صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 25 من 45

الموضوع: 183 وسيلة دعوية للمرأة المسلمة

  1. #1
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327

    Post 183 وسيلة دعوية للمرأة المسلمة



    غراس السنابل
    عبدالملك القاســم
    الإهـــــــــــــــــــــــــــــــــــداء
    إلى تلك الصور المتميزه والاشراقات المتلألئة على جبين حفيدة عائشة وفاطمة وأسماء.
    إلى الوجوه المضيئة التي تفخر بها أمة محمد- صلى الله عليه وسلم-. مائة وثلاث وثمانون سنبلة تتصاغر أمام تلك الأخت العاملة الصامتة وهي تسارع تتقي بيدها الوهن والضعف وقطرات من العرق تجمل جبينها.. ما كلت قدمها ولم تعبت يدها ولا فتر لسانها..
    تحمل هم الأمة قولا وعملا وتلح لها بالدعاء والتمكين..
    إنها أمة الله.. علمت أنها ماخلقت عبثا ولا تركت هملا .
    علمت أن هناك موقفا فاستعدت وأن هناك سؤالا فأعدت.
    التعديل الأخير تم بواسطة منذر مصطفي ; 16-08-2011 الساعة 11:06 PM

  2. #2
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    مقدمـــــــــــــــــــة
    الحمد لله القائل {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده.
    أما بعد:
    فإن الدعوة إلى الله من أهم المهمات وأوجب الواجبات، بها يستقيم أمر الفرد ويصلح حال المجتمع. ولقد كان للمرأة المسلمة دور مبكر في الدعوة إلى الله ونشر هذا الدين.. فهي أم الرجال وصانعة الابطال ومربية الأجيال.. لها من كنانة الخير سهام وفي سبيل الدعوة موطن ومقام.. بجهدها يشرق أمل الأمة ويلوح فجره القريب..
    وقد جمعت لها مائة وثلاث وثمانين سنبلة تقطف الأخت المسلمة زهرتها وتأخذ من رحيقها.. فهي سنابل مخضرة وأرض يانعة. غرستها أخت لها في الله حتى آتت أكلها واستقام عودها.
    إنها نماذج دعوية لعمل الحفيدات الصالحات ممن يركضن للآخرة ركضا ويسعين لها سعيا.. فأردت بجمعها أن تكون دافعا إلى العمل ومحركة للهمم.. واختصرتها في نقاط سريعة لتنوعها وكثرتها واكتفيت بالإشارة والتذكير.
    وما كان لمثلي أن يستقصي الوسائل الدعوية للمرأة المسلمة ولكنها مساهمة يسيرة ومشاركة متواضعة.
    وفي الطريق لأخذ السنابل عقبات كثيرة وصوارف عديدة..
    وهي وإن كانت تعوق المسير لكنها لا تمنع السير.. بها يتضاعف الأجر وتزيد المثوبة.
    فألقي- أيتها الأخت المسلمة- رداء الكسل واستعيني بالله و استقبلي أيامك بالعزيمة والصبر.. فإن أمامك غراس الآخرة.. فأري الله منك خيراً.
    رزقني الله وإياك أصوب العمل واخلصه، وجعل لنا من الأجر أتمه وأكمله.. وبوأك ظلال الجنة وحرم وجهك على النار وجعل مثواك جنات عدن تجري من تحتها الأنهار.
    عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم
    [/color]
    التعديل الأخير تم بواسطة منذر مصطفي ; 16-08-2011 الساعة 11:12 PM

  3. #3
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    [color="#800080"]سنبلة العام
    * من التفت يمنة ونظر يسرة يطاله العجب من حال العالم الإسلامي.. جراح في كل مكان وآلام وآهات في كل جسد مسلم.
    كثيرة هي آمالنا.. أن نعين المنكوب ونعلم الجاهل ونرعى الأرملة ونكفل اليتيم.. ولكنها تبقى أماني حتى تخرج إلى أرض الواقع قولاً وفعلاً..
    نتساءل في أوقات كثيرة والحزن يملأ القلوب.. ماذا نفعل؟! وماذا نقدم؟!
    إليك يامن طال تساؤلك.. وكثرت أمانيك باب مفتوح للخير.. مشروعنا الأول- كما أسمو- خطوة في درب الجهاد الطويل.
    إنه مشروع دعوي يتكرر نهاية كل عام دراسي مرة واحدة، يتمثل في جمع أوراق الدفاتر المدرسية الزائدة عن الحاجة والتي لم تستعمل.. وتجميعها وإعادة تغليفها بالورق المقوى.. ليصبح لدينا بعد تجميع الأوراق دفتر جديد صالح للاستعمال.
    في هذا المشروع البسيط ومن مدرسة واحدة في منطقة الدمام تم جمع أكثرمن 4500 دفتر
    نعم في عام واحد ومن مدرسة واحدة أربعة آلاف وخمسمائة دفتر..
    التكاليف محدودة جدا.. دباسة وأوراق لاصقة توضع فوق غلاف الدفتر الجديد فيها معلومات عن الاسم والمدرسة والصف إضافة إلى الغلاف المقوى الخارجي..
    وقد قامت إحدى الهيئات الخيرية بإرسال هذه الدفاتر إلى أنحاء المسلمين المحتاجين إليها.
    إنه مشروع دفاتر طالب العلم.. للحفاظ على أموال المسلمين من أن تلقى في المخلفات وهي صالحة للاستعمال. وبالامكان جمع بقايا الأدوأت المكتبية الاخرى كالأقلام والمساطر وغيرها.. دعوة ممن بدأن العمل وسن سنة حسنة..
    مدي يدك.. إجعليها في أيدينا كل عام.. وفي أيام معدودة تساهمين مساهمة كبيرة في نشر العلم بين صفوف المسلمين.. إنها أيام غالية..
    لا تضيعيها في الأماني والأمنيات أيتها الحبيبة..
    [/color]
    التعديل الأخير تم بواسطة منذر مصطفي ; 16-08-2011 الساعة 11:17 PM

  4. #4
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة مشرقة
    * منذ أحد عشر عاماً كانت تلك الليلة.. ليلة مشرقة في حياتي.. لا زلت أذكرها جيداً حيث تحدثنا عن الإسراف والتبذير في مجتمعنا وهو مجال ملاحظ ومشاهد.. إنها يعم لا نلقي لها بالاً.
    كنا ثلاث نساء فقط في تلك الأمسية الجميلة ولامسنا الجرح المؤلم والنزف الدائم لأموالنا.. عندها تشاورنا أن يكون لنا دور في خدمة هذا الدين العظيم.. هنا صممت إحدانا وبقيت أنا وأخت واحدة.. إنتهى الحديث ومن ثم المجلس وقررنا العمل على قدر إستطاعتنا..
    بدأنا بجمع مبالغ شهرية تصل إلى مائة ريال فقط، لم ينقص من أموالنا شيء ولا رأينا في ثيابنا قلة.. استمر عملنا أشهراً متتابعة ونحن ندخر مئتي ريال شهرياً وندفعها لصالح الأعمال الإسلامية الخيرية.. ثم يسر الله وتوسعت الدائرة وكثر الخير.. وبدأ الكثيرات يشاركننا في دفع هذا المبلغ الرمزي.. مائة ريال كل شهر.. حتى وصل ما نجمعه إلى مبالغ كبيرة معظمها من المعارف والأقارب والجيران..
    بدأنا بإرسال رسائل إلى الخارج تحمل كتباَ في العقيدة بمعدل إرسال اسبوعي يقارب مئتي رسالة وأكثر من خمسين طرداً كبيراً يحوي أمهات الكتب إلى أنحاء العالم.. واستمر عملنا طوال سنوات ماضية.. نرسل من خلالها العقيدة الصحيحة والعلم النافع إلى جميع أنحاء العالم..
    ورغم أن هذا هو عملنا لفترة طويلة ومستمرة إلا أنه تبقى لدينا خلال تلك الفترة فائض مالي عن حاجة الإرسال فكان أن أنفقناه في مشاريع أخرى عن طريق جهات خيرية معروفة.. إنه مشروع بدأ بمائتي ريال.. ولكن ألقي- أختي المسلمة- نظرة إلى بعفر الحصاد.. حفر تسعة عشر بئراً عادياً.. وحفر ثلاثة آبار أرتوازية تكلفتها ستون الف ريال وبناء خسة مساجد وإرسال ألوف من الكتب.. إضافة إلى مبالغ مقطوعة تدفع لمساعدة إخواننا المحتاجين في الصومال والبوسنة وغيرهما..
    إنه مشروع صغير.. مائة ريال.. حتى بارك الله فيها وجعلها تنمو وتنمو وتنمو..

