فى مثل هذا اليوم وقبل خمسة عشرة سنة وفى حوالى الساعة 8 م من يوم السبت 18/01/1997 م كنت ذاهبا لأشترى بعض الأغراض من البقالة القريبة من منزلنا..وعندما خرجت الى الشارع لفت انتباهى "افواج" متفرقة من الناس متجهة الى الجهة الجنوبية من منزلنا..لم أعرها كثير اهتمام غير ان أحد المارين استوقفنى ليسألنى "بيت البكا بوين ياخ" فأجبته "بكا منو؟" هو:- "بكا مصطفى ساكس"..أنا :- بكل "بساطة" "مصطفى ساكس المات ليه منو؟" هو:- "مصطفى ساكس ذاتو اتوفى الله يرحمو" انا:- "باندهاش" شديد "مصطفى سااااااكس؟؟؟" هو:- "اى ياخ مصطفى ساكس بتاع المسرح اتوفى قبل كم ساعه الله يرحمو".. امعنت النظر طويلا فى عينيه ولم أستطع النطق بأى كلمة كأن الزمان قد توقف فى تلك اللحظة ورجعت البيت ولا اتذكر حتى هذه اللحظة ان كنت قد دليته على البيت ام لا..دخلت البيت وانا واجم تدور براسى الاف الأشياء..سألتنى أختى التى هى نفسها قد رحلت قبل شهور قلائل "عليها رحمة الله" "الحاصل شنو؟؟" حينها فقط اندفعت انفعالاتى ولم استط كبحها وبكيت كأنى لم أبكى من قبل..وبعد ان ذكرت لها ما سمعته من خبر حاولت تهدئتى بشتى الطرق لما تعرفه بخصوصية العلاقة بيننا بانى يجب أن أذهب الى منزل مصطفى للتأكد عسى ان يكون شخصا اخر وليس هو.
المسافة بين بيتنا وبيته والتى لا تتعدى ال1500متر بدأت لى كأنها ملايين الأميال..وما ان دلفت الى الزقاق الذى يقع فيه منزله ورأيت اصدقائنا يبكون بحرقة حتى ايقنت بأن صاحب قصيدة "احساس المهاجر" التى كان يرددها كثيرا واطرب دائما لسماعها قد صدق فى احساسه وهاجر هجرة أبدية الى الأزل.
أقسم بالله العظيم رغم كل هذه السنوات التى مرت منذ رحيله المفاجئ والى الآن لزلت أتنفس ذكراه صباح مساء.
لك الرحمة مصطفى ساكس وستبقى روحك فينا خاضرة ما بقى لنا فى هذه الفانية أنفاس.
وأرجو الدعاء له بالرحمة والمغفرة..
المفضلات