النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: الغمامة لاتعشق المطر

     
  1. #1
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    الغمامة لاتعشق المطر

    كان حزينا وساهما في البعيد، يشبه فلاحا وقف كسيرا يشهد حصاد نخلته الوحيدة علي أيدي المرابين،وحين قدمت له كوبا من الشاي الساخن أبعد الكوب بلطف يلازمه في كل الظروف قائلا: أريد ماءا يطفئ هذا الحريق. وحين جلبت الماء أحتسي الكوب جرعة واحدةوطالب بالمزيد. ثم صمت برهة وأنطلق يروي: كنت منهمكا في الكتابة في مكتبي وعلي المكتب صحيفة وبذهني أفكار مبعثرة عديدة كلما أقتربت منها ابتعدت واستعصمت بالبعد علي الكتابة، رفعت رأسي عندما سمعت صوتا نسائيا ساحرا يلقي التحية، لم تتركني أفق من دهشتي الاولي وقالت بلا مقدمات :سألت عنك كثيرا حتي وصلت الي كهفك هذا!!) نظرت اليها والدهشة تحاصرني وليس بذاكرتي أي وميض ولو خافت يذكرني بهذا الوجه البستان الجديد علي كل الجدة،كنت أكيدا أن اسمي المكتوب علي اللافتة الصغيرة الموضوعة امامي يمنع حدوث أي لبس فرددت تحيتها باكبر ابتسامة استطعت رسمها علي وجهي وانتظرت منها تفسيرا فلم تتأخر وقدمت نفسها علي انها طالبة دراسات عليا لديها بحث أستعصي عليها وأشار عليها صديق بالتماس عوني وأعطاها العنوان وفكرة عن حجم المساعدة التي استطيع تقديمها، رحبت بها ترحيب ميناء هجرته السفن بسفينة طرقت بابه بعد طول صمت، قدمت لها الشاي وأخفيت فرحتي عميقا ورسمت وقارا ودار حوار حول موضوع البحث، حوار كالذي يدور عادة في مثل هذه الظروف، حول خطة البحث ومنهجيته ومراجعه المحتملة، وكان يمكن لكل شئ أن ينتهي عند هذا الحد، لكن تلك الصحيفة اللعينة كانت قابعة بيننا كقدر لعين لافكاك منه، في صفحتها الاخيرة كان عمودي وكلمات كتبتها في ساعة ما، أمتدت أصابع رشيقة الي الصحيفة وساد صمت والعيون الواسعة تجول في الصفحة الاخيرة بلا اهتمام في البدء ، ثم توقفت عن القراءة ونظرت الي الاسم علي اللافتة واعادت النظر الي الصحيفة ورمقتني بنظرة حرت في تفسيرها ثم واصلت قراءتها، حينها أيقنت انها تقرأني دون كل ما بالصحيفة، فالقيت سؤالي الذي تمنيت فيما بعد لو انني لم القه عليها ولو ان لساني قطع قبل ان القيه فقد كان ممكنا ان ينتهي كل شئ قبل البداية لولا ذلك السؤال . تلقفت هي سؤالي ببراعة لاعبة تنس قائلة :سوف أرد عليك... كتابة.. ليس الان.) سألت بلهفة فضحتني: متي؟

