حتي الفصول صابها الجفاف لاغيمة لازفّة هرع
والسِّمبر الفرح صفيرو غشانا وإتقاطر رجع
وشدرنا من نفح السّموم غصناً رقص رويان وقع
لاشابي لي ريحة دعاش لاهشّ لي برقاً لمع ,,
هكذا أخذ يُدندن وهو يتجول داخل مزرعته التي بات مابها من زرع شبه ميِّت ,
( يامُغيث ) اللهم أغثنا , صار هذا حاله وكل اهل القرية مامن صلاة يصلُّونها
جماعة أو فرَّادي إلاّ ومعها الاكثار من طلب الاغاثة , فمازرعوا قد قارب
مرحلة الموات , وهو في تلك المرحلة مرحلة ( أن يُحدِّث الشخص نفسه )
جالت بخاطره مناظر كثيرة من الماضي البعيد قبَّال 20 سنة ( أيّام ماكانت الجَّدْعة )
الواحدة بتنتج 40 شوّال عيش فتريتة أو دخن , يبيع منها القليل لعملية الحصاد
وكِسْويّة العيال وأمهم ونفسه والباقي يتم تخزينه حتي حين , لاقِبانة ولاضريبة
ولا دمغة , ايام المطر لمّا كان بصُب لساعات ( شعفوفة وشكشاكة ) كانت
ايام تحمل صفات الطَّرْفة البكّاية والجَّبْهة الندَّاية , بس الزمن دا
( الناس بقت مابتخاف الله ) عشان كدا الله غضب منها ومنع عنهم الغيث ,
كيف يكون الحال لو فعلاً كل المزروع دا ماات وفي المقابل شوّال العيش
الواحد بي 120 الف جنيه بالتمام , من اين سيأتي بقوت عياله , إستذكر
إحدي المجاعات الشهيرة التي ضربت البلاد ذات عام وهو لم يزل
في مرحلة الشباب ( بس المجاعة ديك أمريكا كانت حنينة ياخ لاعقوبات
اقتصادية ولا علاقات خربانة ) ووصِلنا ( عيش ريقن ) ومعاهو الحليب
المجفف والقمح بس الوضع اليوم بِفْرق كتير ونحن من كتبنا شعار
( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ) وكأننا من قمنا ماقاعدين
نأكل مِما نزرع , وأسألوا تلك الارض عن ماذا نأكل مذ أن عرفنا
طعم الكِسْرة , زمان كان العيش ( الذرة ) بيتم تخزينها لِكَمْ سنة
( لانو مافي حَوْجة مُلِحة ليها ) لكن الآن تعال شوف
( رسوم قِراية ومصاريف , ضريبة , قِبانة , رسوم عَتَب ,
مصاريف علاج ( المرض كِتِر مازي زمان ) ,
كِسْوية مدارس وجامعات وهلمجرا ) والبال إشتغل بالأبي مايعيد
الحول ما أشتغل ( السّكة الحديد ياعمو القطر , ياعبد الرحيم قدامك قطر , وسال الدم مطر ) ,
مات ذلك الـ عبد الرحيم ولكن كم من عبد الرحيم لم يزل عائشاً فقط لانّ
عجلات ذلك القطر لم تصادفه ( هو بالله مُش حتي القطارات بطَّلت تشتغل في الزمن دا ) ,
كم من خط سكة حديد نام وشبع نوم والناس في اشد الحوجة ليها ,
مشاريع كتيرة تمّ تمويتها ماعارف السبب شنو , هل يريدون أن يغشي
الناس الجوع أم ماذا يقصدون , صناعة بترول بدون مصْلحة وفايدة مُعاشة ,
مافضل غير الواحد يخلي زراعتو المِن قام لقاها ويشوف ليه شغلانية تانية
( هو في شغل بالله ) غير الواحد يبقي حرامي بس ..
وزي الحال دا يوم لاكان لاحصل ..
المفضلات