كعادته يتوقف أمل دنقل عند لحظة فاصلة في حياة شخص أو مجموعة من الناس ثم يتأمل عميقا في مواقف الناس المختلفة وردود افعالهم المختلفة في اللحظة الواحدة ليعبر عبر الموقف قنطرة التاريخ الي الواقع المعاصر معززا موقفا يؤمن به أو معليا قيمة يؤمن بها وحاطا من قدر موقف لايقره
ولكنه في قصيدة مقابلة خاصة مع ابن نوح نسي شئيا مهما وهو ان الطوفان كان رمز الثورة علي القيم السلبية والتغيير القادم وكانت السفينة بشارة الخلاص للبشرية الغارقة في الموبقات وكان المتخلفون عن السفينة هم من جاء التغيير ضدهم وضد قيمهم السلبية
وليس العكس .....شخصيا بدا لي التعاطف مع ابن نوح غريبا في هذا السياق
لكن أمل لديه رؤية خاصة قائمة علي تمجيد التمرد علي السلطة وعلي العقل الجمعي
ومن هذه الرؤية كانت زاوية تناوله لموضوع الطوفان فجسد الطوفان بانه محنة واجهها وطن فتمايزت الصفوف اثناء المحنة بين هارب لينجو بنفسه وصامد ليزود عن الوطن وهنا يعقد امل دنقل مقابلة بين طوفانين طوفان نوح الوارد في القرآن وهو خير وتغيير للباحثين عن التغيير والثورة علي الفساد
وبين الطوفان الذي نعيشه في العصر الراهن وهو طوفان معاكس طوفان القيم السلبية والهزيمة وانكسار الاوطان امام جحافل الاجنبي التي يتقدمها بني جلدتنا
مبشرين بان سفينة النجاة هي الالتحاق بالمصالح والجيوش الاجنبية
في هذا التوصيف الاخير تكون السفينة زائفة والطوفان شر وامتحان يتطلب الصمود لا الهروب نحو السفينة الزائفة


رد مع اقتباس


المفضلات