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 06-09-2011 الساعة 09:41 PM
  2.  
  3. #2
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    فكرت الغمامة قليلا ، ثم حددت موعدا بعد عدة أيام للرد كتابة وجلسنا قليلا وتحدثنا عن الحب والصداقة والغني والفقر ، قلت لها بلا مناسبة أنا لا احب التسميات المسبقة ... التسمية المسبقة مقبرة للمشاعر). تحدثنا وتسامرنا وغابت كالشهاب وعدت الي أوراقي ودون أن أدري السبب صرت أحصي الايام في انتظار اللقاء القادم. وجاءت الغمامة في يومها الموعود ولم تخلف الوعد ولم أخف فرحتي بالقدوم ، ودون مقدمات طويلة قدمت لي ورقة بها بدايات لم تكتمل وقالت لي( لم أستطع تكملتها ولكنني سأكملها...) ثم تدفقت دون انتظار... كان صوتها ينساب لذيذا كالمطر وكانت دواخلي تتعري وترقص علي ايقاع الكلمات ، قالت: (سأكون واضحة جدا وصريحة الي حد الدهشة ولن يطوقني أحساس بالذنب أو الغربة، فأنا اعرف لماذا جئت مرة أخري، لن أدعي انني لا أعرف لماذا قادتني قدماي اليك ثانية، فانا اعرف....) أخذت نفسا وقالت :لا أحب السدود ولا أبالي بها، لست طائشةولامتهورة ، فانا اعرف جيدا أين اضع أقدامي وأعرف أين ومتي أتوقف ومتي أندفع......) قاطعتها بفرح حقيقي ودواخلي تزغرد في جنون: وأنا كذلك...كأنك تتحدثين بلساني، أشد ما امقته هو أنتقاء الكلمات والأقنعة، أشد ما أمقت هو أن أعطي نصفا وأخفي نصفا، أكثر ما أحبه هو الخرير الصافي وحديث الروح المنطلقة المتمردة علي صوت العقل وتقاليد القبيلة، لا أعرف أختيار اللحظة المناسبة فهي عند وليدة اللحظة لا الأختيار.... أن لم تصدقي فهذا ما سطرت يدي قبل مجيئك... مددت لها الورقة التي كان مسطورا فيها بخط متعرج :كلكم سواء ... تلك لعنة قديمة... تلك اللهفة البلهاء لتذوق الثمرة المحرمة برغم المحاذير ، ولا تحصدون في النهاية سوي الخيبة)
    قرأتها بتمهل ووضعت سطرا تحت كلمة(الخيبة) وقالت : لا لا أوافق علي هذه الكلمة.
    بعد ذلك تدفقنا كشلال هادر، أبدأ الفكرة فتكملها هي ، وتبدأ هي رواية فأحكي لها روايات لاتنتهي، حدثتني عن حبيبها الأول وعن خيبتها السريعة فيه وعن قسوتها معه حين أدركت انه فجر كاذب، ثم حدثتني عن ذلك الذي أخذ يقرأ لها الأشعار وأمتدت يده أثناء القراءة خلسة حين ظن أن الثمرة قد أينعت وحان آوان قطافها وكيف أنها هبت في وجهه كالنمر وكيف صار عصفورا بلله المطر. قالت : انا لا اعرف متي أبدأ. ولكن عندما اقرر النهاية أقررها فجأة كيفما أتفق.
    قلت وخوف غامض يملؤوني: أنا لا أحب النهايات، النهايات دوما بشعة، أحب البداية... لا أحب البرق الخاطف الذي يلمع وينطفئ بذات السرعة، أحب العلاقات العميقة فهي لاتنتهي كالشهاب أو البرق.... قالت :أحب البرق ... الدهشة الأولي التي تزول حتما وتحل محلها دهشة أولي جديدة....قلت بحزن حقيقي: انا لا أحب الدهشة الأولي... أحب ان تدوم الدهشة دوما، أقدم قلبي تفاحة لمن أحب، أجلوها في كل صباح وأقدمها في ثوب جديد، النفوس مثل قاع البحر كلما غاص فيها المرء وكلما اتقدت المصابيح داخلها التمع المزيد من اللؤلؤ والمرجان... لا احب تسمية ما بيننا مسبقا فالتسمية تجعلنا ننظر اليه بعيون ما يجب ان يكون لا ما هو كائن بالفعل، تموت العفوية ويتلاشي الصدق هنا فتزول الدهشة الأولي ولايبقي الا الخواء، حدثتها كثيرا عن دواخلي العطشي لماء الحوار،وكيف انها قد نفضت عنها الغبار... وحدثتها عن كيف أنني أحلم بعلاقة تدوم عمرا ، لاتلمع وتنزوي، أنما تشتعل بجنون دائم. كانت تنصت في سكون وعيناها ملتمعة ببريق الفهم العميق، فتدفقت الكلمات علي لساني بلا أجراس انذار، وتدفقت هي وحدثتني بحزن وغضب عن أصدقاء فجعت فيهم، عن صديقة باحت لها بمخاوفها فنقلتها بوصفها قرارا لايقبل الجدال الي حبيب لم يعرف ان المتهم له حق دفاع قبل اصدار الحكم، وعندما جاءته والشوق يسابق خطاويها أدار وجها متجهما ومضي. حكت لي كيف وقفت كشجرة عملاقة في وجه الريح كالطود حتي انتهت العاصفة ، وحين جاءها نادما مستعطفا لم تنبس ببنت شفةوادارت ظهرها للشمس ومضت.

