صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 26 إلى 28 من 28

الموضوع: مشهد من مأساة الجياع الباحثون عن الملاجيء

     
  1. #26
    عضو جديد
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    40

    رد

    العزيز ودتابر...
    تلك مشاهد الامس....
    واليوم تتجدد المشاهد ويتجدد نزيف الانسانية........
    (غزه)ومأساة الحصار(الموصل)(كركوك)(بغداد)(الرمادي) ومأساة القتل وجبة كل الاوقات
    فهل نحن في الطريق لنفقد انسانيتنا ونبيع الموت حتي للاطفال.....


    شكراً لشحذ الزاكرة حتى لا تصدأ من عظم الاهوال...


    ولك ودي.....

    انا من افريقيا صحرائها الكبري وخط الاستواء
    لفحتني بالحرارات الشموس......
    وشوتني كالقرابين على نار المجوس.....
    فانا منها كعود الابنوس.......
  2.  
  3. #27
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية ودتابر
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    قطر - الدوحة
    المشاركات
    639

    المشهد الخامس

    المشهد الخامس

    زلطة مراهقة بين براثن الذئاب

    (1)
    " أيتها المدينة .. كل هذا بينما أنت تضحكين وتُغنين حولنا ..
    مندفعة في سرور عارم ؟!! "
    الشاعر الفرنسي بودلير

    ( 2 )

    إرهاصات سوداوية تزج بنفسها في قاعي وتتكوّر .. وخواء يكاد يسلمني للقنوط .. " أحقاً هذا الذي تقول ؟؟ .. .. أسألك بحق السماحة المرتسمة على محياك أن تصدقني القول !! " ..
    - يا بني أي صدق تريد وهل يعرف زمانكم الصدق ؟ ..
    ( وأصرخ مدافعاً )
    - ما لزماننا .. إنه مملوء بالفرح الأخضر ومتوهج بالحسن الأغر .. إننا أبناء المدنية التي تسحق كل قديم .. وتحرق كل تخلف .. وتبني كل متصدع .. المدنية التي لم تنعموا بها .. كتب علينا أن نلعق شهدها بعد أن لسعكم نحلها .. إننا التطور والتجديد .. الحب والسخاء .. السلام والنماء .. العلم والضياء ..
    وبهدوئه وسماحته التي أحسده عليها :
    - لا تخدع نفسك .. فإن كانت خدعتك مدنيتك .. فانظر أمامك ..
    وأرسلت بصري لأرى .. ويالها من مفاجأة .. إنها ‍‍.. .. نعم إنها ‘‘ زلطـــة ’’ .. بلحمها وشحمها كما عرفتها منذ سنين .. ولكن .. تسيل الدموع من خديها الملطخة بالوسخ .. اليوم على غير عادتها .. تختلط دمامتها بقذارتها .. وشعرها الملفوف كلون ردائها الممزق عند الثديين ببلاهة .. كم أسأت لها هذه المسكينة .. وكم رميتها بالحجارة .. وأنا في طريقي إلى المدرسة .. ولكن لم أرها يوماً تبكي .. كنا نظنها لا تعرف الكلام ‍‍‍‍‍‍والبكاء .. كانت أكبر من كل بذاءاتنا وسخافاتنا .. وكأنها خلقت من صخور ذلك الجبـل الحارس المدينة من عواتي الجن – كما كانت تحكي لنا جدتي ـ .. نعم .. أنها " زلطة " التى ولدت مع هذه المدينة .. وتشبه حجارتها وترابها .. فاقتربت منها أكثر وسألتها :
    - لماذا تبكين يا زلطة ؟!
    - لصوص .. سفلة .. أوغاد .. ...
    انهالت تكيل السباب .. فذهلت وعاجلتها بالسؤال :
    - من تقصدين .. ؟ .. ؟؟
    - أولئك الذين سرقوا طفلتي .. الذين سرقوا أحشائي ..
    - من تقصدين ؟ .. وأي طفلة تعنين ؟ " وبعصبية أجابتني .. "
    - مولودتي التي أخرجتها من هنـا – وهي تشير بأصبعها – ألا تفهم يا هذا ؟!
    وازدادت بذاءة أكثر حتى خجلت من نفسي .. وانكسرت نظراتي .. أتفحص قدميها المتشققة كجروف النيل في زمن المحل .. وعدت أسألها وأنا مازلت مطرقاً :
    - ومن أين لك طفلة يا هذه .. ؟!
    - لقد أنجبتها قبل يومين فقط ‍‍ .. ( وكشرت أنيابها وتطاير الشرر من عينيها .. وهمت أن تغرز أنيابها في لحمي .. وهي تصيح .. ) سوف تسألني أنت أيضاً .. سوف تقول لي من أباها ؟؟ .. يا سافل .. يا .. ..
    واستحييت من نفسي أكثر وآثرت الهروب بجسدي .. وكان هو مازال واقفاً مكانه فابتسم في وجهي بوقاره المعهود .. وقال " هذه واحدة من تفاهات مدنيتكم .. ! " ..


    عصام عبدالرحيم
    عصام الدين أحمد عبدالرحيم تابر

    حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي .. وطن شامخ وطن عاتي
    وطن خير ديمقراطي
  4.  
  5. #28
    عضو ماسي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008

    نعم نها الحقائق في أبسط تعبير ولله درك ودتابر



    وجدت ما استشهد به هنا في هذا المحفل ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مكي محمد صالح مشاهدة المشاركة
    أحي ودتابر على الشمولية في التعبير عن المأساة التي إجتازت الحدود وللتصوير الرائع في المشاهد الثلاث وبرغم الآلام التي يصورها عن واقع الحال إلاّ انها الحقائق في أبسط تعبير ولله درك ودتابر بما تنتقي من تعابير وكلمات .


    شكراً أخي مكي محمد صالح فقد أجدت التعبير

    أق ما يقال أنها الحقائق في أبسط تعبير ولله درك ودتابر

    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر



المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid