صفحة 5 من 7 الأولىالأولى ... 34567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 125 من 155

الموضوع: أسرار صغيرة وأشياء أخري........(متعدد الصفحات)

     
  1. #101
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الجزولى مشاهدة المشاركة
    صدقت القول الرائعه أميمة عشرية
    فلا يسعنا إلا الصمت أمام هذا الإبداع المتدفق
    الرائع صلاح سر الختم أديب يكتب بإحترافية عالية
    جلوس نحن في حضرة الكلمات الراقية
    اخي محمد الجزولي....تسعدني كلماتك وأعجز عن التواضع زيفا امامها فهي تسعدني حقا......أتمني ان اكون عند حسن ظنكم بي

  2.  
  3. #102
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انور النور محمد مشاهدة المشاركة
    اجلس في ادب كثير مع الجميع عند ناصية الالق هنا في حضرة الابداع

    امتع نفسي
    بكل اشكال الامتاع
    نفخر كثيرا وكثيرا جدا
    ان تكون بيننا استاذي الجليل

    اعجز حقيقة عن المداخلات في مثل هذا الارواء

    لك اندى محبتي
    الحبيب انور كم انت كريم العبارة
    شكرا لك

  4.  
  5. #103
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمون مشاهدة المشاركة
    copy ................ Paste
    آنستي ريمون ...تعودنا منك كل جميل فشكرا لقلمك الجميل

  6.  
  7. #104
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    30

    لم تخلف نوال الكاشف وعدها، وأطلت كل الصحف في الخرطوم ذات صباح حاملة خبرا واحدا عن أكبر عملية مداهمة تمت لعيادة طبيب مشهور احترف عمليات الاجهاض غير الشرعي ونتائج المداهمة المذهلة، كان الباعة الصغار يصرخون في مواقف الحافلات بالنبأ بلهجات مختلفات ومضمون واحد والايدي تتخاطف الصحف الناشرة رغبة في التهام السطور واشباع الفضول. وفي مكان آخر كان عاصم جالسا في سكون يرقب الزلزال الذي لم يكن في حساباته يوما انه سيحدث، كانت معاونته وكاتمة أسراره شادية جادين منهارة تماما وهي تتبرع بالاسرار في كرم يفوق كرم الطائي في زمانه والمحققون لايكتمون سعادتهم بسقوط صيدهم الثمين
    بل يبدون شماتة واحتقارا يكشفان غلا قديما في الصدور ، غلا لم يجد له سببا في البدء ولكنه فيما بعد في ليالي السجن الطويلة والونسات مع السجناء أدرك أن الناس بطبعهم يسعدهم سقوط الكبار ويشعرهم بالراحةوالتفوق والرضا عن حياتهم البائسة .هو لم يشعر ابدا بالعار أو بالندم ، كان رد فعله مدهشا وغريبا وهو ينظر ببرود الي الجنود وهم يبحثون في أدراجه ودواليب عيادته ودورة المياه فيها عن أدلةوبراهين تؤيد فعلا لاينكره ولاينكر قيامه به، بل يري فيه فعلا نبيلا قدمه راضيا لفتيات تاعسات يدفعن ثمن قصور اجتماعي ومفاهيم مغلوطة سائدة، كان يري نفسه بطلا يمارس عملا مقدسا في زمن انتهي فيه المنقذون والمشفقون والابطال، صحيح انه كان يأخذ أجرا لكنه كان ضرورة لاغني عنها ليتمكن من تقديم خدماته لمن لايملكن الثمن خصما علي من يملكن الثمن ، ضحك المحقق بسخرية وقال له: تظن نفسك ارسين لوبين تأخذ من الاغنياء للفقراء..هل تظنني طفلا لاصدق هذا الهراء؟! رد عليه ببرود: أنا لم أسرق من أحد شئيا حتي تصفني بارسين لوبين، أنا كنت أقدم خدمة طبية بمقابل لمن يستطيع دفعه وبلا مقابل لمن لايستطيع.
    عبس المحقق وقال وهو يشير الي اللابتوب الصغير الذي بات ضمن أدلة الاتهام: وبماذا تفسر الافلام الموجودة هنا؟هل هي خدمة طبية لشادية جادين والأخريات؟!. كان يملك اجابة لكنه فضل الصمت فلم ينبس ببنت شفة.طول عمره كان يسكنه شعور بالتفوق علي الاخرين وانه يملك عقلا حادا كالمدية لايستطيعون فهمه ومجاراته وفي هذه اللحظات التي شعر فيها الاخرون بالتفوق عليه أزداد شعوره بالتفوق عليهم في داخله وتعزز أكثر. ظل يراقبهم صامتا وهم ينقبون في خصوصياته وكل اركان مملكته الصغيرة، حتي السراميك خلعوه بحثا عن أجنة متوهمة وأطفال مؤودين.أنتابه ذات الشعور الذي ينتابه وهو ينحني علي مريضة من مريضاته ليخلصها من عذابين في وقت واحد : عذاب الجسد الذي يحمل وثيقة ادانته وعذاب الروح الخائفة من الاسلاك الشائكةوردود فعل المجتمع، كان شعوره بانه ملاك الرحمة المرسل لغسل عذابات البشر يتمدد ويتضخم في مثل تلك اللحظات فيجد نفسه يهمس بصوت خافت لاتخافي يا صغيرة...دقائق قليلة وتعودين كما كنت نقية من كل الأوساخ.... دقائق قليلة ويزول كل شئ....) كان صوته خافتا ، لكن ناره الكامنة كانت تزداد ضراوة في تلك اللحظات، يتصبب عرقا في الشتاء...تلتمع صورة أمه من مكان ما...باكية حزينة...صوت أبيه كالكرباج يهبط علي ظهرها العاري.... يصرخ صوت في داخله( يا للنساء الغبيات....الحمل...العذاب....التعب....العار...المو ت..)
    تزداد حركة أياديه سرعةوهو يسابق دورة الحياة حاكما عليها بموت رحيم يراه أفضل من جحيم يعرف جيدا كيف يكون. كان يصرخ لنفسه حين تراوده الكوابيس وصوت ابوه لست مثلكم فلاتطلبوا مني ان اكون مثلكم...لا اتكلم اللغة التي تتكلمون ولا اعرف ما تعرفون....لن تفهموا ابدا ايها الاغبياء....).

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 05-12-2011 الساعة 06:27 AM
  8.  
  9. #105
    موقوف نهائياً Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    مدنى,,حى أركويت
    المشاركات
    803

    الاديب الاريب صلاح يكفى ان تشأ فنكون منديلا ابيض بيد حبيبة اوتنينا اسود ان غادرنا سطرك ...تقبلنى ملتهما لدسامة ابجدك الوارف ياباهى

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد المأمون ; 05-12-2011 الساعة 03:09 AM
  10.  
  11. #106
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية bit madani
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    481

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة
    30

    لم تخلف نوال الكاشف وعدها، وأطلت كل الصحف في الخرطوم ذات صباح حاملة خبرا واحدا عن أكبر عملية مداهمة تمت لعيادة طبيب مشهور احترف عمليات الاجهاض غير الشرعي ونتائج المداهمة المذهلة، كان الباعة الصغار يصرخون في مواقف الحافلات بالنبأ بلهجات مختلفات ومضمون واحد والايدي تتخاطف الصحف الناشرة رغبة في التهام السطور واشباع الفضول. وفي مكان آخر كان عاصم جالسا في سكون يرقب الزلزال الذي لم يكن في حساباته يوما انه سيحدث، كانت معاونته وكاتمة أسراره شادية جادين منهارة تماما وهي تتبرع بالاسرار في كرم يفوق كرم الطائي في زمانه والمحققون لايكتمون سعادتهم بسقوط صيدهم الثمين
    بل يبدون شماتة واحتقارا يكشفان غلا قديما في الصدور ، غلا لم يجد له سببا في البدء ولكنه فيما بعد في ليالي السجن الطويلة والونسات مع السجناء أدرك أن الناس بطبعهم يسعدهم سقوط الكبار ويشعرهم بالراحةوالتفوق والرضا عن حياتهم البائسة .هو لم يشعر ابدا بالعار أو بالندم ، كان رد فعله مدهشا وغريبا وهو ينظر ببرود الي الجنود وهم يبحثون في أدراجه ودواليب عيادته ودورة المياه فيها عن أدلةوبراهين تؤيد فعلا لاينكره ولاينكر قيامه به، بل يري فيه فعلا نبيلا قدمه راضيا لفتيات تاعسات يدفعن ثمن قصور اجتماعي ومفاهيم مغلوطة سائدة، كان يري نفسه بطلا يمارس عملا مقدسا في زمن انتهي فيه المنقذون والمشفقون والابطال، صحيح انه كان يأخذ أجرا لكنه كان ضرورة لاغني عنها ليتمكن من تقديم خدماته لمن لايملكن الثمن خصما علي من يملكن الثمن ، ضحك المحقق بسخرية وقال له: تظن نفسك ارسين لوبين تأخذ من الاغنياء للفقراء..هل تظنني طفلا لاصدق هذا الهراء؟! رد عليه ببرود: أنا لم أسرق من أحد شئيا حتي تصفني بارسين لوبين، أنا كنت أقدم خدمة طبية بمقابل لمن يستطيع دفعه وبلا مقابل لمن لايستطيع.
    عبس المحقق وقال وهو يشير الي اللابتوب الصغير الذي بات ضمن أدلة الاتهام: وبماذا تفسر الافلام الموجودة هنا؟هل هي خدمة طبية لشادية جادين والأخريات؟!. كان يملك اجابة لكنه فضل الصمت فلم ينبس ببنت شفة.طول كان عمره كان يسكنه شعور بالتفوق علي الاخرين وانه يملك عقلا حادا كالمدية لايستطيعون فهمه ومجاراته وفي هذه اللحظات التي شعر فيها الاخرون بالتفوق عليه أزداد شعوره بالتفوق عليهم في داخله وتعزز أكثر. ظل يراقبهم صامتا وهم ينقبون في خصوصياته وكل اركان مملكته الصغيرة، حتي السراميك خلعوه بحثا عن أجنة متوهمة وأطفال مؤودين.أنتابه ذات الشعور الذي ينتابه وهو ينحني علي مريضة من مريضاته ليخلصها من عذابين في وقت واحد : عذاب الجسد الذي يحمل وثيقة ادانته وعذاب الروح الخائفة من الاسلاك الشائكةوردود فعل المجتمع، كان شعوره بانه ملاك الرحمة المرسل لغسل عذابات البشر يتمدد ويتضخم في مثل تلك اللحظات فيجد نفسه يهمس بصوت خافت لاتخافي يا صغيرة...دقائق قليلة وتعودين كما كنت نقية من كل الأوساخ.... دقائق قليلة ويزول كل شئ....) كان صوته خافتا ، لكن ناره الكامنة كانت تزداد ضراوة في تلك اللحظات، يتصبب عرقا في الشتاء...تلتمع صورة أمه من مكان ما...باكية حزينة...صوت أبيه كالكرباج يهبط علي ظهرها العاري.... يصرخ صوت في داخله( يا للنساء الغبيات....الحمل...العذاب....التعب....العار...المو ت..)
    تزداد حركة أياديه سرعةوهو يسابق دورة الحياة حاكما عليها بموت رحيم يراه أفضل من جحيم يعرف جيدا كيف يكون. كان يصرخ لنفسه حين تراوده الكوابيس وصوت ابوه لست مثلكم فلاتطلبوا مني ان اكون مثلكم...لا اتكلم اللغة التي تتكلمون ولا اعرف ما تعرفون....لن تفهموا ابدا ايها الاغبياء....).

    ياااااااااااااا أستاذي الفاضل ....فاتتني كل هذه المتعة الطاغية ...
    عاجزة عن تبجيل كل حرف ينبي بعبقرية نصك و عمقه ...اتمنى ان يستوعب بنفس العمق الذي كتب به ...

    أعترف بأنك أجمل وأكمل و أعمق واذكى قلم كتب بمنتديات مدني في إعتقادي منذ إنشائها ...
    أجده رمزا ولكن يدين ببلاغة طاغية جهول ... من أين اتيت بهذا النص الذي يقبل القسمة على كل الصور المعكوسة هنا و هناك ... اقف هنا مذهولة :

    (وفي هذه اللحظات التي شعر فيها الاخرون بالتفوق عليه أزداد شعوره بالتفوق عليهم في داخله وتعزز أكثر. ظل يراقبهم صامتا وهم ينقبون في خصوصياته وكل اركان مملكته الصغيرةحتي السراميك خلعوه بحثا عن أجنة متوهمة وأطفال مؤودين.أنتابه ذات الشعور الذي ينتابه وهو ينحني علي مريضة من مريضاته ليخلصها من عذابين في وقت واحد : عذاب الجسد الذي يحمل وثيقة ادانته وعذاب الروح الخائفة من الاسلاك الشائكةوردود فعل المجتمع، كان شعوره بانه ملاك الرحمة المرسل لغسل عذابات البشر يتمدد ويتضخم في مثل تلك اللحظات فيجد نفسه يهمس بصوت خافت لاتخافي يا صغيرة...دقائق قليلة وتعودين كما كنت نقية من كل الأوساخ.... دقائق قليلة ويزول كل شئ....) كان صوته خافتا ، لكن ناره الكامنة كانت تزداد ضراوة في تلك اللحظات، يتصبب عرقا في الشتاء...تلتمع صورة أمه من مكان ما...باكية حزينة...صوت أبيه كالكرباج يهبط علي ظهرها العاري.... يصرخ صوت في داخله( يا للنساء الغبيات....الحمل...العذاب....التعب....العار...المو ت)

    شكرا مرة اخرى لنص باهي إنتصر لكل النساء الضحايا لنزوات أنصاف الرجال ...


    أنحني لك مرة أخرى و اخرى و ... الإ ما لا نهاية ...

    [عُدْ طفلاً ثانية / عَلِّمني الشعر / وعلِّمني إيقاع البحر /
    وخُذْ بيدي / كي نعبر هذا البرزخ ما بين الليل وبين الفجر معاً /
    ومعاً نتعلَّم أُولى الكلمات / وأَرجعْ للكلمات براءتها الأولى / لِدْني من حبة قمح، لا من جرح، لِدْني / وأَعدني، لأضمَّك فوق العشب، إلى ما قبل المعنى / هل تسمعني: قبل المعنى / عُدْ طفلاً لأرى وجهي في مرآتك / هل أنت أنا / وأنا أنت؟ /... درويش ...
  12.  
  13. #107
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المأمون مشاهدة المشاركة
    الاديب الاريب صلاح يكفى ان تشأ فنكون منديلا ابيض بيد حبيبة اوتنينا اسود ان غادرنا سطرك ...تقبلنى ملتهما لدسامة ابجدك الوارف ياباهى
    لن اكذب واقول ان ماكتبته لم يسعدني فالكاتب ياصديقي طفل يطربه الثناء بعد ان هده عناء الكتابة
    شكرا لك سالت دموعي وانا اطالع حروفك اللطيفة فكل كاتب بحاجة الي رد فعل جميل مثل ردة فعلك

  14.  
  15. #108
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bit madani مشاهدة المشاركة
    ياااااااااااااا أستاذي الفاضل ....فاتتني كل هذه المتعة الطاغية ...
    عاجزة عن تبجيل كل حرف ينبي بعبقرية نصك و عمقه ...اتمنى ان يستوعب بنفس العمق الذي كتب به ...

    أعترف بأنك أجمل وأكمل و أعمق واذكى قلم كتب بمنتديات مدني في إعتقادي منذ إنشائها ...
    أجده رمزا ولكن يدين ببلاغة طاغية جهول ... من أين اتيت بهذا النص الذي يقبل القسمة على كل الصور المعكوسة هنا و هناك ... اقف هنا مذهولة :

    (وفي هذه اللحظات التي شعر فيها الاخرون بالتفوق عليه أزداد شعوره بالتفوق عليهم في داخله وتعزز أكثر. ظل يراقبهم صامتا وهم ينقبون في خصوصياته وكل اركان مملكته الصغيرةحتي السراميك خلعوه بحثا عن أجنة متوهمة وأطفال مؤودين.أنتابه ذات الشعور الذي ينتابه وهو ينحني علي مريضة من مريضاته ليخلصها من عذابين في وقت واحد : عذاب الجسد الذي يحمل وثيقة ادانته وعذاب الروح الخائفة من الاسلاك الشائكةوردود فعل المجتمع، كان شعوره بانه ملاك الرحمة المرسل لغسل عذابات البشر يتمدد ويتضخم في مثل تلك اللحظات فيجد نفسه يهمس بصوت خافت لاتخافي يا صغيرة...دقائق قليلة وتعودين كما كنت نقية من كل الأوساخ.... دقائق قليلة ويزول كل شئ....) كان صوته خافتا ، لكن ناره الكامنة كانت تزداد ضراوة في تلك اللحظات، يتصبب عرقا في الشتاء...تلتمع صورة أمه من مكان ما...باكية حزينة...صوت أبيه كالكرباج يهبط علي ظهرها العاري.... يصرخ صوت في داخله( يا للنساء الغبيات....الحمل...العذاب....التعب....العار...المو ت)

    شكرا مرة اخرى لنص باهي إنتصر لكل النساء الضحايا لنزوات أنصاف الرجال ...


    أنحني لك مرة أخرى و اخرى و ... الإ ما لا نهاية ...
    فاض جمال دواخلك علي نصي فجمله وزينه فياسعده بحروفك واختيارك لزاوية القراءة ايتها الشفيفة

  16.  
  17. #109
    موقوف نهائياً Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    مدنى,,حى أركويت
    المشاركات
    803

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة
    لن اكذب واقول ان ماكتبته لم يسعدني فالكاتب ياصديقي طفل يطربه الثناء بعد ان هده عناء الكتابة
    شكرا لك سالت دموعي وانا اطالع حروفك اللطيفة فكل كاتب بحاجة الي رد فعل جميل مثل ردة فعلك
    استاذى صلاح هناك اناس يتسربون الى مسامك ولاتملك مقاومة ممشاهم فيك وأنت على رأس هولاء بفضل سطورك التى تضئ لنا عتمة الوطن التى تقطعت اوصاله فاخترنا المنافى وصرنا بسطورك نعانق الوطن الذى نود وحتما ستشرق فجر القصائد وتموت اصوات البنادق متى ماكنت تبثنا هذا الحرف اليجئ كاطلالة سعد على زماننا الكئيب فتحيله لحبور وطرب روحى به تنمو معانى رسالتنا الانسانية ..كن كما ينبغيك سيدى العارف بالله والوطن صلاح سر الختم

  18.  
  19. #110
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المأمون مشاهدة المشاركة
    استاذى صلاح هناك اناس يتسربون الى مسامك ولاتملك مقاومة ممشاهم فيك وأنت على رأس هولاء بفضل سطورك التى تضئ لنا عتمة الوطن التى تقطعت اوصاله فاخترنا المنافى وصرنا بسطورك نعانق الوطن الذى نود وحتما ستشرق فجر القصائد وتموت اصوات البنادق متى ماكنت تبثنا هذا الحرف اليجئ كاطلالة سعد على زماننا الكئيب فتحيله لحبور وطرب روحى به تنمو معانى رسالتنا الانسانية ..كن كما ينبغيك سيدى العارف بالله والوطن صلاح سر الختم
    ياسيدي المضئ : ابكيتني فقد ذكرتني أمي عليها الف رحمةونور كم كانت تحبني وتكبر في عينيها صغار اعمالي فتجعلني أشرع في المزيد باحثا عن حب ذلك القلب الكبير.....صدقني مذ رحلت لم أجد من خصني بثناء شممت رائحة صدقه وحرك قلبي الا سطورك وسطور سبقتها من اخت فاضلة....مرة أخري شكرا لك

  20.  
  21. #111
    موقوف نهائياً Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    مدنى,,حى أركويت
    المشاركات
    803

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة
    ياسيدي المضئ : ابكيتني فقد ذكرتني أمي عليها الف رحمةونور كم كانت تحبني وتكبر في عينيها صغار اعمالي فتجعلني أشرع في المزيد باحثا عن حب ذلك القلب الكبير.....صدقني مذ رحلت لم أجد من خصني بثناء شممت رائحة صدقه وحرك قلبي الا سطورك وسطور سبقتها من اخت فاضلة....مرة أخري شكرا لك
    المريود صلاح
    نمشى موشومة على ظهورنا احذية الطغاة ونحلم...نحلم بمقام من ارضعتنا حليب الحق زادا ونحلم...نحلم وفى قمة حلمنا تطل حروفك لتدفعنا للواقع ومواجهته بدلا عن ارتهاننا للخوف الذى سلبنا ارادتنا...ياسيدى تواضعك يسمو بك رغم ان لاسقف لدهشتنا بك