  5. #5
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة مباركة
    * ريعان الشباب كفراشة تنبض بالحياة.. لم يتجاوز عمرها السبعة عشر عاماً.. تحمل هم الدعوة.. وهم الأمة.. تتحرق شوقاً لرفعة راية الإسلام.. همها منصرف للدعوة.. عيونها تتابع المحاضرات ومتى موعدها ومن ستلقيها.. أما حفظ القرآن فقد إنصرفت بكليتها نحو حفظه.
    حركة لا تهدأ فمن نصيحة رقيقة تهديها إلى إحدى زميلاتها إلى كلمة حلوة تدعو فيها لحفظ القرآن في مصلى المدرسة.. إلى قوة في إنكار المنكر وعدم الصبرعلى رؤيته.. أما المدرسات فلهن نصيب من دعوتها..
    الله أكبر.. لا تراها إلا تتقلب في أنواع العبادة.
    يوما أهمها أن ترى مديرة المدرسة لا تلبس الجوارب.. صعدت إليها وسلمت في أدب رفيع وشكرت المديرة على جهدها..
    وقالت: نحن ندعو لك بظهر الغيب وأنت القدوة والمربية والموجهة.. ثم تبعت ذلك.. لا أراك تلبسين الجوارب وأنت تعلمين أن القدم عورة وخروجك ودخولك مع البوابة الرسمية عبر أعين الرجال يا أستاذتي الفاضلة..
    طأطأت مديرة المدرسة رأسها وهي تعلم صدق نصيحة الفتاة فكان أن قبلت وشكرت.. وقالت في نفسها إن الكلمة الصادقة لها رنين ووقع في النفس..
    فرحت الطالبة وهي ترى المديرة تستجيب لله ولرسوله وتعود من قريب.. وحمدت الله على قبول النصيحة.. ولكن هناك أمرا أهمها.. فكرت لمن تبثه.. ولمن تقوله..
    * فاجأت مدرسة العلوم الشرعية وهي قدوتها ومربيتها بسؤال عجيب.. يا أستاذتي الفاضلة.. أين نصيب المستخدمات في المدرسة من الدروس وحفظ القرآن والمواعظ.. هيا لنبدأ معهن. قررت مع مدرستها أن تعلمهن قصار السور ويدعين لحضور المحاضرات المدرسية.. وبحثن عن داعية في المدرسة صاحبة صبر وجلد وسعة بال وقلن لها: هنا نساء في منزلة أمهاتنا.. لمن نتركهن؟؟
    إنها فتاة الإسلام مباركة أينما كانت.. مباركة أينما حلت وارتحلت..

  6. #6
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الصحبة
    * أثر الصحبة عجيب.. تأمل قول الله تعالى في سورة الكهف عندما رفع درجة الكلب برفقته للصالحين وذكره معهم: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم.. }.
    أما هي فعندما توفيت صديقتها فقد جعلت عمرة ابنها الصغير عن هذه الصديقة.. أما الأخرى فإن لسانها يلهج بالدعاء والرحمة لها.
    * بدأنا طريق الهداية ونحن في المرحلة الجامعية ثلاث قريبات جمعتنا القرابة وزادت المقاعد الدراسية ذلك الحب والود.. ثم تأصل كل ذلك محبة في الله.. بدأنا في جمع مبلغ بسيط من مرتباتنا في الجامعة به نشتري بعض الكتيبات والأشرطة.. وعلى الرغم من قلة هذا المبلغ إلا أن الله بارك فيه ليشمل ما نوزعه جميع أقاربنا ومعارفنا.. وبدأ ينضم إلينا بعض فتيات العائلة حتى تيسرت أمورنا ولم تعد المادة عائقا نحو شراء تلك الكتب والأشرطة.
    * صاحبة طاعة وقيام ليل.. لا تترك النوافل.. وعندما تحدث زميلاتها في المدرسة الثانوية تحث فيهن روح العمل.. هيا نصلي.. متى نعمل إذا كبرنا وأصبح الوقوف صعبا والركوع مشقة والسجود بجهد.. نحن في زمن النشاط والقوة.. هيا نعمل ونجد في الطاعة قبل أن يدركنا الموت أو تدب إلينا الأمراض والأسقام والأوجاع.. وقبل أن تكثر مسئولياتنا من زوج وأبناء.
    * ثلاث زميلات في الجامعة تعاهدن على حفظ القرآن كاملا.. وكان بينهن اتصال مستمر مساء كل يوم لتسميع ما حفظن.. دقائق معدودة وفي نهاية الأسبوع يكون التسميع لبعض الآيات.. من أول السورة ووسطها وآخرها ليسترجعن ويتأكدن من حفظهن.. كانت النتيجة من هذا الخير في شهر ونصف حفظن سورة البقرة.
    * طريق يومي تسلكه يتراوح بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة إنه طريق الذهاب إلى الجامعة والعودة.
    قررت أن تجعل هذا الوقت لقراءة كتيب نافع ومراجعة قراءة ما حفظته من كتاب الله.. كثيرات يسلكن مثل هذا الطريق منذ سنوات ولكن دون فائدة.

  7. #7
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الحفيدة
    * مدارس كثيرة بها خيرة المعلمات علما ودعوة ونشاطاً.. أما هي عندما عينت فإنها ارسلت إلى مدرسة تزخر بالمعلمات لكنهن نائمات.. فلا توجد محاضرات ولا دروس.. في البداية بدأت في التودد إلى المدرسات وقالت: هم أهم عندي الآن من الطالبات لأنهن داعيات خاملات آثرن الكسل والدعة.. فقط يحتجن إلى إيقاظ..
    بدأت خطوات الإيقاظ بالكتاب والشريط والهدية.. حتى تحولت المدرسة إلى شعلة نشاط ومركز دعوة.. حمدت إحداهن الله وهي تردد كيف ضاعت مني خمس سنوات يومياً أقف أمام الطالبات ولم أدعهن وأحدثهن وأركز على تربيتهن!! إنها الغفلة اليوم والحساب غداً.
    * شرعت المعلمة في بيان أضرار السفر والفساد والانحلال في بلاد الكفر.. وعقبت بدعاء صادق.. نسأل الله أن لا ندخلها ولا نذهب إليها..
    ولم ينته الدعاء حتى تسلل من بين الصفوف صوت حمل هم الدعوة: نعم يا معلمة.. نسأل الله عز وجل ألا ندخلها إلا فاتحين!! لا فض الله فوك وجعلك وأبناءك من الفاتحين.
    * تكد وتكدح للآخرة...- والله- إنها تركض للآخرة ركضا وتسعى الا سعياً.. فمن محاضرات إلى ندوات إلى نصائح. كل عمل خير لها فيه نصيب.
    وفي نهاية كل شهر- علمت إحدى المدرسات من زميلاتها- أنها ترسل راتبها كاملاً لأعمال الخير.. نعم كاملاً وأقسمت لقد رأته- برباطه- ترسل به إلى كفالة أيتام وطبع كتب وتجهيز غاز..
    جعل الله مستقرك جنات عدن أيتها المؤمنة ورفع درجتك وأعلى منزلتك وكثر من أمثالك.. ووالله لأنت حفيدة عائشة وفاطمة.
    * اجتمعت معلمات المدرسة وقررن الدخول في (جمعية) مع بعض.. وكل منهن تتحدث عما ستفعل بالمبلغ عندما تستلمه أما هي فصامتة تنتظر ذلك اليوم.. حتى إذا استلمت المبلغ دفعت به لبناء مسجد.. لعله يصيبها الأجر والثواب.

