وبعد هنيهة سمعت نشيجاً حسبت أنه غالبني فغلبني ثم أفلت مني، لكني تنبهت إلى أنه ليس صادراً مني، بل من شخص آخر، مسحت دموعي المنهمرة لأتبين الأمر، فإذا بـ (ست الفطور) هي التي يصدر منها النشيج، مالها حبوبة ستنا تبكي؟ لا، لم تكن هي حبوبة ستنا، بل كانت هي (ست الفطور) الأخرى، الشابة، لقد عادت بي آلة الزمان من ستينات القرن العشرين الى غرة الألفية الثالثة.. وما زالت يدي ممدودة إليها بالورقتين النقديتين.
- تبكي مالك يا ود عمي؟ بكيتني معاك
- أنا؟ ما كنت ببكي، الكان بيبكي ولد صغير عمره 8 سنوات
- وينو؟ مافي ولد هنا، مافي غيرك هنا
- قصدي أنا ذاتي بكاني الولد ده
- وينو؟ انا ما شايفه ولد هنا
- لأنو كبر وبقى فوق الأربعين
- ما فاهمة اي حاجة
- هاك امسكي ديل
وأخرجت بقية رزمة الأوراق النقدية من جيببي- بربطتها وعليها ورقة البنك- ومددتها لها، فرجعت الى الوراء قليلاً كأنما خافت من الرزمة..
- أمسكي يا بت عمي
- ديل شنو؟
- قروش
- عارفاهن قروش، لكن لشنو؟
- اي شافع ما جاب فطور من بيتهم، ولا عندو حق فطور تديه فطور وتخصمي من القروش دي
- لكن دي قروشاً كتيره
- يا ريتا كان تكفي لغاية ما أجيك تاني في الإجازة الجايه، أو أرسل ليك مع زول جاي البلد
- طيب حقو تسلمها لمدير المدرسة، دي قروش كتيره وخايفه تروح مني واللا يسرقوهن
- أديها انتي للمدير، وكلميه يوصي المدرسين انو اي شافع ما عندو فطور يجيك طوالي
- لكن يا ود عمي..
***
....... يتبع .........
المفضلات