  22.  
  23. #112
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    31
    كانت رحلة قصيرة بحساب الزمن هي الفاصلةما بين الحرية ومجتمع علية القوم والبريق ومجتمع السجن والفضيحة أم جلاجل كما سماها البعض، بالنسبة لعاصم كان الأمر أشبه بانتقاء بلكونة خاصة في مسرح البولشوي في قلب موسكو ومتابعة عرض من عروض الأوبرا التي يحبها، تلك الاصوات الغليظة وأنهار الموسيقي المصاحبة وحركات الممثلين الراقصة، غائبا عما حوله، محاولا عبثا متابعة الموسيقي والكلمات ، هكذا كان يراقب المشاهد التي توالت بعد المداهمة :الاسئلة الكثيرة للمحققين، كاميرات الصحافيين،نظرات التشفي في وجوه كثيرة، دموع صادقة في وجوه يعرف أصحابها ووجوه أخري بالكاد يتذكر أنها مرت عليه من قبل، كان التوتر والانفعال سيد الموقف عند الجميع الا عنده هو: كان هادئا ومستمتعا بالضجيج كمن يشاهد عرضا مسرحيا شاهده مرات عديدة حتي باتت ضحكته تسبق المشهد والعبارة،كانت الجوقة كلها لاتعنيه في شئ، كان قد هيأ نفسه منذ زمن بعيد لتلك اللحظة ، لذلك كانت ردة فعله ردة فعل من لايعنيه ماحدث ولايخشي عواقبه الي درجة أن المحقق المتحمس الغليظ العبارة راودته مخاوف وشكوك قوية وقال لنفسهالرجل كالجبل ، إما انه مسنود بقوة كبيرة أو انه مختل تماما برغم صيته الكبير....) وتغيرت معاملته لعاصم ، صار ينتقي عباراته معه بدقة ويرسم ملامح محايدةوهو يفور كبركان في دواخله.لم يفت علي عاصم ملاحظة ذلك فازداد استمتاعه بالمشهد،كان معتادا علي مراقبة سلوك الناس اثناء الازمات بلذة خاصة، أنفعالهم الشديد ومحاولات التماسك الفاشلة، دموعهم التي يخفيها البعض بالاستدارة واعطاء الظهر أو مغادرة الغرفة الي الهواء الطلق أو علو الصوت،خوفهم البادي في تسارع ضربات القلوب حتي تكاد تحاكي بندول الساعة، قنوطهم الذي يخالطه رجاء،،أستعدادهم لدفع كل شئ في لحظة ما ، ثم عودة العقل بعد الاطمئنان علي من يحبون واستعادتهم شهوة المساومة وعقد الصفقات الناجحة،وكان هناك دوما آخرين مختلفين في كل شئ: صوت هامس ورجاءات غير منطوق بها ، استغاثة صامتة وضراعة في عيون تقول انها لاتملك ثمنا لمجهوده سوي الضراعة وكلمات طيبات ونظرة أمتنان نادرة المثال.كان هو لايختلف عمن يقابلهم: كان بداخله مزيج منهم جميعا،جشعا وفظا مع الفظ ، عنيدا لايتنازل عن مليم احمر ، ومع آخرين كان ملاكا هبط من السماء،كان شخصا نادرا تروي عنه قصص أقرب الي الخيال، دموعهم تسيل لها دموعه، آلامهن آلامه، تبديد مخاوفهن هو هدفه العاجل الذي يعرف الطرق المؤدية اليه كما يعرف كيف يصل الي بيته في الظلام معصوب العينين.لم يكن يعرف لذلك سببا. كان يتصرف من وحي الحين واللحظة مدفوعا بعاطفة وعزيمة لايعرف لها سببا ولامصدرا ولاتوقيتا ولكنه ينساق خلفها كما تدفع الامواج قاربا صغيرا بلا قائد حيث تريد وتشتهي.لم يكن يهتم حتي بمعرفة أشخاص من تتملكه تلك العاطفة الطاغية تجاههم، كان يكتفي بقيادة مراكبهم الموشكة علي الغرق الي ضفاف آمنة بلا مقابل وبلا طلب أحيانا. كان يعرف بحكم عمله وخبراته الحياتية أن الناس ميالون دوما لاختلاق وتحريف قصص حياتهم الخاصة بما يجمل ويحسن صورتهم ولكنه مع ذلك كانت تبكيه قصص من قصدنه وجلات خائفات مرعوبات باحثات عن قشة يتعلقن بها قبل السقوط في الجب، كن يعرفن انهن إن هززن جذع النخلة فلن تساقط عليهن رطبا جنيا بل ان أبواب الجحيم ستفتح لهن، وكن يعرفن انه قشتهن الاخيرة والوحيدة، وكان يعرف ان الخوف في حضرة من يحسبنه المنقذ يطلق الالسنة من عقالها ويخرج الاسرار من داخل أسوارها، لذلك كان يصدقهن وتنهال دموعه أحيانا حتي في حضرتهن.لم يكن يستطع منعها فهي دموع قديمة متجددة، دموع يختلط فيها صوت أمه الكامن داخله بصوت صبية تقاتل من أجل حياة تقف علي حد سيف لايرحم، تماما كحياة أمه التي لم تجد من يمد لها يدا فغابت الي الأبد.لم يكن قادرا علي فعل شئ لها فليفعل شئيا لهن.كان أحساسه بكونه منقذا منتظرا يتزايد يوما بعد يوم ولكن أحساسه بالغربة يتزايد أكثر وصوت والده يأتيه من مكان ما هازئا به بعبارات تطرق ذاكرته كناقوس كنيسة عتيقة.كان صوت والده يشعره دوما بالضآلة الأبدية التي ليس له فكاك منها. كان الصوت يجبره علي رؤية اشياء كامنة في اعماق سحيقة كالكوابيس لايريد ان يراها ابدا، لكن الصوت يتحول مرآة تجبره علي رؤية مالا يريد ولايرغب في رؤيته.طوال الطريق من العيادة الي قسم الشرطة الي النيابة الي السجن كان الصوت يطارد العربة في الشوارع والمنحنيات ويطارده مثل كرباج ينهال علي ظهر عار.

  24.  
  25. #113
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    [ [CENTER] 32
    بأستثناء الصحافة التي نقب كتابها في كل اركان حياته وبعض الاقارب والاصدقاء لم يزر أحد عاصم في السجن، كان ينتظر بشوق ولهفة زيارة نوال الكاشف لكنها لم تأت أبدا،خيبت ظنه ولم تبعث له حتي رسالة، وعندما أخبره مأمور السجن يوما أن ندى في انتظاره تهللت أساريره وانتعشت أماله في وصول رسالة من نوال، لكن سرعان ما خاب فاله،كانت ندى شاحبة مرتبكة لاتعرف ما تريد قوله طوال دقائق الزيارة القصيرة وعندما تجرأ وسألها عن نوال أجابت بارتباك انها بخير ولم تزد علي ذلك، ساد صمت قصير ثم نهضت ندى وهي تقول له بصوت مخنوق خافت: شدة وتزول...) ثم أنفلتت خارجة ومنديلها الورقي باق في مكانه شاهد علي كل دمعة أستدارت واخفتها فيه. خرجت ندى مسرعة من غرفة المأمور الي باحة السجن الفسيحة وظلت تهرول حتي بلغت البوابة التي فتحت لخروجها، خرجت الي الشارع وهي مشيحة بوجهها حتي لايراها أحد خارجة من حيث خرجت وأسرعت عامدة الذوبان في ارتال العابرين وهي تحمد ربها ان بوابة السجن وطريقه قريبان الي الشارع العام. كانت تتساءل طوال طريق القدوم والعودة عن سبب رغبتها في الذهاب الي عاصم، فلم تجد سببا سوي أحساس خانق بالذنب إجتاحها وهي تري صورته تتصدر الصحف واخبار القبض عليه تتصدر المجالس،لم يخطر ببالها أبدا وهي ترسل الاشارات ضده ان نوال وانتقامها يمكن ان يبلغا هذا الحد،ولم تك تدرك ان هذا الرجل يهمها امره الي هذا الحد الذي جعلها تغضب كل هذا الغضب لاجله وتثور كل تلك الثورة في وجه صديقة عمرها، كانت وكأنها تعيد اكتشاف ذاتها علي وقع الكارثة التي ألمت بعاصم تري تحت جلدها ندى أخري لاتعرفها ولم ترها من قبل،ندى تحب عاصم بجنون سراوتنكر تلك العاطفة علنا، ندى تتصنع اللا مبالاة وهي تذوب شوقا،ندى تظن انها ترغب في ايذائه وهي ترغب في الاحتجاج لا أكثر،كانت تنتظر منه أكثر من مجرد ارسال رشا لتتحسس له الطريق، كانت تتمني لو انه امتلك الشجاعة فخاطبها بنفسه وقدم نفسه بدون وسيط،كانت ترسم في خيالها سيناريوهات عديدة للقائهما وللمجري الذي سيأخذه الحوار وكيف انها ستضع بصمتها علي اتجاهاته ومفرداته حتي يبلغ الضفة التي تريده ان يبلغها في التوقيت الذي تريده، لكنه لم يأت ، ظل يكتفي بمرسال الشوق الذي ليس له ذوق(رشا) وظلت رشا بسماجتها وطريقتها الفجة في طرح الاشياء تعطيها احساسا بانها عاهرة تجري مفاوضتها حول الثمن وظل هذا الشعور يشعل نيران غضبها علي عاصم ويخصم من رصيده الكثير لديها.وظل النفور سيد الموقف بينهما. كان الاحساس بانها فريسة مطاردة وانه طفل مدلل اعتاد الحصول علي ما يريد يجعلها صادقة في حوارها مع نوال حين تقول لها بغضب انه ليس النوع الذي تفضله وانه خارج حساباتها، ولم يكن بمقدورها ابدا ان تعترف لها بانه لو أحسن الدخول الي حياتها من الباب لما وجد عقبة تعترض سبيله الي قلبها أبدا.بكت ندى وهي تقرأ السطور وتطالع صورته في الصحف كما لم تبك من قبل، ولم تدر هل بكته هو ومصيره المفجع ودورها الخفي في ذلك؟ أم انها بكت نفسها وهي تري صورتها ومشاعرها الحقيقية لأول مرة وتدرك انها أضاعت الرجل الوحيد الذي احبته يوما ما؟ تري هل بكت لأنها بمكابرتها وانكارها مشاعرها نحوه واغلاقها الابواب بينهما وتشجيعها لنوال علي دخول عالمه بزعمها انه لايهمها قد فتحت عليه ابواب الجحيم الذي بات فيه؟
    لم تكن تملك أجابة سوي الدموع والغضب من نوال وفعلتها والشفقة عليه والرغبة في رؤيته والاعتذار له والبوح علنا والاعتراف بما أجتاحها، ولكنها عندما باتت أمامه وجها لوجه ولمست ذلك الاهتمام بنوال الكاشف في رنة صوته ونظرات عينيه ماتت كل الكلمات علي شفتيها واجتاحها شعورها القديم بالغربة المنتصبة بينهما، فلاذت بالصمت وأسرعت بالهروب من مكتب بات في لحظة زنزانة خانقة.[/
    CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 11-01-2012 الساعة 10:15 AM
  26.  
  27. #114
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية اميمه عشريه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    من مدني فكل مدني دياري
    المشاركات
    1,486