  8. #8
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة المرض
    * مرضت وأدخلت المستشفى وكان في ذلك خير كثير لها ولمن حولها.. تحولت غرفتها إلى خلية نحل ونشاط متصل.. بدأت بتوزيع كتب على الممرضات والطبيبات باللغات الأجنبية واتبعتها الأشرطة..
    أما المريضات فحدث ولا حرج عن عدد الكتب التي تم توزيعها حتى فاضت وزادت ووصلت إلى صالة انتظار النساء في الدور الأرضي.. أما تلك المرأة الكبيرة في السن وليس لها نصيب من العلم فقد إشترت لها جهاز راديو بمبلغ عشرين ريالاً ووضعت المؤشر على إذاعة القرآن الكريم.. ثم تشاورت مع طبيبة داعية وقررن وضع أرفف في ممرات قسم النساء ووضعن عليه كتباً صغيرة غالبها موجه للنساء.
    أما مدير المستشفى فقد وصلته قائمة طويلة بما رأت وما تقترح ودونت جميع ملاحظاتها في تلك الرسالة.
    عجبت الطبيبات من همتها ونشاطها فهي تتفقد النساء في غرفهن وتسأل عن حاجتهن وما يردن..
    * وعندما رأت الطبيبة إمرأة ممن امتشقهن الشيطان وهي تبرز مفاتنها وتحمل زهوراً لتقدمها لقريبتها.. سألت الطبيبة مريضتها: من أين أتت عادة الزهور.. وكيف بدأنا نحرص على إحضارها لمرضانا رغم تكلفتها الباهظة..
    قالت المريضة: إنها التبعية والتقلب حتى في الزهور.. نحن أمة نتبع التقليد الاعمى.. أرأيت في الصناعة لم نصنع قيد بعير.. أما في الزهور والموضة والأزياء فحدث عن البحر ولا حرج.

  9. #9
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة في مخيم
    * غالب اجتماعات أسرتنا اجتماعات كفقاعات الصابون لا فائدة منها.. بل إن الكثير منها فيها من الذنوب والمعاصي ما الله به عليم..
    وعندما أخبرني زوجي أن العائلة قررت إقامة مخيم خارج مدينتنا نمضي فيه أسبوعين كاملين.. سمع أنه حرى من كبدي.. والتفت إلي متعجباً..
    قلت له: لا تعجب.. إننا سوف نمضي أسبوعين نبحر فيهما فوق المعاصي والمنكرات.. ندافع الذنوب مدافعة!!
    شد من أزري وشحذ همتي.. وقال: هل نتركهم للشيطان يستفزهم بخيله ورجله.. ليس لك البقاء.. والله إنه باب دعوة مفتوح.. اطلبي ماشئت.
    هون الأمر علي واستحثني بذكر طرفي من سيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم - حتى بدأت أفكر وأفكر..
    لم يستقر لي قرار حتى هاتفت داعية مجربة ما العمل؟..
    فأوصتني بالإخلاص وصدق النية والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل.. ثم قالت: سارعي إلى الهدايا التي تحبب إليك الصغار وتفرحهم وهذا سينعكس على الكبار.. ولا تنسي هدايا النساء الكبيرات من عباءات مريحة "وغطاوي " للوجه.. ولا تنسي سجادة للصلاة لكل أم..
    إبدئي بدعوة الكبيرات في السن وترقيق قلوبهن.. ثم عرجي على صاحبات القلوب الصافية والفطرة السليمة في الشابات.. وسترين مايفرحك.. لك فرصة أسبوعين كاملين تدعين فيها إلى الله.. متى تجدين في خيمة واحدة مثل هذا العدد.. لمدة أسبوعين؟!.
    ونحن نسير متجهين إلى المخيم أصابني فرح عجيب من حديثها وإنها فرصة لن تتكرر.. وقررت الدعاء وبذل الأسباب.. وجعلت الأيام الأولى لأطفال من توزيع الهدايا والمسابقات وقص بعض قصص الصحابة والتابعين عليهم.. ثم بدأت في مساء كل ليلة بدرس لحفظ القرآن..
    كل ذلك تم أمام أعين الجميع.. فسبحان من يسر وجعل حتى الشابات يقتربن ليسمعن قصص الصحابة والتابعين.. وكانت المفاجأة.. أسبوع واحد فإذا بي في وسط جو يملأه الفرح والسرور.. حتى بعض الشابات بدأن بقيام الليل مع بداية الأسبوع الثاني..
    انتهى المخيم وأملي كان دون ما تحقق.. فلله الحمد والمنة.. بدأت العلاقات تقوى وأصبح لنا اجتماع تحفه الرحمة وتتنزل فيه السكينة.. شهور فإذا التأثير ينتقل إلى الآباء والإخوان، فأحمد الله عز وجل على توفيقه.. ولو بقيت في ترددي وتخاذلي وخوفي لما تحقق من ذلك شيء.. إنما هو إخلاص وعمل ودعوة.
    كم من داعية وسط أسر تائهة.. وكم من معلمة وسط جو لم يتغير منذ سنوات.. ولكن ماذا أعدت الأخت للإجابة غداً؟! أين الأمانة.. وأين الدعوة إلى الله؟!

  10. #10
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الدعوة
    * قليل دائم خير من كثير زائل.. وخير العمل أدومه وإن قل.. قالت: سأسير على هذا الطريق.
    اقتطعت خمسمائة ريال شهرياً من مرتبها ليصرف في أوجه الخير.. رأت ولاحظت ودققت مانقص من مالها شيء يذكر.. بل ادخرت هذا المبلغ ليوم تشخص فيه الأبصار.
    * تساهم بالكتابة في الصحف والمجلات وتختار ما يناسب المرأة ويبعث فيها إيمانها ويزكي حيائها.. ترد على الشبه وتشجع المبتدئين أصحاب الخط الواضح.. كثير لا يعلم بعملها سوى صديقتها التي تناولها الرسائل ليبعث بها الأخ إلى البريد.
    * للتشجيع وإبداء الملاحظات وطرح الأفكار دور كبير في استمرار كثير من أهل الخير في أعمالهم.. وقد سخرت قلمها لتحث وتشجع الكاتب والخطيب وغيرهم.. وإن علمت بملاحظة أو رأت نصحاً أو طرحاً جديداً أو أمراً مغفلا أرسلته ضمن إقتراحات وملاحظات.
    * رأت أن ظاهرة التصوف بدأت تنتشر في بعض المجتمعات فكان أن هبت واشترت مجموعة كبيرة من الكتب التي توضح الصوفية وتبين أخطاءها.. ثم قامت بتوزيع تلك الكتيبات على أكثر الطالبات.. وكان مع هذا الكتاب كتاب آخر عن حجاب المرأة المسلمة.
    * لعلمها أن للبدع أناساً يعملون بجهد واجتهاد.. إنهم دعاة على أبواب جهنم.. كانت هي حاجزاً في وجه انتشار البدع في مجتمعها وجيرانها ومدرستها.. فلديها مطويات تعيد تصويرها كل عام وتقوم بتوزيعها في زمن البدعة والاعتقاد بها.. بدعة المولد وبدعة ليلة الإسراء وكذلك ليلة النصف من شعبان وغيرها من البدع..
    * تفرغت للدعوة إلى الله وهي في عقر دارها.. كيف؟! تنسخ مئات من الأشرطة باللغة العربية من محاضرات ودروس وندوات لتوزعها على المتعطشات إلى العلم الشرعي.. كما أن لها نصيبا وافراً من نسخ الأشرطة باللغة الأندونسية والفلبينية.. فللخادمات والسائقين والقادمين دعوة بالشريط.. لم يكلفها المشروع العملاق سوى القليل..
    لله درها كم من مستمعة دعت لها وكم من سامع اتعظ.

