لقطة اليوم | طائرة الجُثث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعيش المرء مّنا حياته على أمل التجول والسفر إلى المكان الذي يَحلم به، ليرى كيف خلق الله الدنيا متنوعة وجميلة.
لكن هناك من لا يريد التجول والتنقل ولا يريد التمتع بالحياة من الأساس وتنحصر كل أمانيه وأحلامه في الذهاب إلى الحج في مكة المكرمة أو الوصول للقدس.
لقطة اليوم: صباح الثاني من فبراير 2012 عادت جُثث ضحايا ملعب بورسعيد والتي حضرت مباراة المصري والاهلي في الدوري المصري على متن طائرة حربية إلى مطار ألماظة بمدينة بلبيس التابعة لمحافظة الشرقية.
مشهد حين شاهدته بأم عيني أقشعر جسدي وبقيت طيلة اليوم لا أتحدث عن أي شيء، فقد كان من المفترض نشر هذه الحلقة ليلة أمس أو في ساعة مُبكرة من صباح اليوم الجمعة لكنني مرة أخرى عُدت لأصمت وأتمتم دعاياً الله أن يرحمهم وينتقم من المخربين الذين لم يفسدوا مباراة في كرة القدم فقط.. بل أفسدوا أشياء علينا كعرب ومصريين من الصعب اصلاحها.
لقد كانت تلك المباراة المشئومة بالنسبة لهذه الأروح الطاهرة أخر مباراة يشاهدونها في حياتهم، وكانت حسب اعتقادي المرة الأولى والأخيرة التي يركبون فيها طائرة، فقد رأيت عائلاتهم، جميعهم ناس بسطاء (طيبين) على قد حالهم ..
هل تعرفون شيئاً؟ ..عندما تسأل أي رجل كهل أو أي سيدة شمطاء في مصر ماذا يعرفون عن معبد سمبل أو الكرنك أو جمال شرم الشيخ والطحالب والشُعب المرجانية، لا يُفيدونك بالكثير من المعلومات، فالوصول إلى تلك المناطق شاق وباهظ بالنسبة لهم، والوسيلة الأفضل كي تستمتع هي استخدام الطائرات لكن المصري داخل "مصره"..داخل بلده..لا يعيش حياته..وفي النهاية حين تسنح له فرصة ركوب الطائرة ..ينالها فقط حين يَفقد روحه وحياته......

المفضلات