    سرحت بعيدا رأيتني شخصا يجلس في هذا المسرح الحياتي المملؤ لحافته بالحياه وصخبها بالحزن والمه بالعناد ووطأته بالحب ونبله ... اختنقت فكثيرا ماكنت ندي ورشا ونوال في كثير من اوجه الحياه وقد سرت بنفسي كل الطرق التي رسمت لهم بحرفيه عاليه ..هذا الشريط الذي يمر امامي الان هو شريحه حيه من الحياه وقطعه لهب متوهجه من احتدام مشاعر انسانية مثقله بالهم ومترفه ببشريتها ... هنا نجر اذيال خيبة لحسناالمتواضع ولفجوه فجرناها بين ما نعرفه عن عواطفنا وما نعترف به منها نتواطأ لود معرفتنا لذواتنا بضعفها الانساني الذي طالما لميزها عن السائرون علي اربع ...هنا يا اديبي البارع لم ارضي لنفسي ان اقف في ارض الكومبارس في ملحمتك الانسانيه هذه لانها شدتني لاقفز وسط دوامتها ففضلا تقبل مني تطفلي واقحامي نفسي بكامل حسي في كل تفاصيل الادوار المرسومه بعنايه فائقه ... شكرا صلاح لانك تعيد معي اكتشاف الاشياء في الدواخل

    لولا هذا الجـــدار لما عرفنا قيمة الضؤ الطلـــــيق


    اميمه صلاح الدين عشريه
  28.  
  29. #115
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميمه عشريه مشاهدة المشاركة
    سرحت بعيدا رأيتني شخصا يجلس في هذا المسرح الحياتي المملؤ لحافته بالحياه وصخبها بالحزن والمه بالعناد ووطأته بالحب ونبله ... اختنقت فكثيرا ماكنت ندي ورشا ونوال في كثير من اوجه الحياه وقد سرت بنفسي كل الطرق التي رسمت لهم بحرفيه عاليه ..هذا الشريط الذي يمر امامي الان هو شريحه حيه من الحياه وقطعه لهب متوهجه من احتدام مشاعر انسانية مثقله بالهم ومترفه ببشريتها ... هنا نجر اذيال خيبة لحسناالمتواضع ولفجوه فجرناها بين ما نعرفه عن عواطفنا وما نعترف به منها نتواطأ لود معرفتنا لذواتنا بضعفها الانساني الذي طالما لميزها عن السائرون علي اربع ...هنا يا اديبي البارع لم ارضي لنفسي ان اقف في ارض الكومبارس في ملحمتك الانسانيه هذه لانها شدتني لاقفز وسط دوامتها ففضلا تقبل مني تطفلي واقحامي نفسي بكامل حسي في كل تفاصيل الادوار المرسومه بعنايه فائقه ... شكرا صلاح لانك تعيد معي اكتشاف الاشياء في الدواخل
    الاستاذة اميمة : اعجبني كثيرا ذلك القبس من شعر الراحل امل دنقل الذي زينت به توقيعك...واعيد كتابته كاملا من ذاكرتي كما حفظته منذأول مرة وقعت عيني عليه في ديوانه تعليق علي ماحدث في عام 1984 : آه ما أقسي الجدار حين ينتصب في وجه الشروق...ربما نقضي العمر كله ننقب الجدار ليمر النور للاجيال مرة. ربما لو لم يكن هذا الجدار ماعرفنا قيمة الضوء الطليق! الف رحمةونور عليك ياأمل دنقل....وشكرا لك مرورك وتوقيعك الذي ايقظ الشجون
    وشكرا لك شهادتك النابضة بالحياة والالق والبهاء في حضرة الروايةوشخوصها...شكرا لك هذه الدفقة من الضوء التي نثرتها هنا...وبقلبي وعقلي...

  30.  
  31. #116
    موقوف نهائياً Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    مدنى,,حى أركويت
    المشاركات
    803

    حين يهتز جزع النخيل عند منعرج النيل بهذه الفارهة ودمدنى نتيقن حتمية مضاجعة ابجدك لتلك الفاتنة ومثلك ياسيدى نجلس بحضرته حيرانا للتزود من فيض نبع سطورك التى تهطل بعوالمنا كما القمر النبئ...دعنى تلميذا فى خلوة ممشاك المتوهج نحو رحاب الوطن الباهى بك سيدى

  32.  
  33. #117
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المأمون مشاهدة المشاركة
    حين يهتز جزع النخيل عند منعرج النيل بهذه الفارهة ودمدنى نتيقن حتمية مضاجعة ابجدك لتلك الفاتنة ومثلك ياسيدى نجلس بحضرته حيرانا للتزود من فيض نبع سطورك التى تهطل بعوالمنا كما القمر النبئ...دعنى تلميذا فى خلوة ممشاك المتوهج نحو رحاب الوطن الباهى بك سيدى
    ياسيدي محظوظ انا بأن من يملك مثل جمال دواخلك وقعت عيناه علي نصي ففاض جمال دواخله عليه فجمله في أعين القراء....شاكر انا وممتن لكل حرف ولكل حماسة

  34.  
  35. #118
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية تغريدا
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    4,363

    قلمك سهماً يصيب عروق القلب
    ليجعلها تتفكك وتتراقص الماً لهذا العزف
    داعبت المشاعر بهدوء
    وأثرت الضجيج في النفوس
    قدت الإبداع لأي طريقٍ به قلمك يجول
    حقيقة ألجمت قلمى لم أجد تعبير يناسب لما سطرت هنا
    دمت بابداعك وننتظر ماهو آآآآآت

    تحايات سامقات نواضر دوماً أستاذنا صلاح سر الختم

    التعديل الأخير تم بواسطة تغريدا ; 11-12-2011 الساعة 07:06 AM

    اللهم صلى وسلم على النبى الكريم وآله وأصحابه الطاهرين وأجمعنا بهم يوم الدين
    (ماندمت على شئٍ ندمي على يومٍ غربت شمسه, فنقص فيه أجلي, ولم يزد فيه عملي)


    كن فى الحياة كعابر سبيل
    وأترك وراءك كل أثر جميل فما نحن فى الدنيا إلا ضيوف
    وماعلى الضيوف إلا الرحيل



  36.  
  37. #119
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريدا مشاهدة المشاركة
    قلمك سهماً يصيب عروق القلب
    ليجعلها تتفكك وتتراقص الماً لهذا العزف
    داعبت المشاعر بهدوء
    وأثرت الضجيج في النفوس
    قدت الإبداع لأي طريقٍ به قلمك يجول
    حقيقة ألجمت قلمى لم أجد تعبير يناسب لما سطرت هنا
    دمت بابداعك وننتظر ماهو آآآآآت

    تحايات سامقات نواضر دوماً أستاذنا صلاح سر الختم

    كل الود لك اختي تغريد
    واسعدني مرورك حقا

  38.  
  39. #120
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    [ 33
    عاد عاصم من زيارة ندى حزينا مطاطئ الرأس غارقا في تأملات كثيرة، كان قد نهض مسرعا حين قال له الحارس ان أنثي قد جاءت لزيارته فقد كان متهلفا لزيارة نوال الكاشف له، كان يعتبر مجئيها شئيا حتميا مثل كل ماجري له. كان يستمد بعضا من قوته في مواجهة ما جري من ذلك الاحساس بانها ستأتي حتما، لم يتطرق الشك اليه أبدا في قدومها، ظل يسهر الليالي حتي الصباح يرسم في تفاصيل اللقاء ويتشمم بخياله رائحة عطرها التي ستخترق أنوف السجناء والضباط والعساكر والمارة كغيمة منومة، كان يتخيل ملامح وجوههم الممتلئة دهشة ويراهم بعين الخيال يصطفون علي جانبي الطريق وهو يرتدي بدلة بيضاء ويأخذ بيدها الرقيقة تحت ابطه منحنيا في عظمة لتقبيل كفها الصغير ثم يشقان الطريق المفروشة ورودا ملونة وبساطا احمرا نظيفا والضباط يبتسمون وهم يؤدون التحية بأدب جم والجنود متهللة أساريرهم والبنات الصغيرات يلهثن خلف العروس الباسمة ليمنعن أطراف ثوبها من بلوغ الأرض،يمضي هو كالطاؤوس الي الأمام وعنقها الصغير ينحني بين الفينةوالأخري علي كتفه كعصفور صغير يبحث عن عشه، ثمة سيارة صغيرة مكشوفة حمراء مزينة بورودكبيرة تنتظر في نهاية الممشي العريض، يخرج منها سائق ممشوق القوام يرتدي زيا مثل الذي يرتديه أفراد الموسيقي العسكرية، يفتح الباب وينحني حتي يكاد يلامس بذقنه الأرض، يرفع عروسه بين ذراعيه ويضعها برفق داخل السيارة وهي مستسلمة سعيدة تنظر في عينيه بوجه ضاحك وأسنان بيضاء كالحليب مصفوفة كعقد علي جيد حسناء، يرفع رأسه الي السماء فيجد الشمس قد توارت خجلا خلف غمامة وثمة نتف بيضاء كقطع قطن تتبسم ، ثمة حمائم بيضاء مطمئنة تحلق وتعود كسرب طائرات في عرض عسكري للطيران.....وحين هم برفع قدمه للدخول الي جانب عروسه،سمع صوت صرير مزلاج عتيق وصوت باب ينصفق ، فأفاق علي مرآي جدران زنزانته الصماء....وساد صمت رهيب....[/

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 26-12-2011 الساعة 04:04 AM
  40.  
  41. #121
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    34
    كانت ندى تكاد تمور وتنفجر من الغضب ، غضب لم تعرف مثله قط في حياتها فقد كانت مسالمة مسامحة بطبعها تنأي بنفسها عن كل صدام وانفعال ومواقف حادة، لكن ماحدث كان شئيا يفوق تصورها وخبراتها الحياتية، كانت ممتلئة بانفعالات متناقضة، فقد شعرت بعد رؤيتها دكتور عاصم في محبسه بتأنيب ضمير فظيع وشعرت أنها مسؤولة بشكل أو آخر عما صار فيه، وشعرت في الوقت نفسه بغضب هائل يعتريها تجاه نوال صديقة العمر التي أنقلبت وحشا كاسرا بين عشية وضحاها وقذفت بالرجل الوحيد الذي احبته في الجحيم مرة واحدة،كانت تقول لنفسها: أنت السبب، انت من أشعل النار وأوغر الصدر عليه،أنت من سلم نوال السكين الصدئة وناداها لتذبحه، قبل ان تلوميها يجب أن تلومي نفسك،قبل ان تلوميها يجب ان تلومي غرورك الأبله الذي دفعه دفعا تحت عجلات سيارة نوال الكاشف التي لاترحم....نعم لومي نفسك ايتها الغبيةولاتلومي سواك أبدا.كان يلهث خلفك بأصرار وأنت تتصنعين عدم الأهتمام وتقابلي الود بالجفاء والأقبال بالأدبار.
    سالت دمعة علي الخد غصبا عنها فمسحتها بالمنديل الصغير وأسرعت الخطي وسط زحام العابرين وأصوات الباعة الجائلين تطرق أذنها فتعيدها الي السوق العربي وزحامه الفظيع وانهار البشر الاحرار الا من هموم صغيرة وكبيرة ومسابقة الزمن لادراك الحافلات المنتشرات في كل الاتجاهات كرهط غادروا للتو دار عرس عائدين الي الديار،وحده عاصم لم يعد بمقدوره ان يكون جزء من هذا النهر الحر وهذه الارتال الطليقة، وحده يقبع هناك ينتظر قدوم نوال في بلاهة دون ان يعرف ان يدها البضة الصغيرة وثغرها الباسم هن من ألقي به هناك وهن من حررن شهادة موته كطبيب ونجم من نجوم مجتمع الخرطوم وامدرمان وجعلنه مادة خصبة لصحف بائرات يتاجرن بالفضائح وأخبار الجريمة والجثث المتفحمات. ليته يعلم ان نوال سراب كاذب وانها من أورده موارد الهلاك وأنها من أدار الماكينة التي سحقته وجعلت من عالمه المضئ أثرا بعد عين في لحظات، ليته يدري كل ذلك عساه يشفي منها.لكن ندى كانت تدرك ان الحقيقة يمكن ان تقتله، خير له أن يبقي في ظلام الزنزانة وظلام الحقيقة ، لأن الأمل نور يستضاء به، وعشمه في نوال هو الأمل الذي تبقي له. اللعنة عليك يانوال...اللعنة عليك يا نوال. هكذا كانت الافكار تتهاطل كالمطارق علي ندي والحافلة تعتلي صهوة كوبري الحرية في طريق العودة الي الديار.

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 07-01-2012 الساعة 04:13 AM
  42.  
  43. #122
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436


    35
    ما لم تعرفه ندي أن نوال الكاشف كانت تعايش ماجري لدكتور عاصم بذهول ودهشة وألم يفوق ما شعرت به ندى عشرات المرات، لم يدر بخلدها قط وهي تحرك الاشياء ضد عاصم ان تؤؤول الأمور الي ما آلت اليه أبدا، كان قصاري ما تريده هو أستعراضا للقوة يردع عاصم ومن معه ويوقف الحملة السوداء ضد احمد المغربى في حدها، قرصة أضان صغيرة فقط وليس كل هذا الزلزال المدمر،لكن ابن خالتها الذي يشغل موقعا رفيعا لم يعتد التعامل بنظام قرصة الأضان المحدود، كان غولا علمته السياسة والحياة انه ان لم يأكل خصومه فسيمضغون قلبه ويرمون جثته للكلاب، ولسوء حظ عاصم كان عاصم أصلا ضمن قائمة ياسر النضيف السوداء قبل ان تؤكد نوال وجوده ضمن المهام الأكثر اولوية عند ياسر النضيف أب شغلا نضيف كما يسميه أصحابه في دنيا المال والسياسة، أطلقت نوال الكلاب الجائعة من محبسها أرادت ذلك أم لم ترد وكانت الحصيلة ذلك الزلزال المدفوع القيمة والمعد بعناية قصاب يتخير شاة للذبح. حدث الزلزال وقلب حياة عاصم رأسا علي عقب وجعله مادة اعلامية ثابتة حتي في بيوت العزاء وحينها فقط أدركت نوال فداحة ما فعلت وحينها فقط قتلت صحوة الضمير وهج الغضب الذي حركها في البدء وأدركها الندم متأخرا بعد وقوع الفاس في الرأس.وجدت نوال نفسها وحيدة داخل غرفتها والصحف المكتظة صفحاتها بصور عاصم تحيط بها أحاطة الشرطة بمجرم يلتمس الفرار عبثا،ألقت بحقيبتها الصغيرة كيفما اتفق والقت بنفسها علي السرير نفسه الذي أتخذت فوقه قرار أشعال النار في عاصم ونفذته بمكالمة طويلة مع ياسر النضيف، طفقت تبكي بحرقة وهي تلوم نفسها علي تهورها وحماقتها

