شفته كيف .. يا ود الجزولي تحورت ساحة حزنك لباحة عرس والحروف تزين المعاصم وأجمل
الحسناوات مفردات أولائي الرفاق وخطوهم إيقاع وترتيب للقوافي .. ولم تكن ا لمنافي سوى استفاضة في نضارهم
أوان تستفيهم للكلمات باليانع من معاني المودة في أسحر حالاتها .. إنا لله من هكذا جمال نتوق فيه لمعاقرة الكيبورد وكل
ضربة زر توازي دقة نبض في قلوب من تزاحموا في هذا المكان .. ومن راحة أكفهم يفوح النشيد والأيادي فوق تبشر
والناس تقالد في بعض والشوق يحتار في مثل هكذا انتماء ..
يا ود الجزولي يا خ .. الصبر قاسي والمحبة قدر شفته كيف .. المحبة بتمامها وبكمال أشكالها قدرنا الذي لا نحيد عنه ..
والملكة أسماء أم محمد تصول هنا كأم العريس وتذكرني القامة وردي ومدائنة التي تعاين ..
بأي غصن يا أم محمد تهشين مفرداتك وسقف كتابتك غمام تزركشة أطياف الألوان .. بت حريفة ودغرية ..
واضحة ومعتقة حرف .. واحساس مكثف يفوق عبقه أوان إندلاق المداد .. أتابعك كثيراً يا أم أحمد هنا وهناك
وأختبئ خلف حوقلتي كعادتي أوان أن يدهشني الكلم .. لسبب من الأسباب لا أعلم سره ترتبط لي البنات الواعيات
المالكات لناصية ما يودن أن يقولن بأجمل المدن .. ولا أدري لماذا كانت مثلاً زميلتنا "عزاز" أيام الجامعة تشبه لي
"الباوقة" علماً بأن ما بين رؤيتي لمنطقة الباوقة ورؤيتي لعزاز بون شاسع من زمن ووعي وتفاصيل كثيرة ..
وشيراز المنتمية لأقصى مدائن شمال بلادي كانت تشبه لي مدينة "بارا" كما كانت عزاز من عمق الوسط .. آها يا أم محمد
كلما دخلت على ما نثرت يداك في هذا المكان تشبهين لي "ود مدني" وبشروط محددة وذلك أوان كانت مدينة واضحة كلمتها
تجاه قضايا كل بلادي وأوان مساءاتها والنيل فتي والبنايات في عنفوانها وفي كل شارع بها مربوطة حكاية ..
شفتي كيف القصة دي .. وقد أكون قلت مسبقاً بأن المدن كما الصحاب فهي تقالدك وتصاحبك وتستقبلك وتنفر منك
وتشتهيها وتحس بأنها تشتهيك وتعبرها كأنك العاشق الوحيد بها فتجدها وقف لألف عاشق سبيل قد مر بها ..
ولا زلت أنجم بأي غصن تهش هذه البنت أحرفها ..!!!!
الشاهد في الأمر يا برتوبيل .. يكتنفني إحساس مؤكد بأننا سنلتقي وكأننا ارتهان لموعد مؤجل بيننا قابل لأن ننجزه
بغير ترتيب مسبق .. وسنقول ما لم يسعفنا هذا المكان أن نكتبه .. ونضحك كما لم نفعل من قبل أو كما ضحكت
محبوبة هاشم صديق أوان جنون عركي وموسيقاه الساحرة ..
ضحكك شرح قلب السماء
لون سحاب كل الفضاء
هز وتر الازمنه
رطب الصحراء ويبس عصب الجبل
ودر الحزن المهاجر فى المقل
صحى اطياف الاغانى
وبارح النيل والسهل
ضحكك وصول حزمة رسايل من اهل
اضحكى اضحكى
تضحك الدنيا وتفيض ..
يا برتوبيل ياخ عارفك بتكون بتحب عركي ومؤكد الآن تدغدغ مسامعك موسيقاه .. لم أتمكن من حضور حفلته
بالرياض وذلك لقدوم عزيز من تالا البلد وكنت أرابض بمطار الملك خالد بالرياض بينما كان عركي يعبئ هذه
الصحراء النجدية بنداوة صوته والرياض سادرة في نفورها من هكذا أجواء ولكنها في نهاية الأمر كانت صاغرة
عند قدمي عركي أوان صدح "الليلة بهديك دبلة الحب والخطوبة " أو هكذا خيل لي ونحن أناس نخص بعضنا
بكثير معزة فنقايض لحظات ملاقاة من نحب بما نحب أو هكذا دخلنا نواحي استغاثة ود الجزولي ناس فزع وعلى
حواف أحزانه نصبناه عريساً والزغاريد حدودها السماء ..
يا بروتوبيل يا صاحبي لك بحوزتي محبة راسخة واشتهاء للقاء أتمنى أن يكون قريباً بإذنه تعالى ..
يا كاظم و ود الجزولي أنا طالع قريب وجاي .. مكانكم سر...يضحك نهارك يا سوباوي
الفوق ده كلام عجيب يا راجل .. أذكر يا سوباوي في رواية للطيب صالح الله يرحمو قرأتها وكنت وقتها طفلاً .. لا أذكر أي رواية تلك الآن .. المهم في تلك الرواية كانت تشحذ مخيلتي البريئة والمحدودة جدا كطفل مشاهد صورها الطيب عن حفل عرس .. مشاعر الناس .. طريقتهم في التعابير .. ملامحهم .. ضحكاتهم .. السكرة الطينة .. كل شئ .. وسط كل هذا الزخم كان يشدني مشهد مهمل لإمرأة أنزلتها المركب تواً أو أنزلها حمار لا أذكر وهي آتية من قرية مجاورة لحضور هذا المهرجان العاطفي الغريب .. هذه المرأة وصف الطيب صالح احساس اللهفة في دواخلها أكثر مما كانت عليه حقيقة .. يا لله يا صاحبي .. مرات أقول يا ريت لو الناس الفي دنيا ديل كلهم عندهم نسخة ورقية .. كنت بقول انو مشاكل العالم دي كلها حتنتهي .. ياخي الورقة والقلم ديل سرهن باتع .. واحد جابوا عديل في القرآن .. مش جابوهو بس وبدوا بيهو كمان .. والتاني داك خليهو ساي .. ياخي ربنا جل شأنه يوم القيامة بتعرض عليهو كتب الناس .. كتب عديل كده ومكتوبة .. مكتوبة بصاحبنا التاني .. وهكذا .. لطالما أعجزتني كثير من المسائل بعضها فلسفي .. وبعضها له اجوبة علمية (اذا تطور العالم أكثر من ذلك) .. ولكن يبقى الإنسان مستمتعاً بذاته .. بإنسانيته الكريمة .. وينسى بحثه المضني عن إجابات لأسئلة بعضها قد تنغص الإجابة عليها حياته هو يرجع لإنسانيته متعمداً في بعض الأحيان وهذا النوع أكثرهم إعتداداً بإنسانيته تعويضاً لما اضاعه بإنصرافه إلى شؤون أخرى (التطرف عموماً) .. والنوع هذا تجد فيه في عالمنا الإنساني الحكيم .. الفيلسوف .. الراهب .. ولكنك لن تجد مغني واحد .. ولا شاعر واحد .. ولا رسام واحد .. هولاء ابحث عنهم هناك في الذين لم يفارقوا انسانيتهم منذ أن عرفوا الأشياء بإحساسهم ..
مارق مشوار وبجيك متلب
ودالجزولى أخوى حزنك فجر بركان فرح
بالجد أقراء هذا البوست عشرات المرات ولاأمل أرجع أقراه تانى بشغف كأنى لم أقراءه
المفضلات