ذوق عــالي .... وحس رفيييييييييع ,,,!

[سوباوي]

معذرة .. يا سادة .. أن أكتب هذا ... ولكن ...

الزمان .. بداية فبراير من العام 2003م المكان مدينة الرياض "المهلكة العربية السعودية"

الساعة الحادية عشر صباحاً الطابق الثاني من المركز الرئيسي لإدارة المجموعة .. يطرق

باب مكتبي وبرفقة السكيورتي .. رجل سوداني على ما أعتقد أمطر عليه حوالي الأربعين

خريفاً .. تهللت أساريري فرحاً كعادتنا بلقاء أحد أبناء جلدتنا وإن لم يكن هناك مسبق معرفة

... صافحته وصافحني بحرارة .. لم يحتمل السكيورتي الوقوف حيث طالته ألسنة اللهب

فأنصرف .. بدأ الرجل حديثه بعد أن ألححت عليه في الجلوس .. بادرني قائلاً : تصدق يا أخ

أنا طلبت من السكيورتي أن يدلني على أقرب سوداني هنا فأتي بي إليك .. ولي مشكلة

صغيرة مؤكد حلها لديك إن شاء الله .. وواصل حديثه وأنا أصغي إليه .. وبعد أن تأكدت من

أنه تناول فطوره طلبت له كوب من القهوة .. وواصل هو قائلاً أنا طبعاً أعمل في إدارة تعليم

البنات بالمنطقة الشرقية وأتيت إلى الرياض لظروف عمل لأحمل بعض الطرود إلى الدمام

ونفد وقود السيارة ولا أملك ما أعبئ به بنزين يوصلني للدمام .. فقلت له مقاطعا لا عليك يا

عزيزي فالإشكال اصغر مما تتصور .. ونهضت قاصداً قسم الإدارة المالية لكثرة السودانيين

به وكان منطقي في ذلك أن هذا عمل خير ويثاب فاعله فلابد من إشراك زملائي السودانيين

في هذا الأجر فرويت لهم قصة الرجل وكل منهم ناولني الساهلة ووضعت أنا عليها ساهلتي

.. وجمعنا له مبلغاً محترماً يفوق ما طلبه بأضعاف مضاعفة .. شكرني طالبا مني أن أوصف

له طريق الدمام .. وصفته له .. ودعته .. شكرته على فعله .. تمنيت له رحلة سعيدة ..


*********** ************** ***************

الزمان .. منتصف أبريل .. من العام 2006م المكان مدينة الرياض "المهلكة العربية

السعودية" الساعة العاشرة صباحاً "الطابق الأول" من المركز الرئيسي لإدارة المجموعة

.. يطرق باب مكتبي سوداني على ما أعتقد حال عليه الأربعين حول ونيف .. رحبت به

بحرارة .. بادلني التحية بأحر منها .. جلس بادرني قائلاً توقعت أن أجد سودانياً هنا والحمد

الله لم يخيب ظني .. قلت له وصلت تماماً يا رجل .. طلبت له فنجان من القهوة قال لي أنه

على عجلة من أمره وأن لديه إشكال صغير .. قلت تفضل يا أخي لا عليك .. فبدأ يسرد لي

بأنه يعمل معلم بمنطقة "وادي الدواسر" ولديه من الابناء والبنات تركهم خلفه بوادي

الدواثر وقدم إلى الرياض لبعض الأغراض وبرفقته زوجته والتي كانت في شهرها الأخير

من الوضوع .. وعند دخوله الرياض توجعت زوجته فجأة وأصبح في حوجة لأقرب

مستشفى .. وأتى بها للمستشفى الوطني بالرياض .. وعندما شاهد أطباء المستشفى حالتها

أدخولها إلى غرفة الولادة حالاً .. وأسترسل في سرده قائلاً أن زوجته وضعت بالسلامة

وأتت بولد وأسماه على الفور "وليد" ثم فوجئ بفاتورة .. بمبلغ (2.300) ألفان وثلاثمائة

ريال، فما كان منه إلا أن طاف على الأخوة السودانيين طالباً العون وعندها دعم لي حديثه

بأن أخرج من جيبه كمية من الريالات قائلاً هذا ما جمعته وفقط ينقصني الآن حوالي ثلاثون

ريال .. فقلت له مندهشاً ثلاثون ريال فقط .. يا سيدي .. مشكلتك يسيرة ومحلولة بإذن الله ..

يلا واصل وماذا حدث بعد ذلك وأين زوجتك الآن .. قال لي أن زوجته بالمستشفى وأنه

مستعجل للذهاب لها .. قلت له خيراً ولكن خلص القهوة أولاً ثم أعطيك ما طلبت من مبلغ

وبعدها أذهب لزوجتك، ولكن لي سؤال أنا أعتقد أننا تقابلنا في مكان ما .. أرتبك الرجل قليلاً

وقال لي لا لم نتقابل .. قلت له بلا تقابلنا .. نفى مؤكداً أنه لم يراني غير اليوم .. تمسكت

بقولي وقلت له لا يا رجل .. تقابلنا ... ومنذ أن دخلت على مكتبي للوهلة الأولى أنا تذكرتك

بذات ملامحك تقابلنا يا رجل .. وأعتقد أنك تعمل بتعليم البنات بالمنطقة الشرقية بالدمام ..

أرتبك الرجل تماماً قال لي أن لا علاقة له بالتعليم .. قلت له كيف ذلك وأنت تقول أن تعمل ..

معلماً بمنطقة وادي الدواثر .. أرتبك الرجل أكثر قال لي لا أنا أقصد أنني كنت أعمل .. لا . .

لا .. بل أقصد وأنقذته أنا معقباً قلت له .. يا رجل تقابلنا .. نعم تقابلنا وفي ذات هذه الشركة

قبل ثلاثة أعوام ونيف .. وأتيتنا وأنت تطلب ثمن البنزين .. أو نسيتني بهذه السرعة .. فتغير

وجه الرجل وقال لي أنا متأسف يا أستاذ إن أزعجتك وهرول خارجاً تاركني خلفه غارقاً في

لجة من الدبرسة .. والحزن ... والاستياء ..

[اميمه عشريه]

شئ مخزي وشئ مؤسف والمحزن انه سودانيييييييييييييييييييييييي