عامان كاملان.....
وهي تستعصي عليه ... تمارس عليه دلالها الانثوي الطاغي...ترفض حتي التواجد كفكرة برغم محاولاته المتعددة للتزلف اليها بشتي الطرق... حتي طرق باب الادمان ولكنها ممتنعة ومستعصمة بغيابها المذل وصمتها الرزين
ولكنها اليوم اكتملت حضوراً مدهشاً ومفاجئاً حتي بالنسبة له . كم انتظر هذه اللحظة ليعلن فرحته ولكن حتي الفرح لم يسعفه الان,كل ما يحسه هو الانبهار والدهشة التي جمدت قدرته على الفعل تماماً.
تراجع بكرسيه الي الوراء وجمع حبات التبغ المخلوط بالبانقو علي ورقة البرنسيس ولفها في احكام ثم اشعلها ونفس دخانها في تلذذ منحته حلقات الدخان المتصاعدة بعض من الثبات فتجرا وبدأ يحدثها عن انتظاره لها وتعلقه بها وهي لا تعيره حتي انتباهها فيصمت ليسمح لحلقات الدخان بالتناسل داخل رئتيه ويستجع شجاعته ليحدثها من جديد وهي قابعة في ملكوت صمتها العاجي بلا اي محاولة للانتباه...
سرح بخياله الجامح الي الماضي القريب عندما كان يرسم خارطة الطريق الي الحوار معها وبدأ يستعيد مفرداته اللبقة التي فقدها بفعل الدخان فتح طريقا اليها عن الموضة واغاني البنات ومتاهات السياسة والمشهد الثقافي و....
ولكنها هناك في برجها الصامت كانه غير موجود حتي فانشده بسجارته عنها يرتشفها في تلذذ وبدات ملامحه تتقلص واتخذت اشكالاً من التغيير فانفه برز للامام بشكل سافر مغطياً المساحه بين شفته العليا وعينيه تماماً,عيناه جحظتا وستباحتا موقع الرمش الاعلي,وفمه اتسع بمقدار النصف تماماً من مساحة وجهه,وفجاة لامس جمر السجارة اصبعيه فانتفض في قوة واعاد ملامحه بكلتا يديه.
خاطب نفسه في حزن
- اظنها متعبة.. او لعلها ترغب في الاستحمام حسناً سادعها الان وسنكمل حوارنا لاحقاً
في الغرفة المجاورة تمدد امام التلفاز وبدأ يغاذل النعاس ولكن توارد الي سمعه صوت صنبور الماء في غرفتها فتهللت اساريره
- لابد انها تستحم الان وتغسل وجهها فيصبح مثل وردة استباحها الطل ساعتها ستسمعني في اصغاء
- ماذا لو اعددت لها كوب شاي دافء بعد حمامها؟
اعجبته الفكرة فنهض الي المطبخوفجاة تزكر اسطرة قديمة كان قد قرأ عنها
(وتحكي ان خادماً كان مفتونناً بحب سيدته وعندما تستحم كان يتلصص عليها وبعد ان تنهي حمامها اليومي كان ينكب على ماء الحوض فيشربه حتي تكتظ بطنه ساعتها كان يحس بالراحة)
وعندما وصل تفكيره الي هنا ضحك في سعادة كانه وجد ضالته اخيراً. تحرك نحو الحمام في حذر وبطء وبدأ يتلصص من خلف الباب الموارب وهاله ماراه كانت ساقطه في الحوض والماء به مجموعة من الالوان اصفر,اخضر,احمر,ازرق....
فصرخ في قوة واندفع للداخل.....
عامان كاملان وهو ينتظر اكتمالها وبعد اكتمال حضورها تذوب هكذا في بساطة وتعود كما كانت مجموعة الوان. وبلا وعي اندفع نحو الحوض و.....ز
مع اخر جرعة استقرت في جوفه احس بها تتشكل داخله من جديد وتعود لصورتها الطاغية فسعد لانها الان ستسمعه وتري ما بداخل قلبه ولكن قبل ذلك خاطبها وهو يربت على بطنه ليطمئنها.....
- اطمئني لن اتبول أبداً......؟
المفضلات