  11. #11
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الهوايات
    * ضاعت الأمة بكثرة الهوايات.. لا يجد البعض وقتا لحضور الدروس والمحاضرات أو لقراءة القرآن.. لكن تراه يجري لإشباع غريزته وهوايته..
    تعجبت من شاب يخرج أياما ليس للدعوة إلى الله.. بل لصيد نوع من الحيوانات الزاحفة أو الطيور..
    أما النساء فبعضهن جعل من هواية قص الموديلات والأزياء وجمعها هواية ملكت عليها فكرها وأخذت جل وقتها.. أما هي فإن لديها محبة وهواية لتربية الدجاج لكنها سخرت هذه الهواية لنفع المسلمين ونفع نفسها فكانت تتصدق باللحم على الفقراء وتبيع البيض الفائض على أحد المحلات وتتصدق بالمبلغ.
    * هوايتها الطبخ ولكن سخرت ذلك لصالح الدعوة فهي في كل أسبوع تقوم بعمل نوع من الأكلات الخفيفة وترسل به إلى الجيران وترسل معه كتابا وشريطا.. وكل خميس ينتظر الجيران ما يملأ البطون وينفع العقول.
    * تحب الأعمال اليدوية.. قالت هذا كسب يدي أعمل بكلات وتيجانا للفتيات والصغار وأبيعها وأكفل أيتاما بذلك المبلغ.
    * أرسلت تقول: وهبني الله معرفة تامة لعمل المخلل وأتقنت هذا العمل وبرعت فيه وحينها فكرت أن أتوسع في هذا العمل وأبيعه على المعارف والجيران وأتصدق بثمنه. ثم إني وسعت الأمر وذلك بخلط البهارات بنسب معينة ومن ثم بيعها والتصدق بثمنها..
    * والأخرى يسر الله لها عملا آخر تجيده فهي تخيط شراشف الصلاة وسراويل الأطفال الطويلة ثم تبيعها وتتصدق بها..
    * أما تلك المرأة المسنة فإنها تجيد عملا طيبا آخر وهو خلط أنواع البخور مع بعضها حتى تجعله على شكل كرات صغيرة يسمى "معمول " ثم تقوم ببيعه.
    إنها طرق للإنفاق متعددة وكل ميسر لما خلق له.. وكل يستثمر نعم الله عليه من إجادة صنعة أو مهنة لفعل الخيروطرق أبوابه.
    * إذا كان لديها وقت فراغ فإنها تقوم بتلخيص بعض الكتب في صفحات وتقرأها في مجالس النساء وتصورها وتوزعها برجاء الفائدة للجميع.
    ما أكثر الساحات المحيطة بمنازلنا ولكنها في الغالب لا يستفاد منها خاصة المكشوفة منها.. أما هي فقد قامت بزراعة جزء من ساحة منزلها بأنواع الخضار والنباتات الموسمية وتوزيعها على فقراء الحي والجيران والأقارب.
    لم تكتف وتقف عند حمل هم الدعوة إلى الله.. بل إنها بدأت توجه صغارها نحو هم حمل الدعوة إلى الله.. وقالت نعودهم على نفع الإسلام والمسلمين منذ الصغر حتى يشبوا عن الطوق ونفوسهم رخيصة في سبيل الله.
    * تشارك في وضع لبنة في المجتمع المسلم.. وتستقبل أيامها وترى حال تلك اللبنة وأين مكانها؟ أهي عامل ضعف وثغرة -يدخل منها إلى الإسلام؟ أم هي ركن حصين وقناة لا تلين..إنها تشارك في تربية أبناء المسلمين وتعليمهم؟! إنهم أبناءها؟! تتساءل أمنهم عالم الأمة أم هم من الرعاع؟!
    * تخدم أخاها وتقدم له مايريد وتبحث عن راحته.. وترفض أن تقوم الخادمة بتلك الأعمال.. بل تحتسب كل عمل لوجه الله.. أحبها وأحترمها ودعا لها.. وزادت المحبة والمودة لتلك الأخت البارة.

  12. #12
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الأبناء
    * جل حديثها عن إبنها لا يتجاوز صحته وسمنته.. وماذا أكل وماذا شرب.. وكم تعاني من السهر في حال إعتلال صحته.. ولكنها ما ألقت بالا لتربيته ولا تحرت الصحبة الطيبة..
    تجهد نفسها لزيادة كيلو جرام أو اثنين من كتل اللحم والشحم البشري.. ونسيت الأهم.
    وأفاقت يوما فإذا بالطفل أصبح رجلا مكتنزا لحما وشحما كما أرادت.. يأكل ويشرب ويجلجل صوته في المجلس..
    لكنه لا يصلي.. ألتفتت خلفها فإذا صغار أختها يؤدون الصلاة ويؤمهم ابن سبع سنين وقد حفظ أجزاء من القرآن. عندها تأكدت أنها لم تكن عرينا لأسود بل مزرعة للتسمين.
    * تولي أبناءها عناية خاصة وترى أنهم عماد الأمة مستقبلا وهم أحفاد السلف الصالح.. تحتسب الأجر في تربيتهم وتدفعهم إلى المعالي.. ترسخ في نفوسهم القيم الفاضلة.. تروي لهم سيرة الرسول ودعوته وصبره ومعاناته وسيرة أصحابه والعلماء الأخيار حتى تغرس في نفوسهم الصافية محبة هذا الدين ومحبة حمل هذا الدين.
    * لمحبتها لهذا الدين ولأنها ترى أن خيروسيلة للدعوة هي تربية النشء على الطاعة والعبادة وبعدهم عن مواطن الشبه والريب.. قررت أن تعتذر عن بعض المناسبات حفاظا على صغارها من رؤية بعض المنكرات..
    تعتذر وهي فرحة بما تقدم لابنائها من جلوس في المنزل وبعد عن مالا تحب.. رزقها الله التوفيق وأخذ بيدها.. كبر الصغير وحفظ القرآن وظهرت عليه أمارات النباهة والفطانة.. وقالت في نفسها.. الحمد لله.. قدمته للأمة رجلا صالحا مقيما لحدود الله وقافا عند أوامره مبتعدا عن نواهيه.
    * حرصت على أن تحفظ ابنها من المزالق وتحميه من الانحراف.. وأن تكثر أمة محمد- صلى الله عليه وسلم - فدفعت بابنها إلى الزواج وهو في سن الثامنة عشرة.. تعجب الكثير ولكن عندما أصبح الأمر واقعا تغيرت نظرة الكثير ممن حولهم وتيقنوا أن تلك السن سن طبيعية للزواج..

  13. #13
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الصباح
    * فتحت منزلها للندوات والمحاضرات أسبوعيا.. وفتحت قلبها قبل ذلك.. فكل أسبوع هناك درس تعده وتلقيه بتمكن وعلم وبين حين وآخر تستضيف داعية.
    وبعد كل درس ومحاضرة تبدأ حركة البيع في ساحة منزلها.. أشرطة وكتبا.. وقفازات وشرابات.. وريع ذلك كله لصالح الأيتام والفقراء وفي أوجه الخير الأخرى.
    * صباح كل يوم قبل أن تبدأ في العمل داخل منزلها تقرأ صفحة من القرآن الكريم ثم تبدأ بعملها وهي ذاكرة مستغفرة.
    * لا ترى إلا رافعة يديها إلى السماء تدعو للأمة بالهداية والرفعة والتمكين.. تتحرى أوقات الإجابة وتلح في الدعاء وتتضرع إلى الله.. سألت قريبتها.. منذ متى لم تدعي الله عز وجل وتتضرعي إليه؟! قالت: تمر شهور لم أشعر بالدعاء الحار.. إنما الدعاء فهو على لساني دائما لكن دون روح وذل وخشوع؟! إنها عبادة منسية !!
    * وضعت للهاتف شعاراً.. صلة الرحم.. تعلم العلم.. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمر من أمور الدنيا لابد منه.
    * رزقها الله مالاً وفيراً فشكرت له فضله وإحسانه.. لديها أكثر من خادمة استفادت من وجودهن بأن أقامت مطبخاً في ساحة المنزل وتقوم بنفسها ومعها الخادمات بطبخ بعض الأكلات الخفيفة وبيعها على النساء العاملات بسعر زهيد وتتصدق بهذا المال فهو من كسب يدها.
    * على حداثة سنها وصغرها إلا أنها إذا قامت إلى الصلاة وكبرت علم أهلها أنهم يحتاجون وقتا طويلا حتى تنقضي صلاتها.
    إنها صلاة وافية كاملة وليست كما ينقر البعض صلاته.
    * في منزلها منذ أن تصبح وحتى تمسي ومؤشر المذياع على محطة إذاعة القرآن الكريم.. الله أكبر.. من قراءة قرآن إلى سماع حديث إلى موعظة.. إنه صوت يزيل الوحشة وينزل السكينة ولطرد الشياطين.
    * تزور المشاغل النسائية وهي تحمل كتباً باللغة العربية لتوزيعها على المرتادات وكذلك باللغات الأخرى على العاملات.. كان لجهدها البسيط أن أسلم على يديها عدد من العاملات. كم إمرأة فعلت مثل هذا؟!

  14. #14
    عضو ذهبي
    الصورة الرمزية تغريدا
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    4,363
    أخى منذر وكما عودتنا جديد المواضيع المميزة بارك الله فيك وبجيك للبوست برواق ومهلة

    اللهم صلى وسلم على النبى الكريم وآله وأصحابه الطاهرين وأجمعنا بهم يوم الدين
    (ماندمت على شئٍ ندمي على يومٍ غربت شمسه, فنقص فيه أجلي, ولم يزد فيه عملي)


    كن فى الحياة كعابر سبيل
    وأترك وراءك كل أثر جميل فما نحن فى الدنيا إلا ضيوف
    وماعلى الضيوف إلا الرحيل




  15. #15
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة المحاضرات
    * خريجة علوم شرعية ولها نصيب من البلاغة والفصاحة.. ولكنا لم تسخر ما وهبها الله لها من علم.. متقوقعة على نفسها.. يأكل منها الكبر وينالها العجب.. الأعذار جاهزة وللشيطان نصيب في صدها عن الدعوة..
    أما تلك التي لم تقرأ ولم تكتب فإنها واعظة تلقي المحاضرات بوجود المتقوقعة التي تعجب من طلاقتها رغم أن حديثها باللغة العامية!! قالت يوماً في معرض حديثها وهي تعظ مجموعة من المدرسات.. ألا تستطعن أن تقلن.. عليكن بالخوف من الله.. اتقين الله.. أين الموت.. والحساب؟! إنها كلمات صادقة ولذا لها وقع صادق. أما تلك فوالله ستسأل عن السكوت يوم القيامة.. يوم تزل الأقدام وتتطاير الصحف وتتعثر الخطوات.
    * حاولت أن تلقي محاضرة ولكنها لم تستطع.. غلبها الحياء الفطري.. فلم تستطع مواجهة الحاضرات.. قررت أن تكتب المحاضرة كاملة وتدفعها لمن لديه القدرة على قراءتها.. وكان لها
    ذلك.
    * ليست داعية بليغة وليس لها نصيب من التعليم ولكنها شاركت في الدعوة إلى الله من خلال تجميع عناصر بعض المواضيع الإسلامية المهمة وعرضها على الداعيات.. كما أنها تختار أسماء بعض الكتب الجيدة وتحث على شرائها.
    * تحاول قدر المستطاع حضور المحاضوات والاستفادة منها وكتابة بعض العناصر على ورقة مستقلة لتستفيد منها وتفيد.. وعندما ذهبت مساء لحضور محاضرة انتظرتها بفارغ الصبر وجدت عند بوابة القاعة جارتها وهي تحمل ابنها.. وا شتكت إليها بأنهم منعوها من دخول المحاضرة والاستفادة من العلم لوجود طفل معها..
    فكان أن هبت الجارة المحتسبة وقالت: الحمد لله أنا دائمة الذهاب للمحاضرات وأنت لا يتيسر لك ذلك دائما.. هيا دعي طفلك معي وادخلي لتسمعي المحاضرة وأنت هانئة القلب.. بقيت الجارة المحتسبة طوال مدة المحاضرة مع الطفل حتى انتهت المحاضرة.

  16. #16
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة منـزل
    * صرخت.. ومن أغلى من زوجي.. شريك حياتي.. هل أدع الشيطان يتخبطه؟! أم الاعلام يوجه فكره؟! أم صور المجلات تثير غريزته؟!
    صرخت.. لا وألف لا.. وسأبدأ الخطوة الأولى وسأتبعها خطوات ويسبق ذلك كله الدعاء..
    صبرت وعانت.. وجدت المشقة والعنت.. حتى استقام لها الأمر بعد شهور طويلة فيها من الكلمات الجارحة والدموع والآلام ما الله به عليم..
    بعد ذلك كله عندما هدأت الزوبعة دعاها يوما وقال: بماذا أجازيك على صبرك؟!
    لم تتمالك نفسها.. سقطت دمعة الفرح من عينيها وهي تبتسم وقالت: جمعنا الله في جنات عدن..
    قال لها: لك أجر كل ما عملت من خير ولا ينقص من عملي شيء.. أما سمعت حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم- "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)). رواه مسلم.
    * صبرت على ما تلاقيه من سوء عشرة زوجها.. صبرت واحتسبت وكتمت، فلا يعلم بحالها أحد ولا يدري أحد ماذا يدور في منزلها..
    قدمت الرضا والصبر بما قضاه الله وقدره فلم تشتك لمخلوق.. بل تهرع إلى الصلاة كلما حز بها الأمر إنها الصابرة المحتسبة.
    * تزوجت بزوج بخيل فيه من اللؤم صفة ومن البخل أثر وعندما طلقها لم ينفق عليها ولا على أطفالها وصغارها وحسب أن ذلك من حسن الصنيع والدهاء.. وماعلم أن له موقفاً أمام الله.. أما هي فرأت الأمر بمنظار آخر..
    تصدقت على أطفالها وقالت: هم أحق من الفقراء الآخرين.. ألبستهم أفخر الثياب وأحسن الملابس.. وتسمع من صويحباتها عبارات الثناء على أبيهم وإنفاقه عليهم وما علموا أن الأمر من أمهم.

  17. #17
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الخادمة
    * أرادت أن تكون داعية إلى الله وتساهم في نشر العلم الشرعي والعقيدة الصحيحة.. قالت لخادمتها: هات عناوين أقاربك ومعارفك لكي نرسل لهم رسالة كل شهر تحوي كتاباً في العقيدة وتصحيح المعتقد والتحذير من البدع.. لمدة عام واحد سوف يصلهم- إن شاء الله- اثنا عشركتاباً أو أكثر.. هيا لنبدأ. بدأت تسأل عن عناوين أخرى من خادمات أقاربها حتى زاد ما ترسله شهرياً عن عشرين رسالة بها كتب مختلفة. قالت وهي تجهز لاحدى الرسائل.. يأتون ويعيشون بين ظهرانينا سنوات طوال بدون أن نعلمهم أمور الدين والعقيدة..
    * اهتمت بأمر الخادمات ورددت: هؤلاء يأتين إلينا سنوات طويلة ثم يعدن إلى ديارهن ولم يستفدن علما ولم يتعلمن أمور دينهن.. إنهن أمانة في أعناقنا.. بدأت كل شهر أو شهرين تشتري كتباً وتوزعها على الخادمات.. فرحن بزيارتها ويعلمنها بإرسال تلك الكتب إلى أهلهن هناك.
    * شمرت عن ساعد الجد وقالت: لا أريد خادمة وحثت بناتها على خدمة المنزل والقيام بشئونه.. فرحن بخدمة والدهن ووالدتهن وتعلمن البر والإحسان إليهم بل وزادت المحبة والمودة بينهم.. فوقت العمل وقت للحديث والمؤانسة.. طالت الأوقات التي يقضونها مع بعضهم البعض.. إنها متعة ومؤانسة وقبل ذلك أجر وثواب.
    * استقدمت الأسرة خادمة وزوجها.. ولأن لبيوت الأخيار تميزاً.. اشترطت عليها الحجاب الكامل وعدم التبرج وغشيان مجالس الرجال. ووجهتها بعدم فتح الباب ورفع سماعة الهاتف.. تذمرت الخادمة في باديء الأمر.. ولكن بعد أن سمعت أشرطة بلغتها وقرأت كتباً عن الحجاب.. حمدت الله.
    لم يقف الأمر عند هذا الحد.. فلبيوت الأخيار تميزاً.. بدأت الخادمة تقوم الليل تصلي وتتهجد ولا يفوتها صيام أيام البيض ويومي الخميس والأثنين.
    * كلما رأيت قريبة لنا لديها سائق ناولتها مجموعة من الكتب في العقيدة وبعض الأشرطة بلغة السائق وعدد من نسخ القرآن الكريم له ولمن يعرف من السائقين والعمال.

  18. #18
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الإعتزاز
    * الإنسان ضعيف جداً خاصة وقت المرض وبزداد الضعف والحاجة أمام الطبيب والمعالج، ولأنها طبيبة تقوم على علاج المريضات جعلت همها الدعوة إلى الله.. بالكلمة الطيبة والنصيحة المفيدة.. والابتسامة الصافية..
    تزرع الأمل في النفوس بحسن التوكل على الله وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. ولا تغفل عن توزيع الكتب على المريضات.. بل ربما اشترت أجهزة تسجيل صغيرة لتوزيعها على من لا يقرأن..
    إنها ليست داعية في وسط المرضى فحسب.. بل في وسط زميلاتها بوجوب المحافظة على الحجاب الشرعي الكامل وعدم محادثة الرجال والبعد عن لين القول.. والدعوة لهن باستثمار هذا المكان في الدعوة إلى الله.. وقالت.. بعض المريضات أول مرة يرين كتيبات ويسمعن محاضرات.. إنها فرصة لا تعوض.. فإن خرجن ربما لا يعدن.
    قالت صاحبة الهمة العالية: المستشفى مكان دعوة مفتوح..نصل فيه بسهولة إلى قلوب منكسرة وأنفس ضعيفة.. هنا مجال دعوة واسع.. لكن أين العاملون؟
    * قالت طبيبة الأنف والأذن وهي تكشف على الطفل الصغير ووالدته بجواره: هل سمعه ضعيف؟!.
    قالت الأم: لم نلاحظ ذلك.. وهنا تابعت الطبيبة بسؤال عفوي: ألم تلاحظي اقترابه من التلفاز أثناء مشاهدته له؟! قالت الأم الواثقة: لا يوجد لدينا تلفاز في المنزل ولله الحمد. قالت في نفسها: اعتز بديني واعتز بفعلي أمام أبنائي ولا أحني رأسي أمام المغريات.. دعها تقول ما تشاء فلديها معلومات عن دراستي العليا وكذلك دراسة زوجي العالية.. ولكنه الثبات.. اسأل الله الثبات.. إنها صور مشرقة للاعتزاز بهذا الدين.
    * آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر في أوساط النساء.. في السوق وفي المستوصف وفي المدرسة وفي وسط اتجمعات النسائية وفي حفلات الأعراس.. في كل مكان لها مشاركة.. فلا ترى منكراً إلا سارعت إلى إنكاره ولا ترى معروفاً إلا سارعت بالدعوة إليه والحث عليه.

  19. #19
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الإنفاق
    * تعجبت من واقعها- الإسراف والتبذير- الذي تراه كل يوم وسكتت برهة وهي تقرأ حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو يرى أم المؤمنين عائشة وقد أكلت في اليوم مرتين فقال: "يا عائشة أما تحبين أن يكون لك شغل إلا جوفك، الأكل في اليوم مرتين من الإسراف، والله لا يحب المسرفين ". رواه البيهقي.
    * كل ستة أشهر تجعل يوماً للتصفية.. كما تسميه.. تسأل قريباتها وتنادي عليهن.. هيا ماذا من الثياب زاد عن حاجتكن؟! من الملابس والأحذية والفرش والأغطية؟! بل وحتى أدوات المطبخ..
    حملة للتخفيف عن ظهوركن يوم القيامة توسعة لدوركن ومنازلكن..
    بعد أيام تبدأ بالمرور على جميع من هاتفتهن فيذهب قريبها إلى تلك البيوت فإذا بالفائض عن الحاجة يكفي لعدة عوائل فقيرة.
    * يعجب الرجل من نساء سخرهن الله لخدمة هذا الدين.. في كل مجال وفي كل وقت إنهن حفيدات عائشة وفاطمة.. رأين الهمة العالية فطلبنها وسمعن بوعد صادق من رحمن رحيم فسرن
    سراعا..
    هاهي تشتري ملابس بالجملة وتوزعها على فقراء الحي كهدايا وما زاد ترسله إلى أحياء أخرى.. وجزء آخر تبيعه في منزلها على أهل الحي.. يشترين ويتصدقن..
    * وهبت نفسها لجمع الصدقات وترتيبها وتجهيزها ومن تم توزيعها على الفقراء.. وأعدت لذلك ملفاً في منزلها للصدقات العينية.
    تسأل وتتحرى وترسل من يبحث ويدقق في حين تكون الصدقات جاهزة مراعية ومقدرة في ذلك حاجة كل أسرة وبيت.