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 06-09-2011 الساعة 09:45 PM
  4.  
  5. #3
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    حدثتها عن أمرأة غابت في زحام الحياة، كانت صبية حين أحبتني بجنون الي حد البوح بما في قلبها دون انتظار خطوة أولي ، لذت بصمت ناطق وتلعثمت وانتقيت عبارات رقيقة الظاهر حادة الجوهر من قبيل :أنت جديرة بالعشق... أقدسك كثيرا.. احترمك كثيرا... يسعدني شعورك....) أنفلتت الصبية قبل أن أكمل والدموع تبلل وجهها الصغير وصمت أذنيها عن مبرراتي ورفضت علنا عرض الصداقة التي يمكن ان تجمعنا وقبل ان تغيب قالت عبارات لاتنسي:لا أريد ان اراك مرة أخري أبدا، فلن أري فيك سوي أول من كسر قلبي.) ولم أرها بعدها قط.
    قالت الغمامة وهي ساهمة في بعيد يبدو لها وحدها: (الرجل يحب دوما ان تكون البدايةوالنهاية وتفاصيل الغرام مرسومة بيده... لايرضي لذلك بديلا.)
    لم ألق بالا لمغزي الكلمات وقتها فقد كنت أتلوي من الفرح كقطار أوشك علي الوصول، صرخت بأعلي صوتي أنني سعيد...سعيد جدا... أندهش المارة في الشوارع ولم الق بالا لهم، كنت حين تفيض سعادتي لا أري موطئ أقدامي وابدو طائرا أكثر من كوني أمشي ،وعندما أفيض بالسعادة يعتريني خوف غامض، تطاردني أشباح النهايات واتساءل : هل هي زهوة قصيرة الأمد؟ هل تدوم الي الأبد؟...كنت واثقا أن هنالك شئ ما في هذا الكون يترصد السعادة فلا تكاد ترتسم له علي محيا أنسان ما الا وأطلق عليها ملايين القذائف والنبال والكلاب الجائعة.بحت للغمامة بشعوري فقطبت جبينها الصغير وقالت بحزم:انا لاأحب ذلك... لاأكترث للمخاوف...حسبي أن اعيش سعادتي حين تجئ حتي الثمالة دون أن أسمح للهواجس والوساوس بتدميرها, لايهمني لو أعقبها حزن، فالحياة آخرها موت وذبول وعدم، لا أخشي النهايات ، بل أعشق الدهشة الأولي والقبلة الأولي ودقة القلب العالية المميزة والاضطراب عند أقتراب اللقاء واستعادة التفاصيل الصغيرة عندما أمسي وحيدة في غرفتي ممتلئلة بما كان، وعندما يقترب السكون والعاصفة من بستاني أهرب منه الي بستان جديد دون شعور بالذنب بحثا عن دهشة أولي جديدة.
    أنقضي الوقت كالطيف والحلم وحانت لحظة أفتراق لحظي، وحين سرنا في طريق يفضي الي وحدة مؤقتة كنت اتمايل كطفل وجد لعبته الأثيرة واتصنع كل ما يؤخر الافتراق،فقلت كلاما كثيرا كمخمور كلما اجتهد في الابانة أزداد كلامه غرابة، خطت يدي علي زجاج عربةواقفة: هاهنا رجل سعيد. خطت الغمامة تحت عبارتي: يخشي البرق الذي حتما ينطفئ!! لم أفهم ما ترمي اليه... لم أتوقف كثيرا عنده، واصلنا المسيروانا اتقافز كحمل صغير مزهو بخطواته الاولي، ارتفع صوتي بغناء فضحكت الغمامة وقالت: ها قد عدنا الي المرحلة الثانوية وليس الجامعة فحسب.... ضحكنا وافترقنا علي وعد باللقاء.
    كتبت لها أشعارا...اسميتها الغمامة... بحت لها بدواخلي كما لم أبح من قبل، كنت أريد ان أريها كيف ان دواخلي أغتسلت بمجئيها وكيف أطلقت ضفائرها للريح وتعرت للقمر، كنت أظن أن ذلك يسعدها ويقربني منها ويزيد مساحة الخضرة في البستان ولم أك أدري أنني أحفر قبرا بيدي وأهيل التراب علي جسد غض وأدفنه حيا،ألتقينا واقتربنا أكثر،
    وكنت في الليلة التي تسبق موعدنا لا يجد النوم سبيلا الي، أصحو علي رأس كل ساعة مستعجلا الفجر، وفي الصباح كنت كطفل يستقبل يومه الأول في المدرسة، هرولت اليها كصوفي في ليلة مولد تائه مع ايقاع الطار . وذات يوم وقفت انتظرها ولم تأت، أطل وجه آخر وماتت فرحتي ، صهل عبيد روما والسياط تلسعهم في داخلي، قالت صديقتها انها لن تلقاني اليوم... تحسست أوراقي التي أحملها لها وتحسست قلبي فلم أجده، كان داميا عند أقدامي قد سقط!!
    أستدرت ، لم أعد خفيفا كالفراشة مثلما جئت، بت هرما متثاقل الخطي، وعند مظلة أسمنتية قريبة علي جانب الشارع جلست وأخرجت قلمي وأوراقي وبدموعي كتبت علي ورقة صغيرة كانت خطواتي المتعجلة تفضحني وانا قادم اليك حتي بت موقنا ان كل العابرين أدركوا أنني قادم اليك..)( ولكن البوابة التي فتحت علي وجه آخر وابتسامة أخري دهستني كما تدهس شاحنة حجرا صغيرا....)
    هل تري صدر الحكم بأعدامي هكذا سريعا وباترا وغير قابل للجدال؟

