الرحلة دي مروية هنا كما نوهت و لكن العودة إلى الدفاتر القديمة قد تكون بدافع شدة الحنين إلى دهرٍ تولى و ليته يا بثينُ يعود،
أكثر منها علامة إفلاس أو نضوب مداد
أذكرذات مرة كنا في باريس جينا أسبوع رفاهية. و إحنا في استراحة بيت الشبابيا دوب بنستلم المفاتيح شفنا لينا بنية ممشطة و عاملة سكسك (موضة الثمانينات) قعدنانخمن، يا ربي تكون موريتانية دي ولا حبشية؟ فهي من شافتنا جاتجارية ما فاضل ليها إلا تتعلق في رقابنا. فمن قصتها عرفنا أنها جات فرنسا كنوع منالتكريم في شكل جائزة مقدمة لها منم بلاد تحترم ثقافتها و تبذل بسخاء لأجل نشرها ،فقام جابو الشويفعة دي لتفوقها في اللغة الفرنسية بالشهادة السودانية و الجايزة كانت مناصفة مع زميل شاب من جهة الدويم. و كمان الدليل السياحي المعين لمرافقتهماكان طلعنا بنعرفو هو الملحق الثقافي الفرنسي وعالم آثار كبير. المهم سردت ليناحكايتها على عجل، قالت إنو من يوم حضرت كان ءأمن و أهون وضع تلقى نفسها فيه إنها تبيتمع ذاك الشاب في غرفة واحدة. وهو للمفارقة المذهلة كان (عنقالي) ساكت و يمكن (بتاع سنة). و لكن البنية أقسمت بالله يمناً مغلظاً على إنو ، إياهو الجنا البعجبك، أخو البنات و عشا البايتات البدرج العاطلة فقد كان معها كالعذراء في خدرها، يعني عاملها متل أختو بت أمو و أبوه بالظبط في وضع للأسف ما كان لايق و لكن لم يكن في الإمكان أهون مما كان .
و الله أنا بستمع ليها لمن دمعتي كررررررر سالت و شعرة جلدي كلبت و علقت في نفسي قلت: ياسبحان الله ، على رأي حبوباتنا ناس بت ود التاي: صحيح أرجا سفيه و لا ترجا باطل). مقعولة بس ؟!!!! سكرجي و لا يغفل عن صون عرضه؟؟؟ لعمري إنهالما أشبه هذا البطل السوداني في حمل التقيلة إلا بسيدنا أبي محجن. الذي أرهق أمير المؤمنين/ عمر بن الخطاب بشدة إصاراه على معاقرة الخمر و مع ذلك و لما نفاه عمر إلى والي العراق سعد بن أبي وقاص و هناك لما نشبت معركة القادسية تآمر أبو محجن مع زوجة سعد لتفك وثاقه ، فيمتطي مهرة سعد الذي لما رآه من الشرفة يقاتل و يطعن و هو يشج رأس هذا و يبغر بطن ذاك ، ثم يجدع أنف ثالث و هو ينفاح الأعداء يمنةً ويسرةً حينها تعجب سعد و جعل يردد وثقول: "والله لكأن الصهل صهل البلقاء (بغلة سعد) و إن الضرب لضرب أبي محجن و لكن كيف ذلك؟!"
.برضو كان المطعم منظم بالتذاكر فلما نمشي كان في طلبة مشردين للأسف عرب من شمال أفريقيا كانو عايشين على (الكرتة) بعدما الزول يخلص يجو ياخدو الفضلة. فنبهونا الأمراء نخرج لهولاء نصيبهم قبل أن نشرع في الطعام كي نجنبهم ذل السؤال, بل كان الأمير بنفسه يذهب ليلاً ، يبحث تحت عتمة الليل في عز الضباب الشديد و تحت أنفاق قطار المترو و يأتينا بهم ويقول للواحد: شوف طريقة تبيت أخوك دا معاك و هو يردد حديث نبينا صلوات الله و سلامه عليه: (من كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له, ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له). و كنا فعلاً نرقد بالمرتبة في الواطة ونفضي السرير و اللحاف للضيف الغريب. دي كانت نماذج بس. و إلى خميـرة سـودنة قادمة.. بمشيئة الله
المفضلات