    ووجدت نفسها تمزق الصحف تمزيقا كأنها تحارب فيها عدوا منتصبا أمامها، كانت صورته حتي بعد تمزق الصحف أربا تتجمع وتملأ فضاء الغرفة الصغيرة وتخنقها بنظرة واثقة تبدو ملئية بالسخرية والتهكم والوعيد،ولم تكن تملك شئيا سوي البكاء...كانت الصور تتقاطع في ذهنها مع الدموع، ذلك الاهتمام...تلك النظرات التي تتسول الحنان....تلك الابتسامة الغامضة نوعا ما....صوته وهو يلقي شعرا يجتهد في جعله يبدو شعرا عند ضفة النيل في امدرمان وذلك المركب الصغير الذي يمخر عباب النيل من خلفه بذلك الساري الابيض الصغير.... حكاياته عن طفولته وأمه التي أختفت بغتة....نومه في أعلي الاشجار حتي حلول الظلام دون أن يفتقده أحد ...خوفه حد التبول علي نفسه وهو يركض في الظلام عائدا الي ديار لم يكلف من فيها نفسهم بالبحث عن عاصم البروس...بكت نوال أكثر....أدركت في هذه اللحظة الفارقة فقط أنها أحبته وأحبت دموعه وجوعه الي الحنان وصدقه الجارح معها وأنها رأت في حرمانه الطويل شبها من حرمانها وفي أهماله شبها بأهمالها وفي بقائه في ركن مظلم وحيدا صورة من طفولتها في القصر الصامت...أدركت نوال بعد أن أحرقت المعبد وهدته علي رأس عاصم أنه ربما يكون الرجل الوحيد الذي احبته وأحبها وأن ثورتها عليه في الحقيقة لم تكن ثورة من أجل سمعتها كما ظنت بل كانت ثورة أنثي استفزها كون من تحبه يظن أنها تحب غيره ويصدق ذلك.صرخت نوال بجنون وهي تضرب بيديها علي الوسادة الصغيرة بعنف: اللعنة عليك يا ياسر...اللعنة عليك لم تصدق ان الفرصة جاءتك لتمزقه أربا.....اللعنة عليك يا نوال....كنت أعرف ان ياسر يعتبر نوال منطقة محظورة لغيره...كنت اعرف غيرته العمياء من عاصم منذ التقانا صدفة في أحدي جلساتنا الخاصة في الريفيرا، من يومها وياسر يسأل بالحاح مطرقة علي الخشب عن عاصم وعلاقتي به وأنا أدعي البراءة بطريقتي وأشعل النار في جوف ياسر، أشعلتها وتركتها كامنة ثم دلقت عليها بنزينا وشعلة من لهب....اللعنة عليك يانوال....اللعنة عليك يا نوال..[/
    .

  44.  
  45. #123
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    36

    كانت نوال الكاشف ترتعش كصغير تفتك به حمي مجهولة وهي تستنزل اللعنات علي نفسها ودموعها تجري انهارا غير عابئة بما رسمته الدموع علي وجهها من أخاديد ، كانت المروحة الوحيدة في مكتب المأمور تدور ، عاصم ساكنا كجثة، قبعة المأمور منتصبة حيث تركها قبل خروجه مفسحا المجال لندي ونوال وعاصم ، كانت ندى تبكي بدموع لاتري وتتنقل ببصرها بين نوال الكاشف التي لم ترها قط بذلك الضعف وذلك الانفعال وعاصم الذي يبدو في بدلة السجن كأنه يستقبل ضيفا في بيته عصر يوم حافل، مرهقا شاحبا،قالت له نوال كل شئ ،ماتعرفه وما تظنه وما أخفته من قبل فيما عدا مشاعرها نحوه،لم يقل عاصم شئيا في البدء، ساد صمت قصير بدا دهرا، حتي أن الجندي الواقف أمام باب الغرفة لم يستطع مغالبة فضوله فادار وجهه الي داخل الغرفة كأنه يريد التأكد من كون الغرفة لاتزال مأهولة بالبشر ، ثم أشاح بوجهه بسرعة عنهم.مسحت نوال وجهها بمنديل صغير دون ان ترفع رأسها و أبتلعت ريقها بصعوبة ولاذت بالصمت.
    وفجأة هدر صوت عاصم قويا علي غير المتوقع وعلي غير المألوف:
    طول عمري كنت غارقا في الجب، وحدي أصرخ بأعلي صوتي، ولا أحد يسمعني،كنت طفلا في الخامسة حين شاهدتها
    عارية ...مكبلة...والسوط يهوي علي ظهرها العاري....ترتفع اليد حتي تكاد تخرق السقف، ثم تهوي علي ظهرها العاري،وجهها مرعوبا وهي تصرخ وتشير علينا بالابتعاد، كنا صغارا، نبكي،فليس لدينا سبيل آخر للاحتجاج، وكان كل ما يهمها الا نراها....... هو...لم يكن يهتم...انحشرت بين ظهرها وسوطه دون وعي ...بات صراخها أكبر....وكان وقعه حارقا وموجعا فعلا صراخي.......
    ارتفع صوت عاصم وصار صوت طفل يصرخ باكيا :
    كان برقدا زي الشفع قدامنا ويقول ليها ارفعي ايدينك...أرفعي ايدينك...و يجلدا....زي الشفع في ايدينا وفي ضهرا...
    وانفجر في البكاء بصورة هستيرية وصوته يعلو:
    علقني في النيمة عريان زي ما خلقني الله
    يوم كامل
    ودقاني بالسوط لما الدم
    كب..........في النيمة...

    وعلى ....على أخوي
    دقاهو لمن غمر.... دقاهو لمن مات يا نوال.....على يقع ويقوم وهو يدق...انا أقع وأقوم وهو يدق.....
    وأنفجرعاصم في نوبة هستيرية شاملة كبركان في قمة فورته يلقي بكل شئ امامه أرضا ويصرخ كخروف مذبوح....نهضت ندي مذعورة تبتغي باب الغرفة الصغيرة،واحتمت نوال بالمكتب الفاصل بينهما وأمتلأت الغرفة الصغيرة بالجنود في لحظة،أحاطوا به كما يحيط المصارعون بثور هائج في حلبة مصارعة اسبانية وهو يزداد هياجا وصوته يعلو كأنه يخاطب شخصا ماثلا أمام ناظريه أو يؤدي مشهدا حفظه عن ظهر قلب علي خشبة مسرح:
    تكشح الشاي في وشها؟
    انت ما بتخاف الله؟
    تشغلا زي الحمار
    وترسلا السوق
    تخليها تقرع الواطةوانت قاعد
    وتجلدا زي الحصان؟
    تدق الشافع بالشبط
    في وشو؟
    تدق على لامن يموت؟ المرة الاولي
    حصلوا حاج المنصور
    ياحاج المنصورسكتا ليه؟ ياناس
    سكتوا ليه؟
    يا اخ انا ما انسان؟
    تضربني لمن اطرش ؟ اضاني هدي قاعدة صورة ما بتسمع
    تضربني كف؟
    ياولد اقرأ....كف. ... دا غلط...كف...
    اقيف...كف.... أقعد..كف ...كف... كف.
    خفت صوت عاصم رويدا و هو يدور كالمروحة مرددا كلمة واحدة بايقاع مخيف بدا عاليا كطبل: كف...كف ...كف ..كف. ثم سكت فجأة وتهاوي بين أيدي الجنود فافسحوا له مكاناوسطهم وأسندوه وأرقدوه علي ظهره فسكنت حركته، بقيت عيناه شاخصتان نحو المروحة التي تدور كأعواد مشنقةوبات وجهه طفوليا رخوا يكسوه سلام عجيب،ثم سكنت حركته تماما بغتة فشهقت نوال.نظر اليها طبيب السجن وتمتم: لاتقلقي اضطررنا الي اعطائه حقنة مهدئة ستجعله ينام بضع ساعات متصلة فقد تعرض لازمة عصبية حادة جدا....سيكون بخير.أعادت نوال النظر الي عاصم فوجدته غارقا في ثبات عميق
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 25-01-2012 الساعة 09:56 AM
  46.  
  47. #124
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    37

    في المصحة في صباح اليوم التالي كان عاصم هو عاصم الذي تعرفه نوال الكاشف: أنيقا بجلباب ابيض ورأس حليق وشارب مشذب يعطيه رجولة طاغية يعززها صدر عريض وهدوء وثقة بالنفس ، هو ذاته عاصم الذي تعرف وكأن الذي جرى لم يجر وكأن ما حدث البارحة في غرفة المأمور كان كابوسا ولم يكن حقيقة، سلمت عليه نوال بحذر وتردد فرد التحية ضاحكا متهللا ودعاها بلطف معتاد للجلوس كانه جالس في حديقة قصره أيام صفاه فجلست وهي لاتزال مضطربة لاتعرف ماذا تقول ولامن أين تبدأ.أخرج عاصم ولاعة فاخرة وعلبة سجائر ذهبية اللون ماركة بنسون وأخرج سيجارة واومأ اليها مستأذنا فهزت كتفيها مبتسمة وقالت بصوت خرج مبحوحا لدهشتها: خد راحتك ياعاصم ، مافي مشكلة، انا ذاتي لو كان في طريقة كنت ولعت واحدة، لكن ما بقدر اولعا هنا.
    أشعل عاصم السيجارة وأخذ نفسا عميقا ثم أخرجه من صدره وأطلق دخانه في الهواء وهو يتابعه ببصره متلذذا في شرود، ثم أبعد السيجارة الي يده الاخري ونفض رمادها في المنفضة وقال فجأة: سيجارتي تحترق وانا احترق ولامن يضئ ظلام العالم يانوال...no body.....at all ، طول عمري كنت سيجارة تحترق بيد أحدهم دون أن يكترث أحد بها ودون أن يحاول أحد اطفائها، وفي خاتمة المطاف يلقي بها أرضا فتدوسها الاقدام بقسوة لاحدود لها. لاتظني انك أول من فعل ذلك بعاصم البروس يا نوال، ولاتظني أنك الاسوأ، وليس مهما كونك قصدتى ذلك أم لم تقصدىه، المهم أنه حدث، كما يحدث دائما،كان أبي حالما كبيرا وفاشلا كبيرا، ظل قابعا في بقعة صغيرة ضيقة ومحكمة الاغلاق وهو يحاول بلوغ سماء مستحيلة، سماء لاتوجد داخل زجاجة محكمة بها مارد حبيس،كان يصطدم دوما بحدود المكان وسقفه الضيق ويتحسس رأسه فيجد في كل مرة كدمة كبيرة وبقع دماء فيكتشف أنه مارد محبوس بزجاجةصغيرة ألقيت بقلب المحيط ولم تقذف بها الامواج يوما نحو ضفة لتثير فضول أحدالباحثين عن كنوز مخبؤة ورسائل غامضة فيكسرها ويحرر المارد دون قصد، ولم تستطع المياه الجارية حولها كسرها أبدا، فظل المارد حبيسا بمحبسه، وأخذ يوسعنا ضربا في كل الاتجاهات لمجرد أننا بتنا حبيسين معه في ذات زجاجته، لم يكن يري فينا أنا وأمي واخوتي سوي أوتادا تشده الي القاع شدا ومزاليج تحكم أغلاق باب الزنزانة عليه وهو المشتهي الطيران والتحليق بعيدا عن زجاجته التي اختار ذات يوم راضيا الدخول فيها.كان ابوه مزارعا لايعرف قيمة لشئ سوي الارض والعمل فوقها كثور في ساقية وأراده ان يكون نسخة منه وامتدادا له في الارض والزمان، لكن أبي كان زاهدا في عالم ابيه ومشدودا بخيوط غير مرئية الي عوالم أخرى
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 25-01-2012 الساعة 09:59 AM
  48.  
  49. #125
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436


    38
    تصادمت الاراداتان، أبى وجدى،وانجلى التصادم بتوقف قطار تعليم ابي في حدود الثانوي، وفي المقابل لم يفلح جدي في جعله مزارعا، فانتهي به المطاف سائقا لحافلة ترحيل موظفين حكومية في الخرطوم التي أراد ان يدخلها غازيا فدخلها سائقا عوضا عن هجير الزراعة الذي هرب منه كمن يهرب من عدوي فتاكة.كان ابى يقود الحافلة بشعور حصان الكارو( مكره اخاك لا بطل)وكان يملؤه شعور متزايد بالغيرة والتفوق علي الموظفين ، ففي قرارة نفسه كان يؤمن ان موقعه المستحق هو موقع المدير وعربته الخاصةوسائقه الذي ينحنى له وليس مقعد السائق في حافلة تعج بموظفات جاهلات ثرثارات لايكفن عن أرساله طيلة يوم العمل لقضاء حوائجهن، كان مغرورا بطبعه غرورا لاحدود له، غرور الواثق بأن عقله قادر علي فك طلاسم كل شئ وقادر علي بلوغ كل غاية يروم تحقيقها، وكان في أعماقه حانقا حنقا عظيما علي ابيه كونه وقف بينه وبين طموحه وحوله الي مجرد سائق ترهقه نسوة فارغات(علي حد قوله) بطلبات لاتنتهي.كان شعوره بان ابيه هو المسؤول عما آل اليه في خاتمة المطاف في تزايد مستمر وكانت ناره المشتعلة داخله تتجدد كلما واجهته عقبةفي حياته أو اجتاحه الشعور بأنها حياة تافهة عديمة المعنى ولاتتناسب مع قدراته التي يعلمها.كانت ناره تلك تتوهج في وجوهنا وتحرق كل ركن في حياتنا،كانت تتجلى في قسوة لا متناهية يقسوها علينا،يحمل سوطه ويقف فوق رؤوسنا الصغيرة طالبا منا القراءة بصوت عال والتسميع لكل شئ، وويل للمتلعثم وويل لمن ينسي حرفاأو تنوينا،فالخطأ يساوي ضربا مبرحا و ألما لايطاق ولاتحتمله أجسادنا النحيلة_ خاصة في برد الشتاء.كانت لحظات قاسية وموجعة وملئية بالتوتر ، تلك اللحظات التي يلعب فيها دور المعلم، كان يصرخ بشكل هستيري: (أقروا ياحمير...اقروا ولا حتبقوا زي الحمير فعلا..
    اقرو القر الينفخكم...). لكن الاكثر غرابة كان هو موقفه اللاحق، كان غريبا ان يمارس علينا كل هذه الضغوط ليدفعنا دفعا للتعلم ثم يعود القهقري لاحقا ويشرع في وضع العراقيل في وجه انطلاقنا في التعليم الي مراحل افضل وفضاءات لم يرتادها،كان حانقا علي ابيه لانه تسبب في منعه من مواصلة تعليمه ولذلك كان حريصا علي تحديه بدفعنا للتعلم دفعا ولكنه في الوقت نفسه كان حريصا فيما يبدو الا نتجاوز ما حققه هو من تعليم، لذلك تحول فجأة من أكبر دافع نحو التعليم والتعلم الي اكبر واضع للعراقيل ومثبط للهمة في المراحل المتقدمة من التعليم.فقد كان يتعمد الهائى عن القراءة باغراقي في اعمال زراعية لاتنتهي يجبرنى عليها كلما دنا موسم الامتحانات ، كأنه كان يخشى تفوقي ان وجدت وقتا كافيا،أدركت مقصده فعملت كثور في ساقية علنا ودرست بلا هوادة سرا لكي انتصر عليه وعلي عراقيله، كان كلما تعمد الهائى زاد اهتمامي بالمذاكرة وانفتحت شهيتى للتفوق، كنت اعلم انها فرصتى الوحيدة لانبات اجنحة تنتشلنى من الجب العميق الذى نحن فيه في قاعه قابعين
    كنت اقول لنفسي وانا اصحو قبل ان يؤذن المؤذن للفجر لكي أقرأ بعيد ا عن انظاره :ليس لديك مخرج ياعاصم من هذه البئر سوي القراءة، هي الحبل الوحيد الممدود لك كي تتعلق به وتخرج الي الهواء الطلق) وهكذا عاهدت نفسي حتي فعلتها واحرزت نسبة عالية أهلتني لدخول الجامعة وأذهلت ابى فكاد يسقط مغشيا عليها ولكنه تمالك نفسه ونظر الي نظرة طويلة غريبة جدا
    ثم ضحك فجأة ضحكة لامعني لهاوأعطاني ظهرا محنيا وخرج دون ان يقول شيئا.هكذا كان يفعل حين يخسر وينوى رد الصاع صاعين
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 25-01-2012 الساعة 02:21 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid