مصطفى ساكي احساس المهاجر3
كان مصطفى أديبا وشاعرا ملهما مطبوعا,كان شاعراً بالفطرة، وموهوباً فى مجال الكتابة الى حد لا يوصف,,,تستمع الى شعره فيقودك خيالك الى عالم لا متناهى من موسيقى شعره الاثره وجرسه البديع وايقاعه العميق,وسوف أنشر قصائده كاملة فى هذا المنتدى,,,وهذه بعض أبيات من قصيدته "الحدود"
"جايه من شفق المغارب ومن شعاع شمس الأصيل,,,
من وراء الأفق الممدد فى المسافه المستحيل,,
تمسح أحزان الغلابه تبرى فى السكك التعابه,,,
وتبقى ضلاله وسحابه ومتكأ فى حر الهجير,,,
طالعه من جوف الفيافى ساكنه فى كل المرافئ,,,
بين متاهات القوافى وحتى فى الحلم الجميل,,,
وهذه من قصيدته "يا بحر"
فى ضفافك ازرع أحلامى وأزهارى وأحلى رياحينى,,,
أنا عاشق صلفك واصرارك وعنادك مهما يبكينى,,,,
ظمئان جئتك يا بحر سلسال خمرك اروينى,,,
انا شتلة تغازل أنسامك من فيض حنانك أسقينى,,,
وهذه من قصيدة "صورة"
صورتك المنعكسه فى زاوية سقوط افكارى,,,
وابعاد المسافه البين عيونى,,,
ومسقط الشوق المحايد بالحسابات الدقيقه,,,
قصرت زمن الإجابه,,,
وهمشت دور القواعد والقوانين العقيمه,,,
وهذه من قصيدة "ورى القضبان"
ورى القضبان جرح غائر الم مدفون,,,
قضية انسان مصير مجهول,,,
بنطق بفداحة الكان,,,
خلل فى الكلمة والميزان,,,
ببقى قدر رهيب راهب,,,
متوج فى عروش الزيف بدون عنوان,,,
وراء القضبان عبر ودروس,,,,قفل مهووس,,,
نفس مديوس,,,قلم محبوس,,,
وصوت فنان بينساب فى وتر مشحون,
كان لا يهتم كثيرا بكونه شاعرا تستفزه الحروف وتسكنه همس القصائد وروح الفنان الثائرة,لكن شعره كان يخرج صادقا نقيا معبرا عن نفسه وذاته فاذا غالبه أمرٌ ما أٌستثيرت حفيظة قريحته وأطلق لمشاعره العنان فتسيل مشاعره سيلا سلسبيلا من اناقة الحروف وجزيل الكلام,وتتدفق كلماته كالنهر العذب المنساب.
لم يكن مصطفى ساكس بالفنان الموهوب الذى تقف إبداعاته فى هذا الحد,,فقد كان يتعاطى الفنون والثقافه من شتى الاتجاهات.
كان مصطفى قارئاً نهماً يحصد الحروف حصدا,,,لا يرهن نفسه لكاتبٍ معين او فرع معين من ضروب الثقافة والفكر فكان يلتهم كل ما يقابله من صنوف الكتابة,,,ساعده إطلاعه الواسع وثقافته العميقه أن يمتلك ناصية البيان وفصاحة اللسان,,,فكان يجيد التعبيرَ عن أفكاره ومعتقداته بلسانٍ طلق زرب,وبأسلوبٍ رصين وقدرة فذة على إختيار الألفاظ المعبره.
على الصعيد الشخصى كان ساكس يتمتع بشخصية قوية كثير الاعتداد والاعتزاز بنفسه,لم يغتر فى حياته أبدا بل متواضعا لأقصى الحدود,كان عاشقا للحرية لا يحيا الا بها,لا يحب القيود والتعقيدات فى الحياة, جريئا فى أفكاره,شجاعا فى طرح أرائه,يلج ساحات الأدب والابداع بعقل كبير وفكر ثاقب وثقافة غزيرة وتجارب ثرة فى مجالات الحياة المختلفه,له مقدرة فائقة فى سبر اغوار النصوص الأدبية المختلفة.
كان مصطفى إنسانا رائعا,صادقا صدوقا,محبا محبوبا ورغم ثورة مشاعره وتمردها أحيانا الا ان قلبه كان واحة ظليلة لأصدقائه ومتكأً فى حر الهجير,,,كان مصطفى شخصيةً جاذبةً بين أصدقائه,له معزة خاصة فى نفس كل من صادقه او إلتقى به,يعاملك بطيبةٍ ومودةٍ خاصةٍ تظن نفسك صديقه الوحيد,ما جلس مصطفى مجلساً الا وكان بحضورهِ وسرعة بديهته سيد المكان بلا منازع,,فبتلقائيته المعهودة وبحضوره المميز كان يسود المجالس وكأنه ملكٌ متوج او أميرٌ منصب.
ولى ولكم عودة مع ساكس.
وارجو الدعاء له بالرحمة والمغفرة
المفضلات