    __________________

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 06-09-2011 الساعة 12:40 PM
  6.  
  7. #4
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    (أود لو اعرف اين انت ...أذا لذهبت وانتزعتك مما أنتزعك مني..)
    (ايتها الغمامة رفقا فالبحار التائه لا يبجث عن ميناء يدق قلوعه عنده وينام البحار النائه يبحث عن ريح تفرد اشرعته وتدفعه فى عرض البحر ) (البحار التائه يريد ان يبحث فى نفسه عن اللؤلؤ والمرجان ويريد ان يقدم قلبه تفاحة لمن يحب) .
    كتبت كثيرا ... وقلت كثيرا وعدت الى مكتبى فتحته .. جاورت الكرسى الذى جلست عليه الغمامة وقلت لنفسى , هى لم تخرج ما زالت جالسة هنالك وعيونها ملتمعة ببريق الفهم العميق . طفقت اواصل حوارا قد بدأ واحكى مخاوفا خيل الى انها ربما تكون قد اجتاحتها . لملمت اوراقى بحنو دافق ووضعتها فى مكان امين لاقدمها للغمامة حين القاها وانا اهمس بصوت خافت : (روحك بقيت معى ... لم تغادرنى قط ... حاورتها طويلا ... خذى جسد الحوار الحى ودثريه بلطف فالحمى تجتاحه والشوق اليك قد اضناه) وبغتة فاجأنى خاطر مزعج فسال دمعى برغمى و امسكت القلم وكتبت : (هل تلعبين معى لعبة المرأة الأثيرة ؟! اثارة أهتمام ثم وعد ثم غياب وتلذذ صامت برؤية الاشواق وهى تتعرى وتمد اعناقها الخضر بحثا عن فراشة ؟ استبعد تماما ان تكونى كذلك – ولو كنت كذلك فالبحار التائه لا يحتاج أجراسا ترن كى تستيقظ اشواقه فالبحار التائه يجتاحه جوع طويل يزغرد فى الدواخل ..) .
    فى الطريق الى المنزل مساء كنت متعبا وحزينا واخذت استعرض في ذاكرتي البروق التى لمعت فى حياتى الصغيرة البائسة ومضت كالشهاب ولم تخلف ورائها الا اشجارا تساقطت اوراقها وتكسرت أغصانها فاستحالت بشعة شاحبة ولم يتبق الا هزيم الرعد وصراخ الاطفال المفزوعين ... تساءلت فى سرى :هل ترحل الغمامة هكذا بغتة ؟ لم أنم ... كانت القطة السوداء تفرد مخالبها الطويلة فى وجهى وتزأر كالأسد ثم تقفز فى الفراغ وعندما تحاذى وجهى واحس بالمخالب مغروزة فيه ويتدفق الدم كشلال أهب مفزوعا ... أتصبب عرقا فى الشتاء ... أنهض ... أتجرع كوبا من الماء وأعاود النوم بعد سهاد طويل ... شاحبا تتنازعنى الهواجس وبصيص أمل فى رؤية الغمامة دلفت الى المكتب صباحا ... طال انتظاري لها بلا جدوي ولما تلاشى بصيص الأمل تماما حملت أوراقى وهرولت أبحث عمن يحملها اليها . كان أملى ان تقرأها فتهرول نادمة والدمع يسابق خطاها الى , لكنها تمادت فى الغياب ... هرولت صوب البوابة الخاوية مرتين لكنها لم تأت أبدا، حتى وجه صديقتها الأليف تلاشى هو الاخر وسقطت فى هوة الصمت العميق.

