ما أقسى هذه الحياة و هي تأتينا بالرياح التي لم تشتهيها سفن أحلامنا و أمالنا
فكثير ما تقف الظروف حجر عثرة في تحقيق رغباتنا و قد نظطر في بعض الأحيان إلى مسايرتها لتفادي السباحة عكس التيار
ومع ذلك تجد أن الحياة بخيلة و ضنينة حتى مع تلك التنازلات التي نقدمها لتقليل سقف طموحاتنا
قد تجمعك الظروف بشخص ما و تعلق عليه كل أمالك و تمنحه كل مساحة الحب و الاخلاص التي في قلبك و لكن تأبا القسمة و أخيها النصيب إلاّ و أن يفرقا بينكما
و قد تضطرك لحظة غضب أو حماقة إلى ترك شخص و تحاول التعويض عنه بشخص أخر
و لكن تكتشف بأنك حضور في هذه العلاقة الجديدة بجسدك و لكن روحك و قلبك ما زالت تحن إلى الماضي و الحبيب الأول
و في أحيان كثيرة تأتي الفرصة إلى شخص ما في طبق من ذهب و عليه أن يُحسن أستثمارها خير أستثمار
فكما يقولون : عاجز الرأي مضياع لفرصته حتى إذا فات أمرا ً عاتب القدرا و مطروفة عيناه عن عيب غيره فإن بان عيب من أخيه تبصرا
بعيدا ً عن العلاقات الأنسانية فالتعامل بردة الفعل و أتخاذ القرارات في لحظات الغضب لا يُثمر إلى الندم
لذلك قال رسولنا صلى الله عليه وسلم مُوصيا ً أحد أصحابه ( لا تغضب ، لا تغضب ، لا تغضب ) وكررها ثلاثا ً
فعلى الأنسان أن يتأنى دائما ً في كل القضايا المصيرية و أن يُحّكِم عقله قبل قلبه في كل أمورهِ الحياتية
كما يجب عليه أن يتخير الأصدقاء الذين يكونون له مرآة يرى من خلالها نفسه و أن يعكسوا له سلبياته قبل إيجابياته و ينيرون له طريق الصواب من خلال الرأي و المشورة
أيضا ً ورد في الأثر ( أرى كل إنسان يرى عيب غيره و يعمى عن العيب الذي هو فيه ) و المثل السوداني يقول ( الجمل ما بشوف عوجة رقبتو )
بت مارنجان كلام كُبار تحس فيه بعبق سنوات الخبرة و التجربة و تتذوق فيه عصارة أفكار صقلتها السنوات الطِوال
ربنا يخلي ليك الحاجة و يديها الصحة و العافية و طولة العمر وما يحرمكم من بعض قادر يا كريم
المفضلات