  20. #20
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الهمة
    * هذه أمنيتي منذ الطفولة.. أن أكون معلمة أعلم وأربي.. وفي مرحلة الدراسة الجامعية.. كنت أستعد لهذه المهنة.. بل ربما دعوت الله عز وجل أن يمد في عمري حتى أعيش تلك اللحظة.
    ويزيد حماسي إذا سمعت عن مهنة التعليم وكيف أن القائمين عليها يمتلكون نشء هذه الأمة ويملكون التأثير عليهم أكثر من الأب والأم..
    مرت الأيام سريعة.. ثم انخرطنا بفضل الله في جو الدعوة إلى الله وعرفنا أن المعلمة على ثغر من ثغور الدين وقد يؤتى الإسلام من قبلها.. فيزيد الشوق ويختلجه شيء من الخوف. وجاءت لحظة التخرج.. وتحقق الحلم.. وبدأ انتظار الوظيفة.. وقبل أن أتولى زمام الأمور كنت أستمع إلى الكثير من التوجيهات..
    قالت لي إحدى الأخوات في معرض النصيحة: "الآن اتكأت عليكم الأمة وألقت بين أيديكم صغار براعمها لتشرفوا على تعليمها"
    زاد الحماس وطال الانتظار ولسان حالي يقولى متى أخدمك يا أمتي؟ وأخيراً.. زفت إلينا الوظيفة وبدأت لحظة العطاء.. الدروس، المسابقات، النشرات.. كلها أفكار تنتظر طريقها إلى التلميذات، وحتما نحن بحاجة إلى معين ولكن..ما إن نطرح على إحداهن- أعني رفيقات المهنة- فكرة حتى ترد ما شاء الله هذا هو حال كل مبتدئة ثم إذا علمت أنك غير متزوجة قالت: نعم لو كنت متزوجة لما فكرت بذلك .
    أيتها الأخت يوم كنا بلا أزواج كانت لنا أفكار وكانت لنا أنشطة وكانت لنا همم ولكن مسؤلية الزوج والبيت والأبناء لا تدع لك مجالاً للتفكير.
    وهكذا.. ما أكثر الكلمات من هذا النوع ولكن لكي تحافظي على هذه الهمة فعليك أن تعملي بصمت..
    ثم لاح لي في هذا الجو ظل أخت لا أراها إلا صامتة عاملة.. أم لأربعة أطفال. ومسئوولة عن المحاضرات المدرسية وأول من ينظم لحفلاتها وأنشطتها، وهي مع ذلك مدرسة ناجحة
    تسهر بين الكتب لتلم بجوانب درسها، وداعية موفقة في وسط مجتمعها وبين أفراد عائلتها من خلال المحاضرات التي تلقيها في كثير من المناسبات والأماكن العامة..
    وإلى جانب ذلك فهي أخت ناصحة لا تدخر وسعاً في تقديم المشورة والرأي لأخواتها بل وتسعى في تلبية حاجتهم الدنيوية أيضاً، وإذا ما ذكرت أحوال المسلمين فهي أولى الباذلات بالمال والشريط والكتاب.. تلك هي سيرتها في المدرسة أما بيتها فيحوي أطفالاً متفوقين ولا أظن خلفهم إلا أم واعية أحسبها كذلك ولا أزكيها على الله..
    سألت عن عمرها الوظيفي فقيل لي: أنها جاوزت الثمان سنوات وهي على هذا الحال، فقلت: الحمد لله هذه حجة عليكن..
    هذا هو ما أبحث عنه إنها الشخصية المتكاملة التي تفتقدها المرأة المسلمة والتي رضيت لنفسها براتب ضخم لم (تحلل) ولا ربعه وأسرة ضائعة وزوج يعاني وأبناء مهملين.. أما الدعوة فلا وقت لديها للتفكير فيها أصلاً ولو سئلت هذه الأخت هل منعك التدريس من زيارة السوق ولو مرة في الأسبوع.. لقالت: لا تلك ضرورة..
    عاد لي حماسي قليلاً وأنا أنظر إلى سيرة هذه الأخت بعد أن كرهت الزواج الذي سيعزلني عن الدعوة وعن حياتي الحقيقية مع قناعتي أن في تلك اللحظة سأضطر إلى ترك هذه الوظيفة لأتفرغ لأداء الرسالة الحقيقية والتي لن تقل عن التدريس متعة فكلا مقصديها شريف..
    أختي المعلمة.. ألست معي في أن النية الصالحة والصدق مع الله هو سر نجاح تلك المعلمة وسر التسخير الذي لاقته ربما من الزوج والأبناء وكل من حولها..؟!
    نسأل الله عزوجل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يسخرنا لخدمة دينه وكتابه والدعوة إليه.. اللهم آمين..

  21. #21
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الوالدين
    * منذ أن وضعت قدمها على عتبة العمل وهي تعطي والدتها ووالدها مبلغاً من المال يصل إلى نصف مرتبها.. فلما سئلت من صديقة جاهلة: المبلغ كبير.. وفري بعضه.. احتفظي ببعضه لليوم الأسود..
    قالت.. هذه صدقة وصلة ولا أريد أن يحتاجا إلى شيء ولا يجدان في أيديهما المال.. ثم أيتها الأخت هذا العمل أطرد به اليوم الأسود.
    * بين حين وآخر تخرج مبلغاً من المال صدقة عن والديها.. ترجو برهما بهذا العمل وتخلص في ذلك فلا يطلع عليه إلا العليم الخبير.
    * تتفقد أمر والديها وترهف سمعها لتتحسس ما هي رغبتهما وماذا يحبان وماذا يتمنيان.
    وعلى استحياء تسأل بطريق غير مباشر والدتها عن والدها..ثم تهب مسرعة لتفرحهما بما كانا يتمنيان كهدية.
    * لم يرزقهن الله بأخ ولكنهن أمهات رجال ونساء مؤمنات يدفعهن إلى الخير ذلك الفضل العظيم والخير الجزيل الذي وعد الله به من بر والديه.. فعندما ألم بوالدتهن ألم قررن وهن متزوجات أن يقسمن الأيام بينهن.. وكل واحدة لها يوم تبقى فيه بجوار والدتها..ورغم المشقة التي يجدنها في الوصول إلى بيت الأم، إلا أنهن كن بارات طائعات فرحات بهذا العمل.
    * كل يوم تردد: ماذا أقدم لوالدي.. هذا الدعاء كل يوم أرفعه لهما في صلاتي.. وعندما أقبل عيد الأضحى أوصت زوجها لشراء أضحية عن والديها وأخفت ذلك كله طمعاً في إخلاص العمل.
    * تقدم رغبة والدتها على جميع رغباتها.. بل إنها تؤجل بعضاً من أعمالها الخاصة لكي تجلس مع والدتها وتؤانسها في الحديث.
    * على الرغم من حداثة سنها فهي بارة بوالدتها.. كأنها عبدة مملوكة بين يديها.. تخدم وتعمل بجد وحرص ويعلو محياها ابتسامة الرضا وتأكد كل ذلك بتفقد ما تحبه والدتها.. أخذت حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم - على عينها ورأسها: "ففيهما فجاهد".

  22. #22
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الكتب
    * هبت مسرعة إلى الباب مع أطفالها الصغار يستقبلون والدهم المحمل ببعض الأغراض.. قابلته بابتسامة وهي ترد السلام عليه ثم أردفت.. أخلف الله عليك ما أنفقت.. حملت معه ما ناولها إياه ثم حمل الأطفال الأغراض الخفيفة وهم يسرعون نحو المطبخ. وعندما وضعت الأغراض والحاجيات على الأرض نادت الأم.. هيا لنطمس الصور التي على العلب والكراتين.. أسرع الأطفال يحملون الأقلام السميكة التي خصصتها الأم لذلك.. دقائق وهم يتضاحكون.. ثم اختفى كل أثر للصور. إنها تربية الجذور على إنكار المنكر وعدم إقراره مع الإستطاعة.
    * أسرفت على نفسها في أوحال المعاصي.. تعيش جواً كئيباً في بيتها.. مشاكل مستمرة مع زوجها.. ومع أطفالها.. ومع أهل زوجها.. بل ومع نفسها.. إنه شؤم المعصية وآثار الذنوب.. وأخيراً طرقت باب الكريم عائدة تائبة.. وعندها وجدت الراحة والسكينة.. إنه صدق الإلتجاء إلى الله.
    * ليس لديها أموال كثيرة تتصدق بها ولكنها حمدت الله.. فهاهي قد فرغت السائق مع زوجته ليخدم في قضاء الحوائج وخدمة الفقراء وتوزيع الصدقات إليهم.. بل وحتى إيصال مريضهم.. أصبح السائق لا يقر له قرار.. ولكنه فرح بذلك.
    * بدأت تتحسس مواطن الخير. ما سمعت بعمل خير إلا سارعت نحوه وشاركت فيه طمعاً أن يكون لها سهم في كل خير كما قال عمرو بن قيس: "إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله.. ".
    * خير العمل أدومه وإن قل.. لذا جعلت في نهاية كل شهر عملاً دورياً تقوم به وهو توزيع الكتب والأشرطة.. تترقب موعد نهاية الشهر حتى تبدأ العمل.. وأصبح آخر الشهر مرتبطاً لديها بإنجاز هذا العمل.
    * غالب الكتيبات الإسلامية لا يتجاوز سعرها أصابع اليد الواحدة.. نعم مبلغ زهيد ولكن كم بذل من الريالات القليلة لنشر هذا الكتاب؟!
    أما هي فقد جعلت في منزلها كتباً متنوعة في عدد من الكراتين إجمالي مبالغها لا يتجاوز ثلاث مائة ريال تكفيها للتوزيع على الأحباب والأقارب والجيران لمدة شهرين أو ثلاثة.