  8.  
  9. #5
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    أخيرا قررت عدم الانتظار والبحث عنها حيث تكون، حملت أوراقي التي تضخمت يوما بعد يوم بنزيف حروفي وكلماتي ومضيت وفي ذهني صورة غير واضحة المعالم عن مكان عملها في بحري ، كان قلبي دليلي وحيث قادني ذهبت وبدأت السؤال عنها فوجدت المكتب أقرب مما كنت اتصور، تقدمت علي وجل إلي حيث أرشدني من سألته فوجدت سكرتيرة غارقة في كومة من الملفات والأوراق تفحصتني بسرعة وأجابتني بهدوء أنني بالمكان الصحيح وان من اسأل عنها قد خرجت في مهمة قصيرةوستعود وان بمقدوري الانتظار. تنهدت تنهيدة راحة لم استطع اخفائها وجلست منتظرا قمري كاطفال في قرية ينتظرون القمر علي كثبان رمال في الظلام بلا وجل ولاخوف.لم يطل انتظاري وحين سمعت صوت حذائها يسبقها أنتصبت واقفا دون ان أشعر تماما كما تفعل الكثير من الحيوانات قبيل وصول زلزال بعيد. أطلت الغمامة وأرتسمت علي وجهها ابتسامة غامضة مقرونة بدهشة مصطنعة لم تخف سعادتها الأنثوية بقدومي. كنت أرتجف كطفل في يومه الدراسي الأول واحاول قراءة ما يرتسم علي وجهها علني أجد مايدفع عني هواجسي التي أنتشرت كورم خبيث. لكن وجهها كان محايدا.تهاويت علي الكرسي كمن سقط من أعلي جبل وتنهدت بصوت مسموع وقلت لهادعيني أستجمع أنفاسي قليلا وأصدق أنني قد وجدتك حقيقة، وخذي أقرأي كيف كنت بعيدا عنك.) مددت يدي اليها بحزمة الأوراق كشحاذ يقدم أوراقا شاحبة لتدعيم استجدائه.تناولت الاوراق في صمت وشرعت في القراءة مباشرة وانا احاول عبثا أن التقط علي الوجه بريق الفهم العميق ولكن وجهها كان باردا وساكنا كسهول يكسوها الصقيع، فنكست رأسي وغبت في السكون. انتهت هي من القراءة ثم فتحت حقيبتها الصغيرةوهي تتساءل ان كان يمكنها أخذها. صرخت من اعماقي: هي لك .. خذيها.
    غابت حزمة الاوراق في جوف الحقيبة ثم نهضت الغمامة وغابت قليلا ثم عادت وأعطتني كوبا من الماء وشرعت تشرح ما منعها من الحضور وكيف أنها كانت ستأتي، قاطعتها قائلا: لا .. لم تكوني آتية ولن تأتي أبدا...قلبي حدثني بذلك... الحقيقة لن تقتلني طالما ان الغياب لم يفعل...)
    صمتت الغمامة قليلا ثم قالت في هدوء غريب نعم .. لم أكن آتية...تملكني خوف ما...)
    هتفت وشئ في داخلي يحترق مم تخافين؟ أنا لن أضعك في أطار ما.. لن أحبسك في قفص من أي نوع...بل ساتركك للريح التي تحبين... ثم أن كل المخاوف تتبدد بالحوار...)
    قالت بحزم لا حاجة لي بالحوار.)
    صرخت في وجهها بصوت هامس باك ولكنك انت من قال ان للمتهم حق الدفاع، هل نسيت؟أنت من قال لي: سأكون واضحة . فهل نسيت ذلك؟)
    قالت وهي ترتعش بحزم وبرود: (لم أنس شئيا...ولم أكن بحاجة إلي سماع دفاع فالحيثيات أكتملت أمامي وقرأتها جيدا سطرا سطرا، حتي ما لم يكتب قرأته فوجدت كل شئ يقود إلي نتيجة وحيدة... حلقة واحدة تعبت من الدوران فيها كفراشة تحلق فوق نار ستحرقها عاجلا....)
    قلت بغباء يائس : (لا أفهمك !!! ما تقولين لايبرر مصادرة حقي في الدفاع ولايبرر عدم منح فرصة
    اثبات انني شئ مختلف عما تظينن). فقالت : (هي نهاية وحيدة وحتي أنت لن تستطيع ان تراهن علي أن الاشياء قد تتخذ مسارا آخرا، انا متعبة وليس لدي رغبة في تكرار ذاتي... كفاني جروحي القديمة.)

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 06-09-2011 الساعة 12:40 PM
  10.  
  11. #6
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    صرخت في وجهها:يا للقسوة يا للفظاعة.. بت قاسية تماما.. لا اصدق أنك رباب التي أعرف..فقط كوني صريحة وقولي اسبابك الحقيقية...)
    ردت بفروغ صبر: هنالك أشياء يفضل المرء ان تبقي بداخله ولايبوح بها...لدي اسبابي الخاصة جدا...الا تريد ان تفهم؟لماذا تجعل الأمر صعبا؟ ما ينبغي ان يقال قد قلته وكفي....
    قلت لها دون تفكير بضراعة بلهاء:لكنك قلت أنك ستكوني صريحة!.. قلت اشياء كثيرة جميلة وكنت أكثر حماسا فماذا حدث؟
    قالت بحزم: كنت غبية ومتسرعة ولا اعي ما اقول وتراجعت الان ...الا يكفيك هذا؟ ثم...ثم أنني مرتبطة بآخر.
    قلت بصوت هامس مذبوح:ليس من حقك أن تمنيني بمدن الدهشة ثم تتركيني اهوي إلي السكون...هذا ليس عدلا.... هذا مستحيل....
    لم ترد.. بدأت تلملم أشيائها الصغيرة أيذانا بانتهاء الحوار وخرجنا سويا إلي الشارع في صمت .كانت تمشي بخطوات حازمة مثل قائد عسكري أنهي مهمته بنجاح ثم أدي التحية بعد تقديم تقريره وأستدار منصرفا في زهو و خيلاء. كنت أتعثر خلفها كطفل يلهث خلف امه في الزحام. طال الصمت بيننا حتي عبرنا الشارع إلي ضفته الأخري ووقفنا مع الواقفين في انتظار المركبات الذاهبة إلي الخرطوم، كانت الساعة تقترب من الثالثة ظهرا وصفوف الموظفين والطلاب تزحم المكان والمركبات الذاهبات من بحري إلي الخرطوم شحيحة تأتي بين الفينة والأخري مكتظة بالركاب الذين يصطادونها قبل افراغ حمولتها من البشر ولهذا كانت لاتتوقف وتواصل سير من لاعنيه الواقفون في شئ.كنت أغالب حزني بكل ما املك من قدرة علي الاحتمال وأبحث في ذهني المكدود عن مفردات مناسبة تبدد الصمت الكئيب الذي لفنا. بدا صوتي غريبا عني وهو يقول: هل أنا بشع ومنفر إلي هذا الحد؟!
    تجاهلت قولي وقالت كأنها لم تسمع شئيا:لقد تأخرنا وهذه العربات اللعينة ليس فيها موطئ لقدم.
    كررت سؤالي ثانية بأصرار راغب في الانتحار فلم تستطع تجاهله هذه المرةوقالت:ليس الامر كذلك....كل ما في الأمر ان ميولنا تختلف...ثم انني يكفيني ما تجرعته من قبل...... قلت لها بحماسة وبريق من الأمل الساذج يلتمع:قولي ما يخيفك فربما كان الأمر كله مجرد سوء تفاهم عابر...ثم أنني لا اريد ان افقدك...لا أريد ان تغيبي عن حياتي.
    قالت ببرود قاتل: أريد ان ينتهي كل شئ هاهنا....
    قلت بمسكنة:نحتاج مزيدا من الوقت والحوار ..لا تتعجلي...هل يمكننا الذهاب إلي مكتبي أو أي مكان آخر؟ ردت بحزم:لدي ارتباطات عديدة ولا استطيع الذهاب إلي مكان...نفترق بمحطة المواصلات ودع اللقاء للظروف.
    لا ادري لماذا شعرت لحظتها أنني قزم يستجدي ماردا ضخما يدوس بقدم غليظة علي عنقه ويمنع عنه الهواء وغرقت من جديد في لجة الصمت الطويل. في محطة المواصلات تلكأت قليلا بعد هبوطنا من الحافلة، كنت افكر في كلماتي القليلة الكبيرة التي سأقولها لها ساعة الافتراق أما هي فلم تترك لي مجالا وأسرعت الخطي مبتعدة ولوحت بيدها الصغيرة مودعة وأندفعت لتغيب عني في الزحام لكنني لم أستسلم وركضت خلفها حتي حاذيتها من جديد وقلت لها:أريد أن أقول.......فلم تدعني اكمل جملتي وقالت بحزم: لقد تأخرت..... وداعا....ثم أسرعت لا تلوي علي شئ واعطتني ظهرا وقفت أرقبه حتي غابت في الزحام.
    وهنا صمت صديقي وغاب في السكون، كانت المروحة تدور متدلية من السقف وذبابة ملحاحة تروح وتجئ في الغرفة الصغيرة وكان حلقي جافا... وقبل ان ينتهي بحثي عن مفردة أبدا بها الحديث أنتصب صديقي واقفا ، كان يتأرجح في وقفته كشجرة صغيرة تلعب بها رياح عاتية ودون أن يقول كلمة وداع أستدار ومضي وبقيت وحدي...كانت الغرفة تضج برائحة الشواء....شواء بشري والذبابة الملحاحة لاتزال تروح وتجئ.
    تمت
    صلاح الدين سر الختم علي
    الخرطوم ديسمبر 1995

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 06-09-2011 الساعة 10:27 PM
  12.  
  13. #7
    عضو ماسي

    Array الصورة الرمزية الملكة اسماء ( ام محمد )
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مُدن الحروف
    المشاركات
    9,731

    هنا وقفت تلجم حرفي الدهشة

    برااافو استاذي الفاضل


    همسة: ليست عادتي قراءة القصص دقيقة التفاصيل لكن لمفردتك مفعول السحر
    انحني احتراما لهذا القلم

  14.  
  15. #8
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الملكة أسماء (ام محمد) مشاهدة المشاركة
    هنا وقفت تلجم حرفي الدهشة

    برااافو استاذي الفاضل


    همسة: ليست عادتي قراءة القصص دقيقة التفاصيل لكن لمفردتك مفعول السحر
    انحني احتراما لهذا القلم
    سعيد انا بدهشة مبدعة في قامتك وقراءتها لي
    لك كل الود

  16.  
  17. #9
    مشرف القسم الثقافي

    Array الصورة الرمزية ياسر عمر الامين
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدنى
    المشاركات
    2,635

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة
    كان حزينا وساهما في البعيد، يشبه فلاحا وقف كسيرا يشهد حصاد نخلته الوحيدة علي أيدي المرابين،وحين قدمت له كوبا من الشاي الساخن أبعد الكوب بلطف يلازمه في كل الظروف

    أستاذى الأديب صلاح سر الختم
    يدهشنى خيالك فى الكتابة وانتقائك للمفردات.توقفت مليا عند هذه المقدمة الجميلة التى صغتها بحسك الأدبى الراقى.فكل الود لك وانحناءة لكتاباتك وكل عام وانت بألف عافية.

    يا وحى الهامنا وموضع احترامنا يا مدنى الجميله ليك مليون سلامنا.
  18.  
  19. #10
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية تغريدا
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    4,363

    دوماً هو الحال أستاذنا المبدع صلاح سر الختم على تأتى بالرائع المدهش ويحتار القلم وتقف الكلمات مكتوفة الأيدى ويبحر الوجدان رويداً رويداً منبهراً مستمتعاً حد الأستمتاع فقلمك ذو طابع خاص
    كل عام وانت رافل فى ثوب من الصحة والعافية ولاحُرمنا نبض قلمك الدفاق
    لى عودة هنا بأذن الله


    اللهم صلى وسلم على النبى الكريم وآله وأصحابه الطاهرين وأجمعنا بهم يوم الدين
    (ماندمت على شئٍ ندمي على يومٍ غربت شمسه, فنقص فيه أجلي, ولم يزد فيه عملي)


    كن فى الحياة كعابر سبيل
    وأترك وراءك كل أثر جميل فما نحن فى الدنيا إلا ضيوف
    وماعلى الضيوف إلا الرحيل



  20.  
  21. #11
    فخر المنتديات
    Array
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مارنجان
    المشاركات
    4,340

    تاقت نفوسنا لمداد اقلامكم الاديب صلاح سر الختم
    تشدني دائما قصصك القصيرة
    فأنت تتناول الحدث في القصة بكل تفاصيله
    ولك قدرة بارعة في الاخذ بذمام الفكرة
    مهما تشعبت احداثها
    ادهشني تفكير رباب من خلال محاورتها لبطل القصة
    وايقنت ان من يبحث عن الدهشة الاولي هو بالظبط كضوء البرق
    ما نكاد ان نتلمس طريقنا عند لمعانه حتى يداهمنا الظلام مرة اخرى
    أخشى ان يكون هذا النمط من التفكير هو السائد الآن
    قراءة اولى لهذا النص المدهش
    ودعني امارس هوايتي المفضلة بالقراءة مرات ومرات ولى عودة مؤكدة
    دائما تنعلم منك صناعة الجمال عزيزي صلاح
    دم بكل الخير
    واهديك هذه الابيات
    حلوة افردها الحسن
    فضجت بالوسامة
    حينما تخطر فى
    الثوب الطفولى علامة
    غضة اوقعها العشق
    على شط الندامة
    انت فى الارض ملهاة
    وعلى الافق حمامة
    ضرج الخدين ورد
    حين اغضت مستهامة
    لك فرع رائع الحسن
    جمالا واستقامة
    كنت لى نبرة عشق
    فى ابتهالات يمامة
    قلت للريم اطيلى
    داخل القلب الاقامة
    سطر القلب على بابك
    رسما وعلامة
    ها انا امطر شوقا
    مثلما تهمى غمامة

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الجزولى ; 08-09-2011 الساعة 12:05 AM
  22.  
  23. #12
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر عمر مشاهدة المشاركة

    أستاذى الأديب صلاح سر الختم
    يدهشنى خيالك فى الكتابة وانتقائك للمفردات.توقفت مليا عند هذه المقدمة الجميلة التى صغتها بحسك الأدبى الراقى.فكل الود لك وانحناءة لكتاباتك وكل عام وانت بألف عافية.
    الحبيب ياسر عمر
    ليتك تدري كم تسعدني مثل هذه الملاحظة العامرة بحس عالي
    والتي تلامس روح الكاتب وتجعله مزهوا كطفل
    فليس أروع من توقف من يقرأ عند ما نريده ان يتوقف عنده

  24.  
  25. #13
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريدا مشاهدة المشاركة
    دوماً هو الحال أستاذنا المبدع صلاح سر الختم على تأتى بالرائع المدهش ويحتار القلم وتقف الكلمات مكتوفة الأيدى ويبحر الوجدان رويداً رويداً منبهراً مستمتعاً حد الأستمتاع فقلمك ذو طابع خاص
    كل عام وانت رافل فى ثوب من الصحة والعافية ولاحُرمنا نبض قلمك الدفاق
    لى عودة هنا بأذن الله
    سعدت بعودتك اختي تغريد الي ساحة العطاءبروحك الجميلة
    وشكرا علي المرور المضئ

  26.  
  27. #14
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الجزولى مشاهدة المشاركة
    تاقت نفوسنا لمداد اقلامكم الاديب صلاح سر الختم
    تشدني دائما قصصك القصيرة
    فأنت تتناول الحدث في القصة بكل تفاصيله
    ولك قدرة بارعة في الاخذ بذمام الفكرة
    مهما تشعبت احداثها
    ادهشني تفكير رباب من خلال محاورتها لبطل القصة
    وايقنت ان من يبحث عن الدهشة الاولي هو بالظبط كضوء البرق
    ما نكاد ان نتلمس طريقنا عند لمعانه حتى يداهمنا الظلام مرة اخرى
    أخشى ان يكون هذا النمط من التفكير هو السائد الآن
    قراءة اولى لهذا النص المدهش
    ودعني امارس هوايتي المفضلة بالقراءة مرات ومرات ولى عودة مؤكدة
    دائما تنعلم منك صناعة الجمال عزيزي صلاح
    دم بكل الخير
    واهديك هذه الابيات
    حلوة افردها الحسن
    فضجت بالوسامة
    حينما تخطر فى
    الثوب الطفولى علامة
    غضة اوقعها العشق
    على شط الندامة
    انت فى الارض ملهاة
    وعلى الافق حمامة
    ضرج الخدين ورد
    حين اغضت مستهامة
    لك فرع رائع الحسن
    جمالا واستقامة
    كنت لى نبرة عشق
    فى ابتهالات يمامة
    قلت للريم اطيلى
    داخل القلب الاقامة
    سطر القلب على بابك
    رسما وعلامة
    ها انا امطر شوقا
    مثلما تهمى غمامة
    رباب كانت جلادا كريما
    فقد نفذت حكم الاعدام خوفا وشفقة علي من أعدمته من تبعات الولوج في عالم لن يقوي علي ولوجه
    كانت فجيعتها فيه مبكرة وكانت خارجة من نفق مظلم مثخنة بالجراح
    فخافت عليه منها وخافت علي نفسها من تجدد الجراح
    لذلك بقي يحبها ويبحث عنها ويلتمس لها الاعذار
    أحببتها مثله ولم أحقد عليها

    يا صديقي تسعدني كثيرا قراءتك

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid