيام أصبح ((عوض الله)) مادة أساسية في الأخبار كلما ذكر المعتقلين كان أولهم ((عوض الله)) وبدأت الحكايات تتري عن نضالاته وصولاته وجولاته .
بعد انتصار ((الثورة)) أصبح (عوض الله) رمزاً قومياً يدعي كل جناح أنه إليه ينتمي ولأته لم يعرف عن السياسه إلا شعر((عبد الحميد ))وجمال ((رنده ))فقد تم تعيينه وزيراً للثقافة .
المفضلات