  23. #23
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة المحاسبة
    * عجوز مسلمة أصابها ألم في أذنها- وألم الأذن شديد لا يطاق- ولما أتي بالطبيب على رفض منها وعدم موافقة وأصبحت أمام الأمر الواقع.. أخرجت أذنها وغطت باقي وجهها كاملاً فلم تظهر إلا الأذن فقط.. تعجب الطبيب من فعلها واستغرب صنيعها وقال: يا أمي أنا طبيب اكشفي عن وجهك.
    قالت المؤمنة العفيفة وهي واثقة من طاعتها لربها.. أنت لا تريد إلا أذني.. قد اخرجتها لك..
    إنها تنبض بالاعتزاز والفخار والطاعة والتسليم لما أمر الله!!
    * فرغت نفسها من الأعمال عصر يوم الجمعة حتى لا تفوتها ساعة الإجابة والأخرى ضحت برحلات واجتماعات طمعاً في تلك الساعة .
    * قالت: زوجات أبنائي مدرسات داعيات ورغبة مني في مشاركتهن الأجر وتوجيه جهدهن إلى الدعوة إلى الله.. قمت بالطبخ ومتابعة الصغار من الأطفال..
    ودائما أحثهن على عقد المحاضرات والدروس وأعاتبهن كثيرا على التكاسل والتراخي في نشر العلم الشرعي بين نساء المسلمين.
    * لا يفتر لسانها من ذكر الله.. دائما تسبح وتستغفر وتحمد الله.. وإذا رأيتها في المجلس فهي الصامتة العاقلة.. إن نطقت فبحق.. أو سكتت عندها تبدأ أصابعها تتحرك ولسانها يلهج بذكر الله.
    * تصلي قيام الليل ساعتين كاملتين كل ليلة رغم أنها أم لأربعة أطفال وخلفها مسئوليات زوج..
    وعندما استكثرن عليها صويحباتها نوم الضحى خشيت أن تخبرهن بقيامها الليل فيدخلها العجب والرياء ولكنها لا تفتر تحدثهن من وقت لآخر.. ولو نصف ساعة قبل الفجر يا أخية تناجين ربك.
    * إنها محاسبة النفس كل ليلة؟! اشترت دفتراً صغيراً ووضعته في متناول يدها وتسجل فيه كل ليلة قبل النوم ماذا عملت وماذا فعلت ثم تراجع نفسها..عمل بسيط ولكنه عظيم... وتوبة من قريب واستزادة.
    * مساء كل يوم تذهب لأحدى دور تحفيظ القرآن الكريم تقوم بالتدريس والتعليم وتلقي محاضرات في العقيدة.. كل ذلك إبتغاء مرضات الله.
    * رمضان موسم عبادة وطاعة.. وهمة نشاط.. قبل دخوله رتبت أوقاتها من الصباح إلى ما بعد صلاة الظهر ما تيسر من القرآن.. ثم تقف على قدم وساق في المطبخ.. لتقوم بطبخ كمية كبيرة من الطعام لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.. وخص زوجها مسجداً يقع في حي وسط البلد وتكثر به العمالة ولا يوجد من يقدم فيه إفطاراً.. قال زوجها بعد أيام من بداية الشهر.. إنهم يزيدون عن مائة رجل.
    هنيئاً لك بصنع الطعام قال-صلى الله عليه وسلم-: "من فطر صائماكان له مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيئاً)). رواه الترمذي.
    * تعامل خادمتها معاملة إسلامية كريمة.. وتعينها في بعض أعمالها حتى كسبت ودها ومحبتها.. ثم بدأت تركز على تربيتها وتعليمها حتى وهما تعملان.. وقالت في نفسها: ربما تكون هذه الخادمة غداً داعية في بلادها تنكر بعض أنواع الشرك والبدع الموجودة لديهم وتحذر من الإنحرافات.

  24. #24
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الخلق
    * كان الحديث سهلاً جداً.. هيا يا أخي متى ستتزوج؟! العروس جاهزة والفتيات كثيرات!! ولكن عندما أعلم بموافقته على الزواج.. اختفى أمام أنظارهن ذلك الكم الكبير من الفتيات.. ومرت شهور وهم يبحثون ويبحثون..
    كلوا وملوا.. وطرقوا أبواب من يعرفون ومن لا يعرفون..هذه طويلة وتلك قصيرة وهذه.. وتلك..
    أرقهم الأمر وطالت بهم الأيام وبدأوا يتنازلون عن بعض شروطهم.
    قالت أخته بفرح: إنها مواقف في عمر الإنسان.. تغير مجرى حياته.. تصرف بسيط أو كلمة عابرة..
    وقد دعانا لاختيار هذه الفتاة والحرص على اختيارها ما رأيناه من والدتها.. فما أن طرقنا الباب حتى فتح لنا، وكانت الإبتسامة تعلو وجه الطفلة الصغيرة التي أخذتنا إلى مكان الجلوس وهي لا تعرف من نحن؟ ولماذا أتينا؟!
    وما إن أقبلت الأم حتى هشت وبشت ورحبت واعتذرت عن المكان وقالت تفضلوا هناك.. فأم زوجي بمفردها في الغرفة الثانية وتحب أن تفرح بوجدكم.. هيا إليها.
    رأينا بأم أعيننا تلك العناية والرعاية لتلك الأم العجوز..رأينا توقير الكبير والاحترام.. قالت أمي بعد أن خرجنا.. لن نترك بيتاً فيه هذا الخلق والاحترام.. هذه الابنة هي بنت أمها..ولن نتركها.. سنزوجها لأخيك ودعيني أشرح له المعاملة الطيبة والرفق..
    وكانت ابنة تلك المرأة زوجة أخي.. وانتقل إلى بيتنا ذلك الاحترام والتقدير وحسن الخلق..

  25. #25
    عضو فعال
    الصورة الرمزية منذر مصطفي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    ود مدني
    المشاركات
    327
    سنبلة الزواج
    * لأنها الفتاة الملتزمة التي أطاعت الله ورسوله لم يكن نصب عينيها في زوج المستقبل سوى قول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "من ترضون دينه وخلقه " وكانت كلما تقدم لها خاطب وزنته بذلك الميزان.. دينه وخلقه.. وعندما تقدم من رجحت تلك الكفة في صالحه رفض الأهل ببعض الحجج الدنيوية ولكنها أعادتهم إلى صوابهم وذكرت حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- فكان أن تمت الموافقة.. وهاهي تعيش في بيت طاعة وهناء وسعادة. قالت وهي تردد كل حين:
    لقد رضي لنا الرسول-صلى الله عليه وسلم- أهم مقومات الحياة الزوجية وهما الدين والخلق وكأنهما جناحي طائر يحلقان بالأسرة المسلمة إلى سماء صافية نقية.. فلماذا نبحث عن غيرهما وهما أهم الأمور وأوفي المقاييس.. الدين والخلق.
    * كان زواجاً إسلامياً غردت فيه الصغيرات وفرحت به الكبيرات.. وكان مما عملن وجملن به طاولات الطعام أن وضعن لافتة بها عبارات طيبة.. لا تغتابي مسلمة في شكلها أوملبسها أو شعرها.. لا يكن هذا المجلس وقوداً وطريقاً إلى النار.. "ولا يغتب بعضكم بعضاً".
    جعلت من الزواج الإسلامي مثالاً حياً لما تكون عليه زواجاتنا.. دف ونشيد جميل ومسابقات طريفة للصغار.. ثم ختم الحفل بدعاء للزوجين وبدعاء لمن لم يتزوجن.. فارتفع التأمين..
    * بعد زواجي.. توالت علي الهدايا.. فأنا من عائلة ثرية وطبقة إجتماعية معروفة.. ذهب.. ساعات.. حلي وجواهر.. ولكنها الآن مغلق عليها لا أراها إلا بين حين وآخر.. أما تلك الهدية المتواضعة- كما أسمتها صاحبتها- فإنها دخلت قلبي فأنارت بصيرتي وأزالت الغشاوة عن قلبي.. مجموعة كتيبات لها في نفسي أثر واضح.

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •