الورقه التاسعه
في كل دورة تلتقي عقارب الساعة مرة فهل نلتقي، أنا وأنت، في العمر مرة؟!
مرت آلاف السنين وهو ينتظرها…
جفّ النهر الذي يستند إليه مقعده،
… وامتلأ… وجفّ… وامتلأ،…
وهو لا يزال ينتظر!…
حفر على خشب المقعد كلّ حروف الأبجدية،
… فلا بدّ أن اسمها يبدأ بواحد منها،…
لكنها بقيتْ في عالم الغيب،…
وحدها تسكن المجهول!…
مرّتْ سنون طويلة… طويلة،
وهو لا يزال على أمل… لكنها لم تأتِ!…
“لن تأتي”…
قال لنفسه،
ونظر إلى امتداد الرصيف، لعل الرصيف يجيب على حيرته!…
دقائق مرت بعد أن ترك المكان حين جاءت من بعيد،…
جلست على نفس المقعد،… انتظرت،
… وفي كل الاتجاهات نظرت،… ثم أطلقت زفرة ملل…
فتحت حقيبة يدها،.
.. أخرجت مفتاحاً قديماً شوّهت به حروف الأبجدية المكتوبة على خشب المقعد،
إلا حرفاً واحداً يبدأ به اسمها…
زفرة ملل أخرى،.
.. ثم أخذت تطعن الحرف الذي تبقّى…
وبعدها… غادرت المقعد… والنهر… والرصيف!…
المفضلات